اليوم، يجد أصحاب المشاريع أنفسهم في عالم لا غنى فيه عن الوجود على الإنترنت، لكنّ كثيرًا من الأسئلة تراودهم في هذا الشأن: كيف يمكن أن أعزز وجودي على الإنترنت؟ هل أحتاج إلى موقع ويب؟ ما هي تكاليف تطوير موقع الويب، وهل ستكون عائداته مستحقّة لهذه التكاليف؟ سنُطالع في هذا المقال إجابات هذه الأسئلة وغيرها، ونتعرّف على أسس برمجة مواقع الويب.
جدول المحتويات:
- هل يحتاج مشروعك إلى موقع ويب؟
- ما هي برمجة مواقع الويب؟
- أسس برمجة مواقع الويب
- خطوات تطوير موقع إلكتروني احترافي
- ما هي تكلفة بناء موقع الويب؟
هل يحتاج مشروعك إلى موقع ويب؟
هذا هو السؤال الذي يبدأ به معظم أصحاب المشاريع الذين تعاملت معهم: هل يحتاج مشروعي إلى موقع ويب؟ ألا تكفي صفحتي في فيسبوك وإنستغرام؟ في الحقيقة، لا شك أن صفحات التواصل الاجتماعي تقدّم واجهة جيدة للنشاط التجاري، ولا شك أنها تجلب كثيرًا من المبيعات، لكنها لن تغنيك عن موقع الويب. لكن لماذا؟
نطاق جمهور أوسع
إذا كانت صفحتك على إنستغرام تقدّم خدماتك لمستخدمي إنستغرام، وكانت صفحتك على فيسبوك تقدم خدماتك لمستخدمي فيسبوك، فلمَن يقدّم الخدمات موقعك الإلكتروني؟ لمستخدمي محركات البحث، أو بعبارة أخرى: للجميع.
في كل دقيقة تمر، تُجرى أكثر من 6 ملايين عملية بحث على محرك غوغل وحده. فيسبوك وإنستغرام هي شبكات اجتماعية في المقام الأول، وليست محركات بحث. لذلك فإن وجود موقعك على محرك البحث يتيح لك التوسع خارج الدائرة الاجتماعية الحالية لمشروعك، ويساعدك على بلوغ العالمية. يعزز موقع الويب شهرة مشروعك وهويته البصرية، وهو ما يجذب بدوره مزيدًا من العملاء والزوار.
تحكم أكبر في تجربة المستخدم
في حين لا تقدم مواقع التواصل الاجتماعي إلا مقدارًا ضئيلًا من التحكم في تجربة المستخدم، يوفر موقع الويب كل ما تحتاج إليه لضبط وتحسين تفاعل المستخدم مع خدماتك ومنتجاتك. كان أحد عملائي يمتلك متجرًا للإكسسوارات، وكان من أهم ما دفعه إلى بناء موقع ويب، هو العجز عن ضبط وأتمتة تفاعل المستخدم مع المنتجات في إنستغرام -وإن كان يوفر خيارات كثيرة في هذا الصدد-.
بالنسبة للمستخدم، أيهما أفضل: أن يرسل رسالة إليك وينتظر ردّك وتأكيدك، أم أن ينقر على زر إضافة إلى السلة، ويمضي في الطلب الإلكتروني؟ أن يبحث عن التعليقات السلبية والإيجابية تحت منشورك ويقارن بينها، أم أن ينظر إلى تقييم العملاء من 5 نجوم؟ يوفّر موقع الويب كل هذا وأكثر، إذ يُنظّم تجربة العميل ويطوّرها، كما يُنظّم تجربة مدير العمل ويطورها.
تعزيز مصداقية مشروعك
عدم ثقة العميل بالمنتج أو الخدمة واحدة من أكثر المشكلات التي تؤثر تأثيرًا سلبيًا لا حدود له على العلامات التجارية. لذلك، تسعى العلامات التجارية الرائدة دومًا إلى برمجة مواقع ويب خاصة بها تتضمن كل ما يعزز من ثقة العملاء بها؛ من شهادات العملاء عن تجاربهم وتعليقات كبار العملاء، وما إلى ذلك.
تمكّنك برمجة موقع إلكتروني لنشاطك التجاري من تزويد العملاء بمعلومات مفصلة وحقيقية عن المنتج أو الخدمة التي تقدمها، مع توفير الدعم اللازم للعملاء في أي مشكلة قد تواجههم في استخدام المنتج، وهو ما يزيد ولاء العملاء لمشروعك ووعيهم بعلامتك التجارية، ويدفع نشاطك التجاري إلى الأمام.
ازدهار التجارة الإلكترونية
تشير الدراسات إلى أن التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستنمو بمقدار يتراوح بين 11.5% و19.74% سنويًا بين عامي 2022 و2027. يدل هذا المؤشر على حيوية التجارة الإلكترونية في المنطقة خلال السنوات القادمة، لهذا لا بد من اللحاق بركب من بدأ فعلًا وأخذ يحقق النجاحات المتتالية، وذلك من خلال برمجة موقع ويب احترافي قادر على تقديم خدماتك إلى جمهور الإنترنت الغفير.
ما هي برمجة مواقع الويب؟
لعلّك تتساءل الآن عن الفرق بين برمجة مواقع الويب وتصميم أو تطوير مواقع الويب؟ يُقصَد ببرمجة مواقع الويب كتابة الكود البرمجي اللازم لإنجاز الخدمات وتقديمها للمستخدمين. بعد مرحلة البرمجة يُرفع الكود البرمجي إلى خوادم الاستضافة Host Server، وهي حواسيب مخصصة ذات قدرات عالية توفّر الوصول إلى موقعك من أي جهاز متصل بالإنترنت.
أمّا تصميم مواقع الويب فهو تخطيط صفحاته وتحديد ألوانها وأشكالها وصيَغ عرض المحتوى وتوزّعه فيها. يُراعى في تصميم مواقع الويب ما يُسمّى تجربة المستخدم User experience، وهي طريقة تفاعل المستخدم مع الموقع. يهدف تصميم تجربة المستخدم إلى تقديم خدمات الموقع على نحوٍ واضح وسهل وخالٍ من التعقيد.
بينما تطوير مواقع الويب فهو المفهوم الأشمل، إذ يمتدّ من وضع الأفكار الأولية لموقعك وتحديد الخدمات المُرادة منه إلى تصميم الشكل الخارجي وتجربة المستخدم، ثم إلى كتابة الأكواد، لتُرفع بعد ذلك إلى خوادم الاستضافة. لكن تطوير مواقع الويب لا ينتهي هنا، بل يشمل الصيانة والتطوير بعد نشر الموقع وإتاحته للجمهور.
أسس برمجة مواقع الويب
لكل موقع ويب واجهتان: الأولى موجهة إلى زوار الموقع ومستخدميه، وهي الواجهة الأمامية Front-end، والأخرى معنية بتقديم البيانات والمعلومات من مصادرها إلى الواجهة الأمامية، وتُدعى الواجهة الخلفية Back-end. وعليه، تنقسم برمجة مواقع الويب إلى برمجة الواجهة الأمامية، وبرمجة الواجهة الخلفية.
برمجة الواجهة الأمامية
في برمجة الواجهة الأمامية لموقعك الإلكتروني، ستُصمِم وتُبرمِج الصفحات التي ستُعرَض للمستخدم. إذ ينصبّ كل اهتمامك على تحديد؛ كيف سيبدو الموقع؟ ما هي الألوان المستخدمة فيه؟ كيف سنصمم شريط الانتقال؟ من أين يسجل المستخدم دخوله؟ كيف أستطيع إدارة محتوى الموقع؟ كيف أغير حالة الطلبات؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سيُجاب عنها في أثناء تطوير الواجهة الأمامية.
تتكون الواجهة الأمامية من عدد من الصفحات، أهمّها الصفحة الرئيسة، وهي أول صفحة تظهر للمستخدم عند الدخول إلى الموقع، وعادةً ما تكون صفحةً تعريفية بالشركة أو النشاط التجاري، وتحمل شعاره ولمحة عنه وتكون نقطة الانطلاق لبقية الصفحات التي تعرض المنتجات والخدمات وأخبار العمل، وتقدم الدعم الفني للعملاء وتتيح التواصل معهم.
يتصدر الثلاثي الذهبي؛ لغة HTML ولغة CSS ولغة جافاسكربت JavaScript المشهد في الواجهة الأمامية. تُستعمل لغة HTML لعرض المحتوى وتنظيمه في فقرات وأقسام، وهي اللغة الأساسية لهيكلة صفحات الويب. أما لغة CSS فتتولى تنسيق الصفحة من حيث الألوان والأحجام والخطوط والحركات، وهو يعطيك مزيدًا من التحكم في شكل صفحتك.
أما لغة JavaScript فتتميز بقدرات كبيرة في إجراء شتى المهام الوظيفية ضمن المتصفح وعلى رأسها نقل طلبات المستخدم إلى الواجهة الخلفية ليجري تنفيذها وإعادة النتيجة وعرضها في واجهات المستخدم، وهو ما يضيف الديناميكية إلى الواجهة.
شكلت هذه اللغات الثلاث -لا سيما جافاسكربت- الأساس الذي قام عليه كثير من أطر عمل الواجهة الأمامية، مثل Reactjs وAngular. تساعد أطر العمل هذه المبرمج على بناء واجهة المستخدم على نحو يعزز الإنتاجية والاتساق والتوافق مع مختلف المتصفحات.
برمجة الواجهة الخلفية
أما برمجة الواجهة الخلفية لموقعك فهي برمجة ما يجري في الخلفية ولا يراه المستخدم، من معالجة البيانات وتخزينها وطلبها من قواعد البيانات، كما تُعنى بإدارة البريد الإلكتروني وربط الأطراف في مكالمات الفيديو أو الصوت مثلًا. يكون كود الواجهة الخلفية مستقلًّا عن كود الواجهة الأمامية، ويقتصر التواصل بينهما على تبادل البيانات.
تتربع على صدارة تقنيات الواجهة الخلفية لغة PHP، التي يستعملها أكثر من ثلاثة أرباع مواقع الويب حول العالم. تقوم على لغة PHP أهم نظم إدارة المحتوى، مثل ووردبريس وجوملا. من أشهر أطر العمل لهذه اللغة إطار Laravel وإطار CodeIgniter، اللذان يسهلان مهام التوجيه والأمان في الواجهة الخلفية.
صعد في السنوات الأخيرة نجم آخر نازع لغة PHP على قلوب المبرمجين، هو إطار عمل Nodejs الذي يوسّع إمكانات لغة جافاسكربت ليجعلها قادرة على بناء واجهات خلفية سريعة وفعّالة. تتميز Nodejs في قدرتها على تلبية طلبات الواجهة الأمامية على التوازي، وهو ما يجعلها أسرع أداءً من PHP. من أشهر أطر العمل التي تستعمل في Nodejs: إطار ExpressJs وNestJs.
أما في لغات البرمجة العامّة الأغراض مثل بايثون، فيشيع استخدام إطار Django لسهولة العمل فيه والقدرة على إدماجه بنماذج الذكاء الاصطناعي، كما يمكن استخدام لغة DTL معه لكتابة قوالب للصفحات تُخَدَّم من جهة الخادم.
حتى تضمن سلامة عمل موقعك وخلوه من الأخطاء، لا بد من تكامل الواجهتين الخلفية والأمامية على نحوٍ تام، وهنا تأتي أهمية صيَغ تناقل البيانات بينهما، وخبرة المبرمج المسؤول عن كتابة الأكواد وتنقيحها وإجراء اختبارات التكامل.
خطوات تطوير موقع إلكتروني احترافي
لا بد أنك تسأل نفسك الآن: كيف أبدأ بناء موقعي؟ ما هي الخطوة الأولى؟ تتنوع منهجيات بناء البرمجيات -بما فيها مواقع الويب- تنوّعًا كبيرًا، لكنها بالعموم تتبع هذا التسلسل القابل للتكرار:
1. تحديد المتطلبات وتحليلها
قبل البدء في بناء موقعك الإلكتروني، يجب أن تطرح على نفسك هذه الأسئلة: ما الذي أريده من الموقع؟ وما هي المهام التي أريد للموقع أن يحققها؟ فإذا كنت غير قادر على الإجابة عنها بدقة، فمن الأفضل النقاش مع المبرمج المختص ليساعدك في ذلك، من خلال تحليل مشروعك واستخراج الوظائف التي يستطيع موقع الويب المساعدة فيها.
بالعودة إلى العميل صاحب متجر الإكسسوارات: بعد تحليل عملية الطلب والتصنيع والشحن والدفع، يمكننا تحديد المتطلبات بما يلي:
- عرض المنتجات
- إدارة المنتجات (من جهة المدير، بالإضافة والحذف وغير ذلك)
- إمكانية الطلب
- إدارة الطلبات (من جهة المدير)
- مراقبة الشحن
- الدفع الإلكتروني
هذه عناوين عامة يمكن توضيحها بكثير من التفاصيل، يمكن مثلًا إشعار العميل لدى تغيّر حالة طلبه، وإرسال بريد إلى المدير لدى إنشاء طلب جديد، وغير ذلك من المهام.
كلما كانت المتطلبات أقرب إلى الوضوح والتفصيل وأبعد عن الغموض والعمومية، كان تحقيقها أسهل، وكانت المتطلبات أوضح لجميع الأطراف. ولذلك فإنها تُكتَب في مستند يعرف باسم وثيقة توصيف متطلبات البرمجية (Software Requirements Specification). وهي وثيقة تشمل 3 مستويات مختلفة من التفصيل والإجمال، ليستطيع قراءتها كل المعنيين بموقع الويب وإن لم يكونوا أصحاب خبرة برمجية.
بعد تحديد متطلباتك، ستعرف إن كنتَ في حاجة إلى بناء موقعك من الصفر، أم أن الاعتماد على نظام إدارة محتوى يمكن أن يكفيك. في الواقع، تعتمد معظم الشركات على أنظمة إدارة المحتوى أو أنظمة إدارة المتاجر في مواقعها، إذ تقدم هذه الأنظمة خيارًا يوفر الوقت والمال ويلبّي الاحتياجات الاعتيادية المعهودة تلبية تامّة.
أما إذا كان الموقع يقدم خدمة فريدة أو يحتاج إلى ميزة خاصّة، فاتّجه إلى البناء من الصفر . على سبيل المثال، إذا كنت تريد بناء موقع إلكتروني لتأجير السيارات، أو لإرسال الحوالات المالية، فلا شك في هذه الحالة أن البناء من الصفر هو الخيار أمامك. أما إذا كنت صاحب متجر عادي، فالأرجح أن أنظمة إدارة المحتوى، وأشهرها ووردبريس مع ووكومرس تلبّي حاجتك تمام التلبية.
2. تصميم موقع الويب
بعد تحديد المتطلبات ومعرفة المهام التي ينبغي تحقيقها في الموقع، تبدأ مرحلة التصميم، وهي ببساطة الانتقال من المكتوب إلى المرسوم أو المصوّر. في هذه المرحلة، يجري تصميم كلًا من:
- قاعدة البيانات: ما هي الجداول التي نحتاج إليها، وكيف سيكون الترابط فيما بينها؟
- النظام البرمجي: كيف سيكون التواصل بين الواجهة الأمامية والخلفية، وكيف سيكون التواصل مع الأنظمة الأخرى؛ إن وُجد؟
- واجهات المستخدم وتجربة المستخدم: كيف سيتعامل المستخدم مع الموقع؟
في مثال متجر الإكسسوارات السابق: نحتاج إلى جدول للمنتجات، وجدول للزبائن، وجدول للطلبات. بينما سيكون التواصل بين الواجهة الأمامية والخلفية عبر طلبات HTTP، وستستخدم واجهة برمجية للتواصل مع خادم البريد الإلكتروني لإرسال البريد الإلكتروني للمدير لدى إنشاء كل طلب.
أما واجهة المستخدم فيجب أن تُراعى فيها ألوان شعار المتجر، كما يجب مراعاة الفئة المستهدفة في تصميم الواجهات. مثلًا: إذا كانت الفئة المستهدفة تشمل الأطفال، فيجب أن تكون الواجهات بسيطة، كما يجب التحذير في أي مرحلة لا تناسب الأطفال (الدفع الإلكتروني مثلًا).
التصميم الاحترافي لموقع الويب أمر حيوي لنجاح موقعك الإلكتروني، لذا لا بد من اللجوء إلى المختصين في تصميم واجهات المستخدم وتجربة المستخدم UI/UX ليعملوا على تصميم موقع ويب احترافي، يقدِّم تجربة استخدام مميزة، ويعزز الوعي بعلامتك التجارية.
3. برمجة موقع الويب
بعد رسم كل التصاميم، تبدأ مرحلة البرمجة، وهي ببساطة أيضًا: الانتقال من المكتوب والمصوَّر إلى ما يفهمه الحاسوب: الكود البرمجي. هنا يأتي دور لغات البرمجة وأطر العمل، إذ تقتضي أفضل الممارسات في برمجة مواقع الويب فصل الواجهة الأمامية عن الواجهة الخلفية، لسهولة الصيانة والتطوير في المستقبل، والقدرة على خدمة مختلف أنواع المنصات.
ينطلق مبرمج الواجهة الخلفية من مخططات قاعدة البيانات ومخططات النظام ويحققها في كوده البرمجي: كيف سيرسل البريد الإلكتروني، كيف سيتصل ببوت التيليجرام أو ينشر المنتجات على الفيسبوك، إلى غير ذلك من المهام الموضحة في وثيقة المتطلبات وفي المخططات المرسومة في مرحلة التصميم.
يبني مبرمج الواجهة الخلفية أيضًا هيكل قاعدة البيانات التي ستحتوي على كل البيانات المتعلقة بالموقع. عامةً، يتعلق حجم العمل في الواجهة الخلفية بطبيعة ونوعية المتطلبات الخاصة التي تريدها من موقعك، فقد لا يحتاج الموقع إلى قواعد بيانات وقد لا يتطلب أي منظومة لإدارة المحتوى أو لوحة تحكم.
أما مبرمج الواجهة الأمامية فينطلق من مخططات واجهة المستخدم، التي قد تكون مجرد رسوم وصور، وقد تكون مخططات إلكترونية مرسومة في برامج احترافية مثل Figma، ويعمد إلى تحويلها إلى صفحات ويب: كيف ينتقل المستخدم من صفحة إلى أخرى، كيف تُرسَل البيانات إلى الواجهة الخلفية، إلى غير ذلك.
تتطلب برمجة مواقع الويب خبرات مركبة، حتى يظهر الموقع بأفضل صورة ممكنة ويقدِّم أعلى أداء. إذ إن كتابة كود برمجي صحيح ومعالجة الأخطاء التي قد تظهر في أثناء عمل الموقع مهام غاية في الأهمية ليبقى أداء موقعك مستقرًا. لذلك ننصحك بضرورة الاستعانة بخدمات برمجة مواقع الويب التي يقدِّمها المبرمجون المحترفون على منصة خمسات، أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة.
4. كتابة محتوى موقع الويب
قد تحدث عملية كتابة محتوى الموقع بالتوازي مع عملية البرمجة الفعلية، وبعد عملية التصميم. إذ يعمد كتّاب المحتوى في هذه المرحلة إلى كتابة محتوى صفحات الموقع كافة، بدايةً من عناوين الصفحات والمحتوى التسويقي في الصفحة الرئيسية، مرورًا بمحتوى الصفحة التعريفية «من نحن»، وصفحة سياسة الموقع، وليس انتهاءً بصفحات المنتجات أو الخدمات، حتى محتوى المدونة.
في حالة متجر الإكسسوارات السابق: لا يقتصر المحتوى على وصف المنتجات وإضافتها، بل يشمل أخبار المتجر (افتتاح فرع جديد مثلًا)، وقد يشمل مدونات عن صناعة الإكسسوارات وأدلّة لتعليم صنعها يدويًّا، إلى ما هنالك من محتوى يناسب الموقع.
تتطلب كتابة محتوى الموقع خبرة عميقة في أنواع المحتوى المختلفة، إضافةً إلى فهم تام بأساسيات تحسين محركات البحث والكتابة وفقًا لمعايير السيو، حتى يتصدر الموقع في نتائج البحث. لذلك من الضروري الاستعانة بكتاب المحتوى المحترفين، ليقدِّموا محتوى متميز لموقعك يساهم في تحقيق أهدافك التسويقية.
5. اختبار الموقع الإلكتروني
بالاستفادة من وثيقة المتطلبات التي كُتبت في المرحلة الأولى يجري اختبار الموقع من جهتين:
- هل يحقق الوظائف المتفق عليها بكل تفاصيلها؟
- هل يحقق هذه الوظائف دون أخطاء ومشكلات؟
بدايةً، لا ينصح بتجاهل الجهة الأولى، فكثيرًا ما ينسى مطور الويب بعض الوظائف أو التفاصيل المطلوبة. راجع وثيقة المتطلبات وتأكد من أن الموقع يغطي كل تفصيل فيها. إذا اكتشفت أن المطور قد نسى إحدى المتطلبات، فأطلب منه العمل على تحقيقها قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.
في الجانب الثاني، تُجرى اختبارات أكواد الواجهة الأمامية والخلفية كلٌّ على حدة أولًا للتحقق من صحة عملهما، ثم تبدأ اختبارات التكامل بين الواجهتين للتأكد من قدرتهما على التواصل بالشكل الصحيح دون أخطاء، فإذا ظهر أي خطأ، فلا بد من حلّه دون أن يؤثر هذا على عمل بقية أجزاء الكود.
لا بد أيضًا من إجراء اختبارات الأمان لمعرفة الثغرات الأمنية التي قد تنتج عن عملية البرمجة، والتي قد يتسلل منها المخترقون إلى موقعك مسببين توقفه عن العمل أو حتى تخريبه. تُجرى الاختبارات على الحواسيب التي تُستخدم في البرمجة قبل أن ينقل الموقع إلى خوادم الاستضافة، كما تُجرى اختبارات الأمان في كلا المكانين.
6. نشر الموقع على الإنترنت
بعد إجراء الاختبارات والتحقق من اكتمال الموقع وصحة عمله، تبدأ عملية النشر، وهي نقل الموقع بأكواده وبياناته إلى خادم استضافة مناسب. وتُجرى العملية كما يلي:
- اختيار خادم استضافة مناسب قادر على التعامل مع كود الموقع وتنفيذه.
- اختيار خطة استضافة مناسبة تتضمن مساحة كافية، وحجم تراسل بيانات عالٍ أو غير محدود، إضافةً إلى بعض التفاصيل المهمة الأخرى.
- اختيار عنوان لموقعك والتحقق من أنه غير مستخدم.
- توفر أطر العمل الحديثة خيار ضغط الكود وتجهيزه لبيئة الإنتاج قبل نشره.
- نقل ملفات الموقع (المجهزة لبيئة الإنتاج) إلى المساحة المخصصة لموقعك تحت العنوان الذي اخترته.
- ضبط أي إعدادات أخرى تتعلق بقواعد البيانات وطريقة تنفيذ الكود وشهادات الأمان وغيرها.
وهكذا يصبح الموقع جاهزًا، ليتمكن الجميع من الوصول إليه بمجرد كتابة عنوانه في المتصفح.
ما هي تكلفة بناء موقع الويب؟
تختلف تكاليف بناء موقع الويب تبعًا لحجمه وتعقيده، فإذا كان الموقع الذي تريد بناءه شخصيًّا؛ يعرّف بشخصك وإنجازاتك، ويتيح لك كتابة بعض المدونات، فلا شك أن تكلفته ستكون أقل من الموقع التجاري الذي يحتوي آلاف المنتجات وطرق الدفع الإلكتروني والشحن الدولي وغير ذلك.
لا تقتصر تكاليف موقع الويب على تكاليف البرمجة أو التطوير، بل تشمل تكاليف الاستضافة والمحتوى وغيرها. يمكن حصر التكلفة الإجمالية بالنقاط التالية:
- تكاليف تطوير الموقع (استشارات، تصميم، برمجة، نشر) وتُدفع لمرة واحدة للمستقلين المحترفين الذين ينفذون المراحل المختلفة لبناء موقع الويب.
- تكاليف الاستضافة؛ وهي تكاليف دورية تُدفع على أساس شهري أو سنوي للشركة التي تدير خوادم الاستضافة. تتعلق هذه التكاليف بطبيعة الاستضافة وحجمها وحجم تراسل البيانات، بالإضافة إلى تكاليف أي خدمات أخرى تقدمها الشركة مثل: الحماية من الاختراق ووجود خوادم احتياطية وتوفير شهادات أمان.
- تكاليف إدارة الموقع وصيانته وتحديث محتواه، وهي تكاليف تُدفع عادةً بشكلٍ شهري لفريق الإشراف على الموقع.
- إن كنت تمتلك فريقًا يدير شؤون تقانة المعلومات في شركتك، فقد توفر بعض نفقات تطوير الموقع ونفقات إدارته بعد اكتماله، لكنك قد تُضطر إلى شراء البرمجيات المستخدمة في كتابة الأكواد واختبارها ونشرها، إن لم تكن تلك البرمجيات مجانية.
تتراوح إجمالًا تكلفة تطوير موقع الويب من مئات إلى آلاف الدولارات، وفقًا لطبيعة الموقع ومهامه وحجمه، وميزاته وخبرة فريق العمل الذي سيشرع في بنائه وإدارته، ونوع الاستضافة وحجمها وموثوقيتها.
في الأخير، اهتمامك بتفاصيل موقع الويب وحرصك على أن يُظهِر مشروعك بأفضل صورة، هو الذي سيحدد مدى استفادتك منه. لذلك لا بد من تحديد ما تريد، وتتابع عملية التطوير من ابتدائها إلى انتهائها، حتى تنتج موقعًا يزيد من ثقة العملاء وولائهم. كُن على يقين أن موقع الويب إذا كان مُتقَن الصنعة، فإنه سيسهّل عملك، ويزيد ربحك، ويعزز الوعي بعلامتك التجارية.
كاتب مشارك: إبراهيم الخضور
تم النشر في: برمجة مواقع منذ 7 أشهر