لماذا تحتاج أعمالك إلى خدمات التدقيق اللغوي؟

لو بحثت عن الأخطاء الإملائية أو المطبعية بأي لغة من اللغات على شبكة الإنترنت، فقد تصادفُكَ أمثلة مضحكة حينًا ومفزعةٌ حينًا لما قد تؤدي له حالة السهو أو التسرّع أو إهمال التدقيق اللغوي للنص. بدءًا من “إيهابٍ” غدا اسمه “إرهابٌ” ووصولًا إلى حكم “مُحرَّم” أمسى “جائزًا” في كتب التوحيد والفقه بالمدارس.

هذه الأخطاء ليست منوطةً دومًا بتمكّن الإنسان من اللغة ولا بعلمه فيها، فكلّ شخص له ميل للخطأ في مواضع معيّنة وفي كتابة كلمات محدّدة لا يتذكرها أو يألفها كغيرها، وهذا مبرَّرٌ. على أن ما هو غير مُبرَّر ولا مقبول في أي عمل مهني احترافي أن تنشر هذه الأخطاء الفادحة على الجمهور بدون أن يُعْنَى ناشرها بالتدقيق اللغوي لها أو المراجعة، وإلا خسر النصّ قيمته وموثوقيته بنظرهم. فكيف لقارئٍ أن يثق بشيء لم يُعْنَى من كتبه بإجراء أي مراجعة له؟

الأخطاء الإملائية والسمعة

قد تؤدي الغلطة المطبعية أو اللغوية في بعض الأحيان إلى خطأ في تفسير معنى الكلام، مثل أن يقال على لوحة في الشارع: “انتبه: أمامك تحميلة” بدلًا من “تحويلة”. هذه الأغلاط قد تكون خطيرة في بعض السياقات التي لا تحتملُ خطأً في التفسير، مثل: الكتب والمقالات العلمية والدينية. على أن الكثير من الأخطاء اللغوية -أو معظمّها ربما- قد لا تعيقُ فهم الكلام إطلاقًا، لكن وجودها بحدّ ذاته هو مشكلة لسبب أكبر بكثير: وهو سُمْعة الكاتب أو المؤسسة أو الجهة التي تنشرُ هذا الكلام.

من المعتاد أن تقلّل الأخطاء المطبعية من قيمة الكلام المكتوب وأن تنزع الثقة منه في نظر قارئه. فلو كان القارئ يلاحظ أخطاءً مطبعية وإملائية يعيها بنظرةٍ بسيطة خصوصًا ولو كان غير متخصّص باللغة، فكيف لهُ -بعدها- أن يثق بالمادة والمحتوى العلمي والمعرفي الذي يقرؤه؟ إن لم يكن النص قد خضع لأي تدقيق لغوي على مستواه السطحي، أي من ناحية اللغة والإملاء، فمن الأولى للقارئ أن يستنتج أن فحوى النصّ وما فيه من معلوماتٍ لم تخضع -بالمثل- لأي مراجعة ولا تدقيق، وهي العنصر الأصعب والأكثر مدعاةً للخبرة.

تضعُ -لهذه الأسباب- معظم الهيئات المحترمة ومواقع الإنترنت ودور النشر وغيرها عملية لتدقيق النصوص قبل نشرها. تبدأ بالتحرير الكامل وتنتهي بالتدقيق اللغوي، والتي يتناوب عليها عِدَّة أشخاص، فيُرَاجع المحتوى مرتين وثلاث وأربع بعيونٍ شتى، وذلك لأن الشخص الواحد قد تعتاد عيناه ما قرأه أو كتبه، فيسهو عن بعض الأخطاء مهما أعاد القراءة.

وقد تعتقد بعض الجهات عملية التدقيق هذه “مكلفة”، رغم سعرها الزهيد المضاف إلى قيمة المحتوى، على أن الخسارة التي قد تتكبَّدها في سمعتها، بعد ما تنالها من السخرية والاستهزاء، ستكون أكبر بعشرات الأضعاف من كلفة التدقيق. فالسّمعة من أكبر الاستثمارات التي تبذل فيه أي مؤسسة، ويمكن لهذه الأخطاء، في أي مجال من المجالات، أن تؤدّي إلى تدهورها كثيرًا، خاصة ولو كانت مؤسسة ضخمة ولها رأس مالٍ كبير.

تأثير الأغلاط الإملائية على سمعة الشركات

كان سيُكلّف تدقيق هذه اللوحة بضعة قروش أو عِدّة دقائق (أو ثوانٍ ربما) من وقت أحد الموظّفين، وأما ما وفَّره هذا الموظف في وقته (أو الإدارة في مالها) فقد أدى لخسارة حديقة الحيوانات هذه، وهي في مدينة عربية كبرى، جانبًا من سمعتها قيمته أكبر بمرَّات كثيرة.

أهمية التدقيق اللغوي للأعمال

رغم ضرورة الانتباه إلى الأخطاء اللغوية وتدقيقها، على أنه من المهم استيعاب أن هذه الأخطاء تتدرَّج في سوئها كتدرّج الألوان في الطيف. فليست كلّ الأخطاء فادحة وليست كلّ زلّة مثل سواها، وكثيرٌ ممَّا يعده الخبراء وأهل اللغة خطأً قد لا يؤثّر على سمعة العمل أو الكاتب، وهذا يعودُ -أولًا وأخيرًا- إلى المجال الذي يكتب فيه.

على سبيل المثال، بعض الأخطاء يعرفها بعض الناس ويهتمّون بالتنبيه إليها، لكنها شاعت حتى أمست مألوفة لدى معظمهم، فحتى ولو عُرِفَ أنها خطأٌ قد لا يضير ذلك بقائلها في معظم الأحوال. مثلًا، من غير المُحبَّب قول “مبروك” بدلًا من الأصحّ والأفصح، وهو كلمة “مبارك”، لكن الأولى مألوفة ومعروفة بحيث أنها لا ترقى للخطأ الفادح.

بالمِثْل، بعض الأخطاء لا يعيها إلا المختصّون باللغة العربية أو غيرها من اللغات التي قد تنشر فيها، وقد لا يكون فيها إجماعٌ بين أهل اللغة أنفسهم، مثل أحد التصويبات التي تنصحُ بقول “تصبحون بخيرٍ” بدلًا من “تصبحون على خير”.

وهذا النوع من التصويبات الدّقيقة يحتاج إلى قدرٍ عالٍ من الاطلاع والخبرة للانتباه إليه، على أن صاحب العمل قد لا يضطرّ لتوظيف مدقّق بهذا القدر من الخبرة إلا أن كان يرغب بنشر شيء يُعنَى به أهل الاختصاص، مثل: نشر كتاب لتدريس اللغة العربية، وفي هذه الحالة قد يخرج ما يحتاجه عن نطاق “التدقيق” ويصل إلى “مرحلة التحرير، وهو اختلافٌ من الضروري لصاحب العمل استيعابه.  قد تترتّب على الأخطاء المطبعية عواقب وخيمة للجهات الرسمية.

نموذج خطأ مطبعي

نموذج لخطأ مطبعي في أحد الامتحانات

الفرق بين المدقق اللغوي والمحرّر

من الطبيعي ألا يُميّز الناس من غير المختصّين في أحد المجالات الفروقات الدقيقة بين المصطلحات المستخدمة فيه، على أن لهذه الفروقات أهمية جوهرية أحيانًا، ومنها الفَرْق بين “المدقق اللغوي” و”المحرّر”. فهاتان وظيفتان لكلّ منهما سياقها وضرورتها، وعليك أن تعرف أيّ منهما تحتاجها في حالتك.

وظيفة “المدقّق” لغةً هي الضبط والإحكام، فهو يراجع الكلام لتصحيح ما فيه من أخطاء ظاهرة، على أنَّه لا يمسُّ -عادةً- بجوهر هذا الكلام وصيغته، بل قد لا يحقّ له ذلك أصلًا، فاختصاصه الأساسي هو اللغة. فهو يُصحّح الأخطاء المطبعية والنحوية والصرفية حيثما تقع عينه عليها، ويضبط علامات الترقيم كلما انتبه إلى غلطةٍ فيها، على أنه ليس مسؤولًا عمَّا دون ذلك.

تشبه مهمَّة المدقق اللغوي إلى حد ما مهمة خاصية التدقيق الإملائي في برامج الكتابة، على أن مهمة المدقق اللغوي أكثر دقّة وضبطًا، وحتى ولو مرَّت به أخطاء فادحةٌ في محتوى النص أو فحواه ولم ينتبه إليها فهو ليس بمُقصِّر، لأن مراجعة هذه الأخطاء هي وظيفة المحرّر.

أما المحرّر فهو مراجعٌ له خبرةٌ واسعة في فروع اللغة، ومن المستحسن أن يكون ذا اطلاع جيّد على موضوع النص الذي يُحرّره، لأن له صلاحية كبيرة بتعديل هذا النص وتغييره وإعادة صياغته حرصًا على دقّة المعنى وصحته.

وظيفة المحرّر مهمة جدًا وتأتي معها مسؤوليات كبيرة جدًا، فهو يشرف على المحتوى كاملًا ويتحمَّل مسؤولية كُلّ ما يقال فيه، فقد يطلبُ تغييره جذريًا أو تعديل موضوعه أو تحوير صياغته لتناسِبَ متطلّبات النشر أو للإخلاء مسؤولية الناشر، ولو مرَّ به أي كلام فيه غموض أو عدم دقة أو يحتمل التفسير بأكثر معنى فهو يُنبّه الكاتب أو غيره من المراجعين، وإلا تحمَّل مسؤولية الخطأ.

متى تحتاج خدمات التدقيق اللغوي؟

لو كنتَ واثقًا من النص الذي بين يديك أو متأكدًا من خبرة كاتبه وحسن اطلاعه على الموضوع، فعليك تكلّف عملية واحدة للمراجعة هي التدقيق اللغوي، لضبط الأخطاء والسهوات في الكتابة، مهما كان الكاتب خبيرًا باللغة، وحتى ولو كانت مجال اختصاصه.

أما لو كان الكاتبُ هاويًا في اللغة أو غير مختصّ بالمجال الذي يكتب فيه، أو لو كانت جهة النشر أكاديمية أو مُحكَّمة بطبيعتها، فقد تحتاج إلى خدمات التحرير إلى جانب خدمات التدقيق اللغوي. في الحالتين، فإن رحلة البحث عن الشخص المناسب وعن صاحب السعر المناسب لن تكون هيّنة، خصوصًا لو كنت محدودًا بميزانية لا تستطيع الخروج عنها.

من أسهل سبل العثور على خدمات تدقيق لغوي احترافية هي منصة خمسات، أكبر سوق عربي للخدمات المصغرة. إذ تمكنك من شراء خدماتٍ مُصغَّرة من موظفين يعملون بدوامٍ حر، إذ يبدأ سعر كلّ خدمة من 5 دولارات أمريكية، مع إمكانية مضاعفاتها وإضافة تطويرات مناسبة حسب حجم الخدمة المطلوبة.

ليس عليك إلا تسجيل حساب في الموقع ثم تصفّح قائمة خدمات الكتابة والتحرير الموجودة وإضافة ما تريده إلى “عربة التسوق” وتسديد ثمنها، كما لو أنك تشتري منتجات عبر أي متجر إلكتروني. سوف تنشئ بعد ذلك “طلبات” في حسابك يمكنك عبرها التواصل مع بائعي الخدمات لتوضيح تفاصيل الخدمة المطلوبة وما يحتاجونه لتنفيذها.

قد لا تكون عملية التوظيف عبر الموقع سهلة لو كنت بحاجةٍ إلى مدقق لغوي محترف للعمل على مشاريع كبيرة، في هذه الحالة يمكنك توظيف مدقق لغوي بالشروط التي تحتاجها عبر موقع مستقل، أكبر منصة عمل حر عربية.

تم النشر في: خدمات لا غنى عنها