الدروس الخصوصية عبر الإنترنت: المزايا والتحديات

أَسفر التحول الرقمي الذي يشهده العصر التكنولوجي الذي نعيشه عن تحولات جمَّة في شتى مجالات الحياة، ومن أبرز التحولات التي طرأت على نمط التعليم التقليدي أن أصبح التعليم متاحًا عبر الإنترنت، وأضحت المواد التعليمية متوفرة إلكترونيًا، وتزامن مع ذلك العديد من الممارسات التعليمية الافتراضية، وعلى رأسها بث دورس خصوصية عن طريق الإنترنت.

وفي هذا المقال نستعرض مزايا التدريس الخصوصي عبر الإنترنت للمعلم والطالب، ونشير إلى المهارات التي تؤهل المعلم لتقديم دروس خصوصية أون لاين. فإذا كنت مُعلِّمًا أو مُتعلِّمًا، فهذا المقال هو دليلك لذلك النمط الافتراضي من التعلُّم.

جدول المحتويات:

ما معنى التدريس الخصوصي أون لاين؟

التدريس الخصوصي عبر الإنترنت هو ذلك النوع من التعليم الذي يقوم فيه المعلم ببث دروس خصوصية تعليمية عن طريق الإنترنت، مستغلًّا التقنيات الحديثة والمنصات الإلكترونية، وأدوات التواصل الرقمي في إنشاء بيئة تعليمية افتراضية متكاملة بينه وبين الطالب. وهو أحد أنماط التعليم عن بعد، التي تعتمد على الحضور الافتراضي لطرح مواد تعليمية أون لاين على الطلاب.

ويقوم المعلم في التدريس الخصوصي عبر الإنترنت بإعداد المادة العلمية وخطة الدراسة، ويتابع سير العملية التعليمية مع طلابه بصورة منتظمة، وهو المسؤول كذلك عن إعداد بنوك الأسئلة والامتحانات ونحو ذلك. وتتعدد أنواع المجالات التي يمكن تقديمها في دروس خصوصية أون لاين لتشمل:

المواد التعليمية

مثل الأحياء والكيمياء والفيزياء والرياضيات.

تعليم اللغات

إذا كنت تمتلك المهارة والخبرة في إحدى اللغات الأجنبية، مثل الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية وغيرها.

تقديم الشروحات

يمكنك تقديم دروس خصوصية عن طريق الإنترنت تبث من خلالها شروحات لأي معلومات أو مجالات أو فنون تتقنها، مثل: الطهي أو الرسم أو غير ذلك.

الدورات التدريبية

إذا كانت لديك خلفية جيدة في مجال معين، فيمكنك تقديم التدريس الخصوصي في دورات تدريبية تخص هذا المجال، مثل الدورات التدريبية في البرمجة وعلوم الحاسب، والتي تُعدّ أكاديمية حسوب من أشهر المنصات التعليمية المتخصصة في هذا المجال، وكذلك الدورات في علوم الاقتصاد أو القانون أو أمن المعلومات أو التسويق الإلكتروني ونحو ذلك.

التحضير للاختبارات

من أشهر المجالات التي يتزايد الطلب على أخذ دروس خصوصية عبر الإنترنت فيها، هي التحضير للاختبارات. ومن أشهرها التحضير لاختبار التوفل (TOEFL) والأيلتس (IELTS)، وكذلك التحضير لاجتياز اختبارات القبول بالجامعات الدولية، مثل اختبارات هارفارد (Scholastic Assessment Test)، أو اختبارات كامبريدج (Cambridge English exams).

أنواع الدروس الخصوصية أون لاين

هناك نمطان من التدريس الخصوصي عبر الإنترنت، يعتمدان على طريقة الاتصال بين المعلم والمتعلم، وهو ما يجعل هذا النمط من التعليم أكثر مرونة وتكيُّفًا. وعلى هذا الأساس تُصنّف الدروس الخصوصية عبر الإنترنت إلى:

أولًا: التدريس الخصوصي المتزامن

يعتمد بث دروس خصوصية بصورة متزامنة عبر الإنترنت على الاتصال المباشر بين المعلم والمتعلم، إذ يتم التواصل بينهما في الوقت نفسه. ويكون التواصل في هذا النمط صوتيًا أو كتابيًا أو مرئيًا، باستخدام أدوات التواصل الحي مثل: Zoom ،Skype.

ثانيًا: التدريس الخصوصي غير المتزامن

يعتمد بث دروس خصوصية غير المتزامنة على الاتصال غير المباشر بين المعلم والمتعلم، إذ لا يتم التواصل بينهما في الوقت نفسه، بل في أوقات غير متزامنة. وقد يكون التواصل في هذا النمط عبر تسجيلات الفيديو أو التسجيلات الصوتية، أو البريد الإلكتروني أو البريد الصوتي.

مزايا تقديم دروس خصوصية عن طريق الإنترنت؟

يحمل إعطاء دروس خصوصية أون لاين العديد من المزايا، التي تصبّ في مصلحة المعلم والطالب على السواء، بخلاف أساليب التعليم التقليدي التي تُرغِّب الطلاب عن التعليم، لنمطيّتها التي تحدّ من المرونة والإبداع في العملية التعليمية.

ففي الوقت الذي يغضّ التعليم التقليدي فيه الطَّرف عن التحول الرقمي الذي يقتحم عالمنا، فإن التدريس الخصوصي عبر الإنترنت يفتح ذراعيه للانخراط في الرقمية، والاستفادة من الأدوات الإلكترونية في جعل العملية التعليمية أكثر تشويقًا وإفادة ومواكبة للمتغيرات. وفيما يلي نشير إلى مزايا الدروس الخصوصية عن طريق الإنترنت.

1. المرونة في التعلُّم

تتميز عملية التدريس الخصوصي عبر الإنترنت بالمرونة التي تجعل التعلُّم أسهل وأكثر تكيُّفًا، إذ لا يتقيد الطالب والمعلم بنطاق جغرافي يعيق تواصلهما، كما يملكان الحرية في تكييف عامل الوقت ليناسب كليهما. بالإضافة إلى المرونة في تحديد عدد الحصص وخطة التعلُّم وآليّته وأدواته، ومراعاة الظروف الطارئة التي قد تحدث للمعلم أو للطالب، والتفاهم حولها والتكيُّف معها وإمكانية تعويضها.

2. توفير الوقت والجهد والمال

يستهلك النمط التقليدي من التعليم الكثير من الوقت الذي ينقضي ذهابًا وإيابًا وتقيُّدًا بسياسات محددة، فضلًا عن الجهد المبذول من كافة المشاركين في العملية التعليمية لإتمامها بالصورة التقليدية المتعارف عليها، المتمثلة في الحضور والانصراف واشتراط تفرُّغ المعلمين والطلاب في أوقات محددة لحضور اليوم الدراسي، وتشييد المباني التعليمية والمرافق والفصول ولوازمها وصيانتها، وما يتبع كل ذلك من نفقات باهظة.

أما فيما يتعلق بنمط التدريس الخصوصي عبر الإنترنت، فلا يتطلّب الأمر التقيُّد بأوقات محددة، ولا يُشترط التفرُّغ التام، ويكون الجهد كله مُنصبًا على ما يُقدَّم من دروس خصوصية عبر الإنترنت، ولا تُقارَن النفقات التي تُبذَل من جهة الطالب أو المُعلِّم بالنفقات التي تستهلكها المنظومة التعليمية التقليدية.

3. تعزيز المهارات الرقمية لدى المعلم والمتعلم

يسهم التدريس الخصوصي عبر الإنترنت في تعزيز المهارات الرقمية لدى المعلمين والطلاب، لأنها متطلَّبات أساسية لممارسة هذا النمط من التعلُّم. والمهارات الرقمية، هي تلك المهارات التي تلزم الفرد لاستخدام الحاسوب والأجهزة الرقمية والتطبيقات والأدوات الإلكترونية، والقدرة على استخدام محركات البحث للتصفح والبحث عن المعلومات ونحو ذلك. ولامتلاك المهارات الرقمية أهمية للمعلم والمُتعلّم، تتجاوز استخدامها في تقديم أو تلقِّي دروس خصوصية عبر الإنترنت، لأنها:

  • تؤهل صاحبها لدخول السوق العمل الذي لم يعد يستثني تلك المهارات من اشتراطاته.
  • تُسهّل مجاراة التطور التكنولوجي، ومن ثم القدرة على الاستفادة من الكمّ المعلوماتي الهائل عبر الإنترنت، والذي يتطلب الوصول إليه درايةً بالمهارات الرقمية الأساسية.
  • تساعد على حل المشكلات التي قد تواجه المستخدم عبر الإنترنت
  • تعزز التواصل الفعال عبر الإنترنت.

4. تحقيق الربح للمعلم وتقليل نفقات التعليم للطالب

يمكن للمعلم ذي المهارة والخبرة أن يستغلّ مهاراته وخبراته في تحقيق الربح والأمان المادي، عبر تقديم دروس خصوصية عن طريق الإنترنت. ويمكن امتهان التدريس الخصوصي أون لاين كوظيفة ثانوية بدوام مؤقت لتحقيق دخل إضافي، أو حتى وظيفة أساسية بدوام كامل، لأنها جديرة بتحقيق الربح ما دام المعلم مؤهلًا لتقديم مادة تفيد المتلقّين، ولا ترتبط بعُمر محدد، فالمهم هو القدرة والخبرة والمهارة.

وعلى الجانب الآخر، فإن التدريس الخصوصي عبر الإنترنت يساعد الطلاب على توجيه نفقاتهم نحو الاتجاه الصحيح وعدم هدرها، فإن الطالب الذي يلجأ إلى تلقِّي دروس خصوصية أون لاين، يمكنه أن يتأكد أن المال الذي ينفقه سيكون في محلّه، بمراجعة تقييم المعلم وآراء طلابه السابقين عن جودة شرحه، ويمكنه التواصل معه والاستفسار عن خطته التعليمية ومؤهلاته ومهاراته، ومراجعة ملفه الشخصي للتأكد من جدارته في التخصص المطلوب.

جدير بالذكر، أن ثمة منصات عمل حر تعمل كوسيط بين المعلمين والطلاب في التعليم والتدريس الخصوصي عبر الإنترنت، لتضمن الحقوق المالية لكليهما، ومن أشهرها منصة خمسات، أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة.

5. توافر المصادر وتعدد أشكالها

تعتمد البيئة التعليمية في التدريس الخصوصي أون لاين على الإنترنت، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه، للاستفادة من الكم الهائل والمتنوع من المصادر بصورها المختلفة في تعزيز العملية التعليمية. وتتمثل تلك المصادر التعليمية في: الكتب الإلكترونية وقواعد البيانات والأدلة والمواقع التعليمية والشروحات عن طريق الفيديو والأبحاث العلمية والموسوعات والمراجع وغيرها الكثير.

ويستغل المعلم هذا الكمّ المعلوماتي الهائل في تعزيز خطته التعليمية، ويستعين بتلك المصادر حسبما يتفق مع رؤيته في شرح مادته التعليمية.

6. مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب

من المعلوم أن المناهج وطرق التدريس التقليدية المتعارف عليها لا تراعي الفروق الفردية المتفاوتة بين الطلاب، بل هي قوالب ثابتة مطلوب من الجميع استيعابها بالنمط نفسه. أما في التدريس الخصوصي عبر الإنترنت، فالمجال مفتوح أمام المعلم لتطويع المادة العلمية وشرحها بالأسلوب الذي يناسب كل متعلم على حِدة، ويستعين بالمصادر والأدوات الإلكترونية التي تناسب مستوى الطالب الذي يتلقى الشرح.

7. الصدارة لذوي الخبرة والمهارة

تعتمد الأنظمة التعليمية التقليدية على سياسات محددة قد تُعيق كثير من الكفاءات عن الظهور والتَّرقي، الذي يرتبط بسنوات محددة من العمل وسنّ محدد للمعلم. أما احتراف المعلم للتدريس الخصوصي عبر الإنترنت فلا يتقيّد بمثل تلك العوائق، لأن الأمر كله مرهون بجدارة المعلم واحترافيته ومهارته، مما يؤهله لإثبات نفسه وزيادة دخله في مدى زمني قصير.

صعوبات الدروس الخصوصية أون لاين

ينطوي تقديم دروس خصوصية عن طريق الإنترنت على العديد من الصعوبات، التي تواجه الطلاب والمعلمين في أثناء العملية التعليمية عبر هذا الواقع الافتراضي. ولا شك أن الوقوف على تلك التحديات وتحليلها، سيساعدك كمعلم على تجاوزها، والاستعداد بحلول عملية لها، مما يؤهلك للنجاح في بث دروس خصوصية أون لاين. وفيما يلي نشير إلى أبرز تلك التحديات:

1. الحضور الافتراضي

يعتمد التدريس الخصوصي عبر الإنترنت على الحضور الافتراضي. وبرغم مرونة هذا النمط من التعليم، غير أنه يكون مصحوبًا ببعض السلبيات التي من المفيد الاطلاع عليها لمحاولة البحث عن حلول لها، ومنها عدم جديّة بعض الطلاب، وقلة استيعاب الطالب إذا كان سهل التأثُّر بالمشتتات وقلة التركيز.

2. تحجيم التفاعل الاجتماعي

يؤدي انخراط المعلم والطالب في أساليب التعليم عن بعد، ومنها التدريس الخصوصي عبر الإنترنت إلى تحجيم التفاعل الاجتماعي بين المعلمين والطلاب وذويهم، الأمر الذي قد يكون ذا عواقب سلبية مع مرور الوقت. لكن الإلمام بمهارات إدارة الوقت، ستساعد المعلم والطالب على خلق التوازن بين مسارهم التعليمي الافتراضي وحياتهم الاجتماعية.

3. التَّشتت

من السهل أن يشعر الطلاب بالتشتُّت في أثناء تلقِّي دروس خصوصية عبر الإنترنت، سواء في أثناء تلقِّي الشرح في حد ذاته كونه يتم عن بعد، أو عند البحث عن المعلومات والمصادر كثيرة التَّشعُّب، والتي قد تستهلك الكثير من وقت الطلاب في التنقُّل بينها. لكن خبرة المعلم ومهارته من شأنها أن تقلِّص هذا التّشتُّت إلى الحد الأدنى عن طريق:

  • استخدام الوسائل التي تعزز التفاعل بين المعلم والطالب، مثل الأنشطة التعليمية الإلكترونية.
  • متابعة سير العملية التعليمية مع الطلاب بانتظام.
  • توجيه الطلاب نحو المصادر ذات الصلة بمجال دراستهم، أو تقليص نطاق بحثهم باقتراح بعض المواقع للبحث من خلالها.

4. المشاكل التقنية

من الوارد مواجهة بعض المشاكل التقنية التي تعرقل إتمام الدروس الخصوصية عبر الإنترنت، وتلك المشاكل التقنية هي أحد التحديات التي يجب أن يكون المعلم على استعداد لها بحلول بديلة مثل:

  • الاحتفاظ بنسخة احتياطية من الملفات والشروحات التي تُستخدم بانتظام في حال ضياعها.
  • الاستعداد بأدوات بديلة للاتصال في حال تعطّل إحداها.
  • تعلُّم بعض المهارات التقنية لإصلاح المشكلات التقنية التي تواجهك باستمرار.
  • فحص الحاسوب باستمرار للتخلص من الفيروسات والبرمجيات الخبيثة.

المهارات التي يحتاجها المعلم في التدريس عن طريق الإنترنت؟

إن خبرتك في المادة العلمية ليست كافية وحدها لتنجح في تقديم دروس خصوصية عن طريق الإنترنت، إذ يتطلّب هذا النمط من التعليم أن تتمتّع بالعديد من المهارات الرقمية والمهارات الشخصية، التي تؤهلك للنجاح في هذا العالم الافتراضي. فما المهارات التي تحتاجها في تقديم الدروس الخصوصية أون لاين؟

1. التحفيز الذاتي

التدريس الخصوصي أون لاين هو أحد أنماط العمل الحر التي يعمل فيها المعلم مستقلًا لحسابه الخاص عبر الإنترنت، وهذا النمط من العمل يجب أن يكون العامل فيه مدفوعًا بتحفيز ذاتي، يدفعه للاستمرار والتطوير للوصول إلى الأهداف، حتى يتمكن من مكافحة التسويف والخمول والمثبِّطات الأخرى. جدير بالذكر، أن قدرة المعلم على التحفيز الذاتي النابع من شغفه بما يعمل وحبه له، ستنتقل للمتعلمين الذين يتأثرون بدافعية المعلم لتقديم الأفضل من أجلهم.

إليك بعض النصائح التي ستساعدك على تحفيز ذاتك كمعلم وغيرك من المتعلمين في التدريس الخصوصي عبر الإنترنت:

  • حدد أهدافك من تقديم الدروس الخصوصية عبر الإنترنت.
  • اختر تخصصك وِفق مهاراتك وخبراتك والمجال الذي تحبه.
  • طوِّر خبراتك باستمرار، وكن على اطلاع بكل جديد، واكتسب المزيد من المهارات التي ستجعل عملك أكثر سهولة وتطوّرًا. كل ما سبق سيولّد شغفًا لديك يدفعك للاستمرار بحماس أكبر.
  • ابتعد عن الأشخاص السلبيين الذي يحبطونك بآراء سلبية لا منفعة منها.
  • ضع نفسك في شبكة من العلاقات في مجالات ذات صلة بمجال عملك، فإنهم دائمًا شغوفون، يؤمنون بالهدف ذاته ويحفزّون بعضهم بعضًا.
  • حفِّز طلابك على التحصيل، وابتكر أساليب تكسر الملل وتثير فضولهم وتحفّزهم. واعلم أن نتائجهم الإيجابية ستنعكس عليك بالإيجاب، وتعزز لديك الرغبة في الاستمرار.

2. المهارات الرقمية

كما أشرنا، فإن المهارات الرقمية ليست خيارًا في أنماط العمل الحر عمومًا، وفي التدريس الخصوصي عبر الإنترنت خصوصًا، بل هي ضرورة يتطلّبها هذا العمل، وسمة أساسية فيه. فمن الضروري إجادة استخدام أدوات التواصل الرقمي، التي ستستخدمها في العمل كمدرس خصوصي عبر الإنترنت. وهذه قائمة بأبرز الأدوات التي يجب أن تكون على دراية باستخدامها:

  • الكاميرا webcam للتواصل المرئي مع الطلاب.
  • سماعة الرأس (headset) لتحسين جودة الصوت الذي تسمعه من الطلاب، وأحيانًا قد يُدمج ميكروفون بسماعة الرأس لتحسين جودة صوتك عن المتلقّي.
  • أدوات التواصل الرقمي، مثل: Zoom, Skype, UberConference.
  • أدوات التخزين السحابي مثل: Google drive, Google docs، لتخزين ومشاركة الملفات مع المتعلمين.

3. مهارات إدارة الوقت

بخلاف التعليم التقليدي، فإن إدارة الوقت في التدريس الخصوصي عن طريق الإنترنت تقع على عاتقك وحدك كمعلم، فضلًا عن إدارة وقتك الخاص بحياتك وتطوير ذاتك ومهاراتك. لذا، من الضروري أن تكون على دراية بمهارات إدارة الوقت، لتنظّم وقتك وترتّب أولوياتك، وتنجز مهامك وتوازن بين حياتك المهنية والاجتماعية، حتى لا يؤثر انخراطك في العمل بالسّلب على حياتك، ومن ثم على نفسيتك وإنتاجيتك.

ولأن بيئة عملك كمدرس خصوصي أون لاين هي الإنترنت، والذي هو بيئة مكتظَّة بالمُشتتات، فاحرص على أن تكون أنت المُتحكم في تلك المشتتات، بدلًا من أن تقع لا إراديًا تحت تحكّمها. إليك بعض النصائح السريعة التي ستساعدك على إدارة وقتك:

  • ضع خطة لمهام كل يوم على حِدة ورتّب أولوياتك، ولا تجعل قائمة مهامك مزدحمة، حتى لا تشعر بالتوتر وتفقد السيطرة.
  • تخلّص من المُشتتات، مثل: إشعارات التطبيقات غير المهمة.
  • خصّص لنفسك مكانًا تعمل منه داخل المنزل، لا يدخله أحد ولا تخرج منه إلا بانتهاء عملك، حتى لا تتعرض لمشتتات من داخل حياتك الاجتماعية تعرقل مهامك. ويمكنك استئجار مكتب خاص للعمل إن لزم الأمر.
  • استيقظ مبكرًا، لتحظ بسعة من الوقت تنجز فيها أعمالك بأريحية.

أهمية الفصول الافتراضية في التدريس الخصوصي أون لاين

تقدم بعض المنصات الإلكترونية خدمة الفصول الافتراضية التعليمية، لتسهيل التواصل الفعال بين المعلمين والمتعلمين، باستخدام الأدوات والتطبيقات المصممة لهذا الغرض، إذ توفر العديد من الميزات التي تجعل تلقِّي دروس خصوصية عبر الإنترنت أكثر فعالية وإنتاجية، تحت إدارة ومتابعة المعلم، مثل:

  • سهولة الاستخدام وعدم تطلُّب مهارة تقنية كبيرة لإدارتها واستخدامها.
  • تعزيز التعليم التفاعلي بين المعلمين والطلاب.
  • تسجيل الدروس للرجوع إليها عند الحاجة، وإمكانية طباعتها.
  • تخفيف أعباء المراجعة والتصحيح والرصد والتنظيم عن كاهل المعلم، إذ تقوم منصات الفصول الافتراضية التعليمية بإنجاز تلك المهام أتوماتيكيًا.
  • إتاحة المكتبات الرقمية والكتب الإلكترونية.
  • إمكانية استخدام السبورة التفاعلية الإلكترونية في أثناء الشرح.
  • سهولة إرسال الملفات واستقبالها ومشاركتها.
  • التحكم في إدخال الطالب أو إخراجه من الفصل الافتراضي بتوجيه من المعلم.
  • إمكانية إنشاء أو تحميل محتوى متعدد الوسائط (صوت، صورة، نص، فيديو، عروض تقديمية).
  • إمكانية تقسيم الطلاب في مجموعات (غرف جانبية).
  • إمكانية إجراء الاختبارات الدورية من خلالها وتقييم الطلاب.

ومن أبرز منصات الفصول الافتراضية التعليمية منصة مساق msaaq التي يمكنك من خلالها إنشاء موقعك التعليمي الخاص وبيع دروسك الخصوصية أون لاين، إذ توفر أدوات سهلة تستهدف الناطقين بالعربية. وكذلك منصة البلاك بورد Blackboard لاستضافة خدمات التدريب والتعليم عن بعد.

كيف تسوّق لنفسك كمقدم دروس خصوصية عن طريق الإنترنت؟

إذا كنت ترغب في امتهان التدريس الخصوصي عبر الإنترنت، وتفضل العمل الحر لحسابك الخاص، فثمَّة خطوات عليك القيام بها، حتى تتمكن من التسويق لذاتك من خلال هذا النمط من العمل، وتنجح في الحصول على العملاء، وهو ما يُطلق عليه “فن تسويق الذات“. فاحرص على اتباع النصائح التالية:

1. أنشئ معرض أعمال احترافي

معرض الأعمال هو واجهتك أمام العملاء، فاحرص على بناء معرض أعمال يعبر عن احترافيتك، ويسلط الضوء على مهاراتك وخبراتك ومؤهلاتك. وأرفق فيه نماذج مقتطفة من شروحاتك وأعمالك، وصورة شخصية ذات جودة لترك انطباع احترافي أمام عملائك.

2. عزِّز حضورك الرقمي

من الضروري أن تعمل على تعزيز حضورك الرقمي عبر الإنترنت، لأن هذا سيعود عليك بالنفع عاجلًا أم آجلًا، وسيجعلك أقرب من العملاء المحتملين وأكثر احتكاكًا بهم. فمثلًا، يمكنك إنشاء مدونة تقدم محتوى مفيد للقراء، ما يدفعهم ويحمسهم للتعاون معك إذا قدمت محتوى يمسّ حاجاتهم التعليمية ويقدم قيمة حقيقة، كما أن حرصك على أن تتصدر مقالات هذه المدونة محركات البحث، سيكون بمثابة إعلان دائم لك. ويمكنك في ذلك الاستعانة بالكُتّاب المحترفين من مقدمي خدمات الكتابة الإبداعية وخدمات السيو عبر منصة خمسات.

كما يمكنك إنشاء موقع إلكتروني احترافي، للتعريف بنفسك وخدماتك ومؤهلاتك، وسيؤهلك ذلك للظهور أمام العملاء من خلال محركات البحث. ويمكنك الاستعانة بمقدمي خدمات التسويق الإلكتروني، لمساعدتك على التسويق لخدماتك ولموقعك عبر المنصات المختلفة.

3. استفِد من التَّشبيك

يُقصد بالتشبيك أن تضع نفسك بصورة منتظمة في شبكة من العلاقات عبر منصات التواصل الاجتماعي، والمنصات التعليمية والمجتمعات وغيرها. إن الفوائد التي تأتيك من التشبيك لا حصر لها، مثل: اكتساب الخبرات والمهارات، والتحفيز الإيجابي ممن يشاركونك الاهتمامات نفسها، والأهم الحصول على عملاء محتملين من خلال تلك المجتمعات.

4. قدّم خدماتك من خلال خمسات

كما أشرنا سابقًا، فإن خمسات هي أكبر سوق عربي للخدمات المصغرة، وهي منصة عمل حر تخلق بيئة عمل احترافية، يمكنك من خلالها توظيف نفسك ضمن مقدِّمي خدمات التدريب عن بعد، لتستعرض خدماتك في تقديم دروس خصوصية عن طريق الإنترنت، وتبدأ طريقك في الحصول على العملاء.

بهذه النصائح العملية لتسويق المهارات، نكون قد أنهينا هذا الدليل الشامل الذي يهم ممتهني التدريس الخصوصي عبر الإنترنت، وتطرقنا إلى الميزات المتعددة لتقديم وتلقِّي دروس خصوصية أون لاين. فلا تتردد في طرح خبراتك ومهاراتك للآخرين من خلال هذا النمط الافتراضي المَرِن من التعلُّم.

تم النشر في: تدريب عن بعد