إنشاء تطبيق أندرويد

إذا كنت ترغب في إنشاء تطبيق جوال لمشروعك أو لشركتك، فأول سؤال سيتبادر إلى ذهنك هل تبني التطبيق لنظام التشغيل أندرويد (Android) أم نظام (iOS)؟ الجواب السهل قد يكون أن تنشئ التطبيق على كلاهما، لتضمن لتطبيقك فرصة أكبر للنجاح والانتشار. لكنّ الحقيقة أنّ إنشاء نسختين من التطبيق؛ إحداهما لأندرويد والأخرى لـ iOS قد يكون مكلفًا من جهة الوقت والمال، لذا يجب عليك أن تختار!

لماذا يجب أن تختار بين أندرويد و iOS عند إنشاء تطبيق جوال؟

آخر شيء تريده أن تنشئ تطبيق أندرويد لتكتشف أنّ النسبة الأكبر من عملائك تعمل على iOS، أو العكس. قد لا يكون الاختيار بين النظامين سهلاً، فرغم أنّ كليهما يقدمان مزايا متشابهة إلى حد بعيد، إلا أنّ هناك بعض الفروقات من ناحية سلوكيات المستخدمين والفئات الديموغرافية وسياسة النشر وعوامل أخرى.

هناك حل وسطي، وهو بناء تطبيق هجين يعمل على كلا النظامين، لكنّ هذا الأمر له بعض السلبيات وقد لا يصلح للجميع. لذا سنفترض أنّك تريد إنشاء تطبيق أصلي، وسنساعدك خلال هذا المقال على اختيار المنصة المناسبة لك، إذ سنُفاضل بين المنصتين بناء على خمسة عوامل، وهي: الشريحة المستهدفة، والبيع على التطبيق وكسب المال، وتكلفة إنشاء التطبيق ووقت إنجازه، والمزايا، وسياسة النشر.

1. الشريحة المستهدفة

العامل الأول الذي يجب أن تأخُذه بالحسبان عند المفاضلة بين أندرويد و iOS هو الشريحة المستهدفة. يجب أن تختار النظام الذي تفضله الشريحة التي تستهدفها لتضمن الوصول إلى أكبر نسبة منهم. إن كنت تستهدف العالم العربي مثلًا، فإنّ أندرويد له الأفضلية على iOS بحكم أنّه المنصة المفضلة لدى العرب كما توضح خارطة استخدام أندرويد و iOS  التالية:

إنشاء تطبيق

المصدر

لاحظ أنّ كل الدول العربية التي شملها البحث تفضل استخدام أندرويد على iOS. وكذلك حال معظم الدول النامية مثل: آسيا وأفريقيا. في المقابل تفضل معظم الدول الغربية استخدام منصة iOS، بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا. وهناك عوامل أخرى تميّز مستخدمي أندرويد عن مستخدمي iOS مثل أنّ:

  • أندرويد أكثر انتشارًا في الأسواق الصاعدة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وفي العالم العربي.
  • نسبة الرجال الذين يفضلون أندرويد أكبر بقليل من نسبة النساء اللائي يفضّلن هذه المنصة.
  • الأشخاص الذين يعملون في الوظائف التقنية يميلون إلى استخدام أندرويد أكثر من iOS. وبالمقابل فالأشخاص الذين يعملون في وظائف إدارية يميلون إلى استخدام iOS أكثر من أندرويد.
  • دخل مستخدمي iOS أكبر بنحو 40% من مستخدمي أندرويد في المتوسط.
  • مستخدمي iOS أكثر تعليمًا من مستخدمي أندرويد على العموم. والسبب غالبًا هو توزيع استخدام النظامين، إذ يهيمن أندرويد في الدول النامية. وشعوب هذه الدول عمومًا أقل تعليمًا ودخلاً من نظرائهم في الدول الغربية الغنية التي يهيمن فيها نظام iOS.
  • متوسط أعمار مستخدمي iOS أصغر من متوسط أعمار مستخدمي أندرويد، خصوصًا في الفئة السنية ما بين 18 إلى 24 عامًا.

ادرس هذه الفُرُوق بعناية قبل أن تقرر المنصة التي ستبني تطبيقك عليها. إن كنت تستهدف سكان دولتك، أو الشعوب العربية أو الأسواق الصاعدة عمومًا فإنّ أندرويد قد يكون أفضل من iOS. أمّا إن كنت تريد استهداف أوروبا أو أمريكا، فإنّ iOS خير لك.

إن لم تعرف المنصة المفضلة لدى شريحتك المستهدفة فهناك طريقة سهلة يمكن أن تساعدك على أن تخمّن النظام الذي يفضله عملاؤك، وهي دراسة تحليلات الزيارات إلى موقعك إن كنت تملك موقعًا إلكترونيًا. تتيح لك تحليلات جوجل معرفة مصادر الزيارات والأجهزة التي يستخدمها الزوار للدخول إلى موقعك.

إن لاحظت أنّ النسبة الأكبر من زوار موقعك يستخدمون أندرويد فهذا مؤشر قوي على أنّ الشريحة المستهدفة تفضله. وإن وجدت أنهم يدخلون الموقع عبر جوالات آيفون فهذا يعني أنّ iOS هو المفضل لدى شريحتك المستهدفة.

2. عمليات البيع داخل التطبيق

إن كان تطبيقك مدفوعًا أو كنت تريد أن تبيع داخل التطبيق، فإنّ iOS قد يكون خيارًا أفضل على العموم. فرغم أنّ مستخدمي أندرويد أكثر بكثير من مستخدمي iOS، إلا أنّ تطبيقات آيفون تدرّ أرباحًا أكبر بنحو 75% من تطبيقات أندرويد. وهو أمر متوقع بحكم أنّ مستخدمي iOS أغنى على العموم من مستخدمي أندوريد، ويقطنون غالبًا في الدول الغنية مثل أمريكا وأوروبا. هناك عدة نماذج لكسب المال عبر التطبيقات مثل:

  • بيع التطبيق: في هذا النموذج سيكون على من يريد استخدام التطبيق أن يدفع مبلغًا من المال مقابل استخدامه والاستفادة من مزاياه.
  • بيع إضافات وملحقات: يمكن للمستخدم في هذا النموذج أن يحمّل التطبيق مجانا ويستخدمه. ويحقق صاحب التطبيق أرباحه عبر بيع منتجات وإضافات داخل التطبيق. هذا النموذج شائع جدًا خصوصًا في تطبيقات الألعاب، إذ أنّه يمكن للمستخدمين تحميلها مجانًا. تحقق اللعبة الأرباح عبر بيع أسلحة وألبسة وعناصر أخرى داخل اللعبة.
  • الإعلانات: هذه التطبيقات تكون مجانية، وتحقق الأرباح عبر عرض الإعلانات.

تأتي 98% من أرباح التطبيقات من التطبيقات المجانية وليست المدفوعة. لذا فالنمُوذجان الأخيران أكثر شهرة وربحية من النموذج القائم على بيع التطبيق للمستخدمين. وتشير الإحصاءات إلى أنّ مستخدمي iOS أكثر استعدادًا لدفع المال مقابل استخدام التطبيق أو الشراء داخل التطبيق. إن كان هدفك الرئيس هو كسب المال من التطبيق ولم تكن تريد الاعتماد على الإعلانات، فقد يكون iOS خيارك المنطقي.

3. تكلفة إنشاء التطبيق

تتحدّد تكلفة إنشاء تطبيق بحجمه والمزايا التي تريد أن تتوفر فيه، كلما كان حجم التطبيق أكبر وكانت مزاياه أكثر ازدادت تكلفته. لا يوجد عمومًا فرق كبير بين إنشاء تطبيق على أندرويد أو iOS من جهة التكلفة. لكن في المقابل تختلف المدة اللازمة لبناء التطبيق بين المنصتين، إذ يُقدّر أنّ الوقت اللازم لإنشاء تطبيق على أندرويد أكبر بـ 30 إلى 40% من الوقت اللازم لإنشاء تطبيق مشابه على آيفون. وهناك ثلاث تفسيرات لهذه الظاهرة:

  • أوّلها أنّ تطبيقات أندرويد تُكتب بلغة البرمجة جافا، فيما تُكتب تطبيقات آيفون بلغة البرمجة سويفت. والمعلوم أنّ جافا تتطلب كتابة شيفرات أكثر وأطول موازنة بلغة سويفت.
  • أندرويد نظام مفتوح المصدر، وهذا يعني أنّه أقل معيارية من سويفت وأكثر تنوعًا، وهذا يزيد مدة التطوير عليه. وذلك على خلاف سويفت المملوكة لآبل، التي تضبط كل جوانبها من مركز واحد، ما يجعل التطوير عليها أقصر عمومًا.
  • أندرويد نظام مفتوح يشغّل الكثير من الأجهزة وتستخدمه الكثير من الشركات. هذا يعني أنّ المطور عليه أن يأخذ في الحسبان عند تطوير تطبيق لأندرويد كل الأجهزة الممكنة التي يعمل عليها أندرويد، وهي كثيرة ومتنوعة من حيث الأحجام والمواصفات.

بالمقابل تعمل تطبيقات iOS حصرًا على هواتف آيفون التي تصنعها شركة واحدة، وهي شركة آبل. هذا يعني أنّ عدد الأجهزة التي تعمل عليها تطبيقات iOS أقل بكثير من عدد الأجهزة التي تعمل عليها تطبيقات أندرويد.

ومع أنّ إنشاء تطبيق على iOS أسرع من إنشاء تطبيق على أندرويد، إلا أنّ نشر التطبيق على متجر آبل يستغرق وقتًا أطول بكثير من الوقت اللازم لنشر تطبيق على جوجل بلاي. لذلك فهناك قدر من التوازن بين الخيارين في جميع الأحوال.

4. الأمن والمزايا

إنشاء تطبيق آمن

ذكرنا سلفًا أنّ أندرويد مفتوح المصدر، ما يعني أنّه يعمل عليه آلاف الأشخاص والشركات. ولا تنس كذلك أنّ المشرف على أندرويد هي عملاق التكنولوجيا جوجل. يجعل هذا الأمر أندرويد أغنى بالميزات من iOS وأكثر مرونة وقابلية للتخصيص. لأنّ iOS تشرف عليها شركة واحدة فقط، ولا يمكنها مهما اجتهدت أن تضاهي جهود آلاف الشركات والأشخاص الذي يعملون باستمرار على تطوير أندرويد.

السبب الذي يجعل أندرويد أغنى بالميزات هو السبب نفسه الذي يجعله أكثر عرضة للاختراقات، فكونه مفتوح المصدر يعني أنّه بمقدور أيّ شخص مطالعة شيفرة أندرويد والتنقيب فيها عن أيّ ثغرة محتملة. على خلاف iOS الذي تسيطر شركة آبل على كل مراحل تطويره. ولمّا لم يكن iOS مفتوح المصدر، فلا يمكن للقراصنة مطالعة شفرته، وهذا يجعله أكثر أمانًا بشكل عام من أندرويد.

5. سياسة النشر

تختلف سياسة النشر عند إنشاء تطبيق أندرويد عن iOS. فيُعد نشر تطبيقك على أندرويد أسهل -على العموم- موازنة بنشره على متجر آبل المعروف بصرامة شروطه. إذ أنّ جوجل بلاي لا تشترط الكثير من الشروط، فيمكنك رفع تطبيقك عليها وسيكون تطبيقك متاحًا للتحميل والتثبيت في غضون ساعات. كما تسمح لك جوجل بلاي بتحديث تطبيقك عدة مرات في اليوم. وهذه ميزة مهمة لإصلاح الثغرات الأمنية، كما أنّها ضرورية للتطبيقات التي تضيف ميزات جديدة باستمرار، مثل تطبيقات الألعاب.

هناك ميزة أخرى تميز جوجل بلاي وهي أنّها تسمح برفع إصدارات أولية من التطبيق مثل: الإصدار ألف (alpha) أو الإصدار باء (beta) كما تسمح بإطلاق التطبيق على نطاق محدود، وهو ما يسمى بالإطلاق المتدرج (staggered release). هاتان الخاصيتان مفيدتان لمن يريد إطلاق نسخة تجريبية بعد إنشاء التطبيق لتجريب السوق أو سد الثغرات الأمنية والأخطاء البرمجية قبل إطلاق التطبيق على نطاق واسع.

من جهة أخرى، سياسة النشر لدى iOS صارمة جدًا. إذ تمر عملية نشر التطبيق بالكثير من المراحل، وتَستغرق في العادة أسبوعًا كاملاً. لذا فإنّ سياسة النشر على أندرويد أيسر بكثير من سياسة النشر لدى iOS وأفضل، خصوصًا للتطبيقات الصغيرة.

ختامًا، هناك عوامل أخرى كثيرة يمكن أخذها بالحسبان عند المفاضلة بين أندرويد و iOS، ولكن سنكتفي بهذه الخمسة. ادرسها جيدا وحدّد العوامل التي لها الأولوية عندك. وبناءً على ذلك اختر المنصة الأنسب لك.

تم النشر في: برمجة تطبيقات الجوال