التسويق الشخصي: دليلك إلى تسويق نفسك باحترافية

تغيرت الكثير من المعالم في عالم الأعمال في القرن الحادي والعشرين وكان لأساليب التسويق النصيب الأكبر من هذا التغيير. وفي ظل المنافسة الشديدة في سوق العمل، سواءً على مستوى العمل الحر أم على مستوى الشركات والعلامات التجارية، فقد أصبح من الضروري تطوير أساليب تسويق الذات، فظهر ما يُعرف بـ التسويق الشخصي لكي يلبي تلك الحاجة.

إن أردت أن تتميز من بين نظرائك فعليك أن تتقن فن تسويق الذات (Self Marketing)، فهو بمثابة المحرك الأساسي للنجاح. لكن ما هو التسويق الشخصي بالضبط؟ وما هي استراتيجياته المميزة؟ في هذا المقال دليل متكامل لكل ما تحتاج إلى معرفته عن مفهوم التسويق الشخصي وخطواته.

جدول المحتويات:

ما هو التسويق الشخصي؟

التسويق الشخصي أو الدعاية الشخصية (Personal branding) هما مفهومان ظهرا حديثًا في الأوساط العالمية، ليس فقط على مستوى الشركات بل على مستوى المجموعات والأفراد أيضًا. وإن أردنا أن نصف هذين المفهومين ببضع كلمات فهي: فن إدارة صورة الفرد أو الشركة في أذهان العملاء بطريقة احترافية.

لنحلّل معًا هذه الكلمات لنتعرف على هذا المفهوم بتفاصيله:

  • التسويق الشخصي فن: لأنه وببساطة يحتاج إلى خطة واستراتيجية ونظرة بعيدة ووسائل وأدوات مناسبة، بالإضافة إلى جرعة كبيرة من الإلتزام والتفاني لترسيخ صورة إيجابيًا في مجال عملك.
  • إدارة الصورة: والمقصود هنا قيمة الفرد أو العلامة التجارية وحصة الإهتمام التي تحظى بها لدى العملاء.
  • الفرد أو الشركة: فالتسويق الشخصي لم يعد حكرًا على المؤسسات والعلامات التجارية، بل أصبح ضرورة ملحّة لكل من الأفراد والمجموعات التي تسعى إلى دخول سوق عمل معين والفوز باهتمام قاعدة العملاء المستهدفة.

عليك أن تدرك أن التسويق الشخصي ليس مجرد خطوات تحتاج إلى إكمالها بل هو استراتيجية عمل مستمرة سترافقك في رحلتك المهنية كلها وستكون بمثابة الدعامة الأساسية التي ستبني عليها نجاحك وسمعتك على المدى القريب والبعيد.

ما هي أهمية التسويق الشخصي؟

هل تحتاج حقًا إلى احتراف فن تسويق الذات للنجاح في سوق عملك؟ الجواب باختصار نعم بكل تأكيد، لأن أي نجاح ستحققه دون استراتيجية تسويقية محكمة سيكون قصيرة الأمد، والشركات والمؤسسات التي ظهرت ودخلت السوق بقوّة ثم ما لبثت أن انسحبت بعد خسائر فادحة خير مثالٍ على أهمية التسويق الشخصي ودوره في نجاح الأفراد والشركات على حدّ سواء.

لا يمكن حصر فوائد التسويق الشخصي في بنود معينة لأنه يؤثر في جميع مراحل العمل، لكن الثمار الأساسية التي ستجنيها من احتراف هذا المجال يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  • فرض نفسك أو خدماتك على أنك خيار لا غنى عنه في سوق العمل. هذا الامتياز لن يؤثر فقط على كم العمل بل على نوعية فرص العمل التي ستحظى بها أيضًا؛ بمعنى أنك ستتمكن من اختيار نوعية المشاريع التي ستعمل عليها وتفرض، إلى حدّ ما، السعر الذي ترضى به لجودة خدماتك.
  • قطع أشواط طويلة في سوق المنافسة، لأن الكثير من منافسيك في مجالك لا يعتمدون التسويق الشخصي نهجًا في عملهم أو أنهم لا يتقنونه. بذلك سوف تتخطى هؤلاء المنافسين بكل سهولة وتكون خيارًا مفضّلًا عليهم في مجال العمل.
  • التسويق الشخصي سوف يوسّع دائرة الوعي والانتباه التي ستحصل عليها كونك رمز متألق في مجال عملك، وهذا الأمر لن يجلب لك المزيد من فرص العمل والعملاء فحسب بل سيجذب إليك منافسيك أيضًا طلبًا للمساعدة في الأمور أو المشاكل التي يصادفونها مضيفًا بذلك قيمةً عالية لمسيرتك المهنية.
  • ستتمكن من الانتقاء من بين فرص العمل ما تراه مناسبًا أو ما يرغب في العمل عليه، عوضًا عن العمل مرغمًا في مشروع ما لا يرضيك مردوده أو الشخص الذي تتعامل معه، والسبب هو قلّة الفرص التي تحظى بها.
  • جذب انتباه أصحاب المشاريع أو الشركات الكبرى سواء لاستثمار شركتك الناشئة أو مهارتك الفردية في إطار عمل مريح ومربح أو من خلال تمويل تحظى به لبدء مشروعك الخاص عبر تلك الشركات أو المستثمرين.

شروط التسويق الشخصي: ما تحتاجه لتتألق بين الجميع

بالطبع لن تتمكن من حصد فوائد التسويق الشخصي السابقة بسهولة فالأمر يحتاج إلى أن تبذل له مجهودًا كافيًا. لكن يبقى السؤال هنا هل هناك شروط معينة للنجاح في مجال التسويق الشخصي وما هي المهارات التي يجب تتمتع بها لإتقان فن تسويق الذات؟

باختصار يجب أن تجمع ما استطعت من المهارات التالية:

1. المهارة الاجتماعية

لكي تتمكن من وضع قدمك بقوة وتفرض وجودك كخيار أساسي في سوق عمل معين يجب أن تكون قادرًا على التواصل وبناء علاقات اجتماعية جيدة، لا سيما مع الأفراد أو الشركات المرتبطة بمجال عملك. احرص على التفاعل مع هؤلاء الأفراد باستمرار، ولا ضير من تقديم بعض المساعدة بدون مقابل فهذا سيترك أثرًا إيجابيًا جدًا لديهم.

على سبيل المثال إن طلب منك أحد أصحاب المشاريع الإطلاع على صحة مشروع عمل عليه شخص آخر فلا ترفض طلبه لأنه اختار غيرك في بادئ الأمر بل على العكس حاول أن تساعده وأن تتعرف على مواطن الخلل في المشروع. هذا سيرسخ قيمتك العلمية والعملية لدى أصحاب المشاريع ويجعلك الخيار رقم واحد في مشاريعهم القادمة.

2. مهارة الإقناع

في كثير من الأحيان تكون مهارتك أو خدماتك أو حتى منتجاتك على قدرٍ كافٍ وبالمستوى المطلوب لكن قدرتك على إقناع العميل بتبنّي مهارتك في مشروعه تكون غير كافية. النصيحة الذهبية لإتقان مهارة الإقناع هي الثقة بالنفس، يجب أن تكون واثقًا بنفسك واثقًا بقدراتك على إنجاز العمل، فإن لم تبدأ بالثقة بنفسك فكيف تتوقع من العميل أن يثق بك أو بمنتجك؟

3. مهارة التفاوض والمرونة

قد لا تستطيع الحصول على عرضك المفضل دائمًا، لذا لا بأس ببعض التنازلات في بعض الأحيان، لكن لا تجعل من نفسك أو من منتجك سلعة رخيصة يمكن توظيفها بأي سعر. أن يدرك العميل أنك قابل للتفاوض وأنه من الممكن التوصل لحل يرضي الطرفين سيجعل منك وجهة تناسب جميع أنواع أصحاب المشاريع.

بالمقابل إن كنت مصرًّا دائمًا على رأيك لا تقبل إلا العروض المغرية من بعض العملاء فهذا سيجعلك خيارًا غير مطروح حتى بالنسبة للعملاء الذين تستهدفهم من أسلوبك ذاك، لذا احرص على أن تجد حيزًا للتفاوض في أسلوب تعاملك مع العملاء.

4. مهارة التحليل

أنت خلال رحلتك في التسويق الشخصي “مسوّق موظف لنفسك” وإحدى أبرز المهارات المطلوبة من المسوقين هي مهارة التحليل، ونقصد بها مهارة دراسة وتقصّي مواطن الاهتمام والجوانب المطلوبة والتي يبحث عنها العملاء أو أصحاب المشاريع في الأفراد.

5. المهارة التقنية

التسويق في وقتنا الحاضر يتطلّب وبقوة مهارة تكنولوجية كبيرة وقدرة جيدة على مطاوعة جميع الأدوات والوسائل التسويقية في ترسيخ قيمتك في سوق العمل. تتضمن هذه المهارة كل من: وسائل التواصل والبريد الإلكتروني وإدارة المواقع والتسويق بالعمولة وغيرها.

6. حس الإبداع

يميل معظم الأفراد إلى التفكير بطرق تقليدية مضمونة ومُجرّبة مسبقًا، وهنا يجب أن تستغل هذه الحقيقة وأن تفكر بطريقة مختلفة، لا بأس بالتفكير خارج الصندوق من حينٍ لآخر. حاول أن تفكر في طريقة مختلفة لإنجاز الأعمال في مجال تخصصك، أضف نكهتك الخاصة إليها، لتكن مختلفًا بعض الشيء عن نظرائك منافسيك، وإن لم يكن هناك متّسع للتميز في مجال عملك فحاول أن تخرج بطريقة جديدة في أسلوب تقديمك للعمل.

كيف تبدأ رحلتك في التسويق لنفسك

لعل العائق الأكبر الذي يواجه الكثير من الأفراد والمؤسسات الناشئة ويدفعهم بعيدًا عن بدء خطة تسويقية محكمة هي عدم معرفتهم من أين يبدؤون أو أي استراتيجيات يتبنونها للنجاح في هذا المجال. فيما يلي سنطرح أبرز استراتيجيات التسويق الشخصي التي لتكون بمثابة طرق مختصرة لك لكي تحترف فن تسويق الذات:

أولًا: بناء الهوية الشخصية أو العلامة التجارية

لعل أولى خطوات التسويق الشخصي وأكثرها أهمية هي بناء العلامة التجارية Brand أو الهوية الشخصية. يمكننا تلخيص مفهوم الهوية الشخصية من خلال الإجابة على ثلاث أسئلة: من أنت؟ وماذا تقدّم؟ وبم تختلف عن منافسيك؟ كل واحد من هذه الأسئلة يتضمّن أُسسًا من أساسات الهوية الشخصية والعلامة التجارية.

1. من أنت وماذا تقدّم؟

لأن العملاء وأصحاب المشاريع يميلون إلى توظيف واعتماد منتجات أو خدمات الأشخاص الذين يعرفون تفاصيلهم. كيف توظف هذا البند توظيفًا جيدًا؟ حسنًا كتابة سيرة ذاتية دقيقة، إن كنت تريد العمل مستقلًّا (Freelancer)، أو تقديم رسالة واضحة للشركة وأهدافها هو مفتاح النجاح.

2. كيف تختلف عن منافسيك؟

سؤال مهم آخر تحتاج إلى أن تجيب عنه نفسك أولًا. يجب أن تقدّم بين يدي عملائك ما تتميّز به، هل لديك مهارات مميزة أم إمكانيات ومعدات احترافية أم نهج عمل مختلف وإبداعي؟ يجب أن يكون لديك ذخيرة من الأمور التي تتميز بها لكي تدفع العملاء أو أصحاب المشاريع على اختيارك من بين بحر المنافسين من حولك.

ثانيًا: التسويق الرقمي

بعد أن سيطر التسويق الرقمي أو الإلكتروني (Digital Marketing) على ساحة الأعمال أصبح من الضروري أن تستغل هذا المجال الصاعد في أي حملة تسويقية تطلقها لنفسك أو لمؤسستك وإلا فستتأخر عن اللحاق بركب المنافسة في سوق العمل.

إن كنت تتساءل عن مزايا التسويق الرقمي، فيمكننا تلخيصها لك في ثلاث نقاط: التكلفة والفعالية والشمولية. تكلفة التسويق الرقمي بسيطة جدًا مقارنة بأساليب وحملات التسويق التقليدية، وفعالية حملة تسويق إلكترونية واحدة ناجحة تفوق أضعافًا أي حملة تسويقية قد تجريها بالطريقة التقليدية، بالإضافة إلى قاعدة الجمهور الضخمة التي يمكنك استهدافها عبر التسويق الرقمي والتي تعني شمولية واسعة لأي حملة تطلقها.

يشمل التسويق الرقمي جميع الأنشطة التسويقية التي يمكن أن تجريها عبر الإنترنت، بدءًا من التسويق عبر وسائل التواصل الإجتماعي إلى التسويق بالفيديو والتسويق عبر البريد الإلكتروني وصولًا إلى الإعلانات الممولة وانتهاءً بالتسويق عبر موقعك الإلكتروني الخاص.

ثالثًا: التسويق بالمحتوى

التسويق بالمحتوى Content Marketing هو أحد الاستراتيجيات التسويقية التي ظهرت مؤخرًا والتي غيّرت من مفهوم التسويق التقليدي الذي نعرفه. التسويق بالمحتوى هو نوع من التسويق غير المباشر للمنتج أو الخدمة عبر تقديم المحتوى المفيد ومساعدة العملاء والإجابة عن تساؤلاتهم حول كل ما يخص المنتج.

يستثمر التسويق بالمحتوى جميع الأدوات التي يوظفها التسويق الإلكتروني والتسويق التقليدي لكن بطريقة مختلفة قليلًا، ففي التسويق بالمحتوى أنت لا تسوق لنفسك أو لمنتجك بشكل مباشر بل من خلال تقديم المعلومات في مجال تخصصك بشتى الأشكال.

لعل تجربة ماكدونالد الفريدة خير مثالٍ على كيفية توظيف التسوق بالمحتوى توظيفًا احترافيًا، حيث أعلنت الشركة أنها ستطلق فعالية “اطرح أي سؤال تريده” من خلال موقعها الرسمي على الإنترنت ومن خلال مقابلات حيّ مباشرة. في هذه الخدمة يمكن للعملاء طرح أي سؤال على الشركة بما في ذلك مكونات الأطعمة التي تقدّمها حول العالم، والشركة وعدت بإجابات صريحة وصادقة لكل الأسئلة أيًّا كانت.

لم تسوّق الشركة هنا لمنتجاتها مباشرةً ولكنها بنت وعيًا وثقة لدى عملائها بأنها شركة شفافة تسعى لأن تقدّم وجبات مرضية، فلم تعد مكونات الوجبات سرًا؛ إذ يمكن للعملاء من خلال تلك الفعالية السؤال عن مكونات أي طبق تقدمه الشركة. بهذه الطريقة كسبت الشركة ثقة العملاء وسوقت لنفسها ولمنتجاتها بشكل غير مباشر من خلال الشفافية والمعلومات التي قدّمتها عن مختلف خدماتها.

يمكنك أنت أيضًا أن تسوّق لنفسك أيضًا، وإليك بعض الأفكار البسيطة للتسويق بالمحتوى:

  • استغل وسائل التواصل الاجتماعي جيدًا، وذلك من خلال المنشورات والمحتوى المفيد الذي تقدم فيه فائدة علمية أو عملية في مجال تخصصك لمتابعيك وأصدقائك، والإلتزام بتقديم المحتوى بصورة ممنهجة، لأن ذلك يرسخ صورة احترافية في هذا المجال لدى متابعيك.
  • حاول أن تجمع في قائمة مخصصة عناوين البريد الإلكتروني لكل العملاء أو أصحاب المشاريع المهتمين بخدماتك أو منتجك. ذكّر هؤلاء باستمرار عبر رسائل بريدية بمهاراتك وخدماتك، وإن أحرزت تقدمًا معينًا أو خضت دورات تدريبية جديدة وطوّرت مهاراتك فاحرص على أن تطلع هذه القائمة على تطوراتك.
  • إن كنت تملك موقعًا إلكترونيًا فحاول استغلال تلك الساحة في تسويق المحتوى لنفسك، ولتخصص حيزًا من موقعك للإجابة على استفسارات العملاء. وإن لم تملك موقعًا إلكترونيًا مستقلًا فبإمكانك استثمار مجتمعات النقاش والأسئلة الشائعة مثل حسوب I/O لاستعراض خبراتك عبر مساعدة الآخرين.

رابعًا: كتابة سيرة ذاتية مميزة

إن أردت الحصول على فرص عمل أفضل فعليك أن تلعب على وتر تقديم نفسك بأسلوب احترافي، كيف؟ عبر سيرة ذاتية مميزة جذابة بالتأكيد، فالسيرة الذاتية ستكون حلقة الربط بينك وبين العديد من الوظائف التي تتقدم لها. والفرق بين كتابة سيرة ذاتية مميزة وأخرى تقليدية قد يعني فوزك أو تفويتك للكثير من فرص العمل.

إليك بعض النصائح الذهبية عند كتابة سيرتك الذاتية:

  • لا تبالغ في ذكر مهاراتك أو إمكانياتك، بل احرص على أن تذكر مؤهلاتك دون زيادة أو نقصان.
  • حاول أن تكون التفاصيل مختصرة قدرة الإمكان وشاملة لكافة البيانات التي قد تبحث عنها الشركة أو أصحاب المشاريع.
  • احرص على السلامة اللغوية لكافة التفاصيل التي تذكرها ضمن السيرة الذاتية.
  • تأكد من سلامة ودقة المعلومات الشخصية التي ترفقها ضمن السيرة، مثل الاسم وطريقة التواصل وغيرها.
  • نظّم ورتّب أفكارك جيدًا، ولتذكر المؤهلات التي لديك من أبرزها وصولًا إلى أقلها طلبًا.

يمكنك الاطلاع على مقالة كيفية كتابة السيرة الذاتية باحترافية إن أردت التعمق والبحث عن المزيد من التفاصيل في هذا الموضوع.

أخطاء التسويق الشخصي: ما عليك تفاديه لتحصد النجاح

يقع الكثيرون في فخ التسرع عندما يتعلق الأمر ببداية رحلتهم في التسويق الشخصي، وسرعان ما يصطدمون بفشل ذريع لأي حملة يجرونها لأنفسهم أو لشركاتهم. سنستعرض فيما يلي أبرز أخطاء التسويق الشخصي التي يقع فيها الكثيرون والتي لا بُد من تجاوزها وتفاديها إن أردت النجاح والريادة في سوق العمل:

1. تقليد الآخرين: الفخ الأكبر

الإبداع والاختلاف ليس بالأمر السهل ويتطلب جهدًا مضاعفًا، وهنا يقف الكثير من المستقلين والشركات عاجزين عن تخطي حاجز التقليدية إلى التميز وينتهي بهم المطاف يقلدون منافسيهم ليس فقط في طريقة إنجازهم لأعمالهم بل حتى في أسلوب تسويقهم لأنفسهم.

قد تنجح هذه الاستراتيجية العمياء في بداية الأمر، لا إنكار في ذلك، لكن ستجد سريعًا أن نجاحك بدأ يتلاشى مع تطوّر المتطلبات والحاجة إلى أسلوب تسويق شخصي جديد. بالإضافة إلى ذلك يميل أصحاب المشاريع والعملاء إلى وجهات النظر المختلفة وأساليب العمل المبتدعة، لأنها ستمثل خامة لمشروع عملٍ متميّز وناجح.

لذا احرص على أن تتميز في عملك وفي أسلوب تسويقك لنفسك ولا تقلّد الآخرين تقليدًا أعمى بل استفد من تجاربهم واخرج باستراتيجية تسويق خاصّة بك مصطبغة بلمستك الفريدة.

2. الابتعاد عن مجال تخصصك

في بعض الأحيان يميل الأفراد والشركات خلال مسيرتهم في التسويق الشخصي إلى الخوض في مجالات أخرى والتطرّق لمواضيع خارج نطاق علامتهم التجارية أو التخصص الذي يسوقون لأنفسهم من خلاله، هذا الأمر يشتت انتباه العملاء عن مجال تخصصك الرئيسي. لذا احرص على أن تركز في جميع نشاطاتك التسويقية على مهاراتك وإمكانياتك.

3. مطاوعة الجميع

نقصد هنا بمطاوعة الجميع قَبول جميع العروض التي تردك أو استهداف شتّى أنواع العملاء وأصحاب المشاريع من خلال خدماتك أو منتجاتك. يجب أن تختار فئة معينة لاستهدافها من خلال تسويقك لنفسك، وإلا ستجد نفسك عالقًا في الكثير من المشاريع التي ليس لديك خبرة كافية بها وقد ينتهي المطاف بصورة سلبية حول مسيرتك المهنية وكفاءتك.

4. كشف الكثير من التفاصيل

من الجيد أن تستقطب المزيد من العملاء وأصحاب المشاريع إليك من خلال إطلاعهم على تفاصيل منتجك أو خدمتك وكيف تنجزها، لكن لا تسرف في الأمر وتكشف الخبايا الدقيقة التي تعتمد عليها في عملك. هي ثمرة جهودك الطويلة فلا تجعلها في متناول الجميع، بل اكتف من التفاصيل بما يحتاج إليه العميل لكي يختارك من بين الجميع.

5. الإفراط في تزكية النفس

من الجميل أن تُظهر مهاراتك للعملاء من خلال قنوات واستراتيجيات التسويق المختلفة لكن لا تمدح نفسك بما لا تملكه، ولا تقدم أعمال ليست من نتاجك الشخصي بالكلية، حتى وإن شاركت بها. الصورة الخطأ في أذهان العملاء تولّد توقعات وسقف تطلعات عالية عنك وليس بإمكانك تحقيقها، لأنك وببساطة لا تملك المؤهلات الكافية.

التسويق الشخصي وسيلة ذهبية لا يجب أن تفوتها، بل حاول أن تستثمر فيها الوقت والجهد والمال الكافي، لأنها ستكون عنوان نجاحك سواءً كنت مستقلًا يتطلع لانطلاقة سريعة في مجال العمل الحر، أم كنت رائد أعمال يصبو إلى دخول سوق المنافسة بقوة من خلال منتجاته أو خدماته.

تم النشر في: التسويق الإلكتروني