هل حان وقت تصميم شعار جديد لشركتك؟

صُمم شعار كوكا كولا في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر، ولكن على مدار 130 عاما من تاريخ كوكا كولا تم إعادة تصميم شعار الشركة أزيد من 7 مرات كإحدى استراتيجيات الشركة في بناء وتجديد علامتها التجارية، فالشعار  هو نقطة الوصل بين العميل والعلامة التجارية، قد يؤدي تغيير شعار الشركة إلى ردود فعل متباينة في أوساط العملاء  بين مؤيد ومعارض ولكنه يظل فكرة كبيرة تحتاج إلى شجاعة وينبغي أن تكون مدروسة بعناية قبل أن تُنفق الشركة أموالا طائلة في إعادة تصميم شعار جديد قد يستهجنه جمهور العملاء.

بالرغم من أن رد الفعلي الأولي من طرف الجمهور حول إعادة تصميم الشعار قد يكون الرفض ولكن سينتهي بهم المطاف في تقبله بشكل نهائي أو رفضه بشكل نهائي تماما، وقد يضع الشركة في قائمة أسوأ المحاولات في تغيير شعار الشركة، ففي النهاية تقبل مستخدمو إنستغرام، نيتفليكس، بتزا هت… وغيرها. التغيير الذي حدث في شعار الشركات، لكن شركات مثل Gap، Uber، AirBnB، ستارباكس… وغيرها كثير. تعرضت للانتقاد والسخط بسبب تغيير شعار الشركة ما دفع بشركة Gap للتخلي عن التصميم الجديد بعد أسبوع واحد فقط من إطلاقه والعودة إلى الشعار القديم؛ بسبب هجوم عنيف من طرف المستخدمين عبر الإنترنت على الشركة، واضطرت شركة uber إلى تقديم شروحات للجهور عن الشعار الجديد والغريب.

لا يعني أن إعادة تصميم شعار الشركة سيكون أمرًا مستحيلًا أو غير مقبول تمامًا ولكن، في الواقع ينبغي أن تكون هناك أسباب وجيهة لإحداث هذا التغيير الكبير الذي قد يمثل ضررًا على واحد من أهم العناصر في الهوية البصرية التي ستبقى عالقة إلى الأبد في أذهان الجمهور عن شركتك.

هل إعادة تصميم شعار الشركة أمر ينطوي على مخاطرة؟

هل إعادة تصميم شعار الشركة أمر ينطوي على مخاطرة؟

أجرى “ريد مونتاق” عالم الأعصاب الأمريكي في كلية الطب بايلور، اختبارًا حول هوية العلامة التجارية الثقافية، حيث مسح أدمغة المتطوعين عندما تناولوا مشروبين غازيين مختلفين دون أن يتم الكشف عن هُوِيَّة المشروبين، فلم يظهر أي رد فعل تفضيلي من طرف المتطوعين ولكن بمجرد الكشف عن شعار كوكا كولا في المشروب أظهرت أدمغتهم تفضيلًا مبدئيًا لمشروب كوكا كولا بغض النظر عن نوع المشروب الذي كانوا يشربنه في أثناء الاختبار.

ما اكتشفه العلماء هو أن الدماغ يأخذ اختصارات قصيرة عندما يعالج المعلومات، كلما تعرّف إلى رمز ما، مثل شعار العلامة التجارية المفضلة، زادت سرعة اتخاذ القرار بقلق أقل، وكانت نتيجة الاختبار أن التعرف على العلامة التجارية لأحد المشروبات له تأثيرٌ كبير على التفضيلات السلوكية المعلنة وعلى استجابات الدماغ.

عندما يألف العملاء شعار الشركة يصبحون أكثر ارتباطًا به، وتعديله يمكن أن يكون له تأثير غير متوقع على العلامة التجارية نفسها وعلى طريقة إدراك المستهلك لها، لذلك كان من الطبيعي أن أكثر محاولات إعادة تصميم شعار الشركة للعلامات التجارية العالمية قوبلت بالرفض والغضب من طرف العملاء الأكثر ولاء خصوصًا، ولكن بالطبع هناك حالات يصبح فيها إعادة تصميم شعار الشركة أمرًا ضروريا منها:

أولًا: إعادة تصميم الشعار أمر ضروري عندما تتغير استراتيجية الشركة

إعادة تصميم الشعار أمر ضروري عندما تتغير استراتيجية الشركة

في 5 يناير 2011 أعلنت شركة ستاربكس رسميًا أنها ستقوم بتعديل شعارها التاريخي الذي كان موجودًا منذ أكثر من 19 عامًا، جاء هذا الإعلان بعد ثلاث أشهر فقط من تجرِبة شركة Gap للملابس في تغيير شعار الشركة، ما أدى إلى سخط كبير من طرف العملاء وإخفاق في تغيير شعارها القديم وبسبب غضب المستهلكين وتعليقاتهم المتذمرة على صفحة الشركة في فيسبوك، عادت متاجر الملابس بسرعة إلى التصميم الأصلي.

خضع عملاق القهوة منذ تأسيسها عام 1971، إلى تغييرات متعددة لشعارها ولكن التغيير الأخير أثار غضب العملاء، فقد تم التخلص من الأبجدية الإنجليزية والاحتفاظ فقط بصورة الحورية، اتضح فيما بعد أن تغير الشعار كان نتيجة التحول في استراتيجية الشركة، قدمت ستاربكس تصميمًا أكثر بساطة، فاختفاء كلمة “قهوة” كان يعني أن ستاربكس لن تبقى شركة تبيع القهوة فقط بعد الآن، بل ستوسع عروض منتجاتها وطرق البيع إلى قنوات توزيع جديدة.

ثانيًا: الشعار عفا عليه الزمن

الشعار عفى عليه الزمن

حتى وإن كانت شركتك تسجل أعلى المبيعات إلى أنك قد تكتشف أن الشعار أصبح قديمًا وأقل جاذبية وتحتاج إلى إعادة تصميم شعار الشركة، البساطة في التصميم باتت تجذب المستهلكين أكثر من أي وقت مضى، من المحتمل أنه وبعد مرور الزمن تصبح بعض الخطوط والأشكال أو تركيبات الألوان في شعار الشركة غير ملائمة للتطور الحاصل في أذواق المستخدمين المعاصرين وقد تكتشف أن شعار الشركة يحتاج إلى تبسيط أكثر.

بعد 30 عامًا أعلنت سلسلة المطاعم الشهيرة Wendy’s عن تغيير شعارها القديم، إلى شعار أكثر بساطة كشف عن مظهر أكثر حرية مع خط أكثر ليونة وألوان أكثر إشراقًا، فالشعار القديم كان أكثر تعقيدًا بألوانه وخطوطه، بينما نال الشعار الجديد استحسان المراقبين والمستهلكين، وقد شملت التغييرات 6000 موقع في أمريكا الشمالية ومن الواضح حَسَبَ وكالة “أسوشيتد برس” أن المطاعم التي خضعت فعلًا للتجديد شهدت زيادة بنسبة 25٪ في المبيعات.

ثالثًا: عملك يتطور ولم يعد الشعار مناسبا

عملك يتطور والشعار لم يعد مناسبا

قد تضطر إلى إعادة تصميم شعار الشركة ليُظهر تطور الشركة، إذا كان الشعار القديم لا يتلاءم مع الاتجاه الجديد للشركة، في البداية لم تكن نوكيا شركة للهواتف النقالة، فقد بدأت عام 1865 في فنلندا كشركة لصناعة المطاط والكابلات، ثم صناعة الورق عام 1968، وهكذا استمرت الشركة الفنلندية في إضافة منتجات جديدة على طول الطريق، وتغيير شعار الشركة حتى أطلقت أول هاتف محمول عام 1984، وأضحت الشركة الرائدة في تطوير تكنولوجيا شبكات الهاتف المحمول، احتفظت نوكيا بشعارها الجديد الذي يعكس هيمنتها على عالم المحمول منذ عام 1978.

هناك أسباب كثيرة قد تدفع الشركات إلى إعادة تصميم شعار الشركة مثل دمج شركتين في شركة واحدة، إعادة تصميم الشعار بعد حدوث كارثة وتضرر سمعة الشركة، تغيّر النشاط التجاري كليًا ولم يعد الشعار يعرض الصورة الصحيحة… إلخ من الأسباب.

اقرأ أيضاً: كيف تبني سمعة جيدة لشركتك

إعادة تصميم شعار شركتك ليس قرارًا سهلًا، ومهما كان السبب في اتخاذ هذا القرار الجريء، ينبغي أن تراعي التأثيرات المحتملة على جمهورك، وتأكد دومًا من الحصول على شعار جديد أكثر جاذبية.

تم النشر في: تصميم شعار