التسويق الرقمي: كيف تنمي أعمالك بأيسر الطرق؟

يشكل التسويق الرقمي Digital Marketing أهمية قصوى لرواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة، فمن خلاله يستطيع مالكي العلامات التجارية تنمية أعمالهم، والترويج لمنتجاتهم وخدماتهم في سوق رقمي مزدحم بالعملاء المحتملين والحاليين. وبذلك يكونون أقرب إلى تحقيق أهدافهم التسويقية.

وتشير الإحصائيات أن هناك أكثر من 4.9 مليار مستخدم نشط للإنترنت، أي ما يزيد عن نصف سكان العالم. ويتوقع أن يصل إجمالي مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي إلى 3.96 مليار مستخدم على الأقل خلال العام المقبل، وبخاصةٍ مع تنامي استخدام الهواتف الذكية. ما يجعل الفضاء الرقمي بيئة حيوية وأكثر فعالية عند الترويج للعلامات التجارية والتواصل مع العملاء.

 قائمة المحتويات:

ما هو التسويق الرقمي؟

لتكون بارعًا في التسويق الرقمي، يجب أن تكون ملمًا بأهم المصطلحات والمفاهيم التسويقية، مثل مفهوم التسويق الرقمي (Digital Marketing) الذي يُشير إلى الممارسات التسويقية الجديدة التي تُجرى عبر الإنترنت بهدف تحقيق الأهداف التسويقية للمنظمات. وقد تزايد الاعتماد على هذه الأنشطة التسويقية مع تنامي ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وببساطة، فإن التسويق الرقمي يتضمن عرض السلع والمنتجات والخدمات افتراضيًا وبيعها من خلال قنوات التسويق الرقمي المتنوعة، مثل شبكات التواصل الاجتماعي وتحسين نتائج محركات البحث (SEO) والبريد الإلكتروني والتسويق عبر محركات البحث (SEM) وإعلانات الدفع بالنقرة (PPC) والتسويق بالمحتوى.

ولا تختلف أهداف التسويق الرقمي عن التسويق التقليدي كثيرًا. لأن الشركات تستخدم هذين النوعين بغية الترويج للعلامات التجارية أو منتجاتها وخدماتها وعرضها على الجمهور المستهدف، إضافةً إلى تطوير العلاقات المتبادلة بين مالكي العلامة التجارية والمستهلكين، وتوسيع قاعدة العملاء وزيادة ولائهم وثقتهم في العلامة التجارية.

أهمية التسويق الرقمي

مع تعدد الأنشطة والطرق التسويقية التي يمكن إجراؤها رقميًا، تتنوع فوائد التسويق الرقمي وتتزايد أهميته أكثر من أي وقت مضى. لذا، يتوجب على الشركات أن تتوسع في التخطيط لاستراتيجيات التسويق الرقمي وتنفيذها وقياس نتائجها لتعزيز فرص نجاحها وتقدمها. إذًا، ما هي مميزات التسويق الرقمي؟

أولًا: تسويق منخفض التكلفة

تستعين شركات عديدة بالتسويق الرقمي؛ لأنه يعتمد على أنشطة تسويقية منخفضة التكلفة. إذ يُمكّن الشركات من الوصول إلى جمهورها المستهدف عبر قنوات التسويق الرقمي بأقل تكلفة، مقارنةً بوسائل التسويق التقليدي التي تتطلب أموال طائلة من أجل الترويج للمنتجات والخدمات.

فلنفترض سويًا، أن هناك شركة صغيرة أو متوسطة يهدف مالكها إلى زيادة الوعي بالعلامة التجارية بين العملاء المحتملين أو الترويج لخدماته ومنتجاته، فمن خلال منصات التواصل الاجتماعي يمكنه مشاركة الجمهور المستهدف، إعلان ترويجي ببضع دولارات ويحقق بذلك أهداف المبيعات. في حين، يكون من الصعب عادة لشركة صغيرة، توفير ميزانية كبيرة لإعداد إعلان تليفزيوني محترف وبثه على قناة فضائية ذات شعبية مرتفعة.

ثانيًا: أكثر استهدافًا وتركيزًا

أهم ما يميز التسويق الرقمي، أنه يتيح للشركات ومالكي العلامات التجارية الوصول إلى الجمهور المستهدف بدقة شديدة. ما عليك سوى تحديد شخصيات المشتري وأهدافك التسويقية، ثم توجيه إعلاناتك ومنشوراتك الترويجية نحو جمهورك المستهدف من خلال قنوات التسويق الرقمي المناسبة.

ويسمح التسويق الرقمي باستهداف العملاء المحتملين بطرق أكثر تركيزًا واستهدافًا، مقارنةً بالتسويق التقليدي. ففي التسويق الرقمي يمكن استهدف جمهور معين في دولة بأكملها، أو منطقة جغرافية معينة أو حسب الخصائص الديموغرافية للعملاء.

كما يمكن تحديد الجمهور المستهدف وِفق اهتماماتهم أو سلوكياتهم أو بناءً على تفضيلاتهم المختلفة. إضافةً إلى القدرة على تحديد الجماهير المخصصة، مثل الأشخاص الذين زاروا الموقع الإلكتروني أو تفاعلوا مع المنتجات عبر صفحات الويب، أو حسابات الشركة على منصات التواصل الاجتماعي. وذلك إلى جانب إمكانية إجراء اختبار قبلي للإعلانات الترويجية على العملاء المحتملين لقياس مدى احتمالية نجاحها.

ثالثًا: الترويج لمنتجاتك وخدماتك عالميًا

يتسم التسويق الرقمي بميزة مهمة الآن في عصر العولمة، تتمثل في الوصول إلى الجمهور على مستوى العالم دون عناء. فبعدما تحول العالم إلى قرية صغيرة، صار بإمكان المستهلكين شراء أي منتج أو خدمة من أي مكان في العالم عن طريق التسويق الرقمي. وهذا عكس أساليب التسويق التقليدي التي ترتبط بمناطق جغرافية معينة.

ويمكن للمسوقين الرقميين الاستفادة من ميزة الوصول العالمي للمستهلكين، من خلال تسويق المنتجات والخدمات عبر الإنترنت وبيعها إلى جمهور مستهدف في دولة أخرى. ومِنْ ثَمَّ، تنجح هذه الشركات في تحقيق المزيد التقدم والانتشار على الصعيدين العالمي والمحلي.

رابعًا: بناء العلاقات مع العملاء وتقويتها

بأي حال من الأحوال، يساعد التسويق الرقمي في بناء علاقة قوية بين العلامة التجارية والعملاء، وهذا يسهم في زيادة الولاء والثقة بالعلامات التجارية ومنتجاتها، إلى جانب زيادة عنصر التفاعلية بين المستهلكين ومالكي العلامات التجارية، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي الهائل وظهور قنوات التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى منصات اتصالية قوية يُهيمن عليها العملاء بمختلف أنواعهم.

وأصبحت العملية التسويقية والاتصالية الآن أسهل من أي وقتٍ مضى. فقد أصبح التسويق ذا اتجاهين، بحيث يمكن تبادل الحديث مع العملاء والرد على استفساراتهم وشكاويهم في نفس اللحظة عبر تطبيقات الدردشة، مثل فيس بوك ماسنجر والواتساب. على عكس الوسائل الأخرى التي تجعل الاتصال التسويقي من طرف واحد فقط.

كما يمكن تقديم خدمات ما بعد البيع إلكترونيًا وإقناع العملاء بما تقدمه العلامة التجارية من خدمات أو منتجات، وحثهم على إتمام عمليات الشراء عبر المتجر الإلكتروني، وبذلك يتحول العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين، إلى جانب تكوين علاقات قيمة وحقيقة مع المستهلكين.

خامسًا: العميل يبحث عنك

هناك الملايين من مستخدمي الإنترنت حول العالم يستخدمون محركات البحث في العثور على المنتجات والخدمات التي يرغبون في شرائها عبر الإنترنت. فعادةً ما يجرى هؤلاء العملاء المحتملين تقييمات ومراجعات للسلع، إضافةً إلى تركيزهم على مقارنة المنتجات المتشابهة من شركات مختلفة ورصد أسعارها لاتخاذ قرار الشراء من متجر إلكتروني معين نال إعجابهم.

ومِنْ ثَمَّ، تكمن أهمية اتباع الشركات لاستراتيجيات التسويق الرقمي المعنية بتحسين نتائج محركات البحث (SEO) والتسويق من خلال محركات البحث (SEM). لذا، من الضروري أن يكون لدى شركتك متجر إلكتروني يوفر تجربة مستخدم مثالية، ويتصدر الصفحات الأولى من محركات البحث المختلفة حتى يتمكن العملاء من الوصول إلى منتجاتك بسهولة في أثناء إجرائهم عمليات البحث والتواصل معهم بشكل فوري.

سادسًا: تقييم الأهداف وعائد الاستثمار

على عكس التسويق التقليدي الذي يصعب فيه تقييم عائد الاستثمار، يوفر التسويق الرقمي إمكانية حساب عائد استثمار (ROI) وقياس عائد النفقات الإعلانية (ROAS). فمن المهم أن تركز الشركات على تقييم عائد الاستثمار التسويقي بعناية شديدة والعمل على تحسينه وزيادته، وذلك من أجل نمو الإيرادات والأرباح، وتحقيق الأهداف العامة للشركة.

ومن خلال البيانات التي توفرها بعض قنوات التسويق الرقمي، يتمكن مالكي الشركات الناشئة والمسوقين الرقميين من معرفة ما إذا كان عائد الاستثمار لديهم إيجابي أم سلبي، وما إذا كانت الحملة الإعلانية ناجحة أم لا، ومدى تحقيقها للأهداف التسويقية من عدمه. وبعد تقييم الأهداف وعائد الاستثمار، يمكن للمسوقين إعداد التوصيات وإجراء عمليات التحسين اللازمة من أجل تحقيق أداء أفضل للإعلانات الترويجية.

قنوات التسويق الرقمي

في الماضي القريب، كرّس المعلنون جهودهم على عدد محدود من القنوات، التي تعتمد على الاتصال التسويقي ذات الطرف الواحد للوصول إلى عملائهم، مثل التليفزيون والراديو والإعلانات المطبوعة في الصحف واللوحات الإعلانية. لكن بفضل التطور التكنولوجي الهائل، أصبح هناك آلاف الوسائل والأماكن التي يمكن من خلالها إيجاد العملاء المستهدفين والتواصل معهم بسهولة. ويمكن تصنيف قنوات التسويق الرقمي إلى 4 أنواع، كما يلي:

أولًا: قنوات اجتماعية (Social Channels)

أصبح استخدام قنوات التواصل الاجتماعي الآن من الأنشطة اليومية الاعتيادية لدى الملايين حول العالم. فقد صارت الشركات بمختلف أحجامها تستعين بهذه المنصات الاجتماعية من أجل الترويج لمنتجاتهم، وفتح باب النقاش مع عملائهم حول الخدمات والسلع التي تقدمها. ومن أمثلتها مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وإنستغرام ويوتيوب ولينكد إن.

وتتميز هذه الشبكات الاجتماعية بأنها تتضمن أكثر من قناة في منصة واحدة. فعلى سبيل المثال، يوفر موقع فيس بوك تطبيق للمحادثات الفورية، وهذا يساعد المعلن على الوصول إلى العملاء المحتملين من خلال تطبيقات الدردشة أيضًا.

ثانيًا: اللوحات الإعلانية الرقمية

اللوحات الإعلانية الرقمية على صفحات الويب (Digital Billboard Advertising Online) هي لوحات إعلانية إلكترونية كالتالي تراها على جانب الطرق السريعة. فهي وسيلة تسويقية وإعلانية باهرة تجذب انتباه العملاء المحتملين. وأبسط مثال على ذلك، ربما صادفك إعلان مميز على لوحة رقمية خلال تصفحك أحد المواقع الإلكترونية التي تشبع رغباتك واهتماماتك.

ثالثًا: الرسائل الإلكترونية الشخصية

تُعد الرسائل الإلكترونية الشخصية (Personal E-mails) من قنوات الاتصال الشخصي التي يجب معرفتها ضمن أساسيات التسويق الرقمي. إذ يمكن للمسوقين توجيه الرسائل عبر البريد الإلكتروني مباشرةً لعميل بعينه من أجل تحقيق هدف تسويقي معين أو لتبادل الرؤى ووجهات النظر مع هذا العميل، ومناقشته حول أمر ما دون مشاركة أحد معه.

رابعًا: قنوات تعتمد على محركات البحث

يطلق خبراء التسويق الرقمي على هذه القنوات اسم القنوات البحثية (Search Channels)، وسُميت هكذا لأن الجمهور المستهدف يبحث عما يحتاجه من منتجات وخدمات عبر محركات البحث قبل اتخاذ قرار الشراء.

لذلك، يستهدف فريق التسويق الرقمي، كلمات رئيسية معينة تلبي احتياجات العملاء واهتماماتهم، ويتوقع أن يستخدمها الجمهور المستهدف في أثناء عمليات البحث، لتظهر قنوات المعلنين أمام العملاء المحتملين في الصفحة الأولى من محركات البحث. ومِنْ ثَمَّ، يقررون شراء المنتجات والخدمات من هذه القنوات البارزة.

أساسيات التسويق الرقمي وأنواعه

طالما لديك رغبة في معرفة التسويق الرقمي، فإنه يجب عليك الإلمام بمختلف أنواع التسويق الرقمي. فإذا كنت بدأت للتو في الترويج لمنتجاتك وخدماتك عبر الإنترنت، فمن الممكن أن تتضمن استراتيجياتك التسويقية جميع هذه الأصناف أو بعضها من أجل الحصول على أفضل أداء لنمو أعمالك وتنمية نشاطك التجاري. فما هي أنواع التسويق الرقمي الأكثر شيوعًا الآن؟

1. التسويق بالمحتوى

يعد التسويق بالمحتوى من أبرز أنواع التسويق الرقمي التي تستهدف جذب العملاء المحتملين والمستهلكين وإشراكهم في العملية التسويقية، وذلك من خلال إعداد وتوزيع المقالات وسرد القصص التسويقية وتصميم مقاطع الفيديو والصور والموشن جرافيك، وغيرها من الوسائط المتعددة التي يمكن توجيهها إلى الجمهور المستهدف.

ويُسهم التسويق بالمحتوى في زيادة الوعي بالعلامة التجارية، وحث الجمهور المستهدف على شراء المنتجات والخدمات. لذا، يعد من أهم استراتيجيات التسويق الرقمي، لا سيما أنه يمكن ترويجه في مختلف القنوات التسويق الرقمي، سواء من خلال منصات التجارة الإلكترونية أو المدونات والمواقع ووسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، وما إلى ذلك.

وتكمن أهمية التسويق بالمحتوى في مساعدة الجمهور المستهدف على فهم أعمالك وأنشطتك التجارية، والوصول إلى أكبر عدد من العملاء المحتملين. إذ تشير الإحصائيات إلى أن الشركات التي تمتلك مدونات إلكترونية تكتسب 67% من العملاء المحتملين أكثر من المنظمات الأخرى التي لا تتبع استراتيجية المدونات. لكن من الضروري أن يركز المحتوى على اهتمامات العملاء وجذبهم إلى علامتك التجارية وتشجيعهم على إتمام عمليات الشراء.

وتبين أن الشركات التي تستخدم تسويق المحتوى تشهد معدلات نمو أعلى بنسبة 30% تقريبًا، مقارنةً بتلك التي لا تستعين بتسويق المحتوى في استراتيجياتها. واتضح أن 47% من المستهلكين يشاهدون أجزاء من المحتوى قبل اتخاذهم قرار التعامل مع مندوبي المبيعات. وذلك وفقًا لما ذكره “باتريك كامبل” المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ProfitWell.

وهناك العديد من الأمثلة التي توضح مفهوم التسويق بالمحتوى، فقد يقرر متجر ملابس عبر الإنترنت كتابة مقالة حول أحدث صيحات الموضة والأزياء لعام 2022. وربما تشارك شركة سيارات جمهورها المستهدف عبر صفحتها على إنستغرام، مقطع فيديو حول أسس اختيار السيارة المناسبة. ومن الممكن أن تُنتج شركة متخصصة في التسويق الرقمي كتاب إلكتروني صغير بعنوان أسرار التسويق الإلكتروني.

2. التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي

غالبًا ما تلجأ الشركات إلى تسويق منتجاتها وخدماتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً في ظل الاستخدام الواسع لهذه الشبكات الاجتماعية. فعلى سبيل المثال، تتربع منصة فيس بوك صدارة وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يتجاوز عدد مستخدميها 2.85 مليار مستخدم نشط شهريًا على مستوى العالم. بينما يبلغ عدد مستخدمي إنستغرام نحو 1.074 مليار مستخدم شهريًا، وفقًا لإحصائيات صدرت في يونيو من العام 2021.

لذلك، تُعد منصات التواصل الاجتماعي من أهم مجالات التسويق الرقمي، ويجب التعامل معها بنهج متكامل واستراتيجي عند استخدامها في الترويج للعلامات التجارية. فلا يقتصر التسويق عبر الشبكات الاجتماعية على مشاركة المنشورات، والرد على العملاء الحاليين والمحتملين فحسب، إنما يتطلب مهارات تسويقية وجهود منظمة ودراية واسعة بأهداف الحملات التسويقية وتحليل أدائها وقياس مدى نجاحها.

ويمكن القول إن أي مسوق رقمي عليه التعرف على أساسيات التسويق الرقمي المرتبطة بالشبكات الاجتماعية؛ خاصةً أن هذه المنصات غيرت عالم التسويق إلى الأفضل، وباتت تؤثر بشكلٍ كبير على المستخدمين وسلوكياتهم، وأحدثت طفرة هائلة في طريقة التفاعل بين العملاء والعلامات التجارية، وتتيح للمسوقين ومالكي العلامات التجارية العثور على جماهير متخصصة وأكثر استجابة للمنشورات التسويقية. ومِنْ ثَمَّ، تساعد الشركات على تحقيق النمو وزيادة المبيعات والإيرادات.

3. التسويق بالبريد الإلكتروني

التسويق الرقمي المرتبطة بالبريد الإلكتروني مهمة للغاية. فغالبًا ما يُستخدم التسويق عبر البريد الإلكتروني من أجل التواصل مع العملاء الحاليين الذين يبدون إعجابهم بالعلامات التجارية أو المشاركين في النشرات البريدية. ومن خلال هذا النوع التسويقي تتمكن الشركات من تقديم العينات المجانية والهدايا والعروض الترويجية إلى جمهورها المستهدف.

وتسعين العديد من منصات التجارة الإلكترونية بالتسويق بالبريد الإلكتروني من أجل تشجيع العملاء المحتملين على شراء المنتجات وإعادتهم مرة أخرى إلى متاجرها الرقمية للاطلاع على أحدث المنتجات ومعرفة أسعارها، ومِنْ ثَمَّ، تكون مصدرًا جيدًا لتوليد عملاء جدد لعلامتك التجارية.

لكن قبل توجيه الرسائل التسويقية عبر البريد الإلكتروني، يحتاج المسوق إلى قائمة العناوين البريدية للعملاء المستهدفين ويمكن إيجادها من خلال حث العملاء على تعبئة استمارة اتصال تتضمن أسئلة شخصية حول البريد الإلكتروني الخاص بهم وهواياتهم واهتماماتهم. إذ يُمكنك إضافة هذه الاستمارة في مكان واضح على صفحات موقعك ليراه العميل المحتمل بسهولة أو مطالبة العملاء بإدخال البريد الإلكتروني عند شراء منتجاتك.

وهناك أدوات عديدة يمكن استخدامها لإنشاء رسائل البريد الإلكتروني من أبرزها نظام MailChimp الذي يسمح للمسوقين إدارة القوائم البريدية، وتوجيه الرسائل التسويقية للعملاء المحتملين، وتحليل نتائج الحملات الإعلانية، ويمكن استخدامه مجانًا لبث رسائل تسويقية لعدد قليل من العملاء أو إنشاء حساب مدفوع الأجر يتيح ميزات متقدمة، مثل توفير الاستهداف السلوكي والقوالب المتخصصة والمحتوى الديناميكي، وخدمة دعم الهاتف والوصول إلى عدد أكبر من العملاء.

4. تحسين نتائج محركات البحث SEO

تحسين نتائج محركات البحث (Search engine optimization) من استراتيجيات التسويق الرقمي الفعالة، إلا أن نتائجها تستغرق وقتًا طويلًا. فهو من الممارسات التسويقية التي تستهدف وضع متجرك الإلكتروني في ترتيب متقدم بالصفحات الأولى من محركات البحث، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة الزيارات العضوية لموقعك وتحسين معدل نمو المبيعات وجعل نشاط التجاري أكثر تنافسية في العالم الافتراضي.

وتتطلب أساسيات التسويق الرقمي المرتبطة بتحسين نتائج البحث (SEO)، معرفة أفضل الممارسات لتحسين موقع الويب وتهيئته لمحركات البحث، من أهمها تسريع صفحات الويب وتضمين موقعك بعلامات عنوان (Title Tags) واضحة وجذابة ومحسنة جيدًا، إضافة إلى استخدام علامات وصف تعريفية فريدة (Meta Description) على أن تكون موجزة وعالية الجودة.

من المهم أيضًا تسمية الصور ووضع وصف لمقاطع الفيديو وتعديل عناوين الـ URL حتى تتضمن الكلمات الرئيسية للمحتوى بحيث يستطيع العميل تخمين مضمون الصفحة من خلال عنوان الـ URL، فضلاً عن إنشاء روابط داخلية في جميع المقالات والموضوعات التي تشاركها في موقعك الإلكتروني.

وتحتاج عملية تحسين نتائج محركات البحث (SEO) إلى مهارات كثيرة يجب توافرها في المسوقين الرقميين. فمن الضروري أن يكون لديهم القدرة على معرفة العبارات التي تشغل اهتمامات الجمهور المستهدف وتحديد الكلمات الرئيسية التي يبحث عنها العملاء عبر محركات البحث، وفهم عمل هذه المحركات ومهارات كتابة المحتوى المتوافق مع الـ SEO.

وتزخر شبكة الإنترنت بالعديد من التقنيات التي تساعد المسوقين في تحسين محركات البحث (SEO). فعلى سبيل المثال، يُمكن استخدام أداة MOZ في معرفة الكلمات الرئيسية التي يبحث عنها الجمهور المستهدف ورصد قوتها ومدى تنافسيتها وحجم البحث عنها. وهناك أدوات لقياس سرعة الموقع مثل Google Page Speed Insights التي تتيح معلومات مهمة حول أداء موقعك.

5. التسويق عبر محركات البحث SEM

التسويق عبر محركات البحث (Search Engine Marketing) من مجالات التسويق الرقمي التي يمكن دمجها في استراتيجيات التسويق الخاصة بشركتك. فهو عبارة عن ممارسة تسويقية تجرى عبر الإنترنت من خلال تقديم عروض تسعير لوضع الإعلانات على صفحات نتائج محركات البحث مثل جوجل وياهو.

وتستخدم العديد من الشركات التسويق عبر محركات البحث (SEM) من خلال إعداد الحملات الإعلانية على محرك البحث جوجل، لأنه الأكثر شيوعًا بين مستخدمي الإنترنت. إذ يجري المستخدمون ما يزيد عن 3.5 مليار عملية بحث على جوجل يوميًا، ويتنافس المعلنون على الظهور في أعلى صفحة نتائج البحث للوصول إلى عملائهم المحتملين.

ومن أبرز أساسيات التسويق الرقمي المرتبطة بالتسويق عبر محركات البحث (SEM)، إطلاق الحملات الإعلانية باستخدام منصة Adwords التي تسمح بعرض الإعلانات المدفوعة على المستخدمين الذين يبحثون على جوجل عن كلمات رئيسية معينة ذات صلة بمنتجاتك أو خدماتك التي تقدمها. وفي كثير من الأحيان، يستخدم المسوقون هذا النوع جنبًا إلى جنب مع استراتيجية تحسين نتائج محركات البحث SEO.

وعند تنفيذ استراتيجية التسويق عبر محركات البحث (SEM) ينبغي أن يكون المسوق على دراية بكيفية تنظيم الحملات الإعلانية على Adwords وطرق تحديد الكلمات الرئيسية، إلى جانب ضرورة معرفة أساسيات كتابة النصوص الإعلانية وكيفية تحديد الجمهور المستهدف ووضع الأهداف التسويقية.

6. إعلانات الدفع لكل نقرة PPC

ببساطة، يقصد بإعلانات الدفع بالنقرة (Pay Per Click)، تلك التي يضعها المُعلن على منصة إعلانية معينة، ويدفع مقابل عدد نقرات المستخدم على الإعلان. ويكون الهدف منها توجيه العملاء المحتملين إلى صفحة الهبوط أو لشراء منتج معين أو لتنزيل تطبيق على الهاتف الذكي، وما إلى ذلك.

والتسويق الرقمي المرتبط بإعلانات الدفع لكل نقرة (PPC) يساعدك على نمو نشاطك التجاري بقوة، إلا أنه يحتاج إلى ميزانية معقولة. لأن إعلانات الدفع لكل نقرة (PPC) عبارة عن شكل تسويقي قصير المدى، إذ تتوقف فعاليتها بمجرد نفاد الميزانية التي وضعتها لكل إعلان، وذلك حسب نقرات المستخدمين وبعض العوامل الأخرى مثل نقاط جودة الإعلان.

ويمكن مشاهدة إعلانات الدفع لكل نقرة (PPC) في قنوات تسويقية عديدة من بينها إعلانات جوجل ومواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الويب وتطبيقات الجوال. ويكون على المسوق الدفع مقابل النقرة سواء أجرى المستخدم عملية تحويل أو دون ذلك. لذا، يجب أن يهتم العميل بجودة الإعلانات وصفحات الهبوط وتحديد الكلمات الرئيسية وشخصيات المشتري بعناية شديدة حتى تتحقق أهدافها وينتج عنها عائد استثمار إيجابي.

خطوات إنشاء استراتيجية تسويق رقمي ناجحة

يؤكد خبراء التسويق الرقمي، ضرورة وضع خطة تسويق رقمي فعالة من أجل تحقيق الأهداف العامة للشركات، فإذا تجاهل مالكي العلامات التجارية إنشاء استراتيجيات التسويق الرقمي، وسعوا مباشرةً إلى تنفيذ الأهداف دون إعداد مسبق لجميع جوانب الاستراتيجية، سيكون مصيرها الفشل. لذا، من المهم معرفة خطوات التسويق الرقمي:

1. تحديد الأهداف الذكية

تعتبر خطوة تحديد الأهداف من أبرز أساسيات التسويق الرقمي التي يجب مراعاتها عند إنشاء الاستراتيجية التسويقية. فمن المستحيل تحقيق النجاح لشركتك دون وضع أهداف ذكية تسعى إليها، أي تكون الأهداف واضحة ومحددة وذات صلة ومقيدة زمنيًا وقابلة للتطبيق والقياس. فهل تريد زيادة الوعي بعلامتك التجارية أم تود توسيع قاعدة العملاء، أم أنك ترغب في نمو المبيعات والإيرادات؟

لكن كيف تجعل الأهداف ذكية SMART؟ فإذا صغت هدفك التسويقي كالتالي: “زيادة المبيعات للشركة من خلال متجرها الإلكتروني العام المقبل”، فإن هذا الهدف غامض وغير قابل للقياس، ويمكن تطويره وصياغته بطريقة صحيحة هكذا: “زيادة مبيعات منتج معين للشركة على متجرها الإلكتروني بنسبة 30% العام المقبل”، وبذلك صار الهدف أكثر وضوحًا ومحددًا ومناسبًا ويمكن قياسه. ومن الضروري التأكد من أن الأهداف التسويقية تتوافق مع أهداف الشركة العامة.

2. إنشاء شخصية المشتري

لا يكتمل هيكل استراتيجية التسويق الرقمي دون معرفة شخصية المشتري، وهذا المصطلح يشير إلى وصف العميل المثالي لمنتجك أو خدمتك التي تقدمها شركتك، ويساعدك على فهم عملائك جيدًا، وصياغة المحتوى المناسب للجمهور المستهدف، واختيار قنوات التسويق الرقمي الملائمة لشخصية العميل. كما أن هناك أدوات يمكن الاستفادة منها عند إنشاء شخصية العميل مثل MakeMyPersona.

فمن أساسيات التسويق الرقمي المهمة، تحديد شخصية العميل المثالي من خلال أبحاث السوق وإنشاء خرائط التعاطف التي تسمح للمسوقين معرفة ما يشعر به العملاء المحتملين وطرق تفكيرهم وكلماتهم حول المنتج، وذلك عن طريق إجراء مقابلات متعمقة مع الجمهور المستهدف. وبذلك تكون لدى فريق التسويق المعلومات الضرورية لإنشاء شخصية العميل، مثل الخصائص الديموغرافية والاهتمامات والأهداف والهوايات والتحديات التي تواجه شخصية المشتري.

3. اختيار قنوات واستراتيجيات التسويق الرقمي

ترتبط خطوة اختيار استراتيجيات التسويق الرقمي ارتباطًا وثيقًا بتحديد الأهداف وشخصية المشتري. فمن الضروري أن تكون الاستراتيجية مثالية لتحقيق الأهداف، ومناسبة للجمهور المستهدف وأكثر فعالية لنمو أعمالك ونشاطك التجاري. ومن المهم اختيار بعض قنوات التسويق الرقمي لتركز جهودك عليها دون غيرها حتى تنجح في تحقيق أهدافك من خلالها.

فقد تتبع استراتيجية تسويق المحتوى مع تحسين نتائج محركات البحث (SEO) أو جنبًا إلى جنب التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي. واستنادًا إلى الاستراتيجيات التي ستحددها، يمكنك وضع التكتيكات الرقمية الملائمة، فقد تُجرى مؤتمرات عبر الإنترنت أو بث مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي أو تحث العملاء المحتملين على تنزيل كتاب إلكتروني معين أو مشاهدة مقطع فيديو يوثق مميزات منتج ما.

4. صياغة المحتوى الجذاب

إنشاء المحتوى لا غنى عنه في التسويق الرقمي، فمهما كانت استراتيجيتك وقناتك التسويقية ستكون في حاجة مُلحة إلى صياغة محتوى رقمي جذاب قائم على التخطيط والبحث والإعداد الجاد، ويساعد العملاء المحتملين والحاليين على تلبية احتياجاتهم وإشباع رغباتهم. لذا، يجب أن يكون المحتوى مفيد وممتع ويسهم في زيادة التحويلات ونمو المبيعات.

ولكل قناة تسويقية أسلوب مختلف في تدوين المحتوى. فعلى سبيل المثال، كتابة المقالات من أجل مشاركتها على موقع إلكتروني يتطلب صياغة المحتوى بما يتوافق مع قواعد تحسين نتائج محركات البحث (SEO)، أما المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنها تتطلب قواعد أخرى. كما أن المحتوى المخصص لمرحلة الوعي في رحلة العميل يختلف إلى حد كبير عن المحتوى الذي يستهدف حث العميل على اتخاذ إجراء معين.

5. تقييم قنوات التسويق الرقمي

دراسة قنوات التسويق الرقمي الحالية وتقييمها أمر ضروري للغاية عند إنشاء استراتيجية تسويق رقمي ناجحة. لذا، عليك تحليل الأصول الرقمية التي تمتلكها، سواء حسابات شركتك على مواقع التواصل الاجتماعي أو متجرك الإلكتروني أو المحتوى الرقمي الذي تشاركه مع جمهورك المستهدف أو حملاتك الإعلانية التي أطلقتها خلال الفترات السابقة.

وتساعدك عملية التقييم على الاستفادة بأكبر قدر ممكن من الأصول الرقمية التي تحقق أهداف شركتك بفعالية، والوصول إلى أفضل النتائج بسهولة إلى جانب عدم تركيز جهودك التسويقية على الأصول التي ثبت عدم فعاليتها في الماضي.

6. مؤشرات الأداء الرئيسية وقياس النتائج

مؤشرات الأداء الرئيسية (Key Performance Indicators) من أهم أساسيات التسويق الرقمي التي يجب الإلمام بها، وتختلف حسب أهداف الخطة التسويقية، فإذا كان هدفك التسويقي زيادة الوعي بعلامتك التجارية بنسبة 30% من خلال موقعك الإلكتروني العام الجاري، فإن مؤشر الأداء الرئيسي هنا “عدد الزيارات الفريدة لموقعك خلال العام”، لكن إذا كان هدفك هو زيادة عمليات البيع لمنتج معين خلال فترة زمنية محددة، فإن مؤشر الأداء في هذه الحالة يكون “عدد مرات بيع المنتج خلال تلك الفترة”.

ومن خلال مؤشرات الأداء الرئيسية يمكن لمالكي العلامات التجارية قياس النتائج وتحليلها وتقييم الحملات الإعلانية ومعرفة القرارات والإجراءات الصائبة التي اتخذها فريق التسويق، والأخطاء التي وقع فيها والقنوات التسويقية الأكثر فعالية، إضافةً إلى معرفة عائد الاستثمار ورصد الأهداف التي تحققت بالفعل دون غيرها، وما إذا كانت الاستراتيجية تحتاج إلى إجراء بعض التطويرات أم لا.

وغالبًا ما يكون رواد الأعمال العرب وأصحاب الشركات الناشئة والمتاجر الرقمية في حاجة ماسة إلى معرفة المزيد عن أساسيات التسويق الرقمي، ووضع خطط واستراتيجيات التسويق الرقمي لشركاتهم. لذا، يمكنهم الاستعانة بالعديد من المسوقين الرقميين المحترفين في خدمات التسويق الإلكتروني التي توفرها منصة خمسات من أجل مساعدة مالكي العلامات التجارية على نمو أعمالهم.

مهارات التسويق الرقمي

تتنوع مهارات التسويق الرقمي التي يجب اكتسابها لتقديم أفضل أداء في هذا المجال، لذا، تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين لإتقانها، خاصةَ مع تعدد أنواع التسويق الرقمي واستراتيجياتها وقنواتها. فإذا كنت مسوقًا رقميًا تعمل في إحدى الشركات أو صاحب شركة ناشئة أو من رواد الأعمال أو تمتلك متجرًا إلكترونيًا، فإن مهارات التسويق الرقمي صارت ضرورية للغاية في وقتنا الحالي.

أولًا: مهارات خاصة بقنوات التسويق الرقمي

يحتاج المسوقون الرقميون إلى مهارات أكثر تخصصًا عند العمل في مجال التسويق الإلكتروني، فهذه المهارات من الصعب إتقانها جميعًا لكن يسهل اكتسابها وتعلمها وممارستها مع مرور الوقت، ويمكن التعمق في بعضها لتكون أكثر إبداعًا وتميزًا، خاصةً إذا كنت تود التبحر في التسويق الرقمي.

وتضم مهارات تحسين نتائج محركات البحث (SEO) وكتابة المحتوى وإدارته وتصميم الصور ومقاطع الفيديو الترويجية لمشاركتها مع الجمهور المستهدف، إضافةً إلى القدرة على إطلاق الحملات الإعلانية على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، والقدرة على وضع استراتيجيات التسويق الرقمي الأكثر فعالية لنمو الأعمال.

ثانيًا: مهارة تحليل البيانات

التحليلات من أهم مهارات التسويق الرقمي التي ينبغي تعلمها. فإن لم تستطع قراءة البيانات وتحليلها يكون من الصعب الوصول إلى نتائج ملموسة في حملاتك الترويجية، ولن تحقق أي تقدم ملحوظ في نشاطك التجاري. لذلك، تعد التحليلات جزءًا أساسيًا في مجال التسويق الرقمي.

كما أن مهارة تحليل البيانات ضرورية للمسوقين الرقميين قبل إجراء الحملات التسويقية. فمن المهم إعداد اختبارات A/B وقياس نتائجها وتتبع بياناتها وتحليلها لرصد الإعلانات التي تحقق أداء أفضل، ثم إطلاقها الحملة التسويقية وإجراء التحليلات اللازمة حولها لتحديد نقاط القوة والضعف والعمل على تحسينها لتحقيق أهدافك المرجوة.

ثالثًا: مهارات أتمتة التسويق

هناك شركات عديدة تحتاج إلى مسوقين متعمقين في التسويق الرقمي وعلى دراية واسعة باستخدام أدوات وتقنيات أتمتة التسويق (Marketing Automation)، وذلك لتنفيذ المهام التسويقية وإدارة الاستراتيجيات بنجاح دون أن تستغرق وقتًا طويلًا، مثل إدارة حسابات شركتك على منصات التواصل الاجتماعي والرد على العملاء من خلال منصة واحدة فقط.

وتتنوع أدوات أتمتة التسويق لتشمل أداة HubSpot التي تعد من أفضل تطبيقات أتمتة التسويق الشامل، وبرنامج ConvertKit الأكثر ملاءمةً للمسوقين المبتدئين، ومنصة Salesforce Pardot الأبرز للتسويق بين الشركات، وبرنامج ActiveCampaign الأنسب للشركات الصغيرة. وجميعها تحتاج إلى مهارات معينة عند التعامل معها.

رابعًا: فن التعامل مع العملاء عن بُعد

تعامل فريق التسويق الرقمي مع العملاء عن بُعد، يتطلب امتلاك المسوقين مهارات التواصل الفعال عبر الإنترنت لجذب العملاء وكسب ولائهم وثقتهم بالعلامة التجارية. وتشمل مهارات الإقناع والتفاوض والقدرة على التكيف والتعامل مع مختلف أنواع العملاء.

فمن الضروري أن يتمتع المسوق الإلكتروني بمهارات الاتصال الجيدة، سواء كان يتواصل مع عملائه باستخدام النصوص المكتوبة عبر البريد الإلكتروني أو بالتحدث معهم عبر تطبيقات الدردشة الصوتية. لذا، احرص على تحسين مهاراتك الاتصالية لتُصبح أكثر تميزًا بعد معرفة أساسيات التسويق الرقمي.

خامسًا: القدرة على إجراء البحوث وجمع البيانات

إجراء أبحاث السوق وجمع البيانات من أهم الخطوات التي تتبعها عند إعداد خطتك، ويجب التطرق إليها عند تعلم التسويق الرقمي. لأن المسوق الإلكتروني الناجح يكون لديه القدرة على إجراء البحوث وإدارة البيانات وجمعها من مصادر مختلفة موثوقة، وغالبًا ما يحتاج المسوق الإلكتروني إلى مهارة جمع المعلومات والتحقق منها عند إنشاء المحتوى، سواء كان عبارة عن نصوص أو مقاطع فيديو.

سادسًا: القدرة على استخدام برامج معينة

يستعين فريق التسويق الرقمي بالعديد من البرامج التقنية والأدوات المستخدمة في عملية التسويق مثل أداة Google Analytics، حيث تعد من أهم أساسيات التسويق الرقمي التي ينبغي معرفتها، لأنها توفر معلومات وبيانات مهمة حول الموقع الإلكتروني، مثل عدد زيارات العملاء وتتبع التحويلات. كذلك، من المهم أن يكون المسوق الرقمي قادرًا على التعامل مع برامج مثل Excel أو Google Sheets لإنشاء جداول البيانات.

سابعًا: مهارات تصميم تجربة المستخدم UX

تصميم تجربة المستخدم (User experience) من المهارات المهمة التي يكتسبها العديد من المسوقين، خاصةً أن تحسين تجربة المستخدم في المواقع ومنصات التجارة الإلكترونية ضرورية لتعزيز رضا العملاء وزيادة مصداقيتهم بالأعمال التجارية الرقمية، وإتمام عمليات الشراء ونمو المبيعات. لذا، تُعد من أبرز العوامل التي تساعد في نجاح خطط التسويق الرقمي.

وظائف التسويق الرقمي

تتزايد فرص التسويق الرقمي يوميًا في ظل مواكبة الشركات للتكنولوجيا وتطوير نشاطها عبر الإنترنت. لذا، يتضمن تخصص التسويق الرقمي العديد من المسميات والمسارات الوظيفية المطلوبة في سوق العمل، فهناك وظائف تُركز على إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي وأخرى متعلقة بتسويق المحتوى وتحسين نتائج البحث، وغير ذلك.

1. اختصاصي التسويق الرقمي

تتعدد المهام الوظيفية التي يتولاها اختصاصي التسويق الرقمي، فهو خبير تسويق رقمي يضع الاستراتيجيات التسويقية للشركات ويدرس المنافسين ويحلل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجه شركته، ويقارن العروض الترويجية لعلامته التجارية مع تلك التي تقدمها الشركات الأخرى، إضافةً إلى المشاركة في إنشاء محتوى تسويقي يُسهم في نجاح الحملات الإعلانية ويحقق أهدافها.

ويهتم خبير التسويق الرقمي بإجراء أبحاث السوق والحفاظ على العلامة التجارية وتقويتها وتتبع الحملات الإعلانية والتأكد من مدى نجاحها ووصولها إلى العملاء المحتملين والحاليين ومراقبة اتجاهات السوق والمستهلكين، إلى جانب تقديم حلول إبداعية للعلامات التجارية، وهذا يتطلب أن خبرة كبيرة في التسويق الرقمي بمختلف أنواع إلى جانب فهم الجمهور المستهدف جيدًا.

2. وظائف تسويق المحتوى

أي مسوق رقمي لديه مهارات تسويق المحتوى، يستطيع إيجاد فرص عمل بسهولة في هذا المجال، لا سيما أن المحتوى يشكل جزءًا مهمًا في أساليب التسويق الحديثة. فهناك وظائف محورها الأساسي تسويق المحتوى، وأخرى تدرج المحتوى ضمن المهام التسويقية. ومن أبرز المسميات الوظيفية في هذا التخصص: (مدير المحتوى، ومحرر تسويق المحتوى، ومدير تسويق المحتوى، ومخطط استراتيجي للمحتوى، ومخطط استراتيجي لتسويق المحتوى، واختصاصي المحتوى، ومحلل المحتوى، ومطور المحتوى).

وقبل توظيفك في إحدى تخصصات تسويق المحتوى، ينبغي قراءة الوصف الوظيفي بدقة لمعرفة الأدوار التي ستؤديها. وفي جميع الأحوال يجب أن يتمتع مسوقو المحتوى بمهارات عالية في التأليف والكتابة التسويقية والإبداعية، والقدرة على التخطيط والإعداد الجيد قبل التدوين، وصياغة المحتوى المتوافق مع تحسين محركات البحث (SEO)، إلى جانب تحرير المنشورات الترويجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومعرفة أساسيات التسويق الرقمي.

3. وظائف إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي

تطلب العديد من الشركات، توظيف مسوقين لإنشاء وإدارة وتحليل إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي. فهناك مسميات وظيفية متنوعة، مثل مدير إعلانات فيس بوك، ومخطط وسائط رقمية، ومسوق وسائل التواصل الاجتماعي، ومدير وسائل التواصل الاجتماعي المدفوعة.

ولكل تخصص مهام مختلفة. فعلى سبيل المثال، يتعمق مدير وسائل التواصل الاجتماعي في ما هو أبعد من أساسيات التسويق الرقمي، فإنه يضع استراتيجيات لتقوية العلاقة مع الجمهور المستهدف عبر الشبكات الاجتماعية، والتعامل مع فريق إنشاء المحتوى والمصممين ومديري الإعلانات ومساعدتهم في الترويج للعلامة التجارية. بينما يتولى مدير إعلانات فيس بوك مسؤولية إعداد وتنفيذ وإدارة الحملات الإعلانية عليه.

4. خبير تحسين نتائج محركات البحث SEO

يتولى خبير تحسين نتائج محركات البحث (SEO)، مسؤولية زيادة الوعي بالعلامة التجارية ونمو المبيعات وتوسيع قاعدة العملاء من خلال الزيارات العضوية للمتجر الإلكتروني. لذا، فإن مهامه الوظيفية تشتمل على المساعدة في وضع استراتيجية التسويق بالمحتوى وجمع البيانات والنتائج وتحليل سلوك مستخدمي موقع الويب، واختبار موقع الويب وتحليل أدائه والتأكد من فهرسته وتحسينه على محركات البحث ومراجعة هيكلة ومحتوى صفحات الويب.

5. مديرو تسويق محركات البحث SEM

مديرو تسويق محركات البحث (SEM) لديهم خبرة واسعة في إطلاق الحملات الإعلانية على محركات البحث، فإنهم يتولون مسئولية وضع استراتيجيات الإعلانات المدفوعة على Google Ads مثلًا، ويشاركون فريقهم في تحديد الجمهور المستهدف وإطلاق الإعلانات وإجراء التحليلات اللازمة لتحسين أداء الحملات الإعلانية، بحيث تتصدر مرتبة أعلى في نتائج محركات البحث.

تم النشر في: التسويق الإلكتروني