طريقك لكتابة المحتوى التسويقي كما المحترفين

مع تطور علم التسويق، أصبحت الطرق التسويقية التقليدية أقل فاعلية وتأثير؛ لذا ظهرت سبل تسويقية حديثة، ومن أبرزها كتابة المحتوى التسويقي، الذي يدخل في جميع الحملات والإعلانات التسويقية، فلا يوجد إعلان بلا محتوى تسويقي، إلا أن المحتوى التسويقي يمكن أن يكون بديلًا للحملات الإعلانية، فيأتي بنتائج أفضل بكثير من الإعلانات المباشرةّ، عن طريق توصيل المحتوى بطريقة طبيعة للجمهور، ليلقى المصداقية والتقبل من قِبلهم.

ويستخدم 82% من المسوقين المحتوى التسويقي بشكلٍ فعال خلال 2021، وذلك بزيادة ملحوظة عن العام السابق، حيث كانت النسبة 70% عام 2020، وذلك وفقًا للتقرير العالمي السنوي حول المحتوى التسويقي، كما تفوق الفيديو على المدونات والإنفوجرافيك في أنواع كتابة المحتوى التسويقي الأكثر انتشارًا، حيث كانت المدونات تمثل 86% من المحتوى التسويقي المنشور خلال 2019.

جدول المحتويات:

ما هو المحتوى التسويقي؟

يُقصد بالمحتوى التسويقي عملية التخطيط للمحتوى وإنشائه وتوزيعه، ونشره عبر القنوات الإعلانية والإعلامية المختلفة، مثل: وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات ومواقع الويب والبودكاست، والتطبيقات والبيانات الصحفية والمنشورات المطبوعة وغيرها؛ وذلك لتحقيق أهداف متعددة، مثل: الوصول إلى جمهورك المستهدف وزيادة الوعي بالعلامة التجارية وزيادة المبيعات وكسب ولاء العملاء.

ووفقًا لمعهد التسويق بالمحتوى، يُعرف المحتوى التسويقي على أنه نهج تسويقي استراتيجي يركز على إنشاء ونشر محتوى حصري قيم وملائم: لجذب جمهور محدد بوضوح والاحتفاظ به، لدفعه إلى اتخاذ إجراءات مربحة. فبدلاً من الترويج لمنتجاتك أو خدماتك بشكلٍ مباشر، فإنك تقدم محتوى مفيدًا وملائمًا لطبيعة نشاطك وعملائك المحتملين؛ لمساعدتهم على حل مشكلاتهم.

أهمية كتابة المحتوى التسويقي

تعتمد كتابة المحتوى التسويقي على بناء استراتيجية طويلة المدى، وتركز على بناء علاقة قوية مع جمهورك المستهدف من خلال منحهم محتوى عالي الجودة، ووثيق الصلة بهم وباحتياجاتهم. وفي النهاية، عندما يتخذ العملاء قرار الشراء، فإن ولاءهم يكون مرتبطًا بك وبعلامتك التجارية؛ لذلك سيشترون منتجك ويتلقون خدمتك ويفضلونها عن المنافسين، وفقًا للعلاقة القوية التي أنشأتها معهم.

فعلى عكس الإعلان لمرة واحدة، يُظهر المحتوى التسويقي أنك تهتم بعملائك، وهذا ما يرغبه الجمهور في ظل كثرة الحملات الإعلانية التي يتعرضون لها وازدحام القنوات المختلفة بها، ويحتاج جمهورك أن يشعروا باهتمامك؛ حتى تحصل على انتباههم في المقابل. حيث أصبح جذب انتباه الجمهور المستهدف من أصعب المهام، ولكنه من أبرز الأهداف الأساسية لمعظم الحملات التسويقية؛ لكي يساهم في تحقيق بقية أهدافك الربحية.

فوائد كتابة المحتوى التسويقي

هناك العديد من الفوائد التي يقدمها المحتوى التسويقي ويتفوق على الإعلانات التقليدية فيها، وإليك أبرز هذه الفوائد:

توفير محتوى قيّم

يلجأ العملاء غالبًا إلى تجاهل الإعلانات التقليدية أو كتم صوتها، أو الابتعاد عنها كلما تعرضوا لها، خاصةً حينما تقطع عليهم مشاهدتهم ومتابعتهم لاهتماماتهم، بينما يقضون ساعات من وقتهم في متابعة المحتوى المصمم وفقًا لما يريدونه أو يحتاجون إليه، مما يؤدي إلى تطوير علاقتهم مع العلامة التجارية التي تقدم هذا المحتوى، ويتفاعلون مع منتجاتهم باستمرار. لذا، فكتابة المحتوى التسويقي القيّم سيجذب العملاء إليك.

زيادة الوعي بالعلامة التجارية

يُعدّ الدافع الأساسي لشراء أي منتج، هو إدراك قيمته ومدى الحاجة إليه. وفي كثير من الأحيان، لا يشتري الأشخاص منتجًا لأنهم لا يدركون مدى قيمته أو مدى حاجتهم إليه، أو لا يفهمون كيفية عمله وكيف سيساعدهم في التغلب على إحدى مشكلاتهم.

ويمكن للمحتوى التسويقي المساهمة في توعية العملاء نحو درجة استعدادهم لشراء منتجك أو تلقي خدمتك، من خلال المقالات والمدونات ومقاطع الفيديو وتصميمات الإنفوجرافيك ومقاطع البودكاست، حيث ستساهم في زيادة الوعي بالعلامة التجارية وأهمية ما تقدمه، وسيدرك الجمهور اللحظة التي يحتاج فيها للتواصل معك لتلقي خدماتك، دون أن تدعوه بشكلٍ مباشر لاتخاذ هذا الإجراء.

يولّد شعور الامتنان ورد الجميل

حينما تقدم محتوى مجاني مستمر لجمهورك ويقدم لهم فائدة حقيقية، سيرغبون في رد الجميل، أي سيسعون إلى شراء شيء منك أو الاستفادة بخدماتك المدفوعة. فكما حققوا استفادة مما قدمته لهم بشكل مجاني تمامًا، سيدفعهم ذلك للرد عليك بالمثل ومساعدة مشروعك وعلامتك التجارية، نظرًا لشعور الامتنان الذي تكوّن لديهم تجاهك وتجاه علامتك التجارية.

جذب العملاء مجانًا

على عكس الإعلانات التقليدية التي تحتاج لإنفاق الكثير من المال حتى تجذب العملاء، يمكنك كسب مئات العملاء من خلال كتابة محتوى تسويقي استراتيجي يُنشر على مدونتك، مثل: سلسلة مقالات تعليمية وخدمية مرتبطة بما تقدمه. مما ينتج عنه جذب مشاهدات مستمرة وعملاء ذوي ولاء وارتباط بمدونتك، فالمحتوى التسويقي ذو الجودة العالية والفائدة الكبيرة، سيعود عليك بعائد طويل الأمد.

إعادة مشاركة المحتوى

حينما تقدم محتوى تسويقي يرتبط بطبيعة عملك ويهم الجمهور ويلبي احتياجاتهم، سيدفعهم ذلك لإعادة مشاركته ونشره بين أصدقائهم، فإذا قدمت 10 قطع من المحتوى الذي يجذب اهتمامهم، سينشرونه كل مرة لمشاركته. بينما إذا طلبت من جمهورك نشر موقعك الإلكتروني أو مشاركة صفحة نشاطك على مواقع التواصل الاجتماعي، فربما ينشرونه مرة، ولكن لا دافع أو جديد قد يجعلهم يعيدون مشاركته مرة أخرى.

لذا، فكر فيما يشاركه الناس عبر الإنترنت وقدم محتوى قيّم، فيمكن للعميل نفسه مشاركة المحتوى الخاص بك لمدة 10 أسابيع متتالية أو أكثر، وفقًا لقدرتك على الاستمرار في جذب اهتمامه. وبذلك تصل إلى جمهور عملائك بسهولة وبتوصية منهم، وتزيد احتمالية إعادة نشر محتواك من جمهور عملائك، وتتضاعف احتمالية نشر المحتوى مع كل مشاركة، مما ينعكس في النهاية على انتشار نشاطك.

تحقيق الأهداف التسويقية

تتمحور معظم أهداف الحملات الإعلانية والتسويقية حول إيصال رسالتك إلى أكبر جمهور مستهدف يمكن الوصول إليه، حيث يعني الجمهور الكبير أن الكثير من الأشخاص وصلتهم رسالتك، ويعني الجمهور المستهدف أن نسبة كبيرة من الجمهور هم عملاء محتملون وتزداد احتمالية اتخاذهم لإجراء الشراء. ومن خلال تطوير المحتوى التسويقي المخصص لعملائك، سيصبح بعض أفراد الجمهور مشترين في النهاية.

يُحسن من ظهورك على محركات البحث SEO

هناك سببان رئيسيان لتحسين الظهور على محركات البحث، الأول يتلخص في تقديم محتوى إبداعي عال الجودة على موقعك الإلكتروني أو صفحاتك المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يزيد من الزيارات لموقعك ويزيد من احتمالية مشاهدة العملاء المحتملين لمحتواك والتفاعل معه.

والثاني يكمن في استمرارية النشر بشكل دوري، حيث تساهم زيادة عدد صفحات الموقع الإلكتروني نتيجة لاستمرار نشر المحتوى التسويقي في تحسين ظهورك، وذلك نتيجة لفهرسة محركات البحث صفحات المحتوى المختلفة التي تنشرها، فإذا نشرت محتوى أسبوعيًا، ففي خلال سنة واحدة يزيد عدد صفحات موقعك المُفهرسة 52 صفحة، مما يساهم في زيادة موثوقية موقعك ويرتفع ترتيبه في الظهور في عمليات البحث، دون أن تنفق دولارًا واحدًا على إعلانات الظهور في مقدمة نتائج البحث.

يزيد من الوصول للجمهور

فإذا صنعت محتوى تسويقيًا معينًا كملف بودكاست، فحينما تستخرج منه فيديو وتنشره على يوتيوب، وتحوله لتصميمات إنفوجرافيك بصرية سهلة الاستيعاب، فأنت تساهم في نشر محتواك بصورة أوسع لجمهورك على اختلاف خصائصه واهتماماته. حيث سيصل المحتوى لمفضلي مشاهدة الفيديوهات على يوتيوب، وإلى محبي التصميمات والرسوم البيانية والأرقام، وإلى جمهور المحتوى الأصلي من مفضلي المقاطع الصوتية والبودكاست.

شعار خمسات

احصل على محتوى جذّاب وفريد على يدِ أفضل الكتاب على خمسات

أنواع المحتوى التسويقي

يُعدّ أي شيء تقوم بإنشائه ولا يحتوي على رسالة بيع علنية، نوع من أنواع المحتوى التسويقي، ويمكن تقسيمه إلى أكثر الفئات شيوعًا والتي تستخدمها غالبًا في إنشاء محتواك. وإليك أبرز هذه الفئات:

1. المدونات

تُعدّ المدونات واحدة من أنواع المحتوى التسويقي القوية والأكثر انتشارًا في السابق، وتتيح لك المدونات الكثير من الإبداع في طرح الموضوعات وطريقة عرضها، فيمكنك مشاركة أنواع مختلفة من المحتوى داخل التدوينة الواحدة، وإرفاق ملفات ووسائط متعددة وروابط لتعزيز المحتوى، كما يمكنك إضافة أزرار المشاركة على شبكات التواصل الاجتماعي، وفتح الباب للتعليقات ونقاشات الجمهور.

وتعدّ المدونات خيارًا مثاليًا للشركات الصغيرة ذات الميزانية المحدودة، وتزيد قيمتها حينما تركز على موضوعات تهم الجمهور وتلبي احتياجاتهم، وتجيب على تساؤلاتهم وتقلل من مخاوفهم وتمدهم بالمعلومات التي يحتاجونها. فلا تتحدث عن مميزات منتجاتك ومدى روعتها، ولكن ركز على المحتوى الذي يرغب جمهورك في مطالعته.

وتحقق المدونات الهدف الأسمى، حينما تحافظ على شريحة واسعة من الجمهور في مطالعتها بشكل دوري، لاستمداد المعلومات منها ودفعهم لمشاركة المحتوى، وتقييمه بشكل إيجابي وترشيحه للآخرين. ويمكنك ببساطة طلب المساعدة من جمهورك ليساعدوك على وضع أجندة المحتوى والموضوعات التي ستنشرها، وتُعدّ مدونة خمسات إحدى أبرز المدونات العربية في تقديم المقالات التي ترتبط بمجالات عديدة، كالتسويق والبرمجة والتصميم، وغيرها.

2. الإنفوجرافيك

يعرض تصميم الإنفوجرافيك المحتوى والمعلومات والبيانات بتنسيق سهل الفهم، عن طريق المزج بين الصياغة البسيطة والعبارات القصيرة، والصور الواضحة والأيقونات والبيانات الرقمية. لذا يعدّ وسيلة رائعة لتوصيل المحتوى والمعلومات بشكلٍ فعال، خاصةً عندما تحتاج إلى تلخيص موضوع تعليمي أو متخصص، أو تلُخِص دراسة أو مسح أجريته في نقاط موجزة؛ لكي يتمكن جميع أفراد الجمهور من فهمه واستيعابه.

ويمكن استخدامه لتعزيز محتوى المدونات المكتوبة، أو عرضه كمحتوى مستقل دون أي إضافات على منصات التدوين ووسائل التواصل الاجتماعي. مع ضرورة الحفاظ على بساطة التصميم ووضوحه، واختيار الرسوم المناسبة مع المحتوى وضبط التنسيق للوصول إلى محتوى نهائي عالي الجودة، وتصميم جذاب للعين ويسهل التنقل بين معلوماته وبياناته.

ومن الأمثلة الموجودة على الإنفوجرافيك المستقل، ما نشرته مدونة خمسات على موقع pintrest حول العمل الحر، حيث يتلخص الموضوع كله في تصميم الإنفوجرافيك ويجيب على كافة التساؤلات، دون الحاجة لإرفاق محتوى نصي آخر. ومثال آخر على الإنفوجرافيك المدعم للمدونة، تجده في مقال حول كيفية استخدام الإنفوجرافيك في التسويق. ويمكنك الاستعانة بمصممي الإنفوجرافيك، لإنجاز مشروعك بسرعة عبر خمسات.

3. البودكاست

يساهم البودكاست المُؤلف بشكل احترافي في زيادة الوعي بعلامتك التجارية، وتحديدًا في الأسواق التي يصعب اختراقها، وأيضًا يُعدّ طريقة لإبراز شخصية علامتك التجارية بطريقة مختلفة، حيث تسمح المقاطع الصوتية بإضفاء الكثير من الإبداع على المحتوى مهما كان موضوعه. كما يمكنك ضبط العوامل الأخرى المتعلقة به كإيقاع المقطع ومدته وطريقة عرضه.

ويكتمل مقطع البودكاست ذي الجودة العالية، حينما تخطط له بدقة وتنتجه باستخدام المعدات المناسبة والأصوات المعبرة عن علامتك التجارية، ويتسع انتشاره بين الجمهور حينما يُوزع عبر شبكات البودكاست الأكثر شهرةً واستماعًا من قِبل جمهورك. كما يمكنك إعادة توجيهه عبر الشبكات الاجتماعية، وإعادة نشره كاملًا أو مقسمًا على حلقات، أو إضافته على فيديو ونشره على يوتيوب؛ لتوسيع قاعدة جمهوره أكثر.

ويمكنك طلب خدمات البودكاست المختلفة عبر خمسات، من معلقين صوتيين ومعدين للمحتوى والمحررين، ومهندسي الصوت وغيرهم، للخروج بأفضل مقطع بودكاست يعبّر عن نشاطك.

4. الفيديو

تشير الإحصائيات إلى أن 96%من المستهلكين يفضلون التعرف على المنتج أو الخدمة من خلال الفيديو، و79% يتأثر قرارهم الشرائي بعد مشاهدة فيديو عن الخدمة أو المنتج، حيث يعزز المحتوى التسويقي من خلال الفيديو نسبة التحويلات من العملاء، ويحسن عائد الاستثمار ويساعدك على بناء علاقات مع أعضاء الجمهور.

وربما يُكلف إنتاج محتوى الفيديو الكثير من المال ويستغرق وقتًا طويلًا، لكنه يحقق مشاهدات كبيرة من المستهلكين ويحقق التأثير الأقوى من بين أنواع المحتوى التسويقي الأخرى. ويُظهر مقطع الفيديو المُعد جيدًا جانبًا مختلفًا عن عملك، حيث يمكن أن توضح بطريقة أفضل كيفية القيام بشيء ما أو كيفية عمله، وترد على تساؤلات العملاء حول منتجك من خلاله وتوضح جوانب خفية يمكنها التأثير على قرارهم، وإدراكهم أهمية ما تقدمه لهم.

ويمكنك استغلال الفيديو لتقديم محتوى خدمي وتثقيفي لجمهورك، فإذا كان نشاطك متخصصًا في البرمجيات، فيمكنك تصوير فيديوهات لكيفية تثبيت بعض البرامج المعقدة، وكيفية حماية الحاسوب من الفيروسات، وغيرها من الأفكار التي تجذب إليك الجمهور المهتم بطبيعة نشاطك.

ولتكمل مقطعك المميز، يجب أن يشمل عنوانًا واضحًا وحقيقيًا حول موضوعه، مع توضيح فقرة بسيطة عن محتويات الفيديو؛ ليَسهل على الجمهور التنقل بين لقطات الفيديو والحصول على المعلومات التي يحتاجونها بوضوح. وبعدها تبدأ في نشر مقطعك على نطاق واسع، بداية من موقعك الإلكتروني وصولًا إلى مدونتك وصفحاتك على الشبكات الاجتماعية، أو في حملات البريد الإلكتروني.

5. محتوى وسائل التواصل الاجتماعي

نظرًا لوجود أكثر من 4.48 مليار مستخدم على الشبكات الاجتماعية على مستوى العالم، فإن تقديم المحتوى التسويقي المخصص لهذه المنصات أصبح ضروريًا لمواكبة التطور والتواصل مع عملائك بشكلٍ مباشر وأكثر فاعلية دون وسيط، حيث تقدم المنصات الاجتماعية مساحة كبيرة ومجانية للتعبير عنك بلا مقابل.

لذا فمن الحكمة أن تستغلها بشكل مثالي، لاكتساب جمهورك والحفاظ على ولائه واهتمامه بنشاطك وما تنشره، فإذا قدمت محتوى إعلانيًا معظم الوقت، فلا يوجد سبب قوي لبقاء الجمهور متابعًا لك بعدما ينتهي من تلقي منتجك أو خدمتك، ولكن حينما تقدم له محتوى مفيد ومناسب لخصائصه بعيدًا عن الرسائل البيعية المباشرة، سيدفعه ذلك لاستمرار متابعتك ودعمك والنشر عنك.

وليس ضروريًا أن تتواجد على كل المنصات الاجتماعية، ولكن يجدر بك أن تتواجد على المنصات التي يتواجد عليها جمهورك المستهدف ويتركز فيها، فإذا كان جمهورك من المراهقين، فسيصبح التيك توك خيارًا مثاليًا، ولكن إذا كان جمهورك الأساسي من الشركات وأصحاب الأعمال، فهنا لا بد من أن تتواجد على لينكدان، وإذا كان جمهورك عام ويشمل شرائح متعددة، فتواجدك على فيس بوك لا مفر منه.

استراتيجيات كتابة المحتوى التسويقي

مع التطور المستمر في المحتوى التسويقي والتوسع في استخدامه، أصبح هناك العديد من الاستراتيجيات لكتابة المحتوى التسويقي، ولا توجد استراتيجية محددة أفضل من غيرها، ولكن عليك أن تحاول بأكثر من طريقة؛ حتى تصل للاستراتيجية الأنسب لنشاطك التجاري، وأنواع المحتوى الملائم لنشاطك والذي يفضله عملاؤك.

وهناك استراتيجية سريعة وخطواتها بسيطة، وتسمى بـ “المحتوى ثلاثي الأبعاد”، إذ تقوم على ثلاث خطوات رئيسية، وهي:

  1. ركز على نقطة الألم أو المشكلة التي يعالجها منتك أو خدمتك.
  2. استخدم نوع المحتوى الأنسب لهذه المشكلة.
  3. وأخيرًا، عيّن المحتوى الذي أنشأته ليصل إلى الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة.

وتركز هذه الاستراتيجية على الشخص الذي تحاول الوصول إليه، أي جمهورك المستهدف والمعني بما تقدمه، فهو صاحب الاهتمام الأكبر والهدف الأسمى الذي تسعى للوصول إليه والتأثير فيه. وعليك أن تدرك ضرورة أن يلبي المحتوى الخاص بك احتياجات الأشخاص الذين يعانون من المشكلة التي يعالجها منتجك، حتى يحقق الهدف منه.

ولا بد من تكييّف هذه الخطوات لتناسب جمهورك وأهدافك التسويقية، ومهما كان نشاطك، يجب أن تبدأ دائمًا بجمهورك، ويجب أن تنشئ محتوى يناسب هذا الجمهور، وعندها فقط سينتبه لك الأشخاص المناسبون. وإليك استراتيجية أخرى لكتابة المحتوى التسويقي بخطوات أكثر تفصيلًا، يمكنك تجربتها واختيار الأنسب لنشاطك، وتكمن خطواتها في الآتي:

أولًا: حدد أهدافًا ذكية SMART

يجب أن تحدد أهداف ذكية عند كتابة المحتوى التسويقي لنشاطك التجاري، ولا بد من أن تتوافق مع أهدافك التسويقية وأهداف الشركة على نطاق أوسع، ولكي تضع هدفًا ذكيًا فيجب أن يكون محددًا وقابلًا للقياس وقابل للتحقيق وذي صلة بطبيعة ما تقدمه ومحدد بزمن معين.

ومن الأهداف التي يمكنك تحديدها في أثناء كتابة المحتوى التسويقي:

  • تحسين الوعي بالعلامة التجارية.
  • زيادة الإيرادات.
  • زيادة التحويلات من العملاء المحتملين.
  • تحسين الولاء للعلامة التجارية.
  • جذب شركاء استراتيجيين.

ثانيًا: حدد مؤشرات الأداء الرئيسية KPI

وفقًا للأهداف التي حددتها سلفًا، حدد مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs لأهدافك، ويقصد بها نقاط محددة قابلة للقياس، تستطيع من خلالها قياس أدائك الفعلي مقابل الأهداف التي وضعتها، فهل حققت الأهداف كاملة، أم تفوقت عليها، أم حققت نصفها فقط، أم لم تحقق أي شيء منها.

ثالثًا: حدد نوع المحتوى التسويقي

اختر نوع المحتوى الذي ستنشئه من أجل تحقيق أهدافك، وعليك أن تبدأ بالتفكير في جمهورك المستهدف وتحدد شخصية العميل المثالي، وتقسم جمهورك لشرائح مختلفة وفقًا لخصائصه المختلفة؛ حتى تخاطب كل شريحة بالمحتوى الأنسب لها.

وتحتاج للإجابة على بعض الأسئلة لمعرفة جمهورك المستهدف بشكل أعمق، واختيار المحتوى الأنسب لهم، مثل: ماذا يحتاجون منك؟ وما هي التحديات التي يرغبون في التغلب عليها؟ ولماذا يحتاجون إلى منتجك أو خدمتك؟ وكيف يمكنك مساعدتهم على النجاح والتغلب على التحديات؟ وأين يقضون وقتهم؟ وما هي اهتماماتهم؟

وبعد الإجابة على الأسئلة السابقة، ألق نظرة على الأنواع المختلفة للمحتوى التسويقي التي ذكرناها؛ لتحدد أنواع المحتوى التسويقي التي ستنشئها التي تتوقع أن تحقق أهدافك.

رابعًا: اختر القنوات المناسبة لمحتواك

بمجرد أن تقرر نوع المحتوى الذي ستسوقه، فهذا الوقت الأمثل لاختيار الوسيلة أو المنصة الأنسب لنشر المحتوى الخاص بك، فإذا أنشأت فيديو، فإن قناتك الأساسية ستكون يوتيوب، ثم يمكنك توسيع الانتشار بمشاركة الفيديو مرة أخرى على المنصات الاجتماعية المختلفة وعلى موقعك الإلكتروني ومدونتك.

خامسًا: حدد الميزانية

الآن، عليك تحديد الميزانية التي تحتاجها لاستكمال إنشاء المحتوى ونشره وتسويقه، لذا فكر في نوع المحتوى الذي اخترته والقنوات التي سينشر عليها، وحدد البرامج أو الأدوات التي تحتاجها لإنشاء المحتوى، مثل: الاشتراك في برامج تصميم أو مونتاج أو شراء كاميرا بجودة عالية، وغيرها من الأدوات التي قد تحتاج إليها.

وحدد الأشخاص الذين سيُنشئون المحتوى، فهل هم من موظفي الشركة، أم تحتاج لطلب خدمات التعليق الصوتي والكتابة والتحرير والتصميم من خمسات، وهل تحتاج إلى الاشتراك في أدوات أو موارد محددة لتحسين المحتوى أو قياس النتائج فيما بعد، وحدد الضروريات وما يمكن الاستغناء عنه واستبداله بموارد أقل كُلفة؛ حتى لا تجد أن الميزانية المطلوبة في تزايد لا نهاية له.

سادسًا: أنشئ المحتوى وانشره

قم بإنشاء وتوزيع المحتوى الخاص بك حتى يصل إلى أفراد جمهورك ويستطيعون الاستفادة منه والاستمتاع به، وربما يشارك الجمهور محتواك مع أقرانهم وقد ينتج عنه زيادة نسبة التحويل في العملاء الفعليين، أو تحصل على تقييمات وترشيحات من عملاء حاليين.

ويمكنك تخصيص محتوى بشكل شهري أو أسبوعي وجدولته على منصات التواصل الاجتماعي بمواعيد ثابتة، ليستمر محتواك في الانتشار والاستمرارية، مع ضرورة الانتباه للنتائج التي يحققها لحظة بلحظة، مع استمرار التفاعل مع الجمهور والتواصل معهم، ووضع تعليقاتهم وآرائهم على ضمن اهتماماتك.

سابعًا: حلل النتائج

وأخيرًا، حلل نتائجك حتى تتمكن من إجراء أي تغييرات ضرورية، لتعزيز جهود المحتوى التسويقي التي تبذلها أنت وفريقك؛ بهدف الوصول إلى المزيد من الجمهور. انظر إلى أهدافك ومؤشرات الأداء الرئيسية الخاصة بك، لتحديد مدى نجاح استراتيجية تسويق المحتوى الخاصة بك، هل حققت أهدافك وفقًا لمؤشرات الأداء الرئيسية الخاصة بك؟ هل كنت على وشك الوصول إليها؟ أم أنك بعيد عنها؟

ويمكنك اتباع بعض النصائح البسيطة التي حددها معهد التسويق بالمحتوى في أثناء وضع استراتيجية كتابة المحتوى التسويقي الخاصة بك، ومنها:

  1. ضع الجمهور نصب عينيك، وتفهم عملائك وتوقعات جمهورك. وبمجرد القيام بذلك، يمكنك إنشاء محتوى يحل مشاكلهم ويساعد في ازدهار عملك.
  2. لا تشتت نفسك في تنسيقات المحتوى اللامتناهية، ووحد تنسيق محتواك؛ ليصبح بشخصية واحدة ومترابطة ويصل جمهورك إلى إدراك أن المحتوى تابع لك قبل أن يلمح اسم علامتك التجارية أو شعارها.
  3. استخدم نوع المحتوى والقناة المناسبة لأهدافك وجمهورك، ولا تستنفد جهدك ومالك في وسائل لا فائدة منها بغرض تغطية جميع أنواع المحتوى، والظهور في جميع الوسائل.

أدوات كتابة المحتوى التسويقي

هناك العديد من الأدوات المجانية والمدفوعة والتي تساعدك على متابعة المحتوى التسويقي عالي الجودة، وإليك أبرز 6 أدوات قد تحتاجها:

1. مستندات جوجل Google Docs

يُستخدم مُحرر مستندات جوجل للتخطيط والإعداد لكتابة المحتوى التسويقي وهو أداة مجانية، فهو المكان الذي تُنفذ فيه جميع الأعمال قبل العرض النهائي، فهو مناسب للتحرير والتعاون بين الكُتاب للخروج بأفضل النصوص، والأفكار التي ستستخدم فيما بعد في المحتوى التسويقي.

يوفر تجربة مستخدم ممتعة وسلسة، ويمنحك حق الوصول للتعديل لأشخاص محددين، وعرض تعليقاتهم باستخدام الاقتراحات والتعليقات والردود. كما يسهل تحميل مستندات جوجل مباشرة إلى أنظمة إدارة المحتوى المختلفة، ويسهل مشاركتها عبر المنصات المختلفة.

2. جرامرلي Grammarly

من الأدوات المهمة في الكتابة بالإنجليزية تحديدًا، فقد تؤثر الكتابة التي تحوي أخطاء إملائية ونحوية سلبًا على تفاعل الجمهور معك، لذا يمكنك الاستعانة بأداة جرامرلي Grammarly لمراجعة المحتوى الذي تكتبه لغويًا ونحويًا وتقييمه، كما تعطيك انطباعًا حول طبيعة المحتوى الذي كتبته، وما إذا كان رسميًا أو مكتوبًا بطريقة ودودة أم شبه رسمي.

وتعمل الأداة عبر وسائل اتصال متعددة، من البريد الإلكتروني إلى المستندات المختلفة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فيمكنك تثبيت الأداة على متصفح جوجل كروم، وستتمكن من استخدامها على أي نص تكتبه، وتتمتع بمزايا الأداة المختلفة، حيث تحميك الأداة من التعرض للإحراج من الجمهور أو فقدانه الثقة بك. وتشمل الأداة جزءًا كبيرًا مجانًا، بالإضافة لمجموعة مزايا إضافية مدفوعة.

وفي اللغة العربية، هناك أدوات تقدم نفس الفائدة، مثل أداة صححلي، والتي يمكنك تثبيتها على متصفح جوجل كروم، وتتميز ببساطة وسلاسة الاستخدام، حيث تضيف إليها النص الذي ترغب في تدقيقه، وتقدم لك تدقيق كامل مع تحديد الأخطاء اللغوية والإملائية، والأخطاء الشائعة الموجودة في النص.

3. فوتوشوب Adobe Photoshop

يُعدّ برنامج تحرير وتعديل الصور الأشهر على الإطلاق، ويتميز باحترافيته واستقلالية التصميمات التي تُنشأ من خلاله، فاستخدام الفوتوشوب في تحرير الصور سيجعل صورك أكثر احترافية وتميز، إلا أن البرنامج يحتاج لخبير في التصميم ليستطيع التعامل مع أدواته وإمكانياته المختلفة، وإنجاز التصميمات في وقت قياسي، وإجراء التعديلات المطلوبة بدقة، كما يتغلب فوتوشوب على القصور الموجود في معظم البرامج غير الاحترافية.

كما تقدم شركة أدوبي مجموعة واسعة من برامج التحرير الأخرى التي قد تحتاجها عند إنشاء المحتوى التسويقي، مثل: برنامج InDesign لإنشاء التصميمات الخاصة بالمجلات والصحف والنشر المكتبي ومعظم الوسائل المطبوعة والمنشورة أون لاين حتى، وبرنامج Illustrator لتصميمات اللوجو والشخصيات وغيرها.

وبرامج تحرير الفيديوهات المتقدمة، مثل: Adobe After Effects وAdobe Premiere، اللذان يقدمان مجموعة واسعة من أدوات تحرير الفيديو لإجراء التعديلات الاحترافية، وبرنامج Adobe Audition المتخصص في التعديل على المقاطع الصوتية والبودكاست المختلفة. فإذا دخلت عالم كتابة المحتوى التسويقي، فستستخدم أحد برامج شركة أدوبي لتسهيل عملك مرة واحدة على الأقل.

4. جداول بيانات جوجل Google Sheets

تساعدك جداول بيانات جوجل على التخطيط للمحتوى التسويقي الذي تقدمه، نظرًا لتقسيمها لخلايا رأسية وأفقية، مما يسهل وضع الارتباطات والعلاقات المختلفة، وتوضيح توقيت النشر. ولكونها أداة منظمة، فيمكنك من خلالها وضع الخطط وعرضها على فريق العمل، كما يسهل عليك إضافة أعضاء فريقك والتعديل ووضع الاقتراحات لتحسين الخطة.

كما تُعدّ أداة مثالية في تتبع رحلة العميل بالمحتوى والأدوات المناسبة وعن طريق القنوات التي يتواجد عليها، كما يمكن الاستعانة بجداول البيانات في جمع بيانات العملاء، وإعادة استهدافهم مرة أخرى بحملات إعلانية مدفوعة من خلال منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

5. جوجل أنالتكس Google Analytics

كما وضحنا سلفًا أهمية قياس النتائج وتقييمها في تطوير المحتوى وتحقيق الأهداف، فيجب أن تستعين بواحدة على الأقل من هذه الأدوات، وتُعدّ أداة جوجل أنالتكس إحدى أفضل هذه الأدوات المجانية، حيث تمتاز بسهولة استخدامها والحصول على المعلومات والبيانات وفلترتها، حيث تخبرك عن كيفية وصول الزوار إلى موقعك الإلكتروني، وتقدم تتبع دقيق لحركة المستخدم عليه وسلوكه.

كما يوفر مجموعة من النصائح لتحسين الأداء وتطويره فيما بعد، لتقديم تجربة مستخدم أفضل وأكثر سلاسة، وللحفاظ على اهتمام الجمهور داخل الموقع لأكبر وقت ممكن. كما يقدم مجموعة كبيرة من الخيارات المتقدمة التي يستطيع الاستفادة منها الخبير البرمجي، فيمكن لمختص التسويق ومختص البرمجة التعاون سويًا لتحسين تجربة المستخدم، وتحسين مظهر الموقع الإلكتروني.

ختامًا

تذكر أن تثقيف العملاء حول المنتجات والخدمات التي تقدمها أهم بكثير من دعوتهم بشكلٍ مباشر للشراء، وقد ينتج عنه زيادة التحويلات في العملاء في النهاية. لذا، ابدأ ببناء علاقة قوية بين عملائك ونشاطك، لتزيد من الولاء والثقة، وقدم لهم رسائل يرغبون في سماعها واستكمالها، وتوقف عن صناعة إعلانات مزعجة تقطع عليهم اهتماماتهم، بل كن أنت بكتابة المحتوى التسويقي أحد اهتمامتهم الرئيسية.

وأخيرًا، يمكنك الاستعانة بخبراء كتابة المحتوى التسويقي بأنواعه وفي المجالات المختلفة عبر خمسات، أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة، ليقدموا لك محتوى تسويقيًا عالي الجودة، كما يمكنك الاستعانة بخبراء التدريب والاستشارات للارتقاء بمستوى خدماتك وتقييم محتواك التسويقي، وتدريبك على بعض مهارات كتابة المحتوى التسويقي؛ لتخطط وتُنشأ محتواك بنفسك.

تم النشر في: التسويق بالمحتوى