ما هي اتجاهات تصميم الويب الأكثر شيوعًا؟

تطورات متسارعة شهدتها اتجاهات تصميم الويب خلال السنوات القليلة الماضية، إذ ظهرت تقنيات ويب جديدة وفريدة من نوعها تساعد مصممي المواقع الإلكترونية وأصحاب الشركات الناشئة في زيادة مبيعاتهم ونمو أعمالهم.

فإذا كنت ترغب في تصميم موقع ويب مُبتكر وجذاب، فما عليك سوى الاطلاع على أحدث اتجاهات تصميم وتطوير الويب. ومِنْ ثَمَّ، تطبيقها على موقعك الإلكتروني لتحسين تجربة المستخدم وتوسيع قاعدة عملائك المحتملين ونمو مبيعاتك.

جدول المحتويات:

ما هو تصميم الويب؟

تصميم الويب هو عملية تخطيط وترتيب للمحتوى الإلكتروني الرقمي من شأنها خلق المظهر العام والانطباع الجيد عند تصفح موقع الويب. ولذلك يجب التخطيط بعناية شديدة عند تصميم وبناء عناصر موقع الويب الخاص بشركتك.

وتشمل هذه العملية جميع مكونات موقع الويب مثل: هيكلته والألوان المستخدمة وأحجام الخطوط ونوعيتها والرسومات وخريطة الموقع، إلى جانب التصميم الجرافيكي وتصميم الواجهة وتجربة المستخدم وتحسين محرك البحث SEO. لذا يتخطى تصميم مواقع الويب النواحي الجمالية لتشمل الوظائف العامة للموقع ومختلف العناصر التي من شأنها تحسين تجربة المستخدم.

ويختلف تصميم الويب عن تطوير الويب. فهناك الكثيرون يظنون أن المصطلحين لا فرق بينهما ومتشابهان تمامًا، فأحيانًا يستخدم البعض مصطلح تصميم الويب بدلًا من تطوير الويب أو العكس، وذلك من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون.

لكن في حقيقة الأمر، تُشير عملية تطوير الويب عمومًا إلى المهام التكنولوجية التي ترتبط بتطوير مواقع الويب وبرمجتها واستضافتها عبر شبكة الإنترنت، حيث تُركز على تصميم الواجهة الأمامية من خلال تعلم لغات معينة مثل HTML وJavaScript، إضافةً إلى تصميم الواجهة الخلفية وواجهات برمجة التطبيقات الرقمية وغيرها، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر. لكن ماذا عن اتجاهات تصميم الويب الحديثة؟

باتت الاتجاهات الحديثة في تصميم المواقع ضرورة مُلحة يجب مراعاتها عند تصميم وتطوير الويب، فمن خلالها تُضيف لموقعك بُعدًا مرئيًا جماليًا وعنصرًا مشوقًا لضمان بقاء زوار الموقع لأطول فترة ممكنة خلال تصفحهم.

وينبغي أن يكون تصميم موقعك مدروسًا جيدًا، فمن المهم أن تدرس تصميم موقعك قبل إطلاقه عبر الإنترنت. لذلك، عليك مواصلة البحث حول معرفة الأمور التقنية التي تجعل زوار موقع الويب يستجيبون بشكل إيجابي داخل صفحات الموقع، فهذا يساعدك على تحقيق مبيعات أعلى إذا كان موقعك ذا نشاط تجاري.

مع العلم أن تصميم الويب يُعد المسؤول عن نحو 94% من الانطباع الأول لعملائك حول عملك داخل موقع الويب الخاص بك، كما أن التصميم المتميز يمكن أن يساعدك في تحسين حجم المبيعات وزيادة الوعي بعلامتك التجارية، بالتالي توسيع قاعدة عملائك وتحقيق أهداف شركتك العامة.

وتشير الإحصائيات إلى أن 88% من المستهلكين عبر الإنترنت يكونون أقل عرضة للعودة إلى الموقع إذا مروا بتجربة سيئة، كما تستند مصداقية موقع الويب على التصميم العام للموقع بنسبة 75%. وتوضح الإحصائيات أيضًا أن 38% من الأشخاص سيتوقفون عن التعامل مع موقع الويب إذا كان التصميم غير جذاب.

ومِنْ ثَمَّ، فإنك عندما تُنشئ موقع إلكتروني لشركتك، فأنت بحاجة ضرورية إلى عمليتي تصميم وتطوير الويب، مع مراعاة تطبيق اتجاهات تصميم الويب الحديثة. لذا، يمكنك العثور على مصممي ومطوري الويب المحترفين من خلال خدمات تصميم المواقع التي تقدمها منصة خمسات، أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة.

كيف يبدو تصميم الويب الجيد؟

توصلت دراسة علمية -نُشرت ضمن وقائع المؤتمر السنوي الثالث والعشرون لمجموعة HCI البريطانية- بعنوان تأثير الجماليات على مصداقية الويب، إلى أن هناك عدة عوامل مرتبطة بتصميم وتطوير المواقع الإلكترونية تؤثر على مصداقيتها وحجم جمهورها، مثل إمكانية الوصول وتحسين تجربة المستخدم والمحتوى الجذاب وحل المشكلات الفنية.

وأكدت الدراسة أنه يمكن أن تؤثر جماليات موقع الويب على الانطباعات الأولى للزائر خاصةً فيما يتعلق بمصداقية الموقع. فقد أظهرت النتائج أن المستخدمين يمكنهم الحكم على مصداقية موقع الويب في أقل من 3.42 ثانية فقط على أساس جاذبيته الجمالية.

ويكون موقع الويب مصممًا جيدًا إذا كان يخلق تجربة مثالية للمستخدم، ويحث العميل على اتخاذ إجراء معين مثل شراء منتج ما أو الاشتراك في النشرة البريدية أو فتح حساب أو الوصول إلى المزيد من محتوى الويب أو التبرع لصالح مؤسسة خيرية، وما إلى ذلك.

هناك العديد من اتجاهات تصميم الويب الحديثة والأكثر شيوعًا في العالم الافتراضي شهدها العام 2021، إلا أن هذه الاتجاهات تتغير دومًا ويتم تحديثها باستمرار. لكن ما هي الاتجاهات الأكثر انتشارًا الآن؟ وكيف تُسهم في تنمية نشاطك التجاري عبر الإنترنت؟

1. تحسين تجربة المستخدم UX

تُعد تجربة المستخدم UX من أبرز اتجاهات تصميم الويب الحديثة، إذ يجب أن يكون موقع الويب سهل الاستخدام والتفاعل معه ممتعًا وسهلًا، وهذا ما يُعنيه مصطلح The user experience، أي تجربة المستخدم على المواقع الإلكترونية.

وعند التفكير في إنشاء موقع إلكتروني وتحسين تجربة المستخدم على موقعك، لا بد أن يتمتع تصميم الويب بالمسار الواضح، حيث يبدأ مجرى العميل من التصميم الخارجي لموقعك وأدوات التصفح التي يحتويها، مع ضرورة وضع تصور بأقسام الموقع والخطوات التي يجب على المستخدم إجرائها بحيث يتم توجيهه إلى الاتجاه الصحيح لاتخاذ إجراء معين يساعد على نمو أعمالك.

ومن الضروري أن يكون الموقع مستجيبًا على أجهزة الحاسوب كافة ويكون متاحًا للجميع. وهذا يُشكل أولوية قصوى لمواقع الويب التي تستهدف الحصول على ترتيب عالمي جيد، وزيادة معدل التحويلات بشكل أفضل.

والهدف الأساسي من التحسين الأمثل لتجربة المستخدم أن يكون هناك تجاوبًا لدى العميل تجاه المنتج أو الخدمة التي يعرضها موقع الويب، وذلك من أجل إرضاء العميل والحصول على ما يريده بسهولة ويسر، بالتالي يقضي العميل وقت أكبر على موقعك ويتمكن من إتمام عملية الشراء دون جهد أو خطوات معقدة.

2. سرعة تحميل الصفحة أو الموقع

تُوصي جوجل بضرورة أن يتمتع موقع الويب بتصميم سريع التحميل، لا سيما أن سرعة الموقع تجعل المستخدمين يشاهدون المزيد من الصفحات على الموقع. لذا، يُعد وقت التحميل فائق السرعة أحد أهم معايير تصميم الويب.

وتشير نتائج العديد من الدراسات إلى أن ما يقرب من 50% من مستخدمي الإنترنت يتوقعون تحميل صفحات الويب في أقل من ثانيتين. وإذا استغرق تحميل صفحة الموقع أكثر من 3 ثوانٍ، فمن المرجح أن يغادر الزوار موقعك، وليس من المحتمل أن يعودوا إليه مرة أخرى، وهذا يعني خسارة هائلة في المبيعات وفقدان كبير للعملاء المحتملين خاصةً إذا كان موقعك مختصًا بالأعمال التجارية.

كما أعلنت شركة جوجل في عام 2010 أن سرعة الموقع سوف تُستخدم من قِبل اللوغاريتمات الخاصة بها كعامل تصنيف في نتائج محركات البحث. لذلك، تنطوي فائدة تحسين سرعة موقعك على أمرين: أنها تسهم في تحسين احتمالية تصنيف موقعك على محركات البحث، كما أنها تحسن تجربة المستخدم وزيادة معدل التحويل في أغلب الأحيان.

وهناك العديد من الأدوات المجانية التي يمكن من خلالها تحليل أداء موقعك فيما يتعلق بالسرعة، واكتشاف مستوى جودة تصميم الويب عبر أجهزة الحاسوب المكتبية أو الهواتف الذكية، ومن بينها أداة مُسّرع التصفح من جوجل التي تساعدك على معرفة المشكلات التي تعوق عملية تحميل صفحات الويب بشكل أسرع وتُقدم اقتراحات وتوصيات لحلها.

3. التصميم الملائم للجوال

تصميم الويب سريع الاستجابة والملائم للجوّال لم يعد اختياريًا الآن، فقد أصبح ضرورة ملحة، لذا يجب أن يكون تصميم موقعك مناسبًا لجميع أجهزة الجوال، خاصةً أن استخدام الهواتف الذكية بات من أهم الأنشطة الحياتية اليومية التي لا يمكن الاستغناء عنها في ظل التطور التكنولوجي الهائل في عالم الاتصالات وِفق ما أكدته العديد من الدراسات العلمية.

فعليك أن تسأل نفسك، هل تصميم موقعك ملائم للجوال؟ كم عدد زوار موقعك من الجوال؟ هل يحقق تصميم الويب في موقعك هدفه الذي صُمم من أجله؟ كيف تجعل تصميم موقعك مناسبًا لأجهزة الهاتف؟ ولماذا ينبغي أن يكون موقعك متوافقًا مع الجوال؟

هل تعلم سبب أهمية طرح هذه التساؤلات؟ لأن الإحصائيات تُشير إلى أن عمليات البحث على أجهزة الجوال في عام 2015 تجاوزت تلك التي تُجرى على سطح المكتب. ومنذ عام 2017 شكّلت الزيارات التي تأتي من الجوال ما يقرب من 50% من زيارات الويب في جميع أنحاء العالم.

وفي عام 2018، صنفت شركة جوجل المواقع المتوافقة مع الجوال بشكل أفضل. ومِنْ ثَمَّ، أصبح تصميم الويب للجوال نقطة حاسمة في قواعد تحسين محركات البحث SEO، ومن خلال التصميم الملائم للجوال يزيد معدل زوار صفحات الويب وتنمو مبيعات شركتك.

وتؤكد الإحصائيات أن 94% من الأشخاص الذين يملكون هواتف ذكية في الولايات المتحدة الأمريكية يبحثون على شبكة الإنترنت باستخدام الجوال. كما أن حوالي 77 % من عمليات البحث على الجوال تتم في المنزل أو العمل، رغم توافر أجهزة الحاسوب المكتبية.

وهناك أدوات عديدة يمكنك من خلالها التعرف على مدى ملائمة موقعك للجوال، من أبرزها، أداة اختبار التناسب مع الجوال التي تقدمها جوجل لمعرفة مدى سهولة استخدام أحد الزائرين لصفحتك على جهاز الجوّال.

إذًا، عليك الآن إدخال عنوان URL الخاص بموقعك لتقييم أدائه وإجراء التحسينات اللازمة بحيث تكون صفحات الويب متوافقة مع أجهزة الجوال، لتواكب الاتجاهات الحديثة في تصميم وتطوير المواقع.

4. روبوتات الدردشة الإلكترونية

روبوتات الدردشة Chatbots عبارة عن تطبيقات رقمية يتم برمجتها عن طريق الذكاء الاصطناعي ومحاكاة اللغة الطبيعية ومعالجتها لفهم ما يريده المستخدم، حيث توجهه إلى النتيجة المرجوة بأقل جهد ممكن في أغلب الأحوال.

وأبسط مثال على ذلك، المساعد الافتراضي الذي تطلقه بعض الشركات التجارية والخدمية للتواصل مع العملاء عبر مواقع الويب في حال عدم تواجد موظفي خدمة العملاء، حيث يمكن لبرامج الدردشة الآلية أن تؤدي تجربة إيجابية مع العميل وتوفر تكلفة الاستعانة بموظفي خدمة العملاء.

ويتوقع “كريستوفر لارا” خبير تحسين محركات البحث في وكالة تصميم وتطوير مواقع الويب الأمريكية “TheeDigital”، أن تُصبح روبوتات الدردشة هي القاعدة الأساسية لطلبات خدمة العملاء البسيطة والتسوق الشخصي وتقدم مهام اتصالية مثلما يفعل البشر، خاصةً مع التطور المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

وفي السنوات الأخيرة، تنامى استخدام برامج الدردشة الآلية، حيث اعتمد عليها الكثيرون في عام 2016 حينما فتحت شركة فيسبوك منصتها للمطورين وأظهرت للعالم ما يمكن تنفيذه من خلال هذه التقنية المدهشة التي أطلقتها عبر تطبيق المحادثات الشهير Messenger Facebook.

كما اهتمت شركة جوجل بهذه التقنية، وأطلقت مساعد Google الآلي. ومنذ ذلك الحين، بات هناك عددًا هائلًا من مواقع الويب التي تعتمد على تطبيقات الدردشة الآلية لدعم عملائها الحاليين والمحتملين، لتُصبح هذه التقنية من أحدث وأهم اتجاهات تصميم المواقع وأكثرها شيوعًا.

5. واجهة المستخدم الصوتية

تتيح واجهات المستخدم الصوتية Voice user interfaces التفاعل مع نظام موقعك من خلال الأوامر الصوتية بدلًا من الكتابة النصية التقليدية، فهذه الواجهات الصوتية بمثابة تقنية تكنولوجية لا تستغني عنها الكثير من المواقع. فعلى سبيل المثال: بات يمكنك الآن أن تسأل جوجل صوتيًا أو تطلب منه شيئًا ما للبحث عنه ويستجيب لك في الحال.

ولم تكن الواجهات الصوتية شائعة في معظم مواقع الويب خلال السنوات الماضية، إلا أن هناك اتجاهًا حاليًا في بعض المواقع والتطبيقات الرقمية لدمج الواجهة الصوتية كخيار إضافي مع البحث النصي التقليدي. وهذا يعني أن تصميم الويب يواكب برامج الدردشة الصوتية، ومن المتوقع تزايد استخدام واجهات المستخدم الصوتية في مواقع الويب خلال السنوات المقبلة.

وتُعد واجهة المستخدم الصوتية، ثورة في عصر تكنولوجيا الاتصال، لا سيما أنها من اتجاهات تصميم الويب التي تسمح للإنسان التفاعل مع أجهزة الحاسوب المختلفة. فمن خلال هذه التقنية يمكن لأي شخص استخدام عنصر الإدخال الصوتي للتحكم في أجهزة الحاسوب. فبدلًا من النقر على أي زر تستطيع التفاعل مع البرنامج بصوتك الطبيعي دون عناء.

وهناك العديد من المميزات لاستخدام الواجهة الصوتية، من أبرزها سهولة الاستخدام وعدم بذل أي جهد للكتابة، إضافة إلى إصدار الأوامر الصوتية وتنفيذها بشكل تفاعلي في أسرع وقت دون انتظار كتابة النصوص التقليدية.

والميزة الأساسية لهذه التقنية المستحدثة هي أنها تسمح للمستخدم بالتفاعل مع المنتج الرقمي دون الحاجة لاستخدام اليدين، ويمكنه في الوقت نفسه تركيز انتباهه صوب شيء آخر، وفقًا لما ذكرته مؤسسة Interaction Design التي تُعد أكبر مدرسة تصميم عبر الإنترنت على مستوى العالم.

6. الرسوم المتحركة الخفيفة

الاستعانة بالرسوم المتحركة الخفيفة Micro Animation من أهم اتجاهات تصميم الويب التي استُخدمت بكثافة في صفحات الويب خلال الآونة الأخيرة، إلا أن الكثيرين ليسوا على دراية بهذا المصطلح المستحدث في عالم الإنترنت.

ويُقصد به تلك الرسوم المتحركة البسيطة المصممة خصيصًا لتوجيه العميل خلال تفاعله مع المنتجات الرقمية، حيث يتم دمجها بسلاسة في تجربة المستخدم لتحسين عملية البيع. لذلك، تُعد الرسوم المتحركة عنصرًا هامًا ومفيدًا للغاية حينما يرتبط الأمر بتوجيه العميل نحو هدف معين خلال تصفحه موقع الويب الخاص بك. وغالبًا ما يكون الهدف إجراء تحويل ما أو إتمام عملية شراء.

ويرى الخبراء التقنيون، أن الرسوم المتحركة الخفيفة باتت من أحدث اتجاهات تصميم الويب لمواقع التجارة الإلكترونية، خاصةً أنها تساعد في تحسين تجربة المستخدم، ويمكن الاستفادة منها إلى حد كبير في الأنشطة التجارية الرقمية.

وتمنح هذه الرسوم، المتسوقين تجربة فريدة خلال عملية التسوق الرقمي وطعمًا خاصًا لمنتجاتهم التي يشترونها عبر الإنترنت. فعلى سبيل المثال، إذا كان موقعك عبارة عن متجر ملابس، فإنه يمكنك استخدام الرسوم المتحركة لإظهار كيف تتناسب الملابس التي تعرضها مع عملائك المحتملين.

وتُضيف الرسوم المتحركة الخفيفة بُعدًا بصريًا شيقًا لصفحات الويب، وتجعل البيانات التي تقدمها عبر موقعك تنبض بالحياة وأكثر تفاعلية، حيث تجعل محتوى صفحات الويب سهل الهضم وأكثر فهمًا ووضوحًا لدى المستخدمين، وتساعد العملاء الحاليين والمحتملين على تخيل أفعالهم وتصور أنفسهم وهم يملكون المنتجات قبل أن يقرروا إتمام عملية الشراء عبر الويب.

7. التفاعلات الخفيفة

التفاعلات الخفيفة Micro Interactions عبارة عن رسوم متحركة صغيرة للغاية أو ردود مرئية يمكن استخدامها للتفاعل أو عند اتخاذ إجراء معين أو إبداء ملاحظات معينة نحو شيء رقمي ما عبر الإنترنت. وتُعد من اتجاهات تصميم الويب الحديثة التي اعتمدت عليها مواقع كبرى مؤخرًا.

وأبرز مثال لتوضيح المقصود بالتفاعلات الخفيفة، يتمثل في تلك الرسوم التفاعلية التي أطلقها موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتشتمل على تفاعلاته الحالية: (أعجبني، وأحببت، وأحزنني، وأغضبني… إلخ).

وعلى الرغم من بساطة هذه التفاعلات، إلا أن لها تأثيرًا كبيرًا على المستخدمين، فمن خلالها يمكن خلق تأثير عاطفي إيجابي لدى العميل لأنها تتميز بالسلاسة وسهولة الاستخدام، كما تساعد العملاء في تقييم منتج ما دون جهد، وتُسهم في تقديم الملاحظات الدقيقة والفورية لزوار موقعك أو للعملاء في أثناء تصفحهم موقع الويب.

كما أن هذه التفاعلات تُحسّن من تجربة المستخدم على موقعك، لكن هناك عدة اعتبارات يجب أخذها بالحسبان عند وضع التفاعلات الخفيفة في صفحات موقعك. من بينها: أن يكون تصميمها بسيطًا وغير معقدًا، وأن تتضمن رسوم متحركة حيوية وتتمتع بألوان جذابة ومريحة للمستخدم، إلى جانب ضرورة أن تخلق انسجامًا بصريًا مع العناصر التفاعلية الأخرى في موقعك.

ويتوقع الخبراء التقنيون، أن يزيد استخدام التفاعلات الخفيفة في المواقع خلال الفترة المقبلة، خاصةً أنها حققت نجاحًا عظيمًا مع مصممي ومطوري المواقع، وصارت من اتجاهات تصميم الويب الأكثر انتشارًا في العالم.

8. تجربة الوسائط المتعددة

ظهر مصطلح الوسائط المتعددة في الستينيات باعتبار أنها تقنية تجمع بين عنصرين أو أكثر من عناصر الوسائط المعلوماتية مثل الصور الثابتة والتسجيل أو التعليق الصوتي. ومع ظهور التقنيات الحديثة دخلت الوسائط المتعددة في مرحلة جديدة، حيث تضمنت الرسوم المتحركة الثنائية والثلاثية الأبعاد إلى جانب النصوص والصور والفيديو.

ولجأت أغلب المواقع الإلكترونية إلى استخدام الوسائط المتعددة، خاصةً في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده عالم الويب في السنوات الأخيرة، إضافة إلى تمكّن مستخدمي الشبكة العنكبوتية من الوصول إلى سرعات إنترنت عالية.

وتعرض الوسائط المتعددة المحتوى المرئي إلى الجمهور المستهدف بأسلوب سلس وشيق، لأنها تجمع بين العناصر المرئية المتنوعة، بحيث توفر تجربة مستخدم ثرية وقيمة، وتساعد على زيادة الفهم والإدراك والتذكر لدى مستخدمي موقعك.

وتُعد تكنولوجيا الوسائط المتعددة من أبرز ملامح الثورة الرقمية، خاصةً أنها تخاطب جميع حواس الإنسان ومداركه العقلية. لأنها تعتمد على توليفة متكاملة ومتفاعلة من النصوص والموسيقى والرسوم البيانية والمتحركة، إلى جانب الصور والفيديو والصوت والمؤثرات البصرية والمرئية، وفقًا لما أكدته العديد من الأبحاث العلمية في السنوات الأخيرة.

كما أن استخدام الوسائط المتعددة من الخيارات الرائعة لتصميمات الويب المتميزة التي تضمن لك ترتيب أفضل على محرك البحث. وتعد رهانًا ذكيًا لتحسين تجربة المستخدم في موقعك الإلكتروني.

إذ يمكنك دمج أشكال وسائط معلوماتية متنوعة في محتوى موقعك من أجل إشراك جمهورك المستهدف وزيادة تفاعله مع صفحات الويب والمحتوى الذي تقدمه، خاصةً أن هذا النوع من الوسائط يزيد من عمليات الفهم والاستيعاب لدى العميل.

لكن يتطلب تصميم الوسائط المتعددة أن نضع ضمن أولوياتنا عنصر البساطة والوضوح، لأنها إذا كانت معقدة وتتضمن محتوى غير منظم، فإنها تؤدي إلى الكثير من التشتت والإرباك لدى زوار الموقع.

9. المحتوى التفاعلي ثلاثي الأبعاد

بفضل ثورة تكنولوجيا الويب والتطور الكبير الذي شهده مجال الاتصالات والإعلام، استعان مصممو ومطور المواقع الإلكترونية بالمحتوى التفاعلي ثلاثي الأبعاد لإثراء المضمون الرقمي ولتحقيق نتائج مذهلة من حيث تحسين تجربة المستخدم.

وخلال السنوات الماضية، قطع المحتوى المرئي ثلاثي الأبعاد شوطًا طويلًا في عالم الإنترنت، فقد أثرت هذه المرئيات على تصميم مواقع الويب تأثيرًا إيجابيًا عظيمًا، حيث باتت هذه المضامين التفاعلية أحد أهم اتجاهات تصميم الويب الحديثة التي تضيف للموقع مظهرًا جماليًا يجذب انتباه جمهور الويب.

ويرى خبراء التقنية أن المرئيات الثلاثية الأبعاد تعطي انطباعًا أوليًا رائعًا لدى المستهلكين أو العملاء المحتملين أو زائري الموقع بصفة عامة، وتُسهم في إبقاء العملاء لوقت طويل على صفحات الويب، لا سيما أن جمهور الإنترنت يبحث حاليًا عن المواقع الإبداعية ذات التصميمات الفريدة.

والمدهش أن جمهور الويب صار أكثر استعدادًا لتقبل المحتوى الثنائي أو الثلاثي الأبعاد. فعلى سبيل المثال، زادت شعبية ألعاب الحاسوب ثلاثية الأبعاد بين الشباب، كما شهدت الأفلام ثلاثية الأبعاد إقبالًا كبيرًا من المشاهدين خلال السنوات الماضية. لذا يرى الخبراء أنه قد حان الوقت لتبني الوسائط المرئية ثلاثية الأبعاد في مجالات تطبيقية أخرى مثل التجارة الإلكترونية والتعليم والتدريب وغير ذلك.

وتتطلب تطبيقات المرئيات ثلاثية الأبعاد، تصاميم تفاعلية معقدة. لكن بغض النظر على كيفية تصميم هذه التقنيات، يجب أن يكون المحتوى المعروض واضحًا ومفهومًا، وأن تكون التصاميم نفسها غير غامضة. لذا، من المهم للغاية إنشاء وصناعة المحتوى من قبل متخصصين وكُتاب على دراية بالأساليب والأدوات التي تدعم إنشاء المحتوى ثلاثي الأبعاد.

وعن مستقبل هذه المرئيات، يقول “ستيفن كونين”، المؤسس والرئيس المشارك لشركة Wayfair، وذلك وفقًا لما نشرته شبكة CNBC الإخبارية:

أعتقد أنه في مرحلة ما في المستقبل، سيكون لكل منزل في الولايات المتحدة نموذج ثلاثي الأبعاد مرتبط به وذلك من الناحية المثالية

10. تجربة الواقع المعزز

تُمثل تجارب الواقع المعزز Augmented reality أحد أبرز اتجاهات تصميم الويب الحديثة التي شغلت اهتمامات مصممي ومطوري المواقع في الآونة الأخيرة، خاصةً أنها أصبحت مهمة للغاية بالنسبة للتجارة الإلكترونية.

وفتحت التقنيات جديدة مثل WebXR API والتطبيقات التي صنعتها شركة Wayfair مجال الواقع المعزز متاح للجميع تقريبًا، حيث تستثمر هذه الشركة تجارب الواقع المعزز والتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد للمساعدة في تحسين تجربة العملاء على الويب.

كما أن تقنية الواقع المعزز تستخدم أجهزة الجوال للدمج بين المحتوى الرقمي والعالم الحقيقي. فكل ما تحتاج إليه في هذه التقنية كاميرا جهاز حاسوب أو هاتف ذكي وتطبيق الواقع المعزز دون الحاجة إلى استخدام أي جهاز آخر، وفقًا لما أكدته شركة جوجل.

وهناك تطبيقات عديدة استفادت من تجربة الواقع المعزز لاكتساب المزيد من العملاء مثل Mondly AR وPokemon Go. ويتوقع خبراء التقنية في العالم، التوسع في استخدام هذه التقنية التكنولوجية المذهلة، خاصةً أنها تحاكي العالم الحقيقي عند عرض المنتجات وتجعل العملاء يتمتعون بتجربة رائعة وممتعة قبل اتخاذ قرار الشراء.

ويرى “ستيفن كونين” أن هذه التقنية سيكون لها تأثير إيجابي على عملية التسوق عن بُعد في المستقبل. لذا، تستفيد العديد من مواقع البيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية من قوة تجربة الواقع المعزز للمساعدة في بيع منتجاتهم وخدماتهم، وتمكين العملاء المحتملين وإقناعهم في عملية الشراء. وبذلك تحقق شركتك أهداف المبيعات والإيرادات من خلال الاستخدام الأمثل لاتجاهات تصميم الويب الحديثة.

تم النشر في: تصميم الويب