7 أسرار لتحترف كتابة المحتوى الإبداعي

تحتل الكتابة الإبداعية صدارة الأعمال الكتابية، ويسعى محترفوها لتقديم أفضل الأفكار الابتكارية، لأنهم يؤمنون أن وراء كل عمل كتابيّ هدف تسويقي يسعون لإصابته. ولا يتطلب هذا الأمر برّمته استراتيجيات معقدة، لكنه يتطلب استراتيجيات مُقنِعة تعرف كيف تستخدم قوة الكلمة في استقطاب الانتباه وتغيير القناعات.

نستعرض في هذا المقال أهمية الكتابة الإبداعية في خدمة الأغراض التسويقية. فإذا كنت أحد رواد الأعمال أو أصحاب المشروعات الناشئة، فلا تُفوت تلك الفرصة لمعرفة العَلاقة الوثيقة بين كتابة المحتوى الإبداعي وتحقيق أهدافك التسويقية. كما سنُزيح السِّتار عن العديد من الأسرار المتعلقة بكتابة المحتوى الإبداعي المستلهَمة من تجارِب الكُتّاب المحترفين، فإذا كنت شغوفًا بامتهان هذا النوع من الكتابة فاحرص على متابعة القراءة.

جدول المحتويات:

ما المحتوى الإبداعي؟

المحتوى الإبداعي هو ذلك المحتوى الذي يتحرر فيه الكاتب من قيود قد تفرضها أنواع أخرى من الكتابات مثل: الكتابة الوظيفية والكتابة الأكاديمية، فيُطلق العَنان لنفسه ولإبداعه الفكري ليُصيب الهدف المطلوب من المحتوى على طريقته الخاصة، تاركًا وراءه بصمة ومشاعر، وفيضًا من الأفكار التي تحفز القارئ على الاستمرار في القراءة.

أهمية كتابة المحتوى الإبداعي

تتشكل أهمية كتابة المحتوى الإبداعي طبقًا للهدف المنشود من كتابتها، فالكتابة الإبداعية هي الأداة التي تقود العديد من المجالات البارزة على الساحة إلى أهدافها. ونستعرض فيما يلي أبرز تلك المجالات:

أولًا: التسويق

تفرض الكتابة الإبداعية نفسها وبقوة على مختلف الأعمال التسويقية، وتسهم بشكل رئيسي في تحقيق الأهداف التسويقية التي تسعى إليها الشركات أو الأفراد. فإذا كنت أحد رواد الأعمال أو أصحاب المشروعات الناشئة، فلا بد أنك تتساءل الآن عن الدور الذي سيلعبه هذا النوع من الكتابة لمصلحتك، إليك الأثر الإيجابي للكتابة الإبداعية على أعمالك:

  • تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء فعليين، والقدرة على مخاطبتهم باللغة والثقافة التي تتناسب معهم ومع توجهاتهم.
  • تجاوب العملاء المستهدفين مع الدعوة إلى اتخاذ إجراء CTA.
  • إضفاء مظهر احترافي على المحتوى التسويقي الخاص بك، مما يُحسّن صورتك التسويقية والتجارية.
  • جذب انتباه شريحة العملاء التي ترغب في استهدافها بطريقة إبداعية تجعلهم مقتنعين بأن ما تُسوّق له هو تمامًا ما يحتاجون إليه.
  • خلق مِيزة تنافسية باستهداف عواطف العملاء بالشكل الصحيح، وابتكار أفكار غير تقليدية، والقدرة على كتابة محتوى تسويقي جذاب يستعرض ميزات خدمتك/ منتجك بطريقة تسويقية إبداعية، ما يعزز ولاء العملاء تجاه علامتك التجارية.

الآن، إليك أبرز المجالات التسويقية التي تتطلب كتابة المحتوى الإبداعي الاحترافي:

1. التسويق بالمحتوى

المحتوى هو المَلِك والمملكة برُمَّتها، وعندما يتعلق الأمر بالتسويق؛ فلا يصلح أن يكون المَلِك الذي يتصدر حملتك التسويقية غير قادر على تصدر محركات البحث، ما سيجعل المنتج أو الخدمة التي تروجها غير مرئية من الأساس لقطاع عريض من العملاء المحتملين. وهنا تكمن أهمية صناعة المحتوى المتوافق مع محركات البحث وشروط السيو SEO في:

  • تحسين محركات البحث SEO ورفع ترتيب موقعك.
  • جلب المزيد من الزيارات لموقعك، أي المزيد من العملاء المحتملين.
  • تحقيق المزيد من الأرباح.

وتخدم كتابة المحتوى الإبداعي مختلف أشكال التسويق بالمحتوى، فمن أهم الوسائل التي يتمكن كاتب المحتوى الإبداعي بواسطتها من تحسين محركات البحث SEO لموقعك هو كتابة مقالات احترافية وحصرية متوافقة مع شروط السيو. فكتابة تلك المقالات لن يجعل موقعك يتصدر محركات البحث فقط، لكنها ستجعلك أيضًا أكثر احتكاكًا مع جمهورك المستهدف، وسيجعلهم ذلك أكثر استعدادًا للتجاوب مع علامتك التجارية. وهكذا، تساعدك الكتابة الإبداعية في تعزيز ولاء العملاء بتدوين مقالات تتوافق مع اهتماماتهم وتتعلق بمجال منتجك، ويمكن في الوقت نفسه الإشارة لمنتجك أو خدمتك في سياق المقال.

ولا تغفل دور كتابة المحتوى الإبداعي في صياغة بروفايل -ملف تعريفي- يتحدث باسمك وباسم شركتك بطريقة احترافية، ويترك انطباعًا جيدًا عنك في سوق العمل. وهناك العديد من الكُتاب المبدعين الذين جمعوا بين مهارة القلم ومهارات السيو SEO، وآثروا العمل لحسابهم الخاص عبر منصات العمل الحر مثل: منصة خمسات للخدمات المصغرة، التي يقدمون من خلالها العديد من خدمات الكتابة التي تلبي كافة احتياجاتك.

شعار خمسات

اِبنِ جسر الثقة مع عملائك عبر محتوى قيّم يُعده لك أفضل الكتّاب على خمسات

2. التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي

لن يلتفت جمهور وسائل التواصل الاجتماعي العريض للعبارات التسويقية المستهلكة والتقليدية، وهنا يبرز دور كاتب المحتوى الإبداعي في ابتكار أفكار خارجة عن المألوف تُمكّنه من استقطاب انتباه هذا الجمهور الذي يتعرض لفيض من المؤثرات والمشتتات في كل دقيقة.

3. الدعايا والإعلان

خلف كل منتج قصة ينسجها الكاتب المبدع، بحيث يتمكن بكلمات موجزة وعبارات مُركّزة إقناع العملاء المستهدفين بالمنتج، وهنا يبرز دور كاتب المحتوى الإبداعي التسويقي في تأليف نص دعائي مشوق ومبتكَر.

ثانيًا: الإعداد

خلف كل محتوى مرئي جذاب، أو برنامَج ناجح، أو بودكاست مشوّق واحترافي جندي ليس مجهولًا على الإطلاق، إنه ذلك الكاتب الذي احترف كتابة المحتوى الإبداعي، الذي يقود هذه المواد إلى أهدافها، بتطويع الكلمات وانتقاء أدق الأسئلة، وترتيب سياق الحِوَار كما ينبغي أن يكون، وابتكار استراتيجية تتابع على أساسها أحداث الحلقة وتسلسل الحلَقات التالية، وهو ما يسمى بالإعداد أو كتابة السيناريو.

وفيما يتعلق بأعمالك، كن واثقًا بأن كاتب المحتوى الإبداعي هو الشخص الصحيح الذي سيتمكن من إعداد وإنشاء بوكاست ناجح يُسوّق لمشروعك بفعالية، فالبودكاست من أفضل أنواع المحتوى الذي يخلق تفاعلًا عميقًا مع العملاء. ونشير باختصار إلى ما سيقدمه الكاتب المبدع لك في هذا السياق:

  • محتوى إعلان تسويقي وتشويقي.
  • مقدمة حلقة بودكاست حماسية.
  • اقتراح شخصيات ذات بصمة لاستضافتهم.
  • محتوى الحِوَار الذي ستتضمنه الحلقة.
  • الدعوة إلى اتخاذ إجراء CTA بما يتوافق مع أهداف الحلقة التسويقية.

ثالثًا: القصص والروايات

عصب صناعة القصص والروايات هو كتابة المحتوى الإبداعي، فما من روائي حلّق في سماء الخيال، ولا كاتب أبدع نسج القصص وأجاد حبكتها إلا باستخدام الكتابة الإبداعية، لأن كتابة القصص والروايات تتطلب القدرة على التأثير في العواطف، ومتانة الحبكة الفنية، والتحرر من قيود الكتابة، وهو ما تعتمد عليه الكتابة الإبداعية.

أسرار ونصائح لاحتراف كتابة المحتوى الإبداعي؟

والآن حان الوقت للكشف عن بعض النصائح الأسرار المتعلقة بكتابة المحتوى الإبداعي، التي ستؤهلك لأن تخطو أولى خطواتك نحو عالم الكتابة الإبداعية:

1. لا تتوقف عن القراءة

إن لم تكن قارئًا نَهِمًا، فلن تتمكن بأي حال من أن تكون كاتبًا مبدعًا. يقول الروائي “ستيفن كينج”

إن لم تجد الوقت الكافي للقراءة، فلن يكن لديك الوقت للكتابة

فالكتابة الجيدة هي حصيلة الخبرات المتراكمة التي تأتي نتيجة القراءة المستمرة. وعندما يتعلق الأمر بالشغف، فإن الكتابة والقراءة مكملان لبعضهما لا ينفصلان، مَن يَشغفه هذا يَشغفه ذاك، الأمر بهذه البساطة.

2. حلِّق لكن لا تبالغ في التحليق

يسعى غالب الكُتّاب المبدعين للتحليق خارج الصندوق، لكي يستحدثوا أفكارًا غير تقليدية وغير مكررة لينسجوا منها حبكة إبداعية مثالية، وهذا هو جوهر الكتابة الإبداعية. لكن الخطأ الذي يقع فيه كثير من المبتدئين هو أنهم يعتقدون أن الأمر يتعلق بالمبالغة لا بالتحليق، فيتكلّفون الكلمات ويتّصنعون الأفكار لاستحضار حبكة وهمية مبالغ فيها، بالرغْم من أن الفكرة الإبداعية لا تتطلب كل هذا التكلُّف، وقد تكون أقرب إليهم مما يتصورون.

فاحرص على ألا تقع في هذا الخطأ، واعلم أن دور الإبداع الحقيقي هو أن تتبنى الأفكار المعقدة لتكتشف البساطة في داخلها. يقول الكاتب “ستيف تشاندلر”

لا يكتشف كثير من الأشخاص الإبداع في داخلهم، لاعتقادهم أن الإبداع هو التعقيد، لكن الإبداع هو البساطة

3. مرِّن عضلاتك الكتابية

ينصحك كثير من الكُتاب المحترفين بألا تنتظر الإلهام، أو على الأقل لا تتوقف عن الكتابة حتى يأتيك الإلهام، لكن عليك أن تتمرن على الكتابة كل يوم، اكتب واسترسل وابحث عن مصادر تلهمك، حتى يتولد لديك عصفًا ذهنيًا يساعدك على الاستمرار في الكتابة ويُحسِّن أداءك.

وأنت في بداية طريقك لتمرين عضلاتك الكتابية، ستصطدم بالحائط الأول الذي ينتظرك في مُستهلّ الطريق وهو “اللغة”، يقول الكاتب “محمد حامد الأحمري”

إذا كانت الكتابة هي الطريق للشعور بالحرية؛ فإن أول ما قد يواجهه الكاتب هو الخوف من هذه الحرية، الذي يتمثل في الخوف من مواجهة اللغة، لأن اللغة هي أول منازل الكتابة

ومهما كانت أفكارك إبداعية، فإن الهشاشة اللغوية في التعبير عن تلك الأفكار يصيبها بالفوضى، ويُوحي بعدم الاحترافية. لذا، فعليك صقل مهاراتك اللغوية شيئًا فشيئًا، حتى تتمكن من استعراض عضلاتك الكتابية في كتابة المحتوى الإبداعي الذي تعمل عليه دون خوف من السَّقطات اللغوية، التي تستدرج نجاحك إلى الهاوية، أو تجعلك مادة للسخرية.

4. اعرف وجهتك(5Ws)

لا تُطلق سَهمًا لا تعرف وجهته، حتى لا تضيع جهودك عبثًا. وهذا هو نفس المبدأ الذي يجب أن تتبعه في كتابة المحتوى الإبداعي الذي تعمل عليه، فلا بد أن تدرك تمامًا جميع الأهداف التي تكتب لأجلها، ولتبسيط الأمر أجب عن الأسئلة التالية المجموعة في نموذج 5Ws وهي:

  1. Why: لماذا تكتب هذا العمل؟ ما الهدف من كتابته؟
  2. Whom or Who: لمَن تكتب هذا الموضوع؟ من هو الجمهور المستهدف؟
  3. When: متى تدور أحداث موضوعك؟ في أي زمن؟ ومتى يتعين عليك الانتهاء من هذا العمل؟
  4. What: ما الفكرة الرئيسية التي يتمحور حولها موضوعك؟
  5. Where: أين تدور أحداث الموضوع؟

5. كن باحثًا متعمّقًا

يقول الكتاب “صموئيل جونسون”

ما يُكتب دون جهد، يُقرأ دون متعة

هذا إذا ما قُرِئ من الأساس، لأن كتابة المحتوى الإبداعي الجيد ليست وليدة اللحظة، بل هي حصيلة تراكم الخبرات، والبحث المعمق. فالكتابة الإبداعية لا تتعلق فقط بفصاحة الألفاظ، ودسمة التعبيرات، لكن لا بد أن يتخلل ذلك رسالة، وفكرة، ومعلومات تجعل محتواك يستحق القراءة، وإلا أصبح كالطبل الأجوف.

6. أدرك القواعد ثم تحرر منها

ليس للكتابة الإبداعية قواعد تقيدها، فهؤلاء الذين تُمكنهم قدراتهم من كسر القيود والخروج عن المألوف هم المبدعون الحقيقيون. وهذا لا يعني أن تنطلق في الكتابة هائمًا على وجهك، ولكن ابحث، وتدرّب، وتعلم، ثم ابتكر هُوِيَّة كتابية خاصة بك، لأنه لا يمكن أن تخرق ما لم تعرفه بعد.

7. لا تُصرّح، بل اصنع حبكةً فنية

“الفتاة تبكي” لا تكن مملًا، فهذا أشبه بتصريح إخباري! إذا أردت أن تصبح كاتبًا إبداعيًا فعليك أن تصنع حبكة تجعل القارئ يستعرض ما تكتبه وكأنه يراه، وتتشكل لديه فكرة عن كواليس المشهد الذي تكتب عنه بدءًا من حالة الشخصية التي تتحدث عنها إلى حالة الجو، خاصةً عندما يتعلق الأمر بكتابة المحتوى الإبداعي الخاص بالقصص والروايات.

لنُعد صياغة المثال بشكل أفضل “امتزجت دموعها المترقرقة كحبات اللؤلؤ مع قطرات المطر المتساقطة” ومن وجهة نظر أخرى يمكن القول “وأخيرًا نَبَضَ قلبها المتحجِّر، فباغتتها دموع حارة كحرارة قرص الشمس في كبد السماء”

في بعض الأحيان قد لا تتطلب الكتابة المبالغة في صناعة الحبكة، لكن هذا ليس مبررًا على الإطلاق أن تسرد المعلومات سردًا إخباريًا أو أكاديميًا. فاحرص حينها على وضع بصمتك بواسطة بناء سياق متسق تتسلسل من خلاله المعلومات والأفكار، واستهل الكتابة ببعض التساؤلات التي تثير فضول القارئ وتحفزه على المواصلة.

ختامًا؛ إذا شغفتك كتابة المحتوى الإبداعي، وأدركت أهميتها في سوق العمل للكُتاب ولأصحاب الأعمال، فلا تتردد في أن تنضم لطائفة الكُتاب المبدعين في عالم العمل الحر، فيمكنك تلتحق بموقع خمسات، أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة، وتكون ضمن نُخبة من مقدمي خدمات الكتابة الإبداعية. وأَتحِف العالم بإبداعك.

تم النشر في: التسويق بالمحتوى