تعرف على كيفية تقديم دروس عبر الإنترنت

يوفر تقديم الدروس عبر الإنترنت ميزات عدة لك ولطلابك على حدٍ سواء؛ فيمكن أن يشاهدها الطالب في أي وقتٍ إذا قدمتها على هيئة فيديوهات تعليمية مخصصة، كما تعطيك الحرية التامة في أن تعمل في المكان الذي تريده وقتما تشاء، وهي خيارٌ ممتاز لكل الطامحين إلى زيادة دَخلهم الماليّ بطريقة أكثر أمانًا وتوسعًا من الطرق التقليدية. فما هي أفضل طرق تقديم الدروس عبر الإنترنت؟

جدول المحتويات:

مزايا تقديم دروس عبر الإنترنت في خمسات

1. إقبال متزايد

مع أن تقديم الدروس عبر الإنترنت أمرًا شائعًا منذ بداية تعرفنا على مفهوم العمل الحر، فقد مهدت إجراءات كورونا الاحترازية والمخاوف الصحيّة إلى إحداث تغييرٍ شاملٍ في الطريقة التي نتعامل بها مع الخدمات؛ حيث تشجعت معظم الجامعات والمؤسسات التعليمية على نقل أعمالها أو أجزاء منها من الواقع إلى عالم الإنترنت الافتراضيّ.

إضافةً إلى نمو عدد المستقلين الذين يُقدمون مختلف الخدمات في مواقع العمل الحر، فوفقًا لبحثٍ أجراه مجموعة من الباحثين في جامعة هارفارد للأعمال، فقد استقبل سوق العمل الحر زيادة كبيرة من أصحاب المهارات الذين يودون بيئة أكثر مرونة وإنتاجية، وبهذا تمكّن العديد من المعلمين من تقديم خدماتهم للطلاب بكل سهولة.

2. مرونة مثاليّة

يساعدك تقديم دروس عبر الإنترنت على اختيار المكان الذي تود العمل فيه، سواءً من المنزل أو خلال السفر أو في أي مكانٍ آخر، ما يعني أنك غير مُقيّد بمكانٍ ولن تحمل هم الوصول متأخرًا أو قبل الموعد. إضافةً إلى عدم عرقلة العمل بسبب سوء الأحوال الجويّة أو الازدحام المروريّ، وهذا سيشجعك على تحقيق إنتاجية أعلى.

فتستطيع اختيار الوقت المثاليّ الذي يناسبك لتقديم دروس خصوصية على الإنترنت، دون الالتزام بجداول زمنية صارمة لا تتوافق مع تطلعاتك اليومية. أضِف إلى ذلك إمكانية تدريس طلاب من مختلف الدول، أي لن تتوقف حدود العملية التعليمية على حدود الفصل والمدرسة.

3. تكاليف أقل

لا يلزمك لتقديم دروس عبر الإنترنت في خمسات سوى حاسوب متصل بالإنترنت، وقد يفي هاتفك المحمول بالغرض. أما على الجانب الآخر، فطرق التدريس التقليدية تستلزم مكانًا مهيئًا لتقديم الدروس، وربما سيكلفك هذا ميزانية إضافية. كما يقلل التدريس عبر الإنترنت من نفقات التنقل إلى العمل، وسيتلاشى أيضًا الجهد المبذول للوصول إلى مكان المؤسسة التعليمية، خاصةً إذا كنت تعيش في منطقة مزدحمة.

في بداياتك، قد تستثمر في ترقية بعض الموارد التي تمتلكها مسبقًا، على سبيل المثال: اشتراك الإنترنت أو إضاءة غرفة التدريس أو شراء حاسوب مناسب، ولكن لاحظ أنك تستثمر في أصول تستخدمها فعلًا، بينما يختلف الأمر كثيرًا في حالات الدروس الخصوصية التقليدية التي تستوجب ميزانية لا بأس بها على مكان التدريس، وما يتعلق به من خدمات (الكهرباء، المياه… إلخ).

تحديّات تقديم دروس عبر الإنترنت

1. منافسة عاليّة

مع تعطش سوق التدريس عبر الإنترنت إلى المزيد من ذوي المهارات كل يوم، إلا أنك ستجد منافسة كبيرة للاستحواذ على الفرص المتاحة، مما يستلزم عليك التسويق الجيد لمهاراتك، وإقناع الطلاب بأن يشتروا أو يُسجلوا في الدورة التعليمية الخاصة بك.

ولا تنسَ أنك ستحتاج إلى مهارات التواصل والتفاوض الجيدة؛ إذ ستخوض مناقشات للتفاوض حول سعر الدورة التعليمية أو لإقناع الطلاب بالالتزام بمواعيد الدروس عبر الإنترنت، ما يعني أنك ستعاني في البداية لخلق بيئة عمل صحيّة ومنتجة، لكن الخبر الجيد هنا أن الأمر يتحسن مع الوقت.

2. مسؤولية أكبر

حينما يتعلق الأمر بالعمل الحر، فأنت ستتحمل بنفسك مسؤولية الإدارة والتنفيذ والمتابعة، وما يتشعب من مهام. بينما تجد متطلبات التدريس التقليدي أبسط؛ إذ تتوقف مسؤوليتك على تقديم الدروس والمتابعة فقط، دون الانشغال بأي مهام إدارية أو أمور متعلقة ببيئة العمل.

يفرض عليك هذا الاختلاف سلوكيات جديدة على نمط حياتك لتكون متوافقة مع طبيعة ما تقدمه، منها توفير بيئة هادئة ومثالية كوجود إضاءة مريحة وقويّة، والحرص على توافق إمكانات حاسوبك مع برامج التدريس المستخدمة، والمحافظة على هدوء المكان في أثناء التدريس عن بعد.

3. مهارات متنوعة

لنتفق أنه كلما زادت مسؤوليتك حيال شيء معين، فستزيد بدهيًّا المهارات المطلوبة لتنفيذه. لذا؛ يتوجب عليك تعلم العديد من المهارات في البداية حينما يتعلق الأمر بتقديم دروس عبر الإنترنت في خمسات مثل: كيفية استخدام الحاسوب والهاتف المحمول، وكيفية إنشاء حساب على منصة خمسات وآلية تقديم الخدمات عليها.

وستحتاج إلى تعلم بعض المصطلحات التقنية، وفهم برامج التدريس التي ستتعامل بها وفقًا لنوعية الدروس التي ستعرضها، بالإضافة إلى معرفة مواقع استقبال الأرباح التي ستستخدمها، وسياسات كل موقع. كما تعد مهارات مثل التسويق الإلكتروني لخدماتك وكيفية خلق تواصل فعال بينك وبين الطلاب أمرًا أساسيًا، مما قد يجعل تقديم دروس عبر الإنترنت تحديًّا يمل فيه المتعجلين.

8 نصائح يجب اتباعها إذا قررت تقديم دروس عبر الإنترنت في خمسات

أولًا: اصنع علامة تجارية خاصة

تُسمى العملية التي نتعرف فيها على الشركات والمؤسسات الكبرى من شعارها واسمها وبعض المميزات البصريّة والصوتية الأخرى، باسم العلامة التجارية Trademark، إذ تُضفي هذه الأمور قيمة فوريّة على منتجات الشركة وخدماتهاK ويُمكن أن تستغل الطريقة نفسها لصنع علامة تجارية شخصية Personal Branding، تُميزك عن مختلف المعلمين عبر الإنترنت.

خطوات إنشاء علامة تجارية شخصية لتقديم دروس عبر الإنترنت

  • اكتب كل المهارات التي تجيدها، وابدأ في تحديد مناطق القوة والضعف.
  • ادرس ما يُميزك عن منافسيك دراسة مستفيضة، وركزّ عليه في حملاتك التسويقية.
  • اسأل الخبراء عن طريق التواصل مع المعلمين المعروفين، واطلب نصائحهم بلباقة.
  • حدد جمهورك من الطلاب، أي فئة عمريّة تُخاطب؟ ما هي لغتهم؟ وما طرق التواصل والمواقع التي يسهل عليهم استخدامها؟
  • ضع أهدافًا ذكية، سيساعدك مقال: الأهداف الذكية: كيف تُخطط وكيف تُحقق؟ على التعرف على مفهومها وبعض الأدوات العملية التي ستساعدك على الالتزام بأهدافك.
  • استمع جيدًا إلى رغبات طلابك، وحاول تحقيقها.
  • قَيّم طرق التدريس عبر الإنترنت التي تتبعها دوريًا، واسعَ دومًا إلى معرفة آراء الطلاب.
  • تواجد على الإنترنت، أي عليك أن تُنشئ صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي ستخدم دروسك عبر الإنترنت، خاصةً تلك المواقع التي يتواجد عليها طلابك.
  • شجع الطلاب وذويهم على كتابة آرائهم في خدماتك التعليمية في ملفك الشخصيّ على خمسات وفي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
  • اهتم بالهويّة التجارية والبصرية، أنصح بقراءة مقال: كيف تبني الهوية التجارية التي تعظم من قيمة مشروعك؟ لمعرفة تفاصيل أكثر حول هذه النقطة.

ثانيًا: تعلم التسويق الإلكتروني

سَيُحدِث تعلم التسويق الإلكتروني نقلة نوعيّة في طريقة تقديمك للدروس عبر الإنترنت، لا سيّما طرق الترويج لها؛ إذ يواجه العديد من المعلمين الجدد في بداية التدريس عن بعد تحديّات صعبة في إقناع الطلاب بدوراتهم التعليمية، ولهذا أنصح بتعلم أساسيات التسويق الفعّال، أو الاستعانة بأحد المسوقين المحترفين؛ توفيرًا للوقتِ والجهد.

لكن هناك بعض المهارات الضرورية التي يجب اكتسابها قبل البحث عن طلاب محتملين لدروسك التعليمية، ومن بين هذه المهارات:

  • مهارة الإقناع: اسأل نفسك لماذا يحتاج الطلاب لشراء خدماتي التعليمية؟
  • مهارة البحث عن الفرص: أين سيتواجد الطلاب المهتمون بدروسك؟
  • مهارات التفاوض: كيف أُقدم أفضل عرض لكسب الطلاب وتشجيعهم على متابعة استخدام خدماتي؟

ثالثًا: تعلم متى تطلب المساعدة

تعني هذه النقطة أن تعرف متى يجب عليك الاستعانة بخبير، فليس هناك طريقة أفضل لضياع الوقت والجهد من محاولة القيام بكل شيء بنفسك، خاصةً إذا كنت لا تمتلك المهارات الكافية للقيامِ بذلك.

والإنصات إلى تقييمات طلابك وحثهم الدائم على التعبير عن طريقتك في تقديم دروس على الإنترنت جزء مهم للغاية من عملية طلب المساعدة. والخبر الجيد هنا، أن أنجح طريقة للوصول إلى طلاب جُدد هي فهم وتحليل احتياجات طلابك الحاليين، اسألهم عن الدروس الأخرى التي يودوا تعلمها، وما التحديات التي جعلتهم مترددين لشراء خدماتك أو للتسجيل في دروس عن بعد عمومًا؟

وهكذا ستوفر على نفسك جهدًا كبيرًا كان سينتج عنه ضياع وقتك وتثبيط عزيمتك، وسيُعطي اتباعك لتلك الطريقة انطباعات مميزة عنك لطلابك وذويهم؛ إذ ستصلهم رسالة مفادها أنك تهتم فعلًا بأمرهم ومشكلاتهم، بل وتعمل أيضًا على توفير حلول مناسبة من ذوي الخبرة لتُسهل عليهم، مما يُكسبك مظهرًا احترافيًا يُثري من علامتك التجارية الشخصيّة.

رابعًا: وفر أدوات تقديم الدروس عبر الإنترنت

يبدأ تقديم دروس على الإنترنت بالتعرف على الأدوات التي ستحتاجها في أثناء التدريس، وهي:

  • حاسوب يعمل بكفاءة: لاحظ أنه قد تتمكن من بدء التدريس أون لاين بهاتف محمول، خاصةً في الدروس البسيطة عبر الإنترنت التي لا تتطلب استخدام برامج احترافية.
  • شبكة إنترنت مستقرة: قد تضطر إلى الاستثمار في ترقية اشتراكك الشهري للحصول على إنترنت أقوى.
  • إضاءة جيدة: إذا كنت ستُسجل دروسًا بالكاميرا، أنصحك بالتقاط فيديو تجريبي حتى تتأكد من أن الإضاءة تخدم عملية التدريس. يُرجى التأكد أيضًا من وضوح صوت الميكروفون، وتقديم الدروس في بيئة هادئة.
  • أدوات مساعدة: تعتمد هذه الأدوات على نوعية الدروس التي ستقدمها، على سبيل المثال:
    • يحتاج معلمو مهارات الحاسوب (كمعلمي فوتوشوب Photoshop أو حزمة مايكروسوفت Microsoft) إلى برامج تسجيل الصوت والصورة، ليعرضوا الخطوات التي يتخذونها على حاسوبهم.
    • يحتاج معلمو المواد الدراسية إلى لوحة دراسية (سَبورة) وأقلام.
    • يحتاج معلمو اللياقة البدنية لمختلف الأدوات الرياضية، التي قد يستخدمونها في التمارين.

شعار خمسات

كل ما تحتاجه من خدمات لإنشاء دورتك التدريبية عبر الإنترنت

خامسًا اعرف كيف تستخدم منصة خمسات

تعلم كيفية إنشاء حساب على منصة خمسات، ثم املأ ملفك الشخصيّ بعناية. تذكر أن ملفك الشخصي في خمسات هو أول طريقة تعارف بينك وبين العملاء، وسيعتمد أغلب طلابك عليه في البداية لتكوين انطباع عن جودة أعمالك واحترافيتها. لذا؛ استثمر جهدك ووقتك في تحسينه ولا تتعجل النتائج. هذه بعض الأمور التي يجب أن تعتني بها عنايةً خاصة:

1. صورة ملفك الشخصيّ في خمسات

احرص على إضافة صورتك الحقيقيّة؛ لأنها تساعد على خلق نوع من الترابط والثقة بينك وبين الطلاب الجُدد، ولكل مَن يتصفح ملفك الشخصيّ. كما باستطاعتك إضافة صورة تعبرُ عن علامتك التجاريّة مثلًا، حتى يُميزها الطلاب سريعًا. إذا اخترت إضافة صورة حقيقية، فيجب أن تكون احترافية وعالية الجودة.

ستتمكن من تعديل صورتك الشخصيّة على خمسات في أي وقت، كل ما عليك فعله هو النقر على أيقونة الصورة أعلى يسار الشاشة، ومن ثم الضغط على خيار «تعديل الحساب»، ستتوجه بعد ذلك إلى صفحة بيانات ملفك الشخصيّ، باستطاعتك تحميل صورة جديدة من هنا أو تغيير اسمك ورقم الجوال.

2. نبذة ملفك الشخصيّ في خمسات

ستظهر النبذة الشخصيّة حينما يتصفح الطلاب ملفك على خمسات؛ إذ ستُمكِنهم من التعرف على ملخص خبرتك، وأهم أعمال تقديم دروس عبر الإنترنت التي أديتها، لذلك اكتبها بتمعنٍ واجعلها معبرة عن اختصاصك، وأوضح فيها المهارات التي تتقنها. باختصارٍ، حاول أن تجذب الطالب بما يود تعلمه، كأن تُركزّ على خبرتك في تصميم الإعلانات لأكثر من عشر سنوات، إذا كنت تُخاطب المهتمين بتعلم مجال التصميم.

ولكي تُعدل نبذة الملف الشخصيّ على خمسات، انقر على أيقونة الصورة أعلى يسار الشاشة، ومن ثم اضغط على خيار «الإعدادات»، ستتمكن بعد ذلك من تحديد نوع حسابك، وكتابة النبذة التعريفية، لكن التزم بعدم وضع روابط أو وسائل تواصل خارج المنصة.

نبذة الملف الشخصيّ على خمسات

3. افهم كيف تنشئ خدمات على خمسات

ستتمكن من إضافة خدمتك التعليمية في خمسات فور إنشاء حسابٍ جديد. املأ صفحة تفاصيل الخدمة التي ستظهر لك حينما تضغط على زر أضف خدمة في شريط الموقع العلويّ. سيفيدك الاطلاع على مقال: كيفية العمل على موقع خمسات وتحقيق أول 5 دولار؛ حتى تتعرف على الخطوات الصحيحة لإضافة الخدمات مع بعض الأمثلة العمليّة.

إضافة خدمة جديدة على خمسات

ولا تنسَ مشاهدة الفيديو التالي حتى تتعرف على أفضل النصائح التي يجب اتباعها لتُقبل خدماتك على خمسات في أسرع وقت:

سادسًا: اعرض درسًا مجانيًا

يهتم المعلمون المحترفون بعرضِ نماذج للدروس التي يقدمونها عبر الإنترنت، يُمكن أن تشمل هذه النماذج مقدمة الدورة التعليمية أو درسًا مجانيًا بالكامل عن محتوى تدريسك. لاحظ أن هذه الخطوة مهمة جدًا؛ لأنها ستكون عاملًا جاذبًا للطلاب حتى يُسجلوا في الدورة، عن طريق فهم طريقة تدريسك والتطلع لتعلم المزيد.

لا تجعل هذا الدرس المجاني نوعًا من التسويق المباشر لخدماتك، بل اشرح بصدقٍ وبأفضل ما لديك. إذا أبليت بلاءً حسنًا، فسيكون هذا الدرس المجاني أفضل وأهم من أي حملات تسويقية قد تتبعها. لذا؛ اختر موضوعًا يهتم به العديد من الطلاب في مجالك، واسعَ إلى تقديمه تقديمًا رائعًا، ثم شاركه على معرض أعمالك ومختلف قنوات التواصل الاجتماعي، خاصةً يوتيوب.

سابعًا: قسم الدروس على الإنترنت تقسيمًا مناسبًا

بعد التعرف على شريحة طلابك المستهدفين، قيم منهج الدروس التي ستقدمها على الإنترنت تبعًا لخبرات الطلاب السابقة وتطلعاتهم. انتبه أيضًا إلى عامل الوقت هنا، فبما أننا نتحدث عن التدريس عن بعد، فهذا معناه أن الطالب سيقضي الكثير من الوقت محدقًا في الشاشة، ثابتًا في مقعده، مما سيزيد من ملله ويُضعف تركيزه أسرع من الدروس التقليدية.

لذلك التزم بتقديم دروس على الإنترنت قصيرة ومختصرة، استفد من ملاحظات الطلاب ومناقشاتهم حول أفضل مدة لكل جزئية، كما باستطاعتك الاطلاع على محتوى منافسيك، وتتبع الطريقة التي يُقسمون بها أجزاء الدروس المتشابهة. إذا كنت في حيرةٍ من الأمر، فلا تتردد في التواصل مع المعلمين الخبراء وسؤالهم.

ثامنًا: كن صبورًا

تلقى المحتويات الكوميدية والترفيهية أغلب اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لكن دعنا نتفق أن تقديم دروس على الإنترنت مثمرٌ للغاية كلما صبرت أكثر؛ وسيحترم المتلقون محتواك حينما يجدون قيمة حقيقية منه، وهذا بالتأكيد هو ما تسعى إليه، وسيعملون على مشاركته والتسويق له بأنفسهم، لأنهم استفادوا منه حقًا.

لذلك بدلًا من التفكير في نتائج التدريس عن بعد، وما إذا كان سيحقق تقديم دروس على الإنترنت ما تريده من جمهور وأرباح، فكر في خطواتك لتحقيق ذلك ونفذ خطتك، هذه القاعدة الذهبية “التفكير في الخطوات لا النتائج” ستساعدك على وضع حدٍ للتقاعس والمماطلة، وستوجه تفكيرك لما يُمكنك التأثير فيه فعلًا.

أنواع الدروس التي يمكن تقديمها عبر الإنترنت

1. الدروس المسجلة

ستُقدم في هذا النوع من الدروس عبر الإنترنت محتوى مُسجل مسبقًا، ويُتاح للطالب عرضه وقتما شاء، فور شرائه الدورة التعليمية. يتميز هذا النوع بفاعليته الكبيرة؛ إذ يوفر عليك عناء تسجيل الدروس نفسها مستقبلًا، بالتالي إمكانية مشاركة الفيديوهات لعدد لا نهائي من المرات، أي أن محتوى الدورة يُعاد تدويره، بينما تربح في كل مرة.

لكن ما يعيب الدروس المُسجلة أنها قد لا تناسب الطلاب الذين يودون بيئة أكثر تفاعليّة، كما أن مُعدل التركيز قد يكون محل تساؤلٍ بسبب غياب المنهج التفاعليّ، ومع هذا تبقى الدروس المسجلة الخيار الأفضل إن كنت تشرح لطلاب يعيشون في بلدٍ آخر، كما أنها لا تتأثر بشبكة الإنترنت، مما يساعد الطلاب ذو الشبكات الضعيفة على مشاهدتها في الوقت المناسب.

2. الدروس المباشرة

تتفادى الدروس المباشرة جميع العيوب التي ذكرتها في قسم الدروس المُسجلة؛ لأنها تتميز بالتفاعل الحيّ بينك وبين الطلاب، وبكونها مُخصصة للمجموعة المستهدفة، بالتالي معدلات تفاعل ومناقشة أعلى، كما سيُتاح لك التعرف على الطلاب ومعرفة احتياجاتهم وتساؤلاتهم وجهًا لوجه، مما يضمن عملية تعليمية متدفقة وجذّابة.

لكن يجب ملاحظة أن تقديم دروس مباشرة على الإنترنت يتطلب شبكة إنترنت قويّة؛ تفاديًا لضياع الوقت والجهد، كما أنها قد تخرج عن الوقت المُحدد بسبب الأسئلة التي قد تستقبلها أو المناقشات التفاعلية التي ستجريها، وهنا عليك الالتزام بالجدول المحدد، ووضع خطة شرح مُنظمة تتفق عليها أنت وطلابك منذ البداية.

3. الدروس المختلطة

تقدم الدروس المختلطة حلولًا للتحديات الموجودة في النوعين السابقين، لأنك تستطيع تقديم دروس مُسجلة مع مزج بعض الدروس المباشرة التفاعلية في نهاية كل جزئية مدروسة على سبيل المثال، وبذلك تتجنب وضع البيض في سلة واحدة، وهو الأمر الذي سيوفر لك متابعة طلابك، مع توفير الوقت في تكرار الشرح نفسه لكل مجموعة جديدة من الطلاب.

4. الاستشارات

قد نعتبر الاستشارات نوعًا من التدريس عن بعد موجهًا أكثر للمحترفين أو الذين يمتلكون خبرة كافية بمحتوى الاستشارة، ومهمتك في هذه الحالة هي مساعدة الطلاب في تحسين أوجه القصور لديهم، وتزويدهم بالمراجع الموثوقة والإجابة على تساؤلاتهم إجابةً وافية مُخصصة… إلخ.

تتطلب المهام السابقة وقتًا وجهدًا كبيرين، مما سيمنعك من زيادة عدد الطلاب المحتملين، بالتالي تقديم دروس على الإنترنت لشريحة أقل، لاحظ أيضًا أن الاستشارات قد تكون جزءًا من الأنواع السابقة كخدمة إضافيّة. عمومًا هذا النوع مناسب لأصحاب الخبرة، الذين يرغبون بالاكتفاء بطلاب محددين.

كيف ستساعدك منصة خمسات على تقديم دروس على الإنترنت؟

منصة خمسات هي أكبر سوق عربي للخدمات المصغرة، تعمل كحلقة وصل بينك وبين الطلاب. وتستطيع عرض خدماتك بدءًا من 5$، وترقية الخدمة بخدماتٍ إضافيةٍ أخرى. على سبيل المثال، إذا كنت تقدم دروس على الإنترنت مختصة في مجال تعليم اللغة الإنجليزية، يمكن أن تعرض 10 فيديوهات بسعر 5$، وإذا أراد أحد العملاء درسًا مباشرًا، يمكن أن تضيف على هذه التكلفة 10$ أخرى، و5$ مثلًا إذا كنت ستُزود الطلاب بكتاب الشرح… إلخ.

ما يُميز منصة خمسات، أنها ستحفظ حقوقك وحقوق الطلاب في حالة التقيّد ببنود الضمان والتواصل داخل المنصة، بالتالي لن يؤرقك التخوف من عدم استلام أرباحك بعد مشاركة ملفات التدريس عن بعد، إضافةً إلى إمكانية التواصل وطلب المساعدة من فريق الدعم الفني في خمسات وقتما تشاء. إذًا يمكن تلخيص ما ستستفيده من خمسات عند تقديم دروس على الإنترنت عليها بالآتي:

  • تحفظ خمسات حقوقك؛ إذ تعمل كوسيط بينك وبين الطلاب.
  • تعد منصة خمسات مكانًا مثاليًا لتجميعِ خدماتكَ وبناء معرض أعمالك.
  • يُمكن أن تتواصل دومًا مع الدعم الفنيّ، الذي سيساعدك على حل أي مشكلة تواجهها.

ما هي المواد التي يمكن تقديم دروس على الإنترنت فيها؟

للتدريس عبر الإنترنت مجالاتٌ شتى؛ لأنه يمكنك تقديم الدروس في أي مجال تختاره كما هو الحال في الدروس الخصوصيّة على أرضِ الواقع، بل ستجد بعض المجالات التي يُفضل تدريسها أون لاين مثل مجالات الحاسوب عمومًا؛ لأنها تتطلب تطبيقًا مباشرًا من الطالب في بيئة مريحةٍ يعتادها.

وهذا قد لا يتوافر كفايةً في الدروس التقليدية بسبب غياب الأدوات، كأن يكون هناك نقص في أجهزة الحاسوب التي سيستعملها الطلاب، أو التخوف من تعرض أحد الأجهزة للتلف، وحتى إن وُجدت تلك الأدوات، فستكون تكلفة الدورة التعليمية مضاعفة. وقد لا يكفي الوقت الخاص بالشرح والتدريب ومتابعة كل طالب على حدة، على عكس الدروس عن بعد التي تتميز بمرونتها.

وهذه بعض المجالات التي تستطيع تقديم دروس على الإنترنت فيها:

1. التغذية

إذا كنت طبيب تغذية أو دارسًا لمجال التغذية، فلمَ لا تفكر في تقديم دروس على الإنترنت في هذا المجال؟ هناك العديد من الأشخاص الذين يسعون جديًا لتحضير وجبات صحيّة، ويودون فهم فوائد العناصر الغذائية المختلفة وتأثير السعرات الحرارية على وزنهم المثاليّ، لذلك اسعَ للوصول إليهم.

والأمر الجيد هنا أنك تستطيع تقديم دروس التغذية تقديمًا مباشرًا، أو على هيئة فيديوهات مسجلة، أو حتى كتابة خطة غذائية لكل طالب بناءً على المعطيات التي تحتاجها مثل: طوله ووزنه الحالي وما يود الوصول إليه. باختصار، يفرض مجال التغذيّة نفسه بقوة مهما كانت الطريقة التي ستُدرسه بها.

2. الطبخ

سرعان ما وجدنا اهتمامًا كبيرًا بين مستخدمي الإنترنت في عالمنا العربيّ بمجالات الطبخ، فالنفس تهوى كل جديد، وهو ما ستساعد على تحقيقه حينما تُقدم دروسًا عن طرق تحضير أكلات المطبخ التي تُجيدها. يمكن أن تبدأ بمشاركة أهم الوصفات التي يتميز بها مطبخ دولتك الشعبيّ، ومن ثم الانتقال إلى المطابخ العالمية الأخرى وفقًا لاهتمام طلابك.

3. اللياقة البدنيّة

يرتبط مجال اللياقة البدنيّة بمجال التغذيّة ارتباطًا وثيقًا، مما قد يساعدك على تدريس كلا المجالين مُستَهدِفًا الجمهور نفسه. تكمن مهمتك في تزويد الطلاب بتمارين اللياقة البدنية المتوافقة مع احتياجاتهم، وشرح طريقة القيام بتلك التمارين شرحًا صحيحًا، ومتابعتهم لفترة زمنية مُتفق عليها، وغير ذلك من المهام المرتبطة والمتشعبة.

4. اليوجا

قد يناسبك تقديم دروس عن بعد في مجال اليوجا؛ فلقد تزايدت شعبيته في العالم العربيّ في الآونة الأخيرة. وباستطاعتك تقديم دروس يوجا مسجلة أو مباشرة، ومع ذلك فإن الدروس المباشرة قد تكون الخيار الأفضل؛ نظرًا لطبيعة اليوجا وضرورة التأكد من قيام الطلاب بالتقنيات الصحيحة.

5. مجالات المال والأعمال

إذا كنت تمتلك خبرة في إدارة مشروع معين أو شهادة علمية متخصصة في مجالات المال والأعمال، فسيكون تقديم دروس في هذا المجال أمرًا مثريًا وممتعًا؛ إذ إن هناك العديد من الأشخاص المهتمين بالاستثمار وتحسين حالتهم الماديّة، ما يعني أنك لن تُواجه صعوبة في خلق اهتمام الفئة المستهدفة بخدماتك، وكل ما عليك فعله هو أن تقنعهم بأنك تستطيع إفادتهم بصدق.

6. مهارات الحاسوب

لا يمكن وضع حد لمهارات الحاسوب التي تستطيع تقديم دروس على الإنترنت فيها، فهناك يوميًا مهارات جديدة تُضاف وتُستحدَث. يمكن أن تُقدم دروسًا عن كيفية استخدام حزمة مايكروسوفت أوفيس Microsoft Office (مثل تعلم باور بوينت PowerPoint، وبرنامج أكسيل Excel)، أو حتى كيفية إنشاء قناة على يوتيوب وغير ذلك الكثير.

7. التصميم

يُعدّ مجال التصميم من أكثر المجالات المتعطشة لذوي الخبرة من المعلمين، وإذا كنت محترفًا في أي برنامج تصميمي مثل: برنامج فوتوشوب وأدوبي بريمير وفاينال كات، ستجد العديد من الطلاب المستعدين لشراء خدماتك وطلب استشاراتك من اليوم الأول. تتنوع الطريقة التي يمكنك تدريس التصميم بها، ولعل الدروس المسجلة أو المختلطة في هذا المجال هي الأكثر شهرةً.

8. البرمجة

كما هو الحال في مجال التصميم، يتزايد الاهتمام بتعلم البرمجة زيادةً لافتة للانتباه، خاصةً مع تطلع العديد من الشركات والمشاريع إلى إنشاء مواقع على الإنترنت وتطويرها لتحسين تواجدهم الإلكترونيّ. باستطاعتك تقديم دروس على الإنترنت مسجلة تغطي لغات البرمجة التي تعرفها، وستكون قادرًا على إعادة تدويرها والاستفادة منها دومًا.

9. التسويق

يتصدر التسويق الإلكتروني قائمة المهارات التي يمكن تدريسها عن بعد. ولأنه عنصر أساسي لنجاح أي شركة أو مشروع، ستجد العديد من الفرص والمجالات التي يمكن تغطيتها، بدءًا من تدريس الطريقة المُثلى للتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، مرورًا بكيفية إنشاء إعلانات عليها ومهارات تهيئة محركات البحث SEO وغيرها، انتهاءً بإعطاء استشارات وتقييم الحملات الإعلانية!

10. اللغات

هناك ارتفاع ملحوظ في عدد الراغبين في تعلم اللغات الأجنبية في العالم العربي، ولعل قنوات يوتيوب وصفحات فيسبوك المتزايدة يوميًا أكبر دليل على ذلك. لكن لاحظ المنافسة الشرسة لتدريس اللغات على الإنترنت، وخاصةً اللغة الإنجليزية، لذلك ميّز نفسك واسعَ إلى تقديم حلول ابتكاريّة من خلال التركيز على نقاط ضعف منافسيك.

11. القرآن والعلوم الشرعية

تستطيع تعليم القرآن والعلوم الشرعيّة عبر الإنترنت سواء للطلاب في أنحاء الوطن العربيّ أو المغتربين، كما يمكن أن تتخصص في تدريس أعمارٍ معينة مثل: تدريس القرآن والعلوم الشرعيّة للأطفال الأصغر من 15 عامًا، وبذلك تُميز نفسك وتقيدها بشريحة محددة يسهل التعامل معها. لاحظ أن الكثير من الأشخاص مهتمون فعلًا بتعلم القرآن، وسَيُسَهل عليهم التدريس عبر الإنترنت هذه المهمة.

12. الرسم والفن الرقميّ

الرسم من المجالات التي حافظت على جذب الدارسين منذ بدء استخدام الإنترنت في مشاركة المهارات والتدريس. هناك العديد من الفرص التي يمكنك استغلالها إذا قررت تقديم دروس عبر الإنترنت في مجال الرسم؛ نظرًا لأنه من المجالات التي تتطور باستمرار.

ويعد الفن الرقمي من أشهر المجالات الآخذة في النمو والازدهار، وقد يُهيئ طلابك للتخصص في فروع مثل: الرسوم المتحركة (أنيميشن) والنحت الرقمي ورسومات 3D وغير ذلك الكثير.

13. الكتابة

إذا كنت كاتبًا محترفًا أو روائيًا، فيجب أن تعرف أن هناك الكثير من الأشخاص المهتمين بمجال الكتابة ويسعون لتحسين مهاراتهم لكنهم بحاجةٍ إلى توجيهٍ سليم، وباستطاعتك ملء هذه الفجوة بالدورات التعليمية التي ستقدمها على خمسات. يُمكن أن تُغطي في دورتك نقاطًا متنوعة، مثل كتابة المقالات على الإنترنت.

كما باستطاعتك شرح طريقة كتابة الكتب (سواءً أكانت كتبًا ورقيّة أم إلكترونيّة)، وتوجيه الطلاب إلى أساسيات كتابة الروايات والقصص القصيرة، أو كتابة نصوص لفيديوهات يوتيوب والموشن جرافيك وغيرها، إضافةً إلى شرح طرق كتابة السيناريوهات باحترافية، أو تدريس منهجيّة كتابة الإعلانات.

14. الأزياء

نجح الكثير من المعلمين في جذب الطلاب المهتمين بمجال الأزياء والموضة، وهو ما يمكنك استغلاله إذا كنت خبيرًا في هذا المجال، خاصةً مع اهتمام العديد من شباب العالم العربيّ بمجالات الأزياء وتفاصيلها المتشعبة، باستطاعتك التخصص أيضًا في إعطاء استشارات حول الأزياء التي يُصممها طلابك، أو حتى تقديم دروس على الإنترنت عن كيف بدأت صناعة الأزياء، وما هي أشهر العلامات التجارية… إلخ.

15. الخياطة والأعمال اليدوية

تمتلك الأعمال اليدوية قاعدة جماهيرية كبيرة جدًا، يمكن أن تتأكد من هذا عند البحث على يوتيوب ومشاهدة فيديوهات (اصنعها بنفسك أو فن طيّ الورق/أوريغامي). ويُفضل هنا تقديم دروس مباشرة على الإنترنت؛ نظرًا لخصوصيّة هذه المجالات. ومع ذلك، فالفيديوهات المسجلة تلقى رواجًا كبيرًا، وستساعدك على تحقيق أرباح كافية أيضًا.

16. الموسيقى

يضعف المحتوى العربيّ حينما نتكلم عن مجال الموسيقى والأدوات الموسيقية المختلفة، وهو ما يُعطي فرصة مُشجعة للانطلاق وتقديم دروس موسيقية على الإنترنت، تشرح فيها الفروق بين أدوات الموسيقية وطرق استخدامها، كما باستطاعتك مراجعة مقاطع الموسيقى المشهورة وتحليلها أيضًا لجذب الطلاب المهتمين.

17. السفر

إذا كنت مهتمًا بالسفر وسافرت بالفعل دولًا عديدة، لم لا تفكر في استخدام هذه المهارة استخدامًا احترافيًا؟ يمكن أن تُدرِّس عن بعد كيفية حجز تذاكر الطيران من المواقع المختلفة، وكيف يجد طلابك أفضل العروض للمبيت، وما هي أفضل الوجهات التي يتحتم عليهم مشاهدتها.

باستطاعتك أيضًا تقديم استشارات مُخصصة لكل عميل حينما يسافر إلى دولة معينة، وكتابة برنامج سياحي مُخصص لميزانيته ومدة إقامته. لا يوجد الكثير من الأشخاص المتخصصين في هذا النوع من الاستشارات باللغة العربية، ما يزيد من فرص حصولك على عملاء مهتمين بهذا النوع من الخدمات على خمسات.

18. المهارات الناعمة

لا يتعلم الكثير من الطلاب في العالم العربيّ مهارات التواصل أو كيفية تقديم خطاب أمام جمهور تقديمًا مثاليًا، لذا؛ سيُتاح لك تدريس الطلاب عن بعد هذه المهارات، إذا كنت خبيرًا وأثبت حضورك وشخصيّتك. لاحظ أنه يمكنك مشاركة مهارات متنوعة ومهمة مثل: تنظيم الوقت بفاعليّة، ومهارات المقابلة الشخصيّة، وبناء شبكة علاقات وغير ذلك الكثير.

19. إدخال البيانات

إذ يُعدّ إدخال البيانات من المجالات الواعدة التي يتزايد الاهتمام بها مؤخرًا، ويمكنك مساعدة الطلاب على فهم أنواع البيانات المختلفة، وكيفية تعبئة قواعد البيانات وتنظيمها من خلال الدروس المسجلة أو المباشرة. كما تستطيع تقديم استشارات فنيّة تراجع فيها بيانات مؤسسة معينة، ومن ثم تُقدم لهم ملاحظاتك ليعملوا على اتباعها.

مجالات أخرى

جميع المجالات التي تحدثت عنها هي مجرد أمثلة لما يمكن أن تقدمه في عملية التدريس على الإنترنت، لكنها ليست المجالات الوحيدة، وإنما يمكنك تدريس أي مهارة تجدها مفيدة. باستطاعتك أيضًا تقديم دروس خصوصيّة تشرح فيها مناهج المراحل الدراسية المختلفة وفقًا لتخصصك وخبرتك.

على سبيل المثال، يُمكن أن تشرح مناهج طبيّة في علوم التشريح لطلاب الكليات الطبية، أو تشرح مناهج النحو والصرف وغيرها من علوم اللغة العربية لطلاب الثانوية، وما إلى ذلك من فروع وتقسيمات. باختصار لا تُقيد نفسك بفكرة تعجيزية، واعلم أن كل ما تستطيع القيام به، يمكنك مشاركته وتدريسه والربح منه.

كم يبلغ الربح من تقديم دروس على الإنترنت؟

لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بكتابة مبلغ معين، فهناك أشخاصٌ كثر يربحون آلاف الدولارات شهريًا من التدريس عبر الإنترنت؛ إذ يعتمد الأمر على:

  • تخصصك ومدى ندرته: كلما زادت ندرة التخصص، ارتفعت قيمة الدورة التعليمية.
  • قيمة علامتك التجارية الشخصيّة: إذا استثمرت في التسويق الجيّد، ستتمكن من رفع تكلفة خدماتك.
  • خبرتك التدريسية: تتناسب أرباحك طرديًا مع خبرتك، فكلما عملت لمدة أطول أو في مشاريع أصعب، سَهُل عليك طلب ما تريده من تكلفة.
  • الوقت المستعد لبذله: من المنطقي أنه كلما عملت أكثر، ربحت أكثر. وليس بضرورة أن تفهم بالوقت هنا هو مجرد مرور عقارب الساعة في أثناء العمل، وإنما العمل بفاعلية وإنتاجية حقيقية. حاول أن تستغل وقتك بطرقٍ ذكيّة، لتجد فيما بعد أن قيمة ساعة العمل تساوي أضعافها.

يمكن أن تبدأ بتقديم الخدمات التعليمية على خمسات مقابل 5$، وتضيف خدمات إضافية على الخدمة الأصليّة كما تشاء. إذا كنت ستتبع منهج الفيديوهات المسجلة، فتخيل أنك ستجتهد في إنشاء مجموعة من الفيديوهات عالية الجودة والقيمة لمرة واحدة، ومن ثم تستطيع تكرار مشاركتها فور شراء أحد الطلاب الجدد لخدماتك، بالتالي مع التسويق الجيّد قد تصل أرباحك لأرقامٍ مميزة جدًا.

كيف تُعد محتوى الدروس على الإنترنت بكفاءة؟

حان الوقت لإعداد محتوى الدروس التي ستقدمها على الإنترنت، ولتحقيق أفضل النتائج يجب عليك اتباع الآتي:

  1. حدد مجال تخصصك: بعد اطلاعك الجيّد على المجالات التي يمكن تدريسها على الإنترنت، حدد المجال الذي يتوافق مع خبرتك وتطلعاتك. قس في هذه المرحلة الصعوبات التي تواجهك وخطط لحلها، وادرس نقاط قوة وضعف المنافسين، وفكر بالطريقة التي يفكر بها الطلاب لتتعرف على احتياجاتهم.
  2. اجلب الأدوات: وفر أدوات التدريس عبر الإنترنت بناءً على المجال الذي اخترته، ونوعية الدروس التي ستتبعها.
  3. تواصل مع الطلاب المهتمين: قبل رسم خطتك التعليمية، يُفضل أن تتواصل مع الطلاب المحتملين، يُمكن أن تستعين بمجموعات مواقع التواصل الاجتماعي (مثل فيسبوك ومنصة كورا Quora)، وتنشر استبيان سريع لمعرفة الآراء حول نقطة معينة في دورتك التعليمية.
  4. اعتمد على مصادرة موثوقة ومُحَدَثَة: كلما تحسنت جودة المصادر التي ستعتمد عليها في تقديم دروس عبر الإنترنت على خمسات، زادت قيمة الدورة، بالتالي زيادة رضا الطلاب. تجنب الاقتباس المباشر أو الترجمة الحرفيّة من مصادر أجنبية، انقل خبرتك بصدقٍ نقلًا إنسانيًا مُنظمًا، وفي حالة الاقتباس أشر على الدوام إلى المصدر.
  5. سجل الدروس بعناية: إذا اخترت تقديم الدروس على هيئة فيديوهات مسجلة، اسعَ إلى تحسين جودتها بأفضل ما لديك من إمكانيات، لا تتعجل في إنهاء الفيديوهات مهما كان الوقت المطلوب لإخراجها بإتقانٍ، لأنك قد تحتاج لمشاركتها مرة أخرى مع الطلاب الجدد، بدلًا من تكرار تسجيل المحتوى نفسه.
  6. أضف خدماتك على خمسات: بعد الانتهاء من إعداد الدورة، اذهب إلى صفحة إضافة الخدمات على خمسات، واكتب عنوانًا جذابًا ووصفًا مثاليًا، تجنب محاولات التسويق المبتذلة، واشرح بثقة لماذا يحتاج الطالب لهذه الدورة؟ وكيف ستفيده في الوصول إلى أهدافه؟
  7. شارك الخدمة: بعد قبول خدمتك من فريق خمسات، استغل تواجدك على مواقع التواصل الاجتماعي وشارك رابط خدماتك. شجع الأقارب والطلاب السابقون على مشاركة رابط الخدمة أيضًا. يُمكن أن تتواصل أيضًا مع أحد المسؤولين عن مجموعات أو منتديات مواقع التواصل، ومعرفة ما إذا كان مسموحًا بنشر رابط الخدمة.
  8. أنشئ حملة تسويقية: بعد القيام بالخطوات السابقة، أنشئ حملة إعلانية على أكثر المنصات التي يتواجد فيها الطلاب. ادرس تفاصيل الحملة بعنايةٍ حتى تجذب الفئة المستهدفة. وإذا لم تكن مطلعًا على طرق التسويق، أنصح بالاستعانة بمسوق محترف.

13 نصيحة من أجل تقديم دروس عبر الإنترنت بفاعلية

1. قدم أنشطة تفاعليّة

حينما يتعلق الأمر بالتدريس عن بعد، فإننا نعلم أن التفاعل هامٌ جدًا لتحقيق أفضل النتائج، خاصةً في المحتويات المعقدة أو التي تتطلب مكوثًا طويلًا أمام شاشة الحاسوب، ما يعني زيادة معدلات الإرهاق وسهولة فقدان تركيز الطلاب، لذا؛ وفر لطلابك أنشطة تفاعليّة وادمجها مع المحتوى النظريّ للدورة.

2. قلل مدة الفيديو

بدلًا من شرح درس معين لمدة ساعة أو أكثر، جَزِيء هذه الساعة إلى 12 جزءًا، لا تزد مدة كل جزء عن 5 دقائق مثلًا، ستحافظ بتلك الطريقة على انتباه الطلاب حينما يدرسون الفيديوهات المسجلة، كما أنها قد تُشجعهم على تعلم جزء أكبر؛ لأنه قد يتخوف بعض الطلاب من بدء الدروس الطويلة.

3. اعرض وجهك

يساعدك عرض وجهك على خلق تواصل أكثر فاعلية بينك وبين الطلاب، وهذا أمرٌ لا غنى عنه لنجاح التدريس عن بعد. لذا؛ يجب أن تهتم بشراء كاميرا عالية الجودة، والتصوير في مكان مرتب به إضاءة جيّدة. باختصار، احرص على إظهار وجهك مهما اختلف المجال، حتى وإن كنت ستعرض فيديوهات تتطلب تسجيل برامج الشاشة مثل تقديم دروس على الإنترنت لتعديل الفيديوهات.

4. فكر في تسجيل محاضراتك وليس عرضها مباشرةً

قد لا تناسب هذه النصيحة جميع الدروس عبر الإنترنت، ولكنها ستكون مفيدة للغاية حينما تتعامل مع طلاب تتقارب خلفيتهم عن الموضوع المشروح، فبدلًا من تدريس كل مجموعة على حدة، يمكنك تسجيل الدروس ومشاركتها مع كل مجموعة جديدة. كما أن هناك العديد من الطلاب الذين لا تتوافر لديهم شبكة إنترنت مستقرة، مما سيُصعب من مشاهدة الدروس المباشرة.

5. تأكد من توافق دروسك مع الهواتف المحمولة

تعتمد الشريحة الأكبر من مستخدمي الإنترنت على هواتفهم المحمولة للوصول ومتابعة أغلب البرامج؛ نظرًا لسهولة استخدامها وسرعة الوصول إليها حينما نقارنها بالحواسيب، لذلك تأكد من توافق فيديوهاتك المسجلة أو برنامج تقديم الدروس الذي ستستخدمه مع أغلب أنظمة الهواتف الذكيّة وأبعادها.

6. اهتم بالتطبيقات العمليّة

شجع الطلاب على تطبيق المهارات التي يتعلمونها مباشرةً بأن تُعطيهم واجبات عملية في نهاية كل درس، يُمكن أيضًا أن تضع بابًا للأسئلة في نهاية كل جزئية مشروحة، واشتراط حل جميع الأسئلة (أو نسبة معينة منها) حلًا صحيحًا حتى يتمكن الطالب من متابعة تعلم أجزاء الدرس المتبقية.

7. تعرف على الجانب التقنيّ

إذا كنت ستُقدم دروسًا تعليمية على أحد البرامج مثل زوم Zoom أو برنامج Google Classroom، فسيتحتمُ عليك معرفة الجوانب التقنية في البرنامج حتى تُسهل على نفسك عملية التدريس، إضافةً إلى الإلمام بأدوات البرنامج التي قد تخدم شرحك؛ تجنبًا لتشتيت الطلاب بطرق بدائية كان من الممكن تحسينها إذا استعنت بأدوات البرنامج.

8. مَيّز محتواك

أنشئ محتوى تفاعليّ مميز، تجنب تكرار تجارب الآخرين وخذ وقتك في دراسة الجوانب المختلفة للتدريس أون لاين. يجب أن تعتمد على مراجع موثوقة، وإن كنت تعجز عن إيجاد معلومات واضحة في جزئية معينة، لا تتردد في التواصل مع أحد الخبراء وطلب مشورته حول هذه النقطة.

9. شارك المصادر مع طلابك

باستطاعتك تقسيم منهج دورتك التعليمية إلى قسمين: قسم يجب على الطالب دراسته واجتيازه، وقسم يُفضل الاطلاع عليه إذا أراد الطالب معرفة تفاصيل أكثر. يُمكن أن تضيف في القسم الثاني جميع المراجع التي اعتمدت عليها، لكن تأكد من كونها مفتوحة المصدر حتى يطلع عليها الطلاب المهتمون متى أرادوا.

10. ضع تعليمات مُحددة

ترتبط هذه النقطة بالنصيحة السابقة، إذ يجب عليك تجنب إثقال الطلاب بالكثير من المراجع التي قد تشتت انتباههم. وإذا اقتضت الحاجة إضافة العديد من المصادر أو المهام، رَتبها بناءً على أهميتها في نقاط محددة من الأهم فالمهم. يُمكنك اتباع نفس النهج حينما يتعلق الأمر بالاختبارات، فقد تعطيهم مجموعة متنوعة من الاختبارات متباينة الأهميّة، مع الإشارة إلى ذلك حتى يستعد الطلاب.

11. تواصل مع الطلاب

لا تعزل نفسك وراء الشاشة المُسجلة، بل اندمج في عملية التعلم والتواصل مع الطلاب دائمًا. حاول الرد على جميع تساؤلاتهم وتعليقاتهم، رحب بالأسئلة، وتأكد بعد شرح كل جزئية من فهمهم لها قبل الانتقال إلى الجزئية التالية. باستطاعتك تخصيص وقت مُعين للرد على رسائل البريد الإلكترونيّ التي تصلك؛ كأن تتفق مع الطلاب على أن يوم الخميس من الساعة السابعة حتى التاسعة مساءً، هو وقت مخصص للرد على استفساراتهم ردًا فوريًا.

12. شجع الطلاب على التفاعل فيما بينهم

لا يعتمد تقديم دروس عبر الإنترنت على تواصلك الفعال فقط، بل يجب الاتفاق على أن بيئة العملية التعليمية أساسية لإنجاحها. ومن ضمن أهم الخطوات التي يجب اتخاذها هي خلق لغة حوار قويّة ومستمرة بين الطلاب بعضهم بعضًا، يمكن أن تنشئ منتدى أو مجموعة خاصة على أحد مواقع التواصل الاجتماعيّ، ليشارك فيها الطلاب أسئلتهم وإنجازاتهم.

13. كُن أكثر من مُدرس

لا تجعل تقديم دروس عبر الإنترنت مقتصرًا على مجرد شرح المحتوى التعليميّ، بل حفزّ طلابك وكن مشجعًا لهم في رحلتهم، تعرف عليهم شخصيًا واذكر أسماءهم، يُمكن أن تشاركهم نصائحك حول تنظيم الوقت، والتحكم في النفس في حدود ما تسمح به علاقتكم. وعلى أي حالٍ لا تجعل الأمر آليًّا، بل أظهر مشاعرك واطلب آراءهم.

كيف تُروج لدروسك عبر الإنترنت؟

بعد الالتزام بالنصائح السابقة وتطويعها وفقًا لأهدافك، سيكون الترويج لدروسك عبر الإنترنت هو مهمتك الأساسية. في هذه المرحلة، يُفضل الاستعانة بالخبراء الذين يستطيعون استهداف الفئة المحتملة من الطلاب المهتمين. ويمكن تلخيص كيفية الترويج المثالي للدروس التي ستقدمها عبر الإنترنت كالآتي:

1. اجعل طلابك يسوقون لخدماتك: لا أقصد هنا إجبار الطلاب أو الطلب المباشر لتسويق خدماتك التعليميّة، بل أعني اتباع سياسة أن يُسوق المحتوى لنفسه بنفسه؛ أي إنشاء دروس قويّة ومميزة، بمجرد أن يستفيد منها الطالب سيُرشحها تلقائيًا إلى زملائه، وبالتالي الحصول على طلاب جُدد واثقين بما تقدمه.

2. اهتم بالحصول على تقييمات ممتازة: احرص على معرفة آراء الطلاب الذين اشتروا خدماتك عند تقديم دروس عبر الإنترنت على خمسات، واطلب منهم مشاركة آرائهم على ملفك الشخصيّ. تساعد تلك التقييمات الطلاب الجدد في التعرف على جودة خدماتك، ومن ثم أخذ قرار الشراء من عدمه.

3. شَعِب تواجدك الإلكترونيّ: إياك والتقيد بشرح الدروس على الإنترنت فقط، بل اسعَ إلى إنماء تواجدك الإلكتروني من خلال إنشاء مدونة مثلًا تعرض فيها أعمالك وبعض المقالات المتعلقة بمجالك، يمكن أن تنشئ قناة يوتيوب مخصصة لهذا الأمر أيضًا. واعرض التعليقات الإيجابية لخدماتك على هذه المنصات، لجذب المزيد من الطلاب المهتمين.

4. اطلب المساعدة: بدلًا من البدء من الصفر، اطلب من أقاربك وزملائك وطلابك القدامى أن يشاركوا روابط خدماتك على ملفاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعيّ، لا تخجل من القيام بذلك ما دمت تفعله بلباقةٍ وحسن نيّة. هناك الكثير من الأشخاص المستعدين لمساعدتك، فقط حينما تطلب ذلك!

5. وَظف الخبراء: إذا التزمت بجميع النصائح السابقة، فستجد زيادة في الطلب على خدماتك، لكن في حال عدم الوصول لنتيجة مرجوة، انتقل إلى توظيف خبراء التسويق حتى يساعدوك على إنشاء حملة إعلانية احترافية مستندة على معطيات موقفك.

في النهاية، قد يكون تقديم دروس عبر الإنترنت هو بوابتك لتحقيق ما تريده من أرباح بطرق ابتكاريّة يحتاجها العالم كل يوم، وهو طريق غني بالمميزات التي ستُطور من مهاراتك وشخصيّتك، والأهم أنه غير مقيّد بتوقيت زمني أو حدود مكانية أو أرباح معينة، وإنما هو عالمٌ حر تتحدى فيه كل السُبل التقليديّة.

تم النشر في: تدريب عن بعد