ما أبرز الأخطاء التي يقع فيها المعلقون الصوتيون؟

قد يقع المعلق الصوتي في أخطاء كثيرة أثناء عمله، تؤثر هذه الأخطاء على جودة النتيجة ووضوحها. لكنها لا تعتمد بالضرورة على مدى إتقان المهارة، لأن أخطاء التعليق الصوتي قد تكون ثغرات بسيطة لا يدركها حتّى المعلق المحترف أحيانًا. فما هي أكثر الأخطاء التي يرتكبها المعلقون الصوتيون شيوعًا؟ وكيف يمكنك تجنبها؟

أبرز أخطاء التعليق الصوتي

يساعدك التعرف على أبرز أخطاء التعليق الصوتي في إدراك العقبات الممكنة وتفاديها، وتكوين الوعي الكافي تجاه هذه المهارة. إليك باقة بتسعة أخطاء شائعة بين المعلقين:

1. عدم الإلمام بمفردات اللغة المختلفة

الإلمام بمفردات اللغة التي يتحدث بها المعلق الصوتي أثناء عمله أمر ضروري جدًا لضمان صحة المخرجات. لنأخذ لغتنا العربية كمثال، فهي تحتوي على كم هائل من الكلمات التي يختلف معناها بمجرّد اختلاف ضبط حركاتها، فمثلاً: “الفَراسة، الفِراسة” بفتح الفاء تعني: العلم، أما بكسر الفاء تعني: ركوب الخيل.

يؤدي تجاهل هذا الأمر وعدم الاطلاع الكافي لخطأ فادح، لأنه يقلل من جودة العمل ويثير لبس في المعنى المراد من التعليق الصوتي. لذا من المهم جدًا مراجعة النص المقدم لك قبل البدء بالتسجيل، والتأكد من لفظ الكلمات المذكورة ومراجعة المعجم اللغوي؛ مثل معجم لسان العرب.

2. المخارج الخاطئة لحروف اللغة العربية

يرتبط هذا السبب بالعنصر الأول من أخطاء التعليق الصوتي، لأنه يتعلق بالنُطق الصحيح لحروف اللغة العربية. ويعتمد ذلك على إتقان المعلق واطلاعه الكافي على المخارج الصحيحة للحروف، فمثلًا قد يواجه المعلق مشكلات في مخرج حرف الخاء من أدنى الحلق، وهكذا. من هنا يجب الحرص على نطق الحرف من مكانه الصحيح والتدرّب المستمر على ذلك؛ لتكون الحروف واضحة واللفظ بعيدًا عن الركاكة.

3. الأخطاء النحوية

قد يخطئ المعلق في القواعد الإعرابية، كأن ينصب المبتدأ ويرفع المفعول به. يؤثر ذلك في الصحة النحوية للنص المخرج. لذا يجب أن يستلم المعلق العمل مدققًا بحركاته الإعرابية الصحيحة وتطبيقها، أو أن يستعين بشخصٍ ذي خبرة بالتدقيق اللغوي تفاديًا للوقوع في الخطأ. يمكنك الاستفادة من خدمات التدقيق اللغوي على موقع خمسات.

4. التنغيم غير المناسب

التنغيم الخاطئ يُعدّ أحد أبرز أخطاء التعليق الصوتي التي يقع بها المعلق المبتدئ غالبًا. وهو أمر لا بد من تفاديه؛ فالتنغيم الصحيح يصف نوع المحتوى. على سبيل المثال: المحتوى الإخباري يعتمد على جدية الصوت في الأداء، أما إذا كان المحتوى إعلاني فهو يستند إلى مرونة الصوت بطريقة تجذب العملاء. يختلف ذلك بالمحتوى الوثائقي، فهو يتركز على تحكم دقيق في طبقات الصوت. وتتعدد هذه الاختلافات تبعًا لكل نوع.

قد يُخطئ المعلق أثناء التنغيم، كأن يُلحن محتوى إعلاني بطريقة إخبارية، وذلك يؤدي إلى فشل العمل بالكامل. لذا احرص على الاطلاع على الطبقات المطلوبة في كل نوع من المحتوى، ولا تعتمد طبقة واحدة فقط للأعمال كافة.

5. لفظ السكون في المكان الخاطئ

غالبًا ما تكون مواضع السكون أمرًا شائكًا لبعض المعلقين. كأن يُحرك المعلق الصوتي ساكنًا، أو يسكن متحركًا. وتُعرّف مواضع السكون بأنها: الوقف على الحرف، بالنُطق الصامت من مخرج الكلمات، وللوقف نوعان:

  1. الوقف على الكلمة المنتهية بحرفٍ متحرك مثال: نستعينُ ⬅️ نستعينْ.
  2. الوقف على كلمة تنتهي بتاء مربوطة ولفظها بهاء. مثال: واحدةً ⬅️ واحده.

ويتمثل الوقف في التعليق الصوتي عند آخر الجملة فقط وليس ضمن الجمل، وهذا خطأ شائع جدًا. فمثلًا، من الخطأ القول: “أسهلْ الطرقْ للحفظ”، الصحيح أن تقول: “أسهلُ الطرقِ للحفظ”.

6. عدم الاهتمام بالبيئة المحيطة

واحدة من أخطاء التعليق الصوتي التي يغفل عنها أغلب المبتدئين في هذا المجال، هي التسجيل ببيئة مليئة بالضوضاء، أو اختيار وقت غير مناسب. يؤثر ذلك على جودة عملك سلبًا، فمهما بلغت مهارتك في التعليق الصوتي من الإتقان، يصبح الكلام المسموع غير واضح ومشوش. لذا احرص على العمل في مكان هادئ خالٍ من أي مصدر إزعاج.

7. تجاهل التخصص في نوع واحد

غالبًا ما يحتاج كل نوع من أنواع التعليق الصوتي إلى مهارات متميزة ووتيرة صوتية مختلفة تحتاج للمراس. فعلى سبيل المثال لا الحصر: يحتاج المحتوى الإخباري إلى مهارة قوية في سرد التقارير الإخبارية وتقديم البرامج الإذاعية، أما المحتوى الإعلاني يحتاج إلى مهارة تسويقية عالية وصياغة الإعلان بأسلوب قريب من المشاهد، بينما المحتوى الرياضي يحتاج إلى سرعة بديهة كافية للتعقيب على الحدث المباشر الذي يُعرض أمام أعين المشاهد.

نجد هنا أمرًا لا يعيه الكثير من المعلقين الصوتيين؛ وهو أن المعلق الصوتي ينبغي أن يتخصص في مجال معين، يصب فيه تركيزه وينمي خبراته، لتكون أعماله أكثر احترافية.

8. المقارنة ومحاولة تقمص شخصيات الآخرين

بشكلٍ عام، مقارنة الذات بالآخرين أمر كارثي. ويُعدّ أكبر أخطاء التعليق الصوتي، لأنها جريمة يرتكبها المعلق المبتدئ بحق نفسه للوصول إلى الاحتراف كما يعتقد. ونرى اليوم الكثير من المعلقين الصوتيين يتقمصون أصوات بعضهم بعضًا ظنًا منهم أن ذلك سيختصر عليهم مسافات كبيرة. لكن في الواقع هم يرهقون أصواتهم في التقليد، ويضربون حبالهم الصوتية.

لذلك، من المهم جدًا على المعلق الصوتي أن يعرف مساحته الصوتية وقدراته، وأن يكون متفردًا ومتميزًا بذاته. وأن ينمي بالممارسة مهاراته الصوتية عوضًا عن تمثيل أدوار الآخرين.

9. التّسرع وعدم وضع خطوات صحيحة للعمل

“لا تتسرع بعمل شيء، بل انظر جيدًا لكل خطوة وفكر منذ البداية ما قد تكون عليه النهاية”. – إدوارد ويمبر

هكذا وصف الكاتب الإنجليزي إدوارد معنى التّسرع، إذ يبين أن التسرع هو هدم كل عمل ناجح، وأي عمل ناجح يحتاج إلى رسم خطة صحيحة قبل البدء به. وللأسف ربما في بعض الأحيان يقع في هذا الفخ الكبير أغلب المعلقين الصوتيين، وذلك لتسرعهم في إنجاز العمل على اعتبار أن ذلك قد يجدي نفعًا أكبر ومالًا أكثر وجهدًا أقل. لكنه يكتشف بالنهاية فشل جانب من جوانب المحتوى المُقدم نتيجة تسرعه فقط.

5 نصائح لاحتراف التعليق الصوتي

كيف سأصبح معلق صوتي محترف؟ سؤال يراود الكثير من أصحاب الصوت الجميل، ويستدعي اتباع عدة استراتيجيات ونصائح جوهرية تتجنب من خلالها أخطاء التعليق الصوتي:

تمرن باستمرار على طبقات الصوت

“لا تثمر الشجرة في حالة عدم ارتوائها”

وهذا حال كل مهارة في الحياة، ومهارة التعليق الصوتي يكمن إرواؤها بالتمرين المستمر لكي تثمر. وجدير بالذكر أن هذه التمارين مهمة للغاية؛ لاستمرار جمالية الصوت لدى المعلق، ومرونة حباله الصوتية. وتنقسم التمارين الخاصة بالمعلق الصوتي إلى قسمين:

  • تمارين التنفس العميق: تتركز في أخذ شهيق طويل وحبسه لمدة معينة ثم إخراجه على شكل دفعات.
  • تمارين الصوت: تعتمد على طبقات الصوت الثلاث، الجواب والقرار والطبقة الوسطى، وهي مهمة للغاية لتحديد المساحة الصوتية.

تعرف على هذه التمارين أكثر من خلال مشاهدة هذا الفيديو:

استمع لأعمال التعليق الصوتي الاحترافية

التغذية السمعية ضرورية جدًا لجميع المعلقين الصوتيين، سواء المبتدئين أو المحترفين؛ فهي تساعدك في التعرف على استراتيجيات التعليق الاحترافية المتبعة، وتصقل مهاراتك بعمق. ابحث عن أفضل المعلقين الصوتيين في مجالك، واستمع بين الفينة والأخرى لأعمالهم لتعزيز مهاراتك.

اختر المُعِدَّات الخاصة بالتعليق الصوتي

يتركز إخراج العمل بجودة عالية على الأدوات المستخدمة غالبًا. ومجال التعليق الصوتي شأنه شأن المجالات الأخرى، يحتاج لتوافر عدة أدوات مهمة؛ لضمان جودة النتائج. أبرز هذه المُعِدَّات الميكروفون الجيد لضمان وضوح صوتك، وسماعات للأذن، وجهاز كمبيوتر جيد، وغيرها الكثير.

استخدم برامج التعليق الصوتي

استخدام البرامج المتخصصة عامل رئيسي وضروري في التعليق الصوتي، لأن البرامج الصوتية لها ميزات عديدة في عزل الصوت، وتنقيته من المؤثرات الخارجية، وإضافة الصدى والترددات وتعديل البيانات الوصفية. هناك العديد من برامج التحرير الصوتي المجانية وغير المجانية، أبرزها: Ocenaudio، وAudacity، وPower Sound Editor Free.

اختر الأوقات المناسبة للعمل

قد تختلف نبرة وصحة صوتك في أوقات المرض، أو النعاس، أو الشعور بالإرهاق بشكلٍ عام. لذا من المهم اختيار الأوقات التي تكون فيها مهيئًا لبذل مجهود صوتي احترافي، دون الاضطرار للضغط على أحبالك الصوتية.

ختامًا، مهارة التعليق الصوتي تستدعي التزامًا بالممارسة والتدريب. لا تنس الحفاظ على شرب الماء والمشروبات الساخنة لترطيب أحبالك الصوتية باستمرار.

تم النشر في: صوتيات