دليلك الشامل إلى عالم تصميم الجرافيك

ينطق فن تصميم الجرافيك نيابةً عن الشركات والأشخاص بالرسائل التسويقية، ويمثل الواجهة التي تعطي انطباعًا أوليًا عن تلك الجهات، وقد بات تخصص التصميم الجرافيكي لصيق الصلة بمختلف المجالات والتخصصات، فتزايد الطلب على محترفي التصميم في السنوات الأخيرة.

فإذا كنت شغوفًا بهذا المجال وترغب في معرفة كل شيء عن أساسيات التصميم الجرافيكي التي تؤهلك للانطلاق نحو هذا العالم، أو كنت أحد رواد الأعمال أو أصحاب المشاريع الناشئة، فالدليل الذي بين يديك بمثابة مرجع للأساسيات، يكشف لك عن مدى أهمية تصميم الجرافيكي لنجاح استثماراتك، كما يرشدك لطريق الوصول إلى محترفي التصميم.

جدول المحتويات:

ما هو تصميم الجرافيك؟

تصميم جرافيك هو عملية توظيف عناصر وأدوات التصميم المختلفة لإيصال رسالة مرئية تخدم فكرة تسويقية، وتجعلها قادرة على بناء علاقات بصرية مُعبرة وجذابة، باستخدام الخطوط، والألوان، والصور وغيرها من عناصر التصميم الجرافيكي. وكلمة جرافيكي مشتقة من الكلمة الإنجليزية Graph أي رسم بياني، وGraphic تعني مرسوم أو تصويري، وهي مشتقة من الكلمة اللاتينية Graphus ومعناها خط مكتوب أو مرسوم.

وقد عُرف مصطلح المصمم الجرافيكي لأول مرة عام 1922 من خلال المصمم وليام أديسون دويغنز، فهو أول من عرّف هذا المصطلح على أنه الشخص الذي يدمج بين الكلمات والخطوط والصور والألوان في صفحة واحدة بشكل وتصميم يلفت الانتباه.

تاريخ التصميم الجرافيكي

يُعد تصميم الجرافيك بوصفه “نظامًا” مصطلحًا معاصرًا؛ أي كونه تخصصًا متكاملًا له أدوات وأساسيات. ولكن كان هناك دومًا أنشطة موازية تشبه عملية التصميم حتى في التاريخ القديم، كتلك النقوش والرموز على جدران المعابد في العصور الفرعونية، وعمود تراجان في روما، والمخطوطات المضيئة في العصور الوسطى وغيرها.

وفي الواقع، لا يمكن الحديث عن نشأة تصميم الجرافيك دون التطرق لنشأة وظهور الطباعة، حيث نشأت الطباعة لأول مرة في الصين في القرن السادس باستخدام الألواح والقوالب الخشبية وغيرها من الأدوات البدائية، ثم تطورت فيها بعد ذلك إلى أن تم اختراع تقنية الطباعة المتحركة سنة 1040 على يد الصيني “بي شينج”، وبدأت عمليات الطباعة في الانتشار حتى وصلت لأوروبا وقامت دار “يوهان جوتنبرج” للطباعة بتولي مهمة نشر الكتب وطباعتها.

واستمر التمهيد لبزوغ صناعة تصميم الجرافيك حتى القرن التاسع عشر، مع ظهور بعض التوجهات والدعوات لفصل هذا التخصص عن غيره من التخصصات كالفنون الجميلة، ليظهر أبو التصميم الجرافيكي وهو الفنان الهولندي “بيت موندريان”، وهو أول من استحدث وأسس نظام الشبكية Grid System في التصاميم، والذي ما زال استخدامه قائمًا حتى اليوم في اللوحات، وتصاميم الصور، والدعايا، والإعلان، والطباعة.

وقد ارتبط تصميم الجرافيك على مدى سنوات طويلة بالمواد المطبوعة مثل: المجلات، والجرائد، والملصقات الدعائية، والأختام وغيرها. ولكن بعد حدوث تطور وثورة في مجال تكنولوجيا المعلومات أحدث طفرة في أنواع الجرافيك، أصبح فرع وتخصص منفرد قائم بذاته.

ما هو جوهر فن تصميم الجرافيك؟

يتمحور جوهر تصميم الجرافيك بشكل عام حول مدى مهارة وقدرة المصمم الجرافيكي على تنظيم البيانات والمعلومات، وتطويع الأفكار وتشكيلها بطريقة إبداعية لتخدم الفكرة والرسالة المراد توصيلها، وتجعل تلك الرسالة مُفعمة بالحيوية والتعبير، وقادرة على جذب الانتباه. وجدير بالذكر أن نمط التفكير الذي يفكر به مصمم الجرافيك هو العَصَب الذي يُغذي عملية التصميم ويؤدي لنجاحه، فنمط التفكير الشمولي والإبداعي هو الأكثر نجاحًا في هذا المجال.

لذا، فإذا كنت تعتقد أن أول خطوة نحو عالم تصميم الجرافيك هي التركيز على الأدوات والبرامج التي يستخدمها المصممون فقط؛ فأنت ما زلت بعيدًا عن الجوهر الحقيقي لهذا المجال، فجوهر تصميم جرافيك حقيقي هو أن تبدأ في تعلم التصميم كنمط تفكير وعقلية أولًا قبل البحث عن الأدوات، فعليك أن تتمرَّس على أن تفكر كمصمم إبداعي، وهذا لن يتأتى بين عشية وضحاها، ولكنه حصيلة الكثير من التفكير، والممارسة، والتجربة.

أهمية التصميم الجرافيكي

نظرًا لتعدد أنواع الجرافيك، فإن التصاميم الجرافيكية تخدم كافة الأشخاص والشركات في تحقيق الأهداف التسويقية ونقل الأفكار. وفيما يلي نستعرض بعض النقاط التي توضح أهمية تصميم جرافيك احترافي:

1. تعدد أنواع الجرافيك

هناك الكثير من أنواع التصميم الجرافيكي التي تلبي احتياجات كافة العملاء والأسواق، وتخدم مختلف التخصصات ومنها:

  • تصاميم الشعارات Logos والهوية البصرية للعلامات التجارية Visual Identity.
  • تصاميم المواقع الإلكترونية Web design.
  • التصميم التحريري Editorial Design.
  • تصاميم البرامج والتطبيقات Application Design.
  • تصاميم التعبئة والتغليف Packaging.
  • التصميم الجرافيكي المتحرك Motion Graphic.
  • تصاميم منشورات وسائل التواصل الاجتماعي Social media Advertisments.
  • التصاميم البيئية Environmental Designs.

2. انطباع إيجابي أوَّلي

تصميم الجرافيك الاحترافي يترك عند الجمهور المستهدف انطباعًا مبدئيًا إيجابيًا حول العلامة التجارية، أو حول المنتج، أو الخدمة التي يروج لها، لأن المستهلك عادةً ما يكوِّن آراءً أولية لحظية في بضع ثوان.

3. القدرة على المنافسة

إذا كنت أحد رواد الأعمال أو أصحاب المشاريع الناشئة، فعليك أن تعلم أن تصميم الجرافيك المتميز الذي ستختاره ليكون هو الممثل لعلامتك التجارية، هو أول خطوة ستجعلك مؤهلًا للظهور والتميز عن منافسيك؛ لأن هذا التصميم الاحترافي هو أول ما يعلق بذهن الجمهور الذي تستهدفه. لذا، فإن سعيك للحصول على تصميم جرافيكي احترافي وإبداعي هو استثمار في حد ذاته، لأنه يعمل على زيادة فرصتك في التميز والظهور بشكل مثالي من بين العديد من المنافسين.

وقد أصبح الوصول إلى المصممين المحترفين سهلًا من خلال منصات العمل الحر، مثل منصة خمسات التي تقدم العديد من خدمات التصميم، فيمكنك من خلالها توظيف المحترفين لتحقيق أهدافك التسويقية بتصميماتهم الإبداعية.

4. المصداقية وكسب الثقة

تصميم جرافيك احترافي ومتوافق بصريًا مع خدمات وسمات العلامة التجارية التي تروّج لها يعزز بناء الثقة بين شركتك وبين الجمهور المستهدف، ويعطي انطباعًا بمصداقية الحملة التسويقية التي تخطط لها.

5. زيادة المبيعات

كل ما سبق ذكره يؤدي في النهاية لإصابة الهدف الرئيسي وهو التأثير على سلوك المستخدم، وهذا تمامًا ما يفعله تصميم الجرافيك الاحترافي، إذ يقوم بدوره في التوجيه البصري الذي يدفع المستخدم للتفاعل مع الرسالة التسويقية التي يتلقاها من خلاله، كأن يقوم بالشراء أو التصفح، أو الاشتراك في الخدمة وما إلى ذلك. وهو ما يسمى بالدعوة إلى اتخاذ إجراء Call To Action مما يؤدي إلى زيادة المبيعات.

عناصر التصميم الجرافيكي

عناصر تصميم الجرافيك هي تلك الأساسيات التي يستخدمها المصمم، والتي تشكِّل وحدات بناء أي تصميم، وهناك عناصر أساسية مثل: اللون، والشكل، والحجم، والخط، والملمس. بالإضافة إلى العديد من العناصر الأخرى المهمة التي سنفصلها فيما يلي:

1. اللون

اللون

للون وقع بصري قوي، فهو يترك انطباعًا بمجرد لمحة واحدة. لذا، فهو أهم عنصر من عناصر تصميم الجرافيك، ولكل لون مدلول وتأثير على من يراه، والمصمم الجرافيكي يدرك أن كل مزيج من الألوان التي ينتقيها تحمل في باطنها رسالة إيحائية تخاطب عواطف الجمهور المستهدف؛ فهناك أنواع من الألوان منها:

  • الألوان الباردة: الأزرق، والأخضر، والبنفسجي، وهي مستمدة من ألوان البحار والنباتات والسماء، وتمنح إحساسًا بالهدوء والراحة والاستقرار.
  • الألوان الدافئة: الأحمر والبرتقالي والأصفر، وهي مستمدة من لون الشمس والنار، وهي تعطي إيحاءً بالدفء، أو الحماس، أو الخطر.
  • الألوان المحايدة: الأبيض، والأسود، والرمادي، ومزجها مع الألوان السابقة يخلق التوازن في التصميم، ويوجّه التصميم نحو الهدف الذي ينشده. وجدير بالذكر أن مهارة المصمم في مزج الألوان ودرجاتها النابعة من إحساسه بكل لون، وإدراكه كيفية دمج الألوان لمصلحة التصميم هو في الحقيقة ما يصنع الفارق بين التصميم العادي والتصميم الاحترافي.

ولكل تصميم درجات معينة من الألوان تتماشى مع توجُّهه والهدف منه، فمثلًا التصاميم التي تتعلق بالمجالات الطبية أو العلاجية غالبًا ما يُستخدم فيها اللونين الأزرق والأبيض، لأنهما يعطيان إيحاءً بالراحة والاستقرار، ووقعًا بصريًا مريحًا للعين. ولا بد للمصمم أن يكون ملمًا بخصائص كل لون، ونظريات الألوان ومنها:

نظرية الألوان
  • الدرجة Tone
  • الصبغة Hue
  • الإشباع Saturation
  • الصفاء Chroma
  • المشيج Tint
  • الظل Shade

2. الخط

الخطوط

الخطوط هي إحدى عناصر تصميم جرافيك الأساسية، بها يتم تحديد الأشكال، وتقسيم فراغات المساحات وتنسيقها، ويستخدم منها المصمم حسب حاجة الفكرة أو التصميم، وتُستخدم الخطوط غالبًا لعمل حدود بين أقسام التصميم، أو للفت النظر نحو اتجاه معين، لأن العين تتبع حركة الخط تلقائيًا أينما اتجه. ويلعب نمط الخط في حد ذاته دورًا في جعل التصميم مؤثرًا، ومنها:

  • الخطوط المستقيمة والمنحنية

قد تكون الخطوط مستقيمة أو منحنية، والخطوط المنحنية غالبًا هي أكثر استخدامًا في التصميمات من الخطوط المستقيمة، لأنها توحي بالانسيابية والمرونة والحركة في التصميم، وتجعل التصميم مفعمًا بالطاقة إذا ما تم توظيفها مع بقية العناصر توظيفًا مناسبًا.

  • الخطوط المتقطعة والمصمتة

أما أنماط الخطوط المتقطعة والمصمتة، فلكل منها تأثير مختلف على المستخدم، فالخطوط المصمتة كانت أكثر استخدامًا لسنوات عديدة مضت، لأنها هي التي تجعل التصميم متينًا ومتماسكًا ومنظمًا، أي أنها ببساطة كانت تستخدم لتحديد أسلوب التصميم بشكلٍ عام، لكن مع التغيرات التي طرأت في عالم تصاميم الجرافيك لم يعد هذا النمط من الخطوط شائعًا كما كان، وأصبحت الخطوط المتقطعة والمصمتة هي الأكثر شيوعًا.

  • الخطوط السميكة والرفيعة

الخطوط السميكة عادةً ما تكون قادرة على جذب الانتباه أكثر من الخطوط الرفيعة، لمَ لها من وقعًا بصريًا أكثر قوة، لكن يجب الحذر من الإفراط في استخدامها، لأن استخدامها بعشوائية سيعطي شعورًا بالإزعاج والفوضوية.

  • الخطوط الشعاعية

الخطوط الشعاعية توحي بالحيوية والانطلاق، إلا إذا كانت خطوطًا منكسرة، فإن ذلك يوحي بتشقق السطح أو الصدمات.

3. الشكل

كل خط مكتمل ومغلق يكوِّن شكلًا، وقد تكون الأشكال منتظمة كالمربع، أو المثلث، أو الدائرة، أو المستطيل وغيرها، وهي تخدم غرضًا تصميمًا محددًا يسعى إليه المصمم، ومنها ما يعطي وقعًا بصريًا بالحركة والاستمرارية كالدائرة، أو يستخدم لبناء التصاميم الهيكلية والرسوم الإيضاحية كالمربع والمستطيل، وقد يحتوي التصميم كذلك على أشكال غير منتظمة من وحي المصمم.

4. الصورة

تُستخدم الصور في بعض التصاميم لتأثيرها السريع في جذب الانتباه، وقد انتشر استخدام الصور الملتقطة بالأجهزة الرقمية في كثير من التصميمات.

اختيار صورة صفحة الهبوط

في تصميم صفحة الهبوط هذه تم استخدام صورة معبرة عن الرسالة المراد جذب انتباه الزائر إليها.

5. الملمس

الملمس

التصاميم التي تفتقر إلى تنوع الملمس بين أجزائها تصيب العين بالملل. لذا، فإضفاء تنوع في الملمس بين أجزاء تصميم الجرافيك يجعله ينبض بالحيوية، فلم تعد الخلفيات أحادية اللون والملمس أو المصمتة ذات مظهر احترافي، فلا بد من المزج بين الملمس الخشن والناعم، والخامات البارزة، والغائرة، والدقيقة، واللمعان، والكثافة، وهو ما يعطي إيحاءً ببعد ثالث 3D، وإحساسًا بالعمق.

وهناك أنماط من الخامات التي تعطي انطباعًا بتنوع الملمس حسب حاجة التصميم مثل: العناصر والألياف الطبيعية، والزخرفة، والطوب، الحصى، الورق، والحفر.

صورًا ذات إيحاءات متنوعة

6. المنظور

المنظور هو تمثيل المجسمات المرئية على مسطح كما تراها العين من اتجاه معين بما يتماشى مع التغير الذي يجب أن يكون متناسبًا بطريقة صحيحة مع أبعاد تلك المجسمات واتجاهاتها في الواقع، وهذا ما يلتبس على كثير من المصممين -خاصة المبتدئين- فتكون أبرز أخطاء التصميم في تطبيق قواعد المنظور بشكل صحيح، وهناك نوعان من المنظور يجب أن تكون على عِلم تام بهما وهما:

  • المنظور الخطي
المنظور

وهو ما تبدو عليه الأجسام في الواقع من أوضاع ومسافات نسبية يجب مراعاتها في التصميم، كالخداع البصري الذي ينتج عن تضاؤل حجم الأشياء كلما زاد بعدها عن عين الناظر، فمثلا خطي السكة الحديد يبدوان وكأنهما يتقاطعان في نقطة عند نهاية خط الأفق، لكنها في الواقع متوازيان، وتكمن أهمية المنظور الخطي في أنها تعطي إيحاءً بعمق التصميم وواقعيته، وتماسك الصورة.

وقد انتشر مؤخرًا استخدام تطبيقات المنظور في التصوير، كمن يصور نفسه ممسكًا بقرص الشمس بين إصبعيه، فهذا يعتمد على نظرية المنظور الخطي لقرص الشمس الذي يبدو من بعيد أصغر مما هو عليه في الواقع، وإن لم يكن المصور يعلم ذلك.

نظرية المنظور الخطي لقرص الشمس

في هذه الصورة يظهر قرص الشمس أصغر من الشجرة، بسبب المنظور الخطي، الشمس بعيدة والشجرة قريبة من موضع التصوير.

  • المنظور الهوائي

يقصد بالمنظور الهوائي التأثيرات التي تطرأ على مظهر الأشياء نتيجة تأثرها بحالة الجو الطبيعي، فيتغير كل من الضوء والظل واللون تبعًا لبعد الجسم عن نقطة، ويخفت الضوء تدريجيًا بالبعد عن نقطة المشاهدة، وهو ما يعطي للتصميم بعدًا، وعمقًا، وواقعية.

المنظور الهوائي

7. الحجم

الحجم

يتحكم حجم العناصر في التصميم في الإشارة إلى مدى أهميتها، فالعناصر الكبيرة تجذب العين أسرع، ومن المفترض أن تكون ذات القيمة الأعلى لتتجه إليها عين المستخدم أولًا.

8. الفراغ والمساحة

المساحة والفراغ

كل فراغ أو مساحة في تصميم الجرافيك ليست عبثًا، لكنها تلعب دورًا في التأثير على العين، وتعطي إيحاءً بالراحة والانفتاح، وتضفي إضاءة على التصميم، وتسمى الفراغات في التصاميم بالمساحات السلبية أو المساحات البيضاء، ولا يُقصد بكونها بيضاء أن لونها أبيض حصرًا، ولكن هي كل فراغ داخل التصميم يأخذ لون الخلفية.

9. القيمة أو الإضاءة

القيمة أو الإضاءة

القيمة الضوئية يُقصد بها المنطقة الأكثر إضاءة في التصميم، وهي المنطقة ذات القيمة الأعلى من المنطقة المظلمة أو المعتمة، وبها يستقطب المصمم انتباه الجمهور المستهدف نحو الرسالة المراد إيصالها.

10. النص

الحروف والخطوط

النص الملهم والمعبر والواضح يساعد في إيصال رسالة التصميم، وينطق بالهدف منه، ولكنه عنصر سهل ممتنع، يحتاج للتفكير المعمق لاختيار أنسب النصوص وأكثرها تميزًا، ومن ثم توظيفها بشكل ملائم داخل التصميم.

أساسيات التصميم الجرافيكي

أساسيات تصميم الجرافيك هي المبادئ والقواعد التي يتبعها المصمم لتنفيذ تصميمه، وهي التي تفرق بين التصميم العادي والتصميم الاحترافي. فيما يلي نستعرض بعضًا منها:

1. الوحدة والانسجام

يسعى كل مصمم لتحقيق الوحدة والانسجام بين عناصر تصميم الجرافيك، وهذه القاعدة هي من أهم عوامل نجاح العمل، لأنها تجعل رسالة التصميم واضحة ومفهومة، وتجعله متينًا متماسكًا ومقنعًا. ولا يمكن أن تتحقق الوحدة إذا كان كل عنصر من العناصر مستقلًا بذاته ومنفصلًا عن الآخر، فلا بد من إنشاء علاقة ما بينهم.

وهناك بعض القواعد التي قد يحتاج مصمم الجرافيك لاستخدام بعضها، ليتمكن بواسطتها من تحقيق الانسجام والوحدة، مثل:

  • خلق تشابه وعلاقة تربط بين العناصر.
  • التقارب وهو ما يعطي إيحاءً بوجود علاقة ما باستخدام المسافات بين العناصر.
  • الاستمرارية وهي الإيحاء بوجود نمط محدد لاستمرار العناصر.
  • تكرار العناصر بطريقة تعطي شعورًا بوجود علاقة بينها.
  • تكرار خصائص العناصر مثل: اللون، أو الحجم، أو الشكل. مما يوحي بوجود إيقاع بينها.
الوحدة والانسجام

تصميم هذا الإنفوجراف يحقق الانسجام من خلال التقارب، وتكرار عناصر الشكل، واللون، والخط بالتبادل.

2. نقطة الارتكاز

نقطة الارتكاز

تسمى أيضًا بالنقطة المحورية وهي تلك النقطة تُعد مدخلًا إلى تصميم الجرافيك، وهي أول ما يقع عليه عين المستخدم، فلا بد من أن يجعلها المصمم الأكثر قوة وقيمة وجذبًا للانتباه، ففي هذا التصميم تظهر كلمة SEO بالخط السميك، مع إضاءة حولها تلفت النظر إليها لأول وهلة.

3. الأولوية والسيادة

إن عدم الأخذ بمبدأ الأولوية والسيادة يعطي انطباعًا بالتوتر والإرباك لدى المستخدم، ويجعله يتوه داخل تفاصيل التصميم، مما يصعب عليه استلام وإدراك الرسالة التي يهدف إليها العمل، فلا بد من إعطاء العناصر ذات الأهمية الأكبر أولوية وسيادة أكثر من العناصر الأخرى، تبعًا للاستراتيجية التالية:

  •  الخط
خطوط

لا شك في أن الخط الموحد يصيب العين بالملل والتوهان، فلا بد من التلاعب بلون الخط، ونوعه، وحجمه لإعطاء بعض العناصر أولوية أكثر، كما يظهر في الصورة إعطاء أولوية لأهم جملة تسويقية بجعلها بالحجم الأكبر والخط السميك، مع وجود باقي العناصر لجذب الانتباه.

  • نقطة التحويل
اشتري الآن

هي النقطة التي يتم من خلالها الدعوة إلى اتخاذ إجراء CTA، وهي عنصر أساسي للمحتوى التسويقي، فلا بد أن تكون ذات السيادة الأعلى.

  • الصور
الصورة

يمكن استخدام الصور لتدعيم سيادة فكرة معينة خاصة في التصفح، لأنها تجذب انتباه المستخدم بسهولة، كما يظهر في صفحة الهبوط الرياضية السابقة. فإن استخدام صورة شخص يجري داخل تصميم الصفحة يوحي بالنشاط والحركة، ويدعم الدعوة للاشتراك بالأنشطة الرياضية التي تروج لها الصفحة.

صورة عالية الجودة لنوع الطعام المُعلن عنه

فمثلًا لا يمكن الدعايا لمحالّ الأطعمة بدون تدعيم الفكرة بإضافة صورة عالية الجودة لنوع الطعام الذي يتم الترويج له.

  • المعلومات

المعلومات الوصفية أو الإضافية الأقل أولوية تأتي في المرتبة الأخيرة لإكمال التصميم وتدعيمه.

4. الحركة والإيقاع

الإيقاع هو ذلك المبدأ الذي ينتهجه المصمم والذي على أساسه تتحرك عين المستخدم من عنصر إلى آخر داخل تصميم الجرافيك، ويوجد نوعان من الإيقاع وهما:

  • الإيقاع السلس
الايقاع السلس

هو وجود تفاوت في الحركة داخل التصميم، ومثال على ذلك حركة الأمواج التي تسير بنفس الاتجاه، لكن كل موجة متفاوتة في طريقة حركتها عن الأخرى.

  • الإيقاع التدريجي
الإيقاع التدريجي

هو ذلك التسلسل المحدد والمنتظم والواضح للعناصر داخل التصميم، وهو ما يجعل الطريقة التي تتحرك بها العين محددة وواضحة كذلك، كما يظهر في هذا الإنفوجراف.

مراحل تنفيذ تصميم جرافيك احترافي

عملية تصميم الجرافيك هي أشبه في مراحلها بعمليات حل المشكلات، وهي تدور حول ثلاث: العميل، والفكرة الإبداعية، والمصمم. فالمصمم يسعى لإيجاد التصميم الذي يصيب الهدف الذي يطلبه العميل، وهناك مراحل أساسية تمر بها عملية تصميم الجرافيك بشكل عام وهي:

1. جمع المعلومات وتحديد الهدف

هي مرحلة تحديد الهدف من التصميم، وفيها يقوم المصمم بجمع المعلومات وتحديد الجمهور المستهدف، ومعرفة نوع المنشأة التي يصمم لصالحها، وأهدافها، ويقوم بالبحث حول المعطيات التي أعطاها له العميل.

2. استلهام الفكرة وتطويرها

يقوم المصمم بتحليل المعلومات السابقة، والبحث في مصادر الاستلهام، ومن هنا تتولَّد عنده مجموعة من الأفكار الأوليَّة حول تصميم الجرافيك الذي ربما يستقر عليه، فيقوم بمقارنة هذه الأفكار وتطويرها لملاءمة الهدف التسويقي المطلوب.

3. الاسكتش

في هذه المرحلة يقوم المصمم بعمل اسكتشات سريعة، لأن الرسم يستقطب الأفكار، والأفكار تتوالى. وفي هذه الاسكتشات يقوم بتحويل الأفكار التي أتته إلى أشكال، وصور، ورموز، وخطوط ويمزج بينها بأسلوبه الخاص، ليحاول أن يخرج منها بفكرة شبه نهائية، ويفضل أن يعرض هذه الأفكار على العميل لاستبعاد بعضها أو التأكيد على إحداها مما يوفر الوقت والجهد أثناء البدء في تصميم الجرافيك.

4. التنفيذ والعرض

يبدأ المصمم بتنفيذ تصميم الجرافيك الذي استقر عليه باستخدام أدوات التصميم الجرافيكي المتخصصة، وتسليمه إلى العميل بعد الانتهاء.

5. التعديل

يتم في هذه المرحلة تنفيذ التعديلات التي قد يطلبها العميل على التصميم، والأخذ بالملاحظات، ثم اعتماد النسخة النهائية من التصميم.

6. التسليم النهائي

في هذه المرحلة وبعد اعتماد النسخة النهائية للتصميم، يقوم المصمم بتسليم العمل كاملًا لإنهاء المشروع كالتالي:

  • الملف بنسخه الملونة والأحادية، وأكواد الألوان، والخط، وكل ما يتعلق بتفاصيل التصميم.
  • ملفات جاهزة للطباعة، وأخرى لمَ قبل الطباعة، ومستندات الويب.
  • ملفات للنشر عبر الميديا.

أدوات تصميم الجرافيك

يعتمد كل مصمم على عدة برامج وأدوات تمكنه من تنفيذ تصميم الجرافيك الذي يعمل عليه. وفيما يلي نستعرض بعضًا من أبرز أدوات التصميم الجرافيكي:

1. Adobe Photoshop

محتكر سوق تصميم الجرافيك والبرنامج الأشهر أدوبي فوتوشوب، هو محرر الرسومات النقطية، ورسومات ثلاثية الأبعاد 3D محدودة، يعمل على أنظمة التشغيل مايكروسوفت ويندوز Windows، وماك أو إس Mac OS X، هو أداة رائعة لكل ما يتعلق بالفن الرقمي، وغير مجانية لما يتمتع به البرنامج من ميزات قوية واحترافية، لكنه يقدم نسخة تجريبية مجانية لمدة 30 يومًا، ومن أبرز مميزاته واستخداماته:

  • إمكانية دمج الصور والخطوط والنصوص وما إلى ذلك من عناصر تصميم الجرافيك، لإنشاء التصاميم البصرية الاحترافية والبانرات.
  • إمكانية التعديل على الصور الفوتوغرافية وتحريرها والتلاعب بها بجودة واحترافية عالية، بسبب التأثيرات الاحترافية، وأدوات معالجة الصور المتطورة، كما يمكنه التلاعب بالصور ثلاثية الأبعاد 3D، أو ثنائية الأبعاد 2D.
  • ميزات فوتوشوب المتقدمة تمكن من إضافة المزيد من المميزات، إذ يسمح بإضافة أدوات إضافية مثل: أداة Color Efex Pro، وPhotoshop Plugin.
  • تصميم مواقع الويب والمنتديات.
  • تصاميم الصور المتحركة باحترافية، والتعديل على مقاطع الفيديو، وإمكانية التعديل على التصميمات الجاهزة.
  • الصيغة الرسمية التي يعمل بها الفوتوشوب هي صيغة Psd، لكن يمكنه دعم كل من الملفات التالية والتعديل عليها مثل: bmp, eps, gif jpeg, pcx, pict, png, PSD, sct, tif, Pdf.

وهناك بدائل أخرى لبرنامج فوتوشوب مثل:

2. Adobe Illustrator

عملاق شركة أدوبي المتخصص في تصاميم من نوع الرسوم الموجهة Vector Art، يستخدمه المصممون، ومطورو مواقع الويب، والرسامون، يعمل على أنظمة التشغيل ويندوز windows وماك أو إس Mac OS X، هو أداة غير مجانية، تقدم نسخة تجريبية مجانية لمدة 30 يومًا، وفيما يلي استخداماته ومميزاته:

  • إمكانية تصميم الرسومات والتعديل عليها باحترافية وجودة عالية، إذ يتوفر به أدوات الرسم الأساسية، مع أدوات متطورة.
  • ملفات فيكتور هي الأمثل والأنسب لإنشاء التصاميم التي يتطلب إعدادها تغييرات وتعديلات في الحجم والشكل باستمرار، ولهذا السبب فإن الشعارات واللافتات دائمًا يتم تصميمها باستخدام الفيكتور.
  • الصيغة الرسمية التي يعمل بها برنامج اليستراتور هي صيغة Ai، لكنه يدعم أيضًا كل ملفات Eps ويتيح التعديل عليها.

وهناك بدائل أخرى لبرنامج Illustrator مثل:

3. InDesign

أداة رائعة من أدوات تصميم الجرافيك لتصميم الرسوم، وهي الأنسب والأكثر جودة عندما يتطلب العمل إنشاء صفحات دورية متعددة ومعقدة، يعمل بأنظمة التشغيل Windows وMac OS X وهو برنامج آخر غير مجاني من شركة Adobe، ومن أبرز مميزاته واستخداماته:

  • يتوفر InDesign على الأدوات الأساسية والمتطورة اللازمة لتصميم المطبوعات والتعديل عليها مثل: تصاميم الكتب، والمجلات، والملصقات والمنشورات.
  • هو منافس قوي في تصميم المطبوعات المعقدة والدورية، إذ يتوفر على نماذج متعددة للتخطيط، ومنصة جافا سكريبت للبرمجة، وميزة المحاذاة البصرية للهامش.
  • تتعدد الصيغ الرسمية التي يعمل بها برنامج InDesign مثل: indd, indl, indt indb, inx، لكنه أيضًا يدعم ملفات أخرى ويسمح بالتعديل عليها مثل: Eps, .pdf, jpg, png, ai, psd

وهناك بدائل أخرى لبرنامج InDesign مثل برنامج Affinity Publisher.

مقالات عن تصميم الجرافيك

ولمزيد من التفاصيل بشكلٍ معمق حول أساسيات تصميم الجرافيك، نرشح لك هذه السلسة المكونة من ثلاثة أجزاء:

والآن بعد أن وضعت يدك على أساسيات التصميم الجرافيكي، وأصبحت مُلمًّا بعناصر ومراحل كل تصميم، وتعرفت على أشهر أدوات تصميم الجرافيك، فلا تتردد أبدًا في الانطلاق نحو شغفك بالالتحاق بإحدى منصات العمل الحر كمنصة خمسات، لتكون أحد مقدمّي خدمات التصميم الجرافيكي الاحترافيين. 

تم النشر في: تصميم جرافيك