لو كنت تعتقد أنه من الأفضل تأسيس شركة ناشئة دون شريك مؤسس، سواء لأنك تريد أن تكون المدير الوحيد للشركة أو تظن أنه بإمكانك القيام بالمهمة وحدك، فدعني أخبرك أنك مخطئ. يعد وجود فريق مؤسس قوي لأي شركة ناشئة أحد أهم عوامل نجاحها. وفي الحقيقة، وجود الفريق المؤسس الخاطئ من الأسباب الرئيسية -أيضًا- لفشل الشركات الناشئة.
قد يكون العثور على شريك مؤسس أمرا صعبا، لكن هناك العديد من الطرق والموارد التي يمكنها أن تساعدك كمؤسس في العثور على الشخص المناسب وفقا لاحتياجاتك وتطلعاتك. فيما يلي أبرز النصائح لاختيار شريك مؤسس في شركتك الناشئة وبعض الطرق لكيفية إيجاده.
1. اعثر على شريك بمهارات مُكمِّلة
مهما كان لديك من مهارات لإدارة شركتك الناشئة والتعامل مع كل الإجراءات والعمليات واتخاذ القرارات، فلن تستطيع الصمود طويلًا بمفردك. ذلك نظرًا لصعوبة بيئة الشركات الناشئة وكثرة الضغوطات الناتجة عنها خاصة في المراحل الأولى لتأسيسها.
يجب عليك البحث عن شريك مؤسس يملك مهارات تكميلية لما تملكه من مهارات، فمثلًا إذا كنت خبيرًا في تطوير البرمجيات فعليك اختيار شريك مؤسس لديه مهارات تسويقية ليتولى مهام تسويق المنتج وبيعه. تستطيع أن تختار شريكًا له نفس مهاراتك أو خبير في نفس المجال الذي تبرع فيه، كأن تكونا خبيرين في مجال التقنية.
لكن أفضل اختيار هو أن يكون لكل شخص مجال مختلف عن الآخر لكي يركز كل واحد منكما بشكل كامل على الأمور الخاصة به. كذلك من المهم عدم جلب شخص فقط لأنه يوافق وجهات نظرك ويدعمك في أي قرار تتخذه، لأنه لن يفيد شركتك كثيرًا.
2. التواصل هو المفتاح
يمكن أن تدوم العلاقة بينك وبين شريكك المؤسس سنوات عديدة، وقد يرتبط نجاح أو فشل الشركة الناشئة بنجاح واستمرار العلاقة بينكما طوال فترة الشراكة. تعزيز العلاقة بينكما عبر التواصل أمر ضروري جدًا، لأنك إذا لم تتمكن من التواصل مع شريكك بصورة جيدة منذ البداية فلن تتمكَّنا من العمل معًا وإنجاز أي شيء.
اجتمع منذ البداية مع شريكك وجهًا لوجه، وتحدثا عن الأمور الصعبة مباشرة. احرصا على توصيل الأفكار بوضوح لبعضكما البعض، تحدثا عن كل صغيرة وكبيرة وحاول التعرف على عيوبه المحتملة وناقش معه إمكانية التعامل معها، وعدم جعلها عائقًا مستقبليًا في علاقتكما. تعاهدا على الصدق وقول الحقيقة مهما كانت مؤلمة.
لن تستطع الاستمرار في العمل مع شخص لا يخبرك بالحقيقة أو يصرح لك بأخطائك، أو شخص لا يتقبل النقد أو يحاول إصلاح أخطائه. لهذا لا تركز عند البحث عن شريك مؤسس على مهارات الشخص فقط، إنما على شخصيته أيضًا. لو تمكنت أنت وشريكك المؤسس من اجتياز هذه المحادثات والأسئلة الصعبة، فسيكون دليلًا جيدًا للمضي قُدمًا.
3. اختر شريك مؤسس تُحِب قضاء الوقت معه
في السنوات الأولى من بناء شركتك الناشئة، ستقضي الكثير من الوقت مع الشريك المؤسس. ربما وقت أكثر مما تقضيه مع عائلتك، وقد يكون وقتا مقتطعا من ساعات نومك أو من العطل الأسبوعية مع أصدقائك. لذا تأكد جيدا أنك تقضي هذا الوقت مع شخص تستمتع بقضاء الوقت والعمل معه.
يختار غالبية رواد الأعمال أحد أصدقائهم المقربين كشريك مؤسس نظرًا إلى صداقتهما القوية، لكن قد يختلف الأمر عند تطوير هذه الصداقة إلى علاقة عمل أو شراكة. يعتمد الأمر عادة على قدرتهم على فصل الصداقة عن العمل من نواحي عديدة كالقدرة على تقبل أحدهما النقد من الآخر، أو تحمل ضغوط تأسيس شركة ناشئة.
4. تأكد من تمتعه بالإيجابية والتحفيز
مهما اعتقدت أنك شغوف بفكرة شركتك الناشئة ولديك الرغبة والطاقة الكافية للمضي في مشروعك ومواجهة العقبات والضغوطات كافة. لا شك ستمر عليك أوقات تتمنى فيها وجود شخص يقدم لك الدعم ويحفزك على مواصلة المهمة، أو يحمل عنك جزءًا من الضغوط.
تأكد من التزام الشريك المؤسس بالعمل، وتقديم نفس الجهد والوقت الذي تبذله أنت أيضًا، وهذا ما يجب عليك توضيحه والاتفاق عليه مقدمًا. إذا لم يكن شريكك المؤسس محفزًا كفاية، فلن يستطيع الصمود أمام أول عقبة تواجهكما.
وبالتالي يكون التحفيز هنا مبنيا على مدى شغفه وإيمانه بالفكرة التي يعمل عليها، وأن دوافعه ليست متعلقة فقط بتحقيق الأرباح، بل بمساعدة الناس وتسهيل حياتهم بأفضل شكل ممكن.
طرق إيجاد الشريك المؤسس المناسب
- ابحث في شبكة معارفك وعملك
أكثر مكان مناسب لك لاختيار شريك مؤسس في شركتك الناشئة هو شبكة معارفك وأصدقائك خارج وداخل مكان العمل، وذلك لأنك بحاجة لشخص يُبادِلُك مشاعر الاحترام والمحبة، يدعمك ويثق بك. اعرض فكرتك على شبكتك القريبة، لأنه لا أحد سيعرف نوع الشخص الذي تبحث عنه إلا إذا أطلعتهم على التفاصيل. اذكر فكرتك لأصدقائك في العمل أو مديرك لعلهم يقودونك إلى الشخص المناسب ليكون شريكك.
- ابحث في المنصات المتخصصة
انضم إلى مجموعات رواد الأعمال، وابحث عن شخص بالمواصفات التي تريدها، أو قدم عرضًا بمعايير الشخص والمهارات التي تحتاجها. ستعثر على الكثير من الأشخاص المستعدين لمشاركتك، قيَِم كل شخص لتجد ما يناسبك. توجد كذلك منصات خاصة بالعثور على شريك لشركتك الناشئة مثل: CoFounder Lab. تضم هذه المنصة عدد كبير من رواد الأعمال من كافة أنحاء العالم، تواصل مع أكثرهم مناسبة لمشروعك وسوف تعثر على الشريك المناسب.
- شارك في أحداث ومؤتمرات الشركات الناشئة
يمكن كذلك الاطلاع عبر الانترنت على أهم الأحداث والمؤتمرات التي تقام في بلدك أو مدينتك، ثم قم بزيارتها للعثور على شريك مؤسس يتشابه معك في الرؤية والتفكير ويهتم بفكرتك بشكل كبير. ستساعدك هذه المناسبات على التواصل بشكل مباشر مع رواد الأعمال وخبراء المجال.
نقاط مهمة عند عقد الاتفاق بينك وبين الشريك المؤسس
1. الاتفاق على اتخاذ القرارات الهامة معًا
ستواجه شركتك الكثير من التحديات والأوقات العصيبة، ستحتاج في بعض الأوقات إلى اتخاذ قرارات جريئة وسريعة قد تؤثر بشكل أو بآخر على استمرار الشركة الناشئة ونجاحها. تحدث مع الشريك المؤسس حول كيفية التعامل مع الأوقات الصعبة لتجاوزها والصمود في وجهها. ناقش معه هذه الموضوعات في البداية قبل عقد الاتفاق.
كذلك اتفق معه على الالتزام بمناقشة القرارات الحاسمة معًا، لأنَّ اتخاذ أحدكما لقرار هام لوحده قد يؤدي إلى استياء الطرف الآخر خاصة إذا كانت نتائجه لها تداعيات كبيرة على اتجاه الشركة كقرار اختيار مصادر التمويل أو قرار التوظيف في وقت مبكر من تأسيس الشركة الناشئة.
2. تحديد الأدوار والمهام لكل شخص
إحدى أكثر المشكلات التي تقع بين رواد الأعمال هي التعامل مع تحدي تفويض المهام والأدوار، وذلك يعود لعدم تحديد الدور الذي سيؤديه كل منهما داخل الشركة الناشئة. كلما كنت دقيقًا مع شريكك المؤسس في تحديد مهمة ودور كل منكما، كانت نسبة نجاحكما واستمرار شركتكما الناشئة أكبر.
تفاوض معه كذلك على من سيكون الرئيس، لأنه لا يمكن أن تكونا معًا في هذا المكان لاتخاذ القرار النهائي بشأن القضايا الصعبة. من الضرورة توثيق كل الاتفاق الذي يتم بينكما بشكل قانوني بواسطة محامي، حتى يُحفظ حق كل واحد منكما، ويتم اللجوء إلى هذا العقد في حال ظهور أي خلاف أو مشكلة بينكما.
3. تحديد نسبة الشريك المؤسس من الشركة الناشئة
معظم رواد الأعمال يميلون إلى تقسيم حصة كل من المؤسس والشريك المؤسس في الشركة الناشئة بالتساوي أي نسبة 50/50، وذلك عائد إلى نوع الاتفاق الذي تم بينهما ومدى التزام ومساهمة كل منهما في الشركة. من جهة أخرى يُفضِّل رواد أعمال آخرون توزيع الحصة بناءً على قيمة المساهمة التي يقدمها الشريك المؤسس؛ سواء من ناحية الوقت الذي سيلتزم به في الشركة، أو رأس المال الذي ساهم به فور دخوله كشريك مؤسس.
التقسيم هنا يعتمد على رؤية المؤسس لمقدار الجهد والوقت والمال الذي يقدمه هو نفسه مقابل ما يقدمه شريكه المؤسس. لكن ما يجب أخذه بالحسبان في هذه المسألة، هو عدم إعطاء الشريك المؤسس نسبة ضئيلة جدًا قد تكون 10 أو 20 بالمائة لأنك لن تحصل منه على مقابل يتجاوز هذه النسبة من الالتزام والجهد والوقت.
كتابة: مختار درويش
تم النشر في: فبراير 2021
تحت تصنيف: ريادة أعمال | نصائح ريادية