تنتهج العديد من الشركات العالمية سياسة ترجمة مواقعها وتطبيقاتها ومحتواها إلى عدة لغات، وذلك في سبيل الوصول إلى شريحة أكبر من المستخدمين، وبخاصةٍ أولئك الذين لا يشترون أبدًا من المواقع والمتاجر التي لا تقدم محتوى بلغتهم الأم، فهل يمكن بالفعل تحقيق نمو أكبر عبر الترجمة من العربية إلى الإنجليزية؟

جدول المحتويات:

ما المقصود بالترجمة من العربية إلى الإنجليزية؟

يُقصَد بالترجمة عمومًا تحويل نص من لغة المصدر إلى لغة الهدف، سواءً كان هذا النص مكتوبًا أو مسموعًا أو مرئيًا، أما الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، فهي تحويل النصوص باللغة العربية (لغة المصدر في هذه الحالة) إلى نصوص باللغة الإنجليزية؛ وهي لغة الهدف.

قد تبدو الترجمة من العربية إلى الإنجليزية بذات صعوبة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، كونهما عمليتين متعاكستين، لكن الحقيقة أن الترجمة من العربية إلى الإنجليزية أصعب نسبيًا، كونها تحتاج إلى إلمام كامل بكل قواعد اللغة الإنجليزية وطريقة تكوين جملها، بينما يكفي إلى حدٍ ما فهم معاني النص باللغة الإنجليزية لترجمته إلى اللغة العربية.

أنواع الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية

بناءً على جودة الترجمة ومدى اعتمادها على البرامج الآلية، يمكن تصنيف الترجمة إلى الأنواع التالية:

1. الترجمة الآلية الحرفية

الترجمة الآلية هي الترجمة غير البشرية التي تعتمد في أساسها على الذكاء الاصطناعي لترجمة النصوص من لغة إلى أخرى، وتقدمها العديد من المنصات أشهرها ترجمة جوجل Google translation. على الرغم من بعض الفوائد التي تقدمها الترجمة الآلية والتطور الكبير الذي يشهده الذكاء الاصطناعي، لكن لا زالت تتصف بالركاكة وضعف الصياغة، إضافةً إلى الوقوع في الكثير من الأخطاء نتيجة الترجمة الحرفية التي تنقل الكلمات عوضًا عن المعنى المُراد.

2. الترجمة بطريقة MTPE

التحرير اللاحق للترجمة الآلية Machine Translation Post-editing واختصارًا MTPE؛ هو أحد أساليب الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، إذ تقوم في مبدئها على ترجمة النصوص ترجمةً آلية، ومن ثم تصويب الترجمة والتعديل عليها وتدقيق الأخطاء الإملائية واللغوية لتحسين جودة الصياغة والترجمة.

لا شكّ في أن استخدام طريقة MTPE أفضل من الاعتماد على الترجمة الآلية بنسبة 100%، ومع ذلك؛ تبقى الترجمة البشرية أفضل من كليهما، لذا فإن كان لديك نص مهم تريد ترجمته، فتجنب الترجمات الآلية بشتى أنواعها، وإن كان لا بُدَّ من استخدام طريقة MTPE، فيجب أن يمتلك المترجم خبرةً عالية في الترجمة والتحرير، وقدرةً على قراءة النص الأصلي وفهمه.

3. الترجمة البشرية الحرفية

ثمة مترجمون لا فرق بينهم وبين الآلة، فهم يقرؤون النص ويستبدلون كلماته الأصلية بما يقابلها من كلمات باللغة الهدف، وهذا نتاج فهم خاطئ للترجمة، فالترجمة فن ومهارة نقل المعاني لا الكلمات بحرفيتها. قد تتسبب الترجمة الحرفية في أخطاء فادحة تؤثر في سمعة العلامة التجارية وبالتبعية في مبيعاتها.

على سبيل المثال، أرادت شركة بيبسي Pepsi عام 1963 جذب الشباب والأجيال الجديدة، فأطلقت شعارها الجديد «Come Alive! You’re In The Pepsi Generation» والذي يعني «هيا! أنت من جيل البيبسي» لكن المشكلة ظهرت عند ترجمته إلى الصينية «بيبسي تعيد أجدادك من الموت!» إذ أدّت هذه الترجمة إلى انخفاض كبير في مبيعات بيبسي في الصين.

4. الترجمة البشرية بتصرف بسيط

ربما تُعَد هذه الطريقة الأفضل بين كل طرق الترجمة الأخرى، إذ تعتمد هذه الطريقة على مهارة المترجم بالدرجة الأولى، من خلال قراءة فقرة كاملة باللغة العربية (لغة المصدر)، ومن ثم ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية (لغة الهدف) ويشمل ذلك التغيير في تركيب الجملة وإضافة بعض الكلمات التوضيحية أو حذف أخرى، فضلًا عن نقل الأمثال والتراكيب بطريقة تضمن نقل المعنى لا الحرفية.

فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعمل على ترجمة نصوص تحتوي على جملة «ضع نفسك مكاني» فيمكن أن تترجمها إلى «put yourself in my shoes» إذ تنقل هذه الترجمة ذات المعنى المُراد في النص الأصلي، وهو الهدف الأساسي من الترجمة.

يجب أيضًا مراعاة اختلاف بنية الجملة بين اللغات، ففي العربية؛ نبدأ الجملة الفعلية بالفعل ومن ثم الفاعل فالمفعول به ويلي ذلك تتمة الجملة، مثل «قدّم المترجم عملًا جيدًا» أما بالإنجليزية؛ فالجملة تبدأ بالفاعل ومن ثم الفعل والمفعول به، مثل «The translator did a good job».

هذه قواعد توضيحية بسيطة في التصرف في الترجمة، لكن على المترجم المحترف امتلاك العديد من المهارات التي تعينه على نقل المعنى الصحيح في الترجمة.

5. الترجمة الحرة

هي أكثر أنواع الترجمة تصرفًا، إذ يكتفي المترجم بالأفكار الرئيسية الموجودة في النص الأصلي، ومن ثم يصوغ النص وفق طريقته الخاصة، فقد يحذف جملًا ويضيف أخرى ليقدم في النهاية نصًّا مشابهًا للنص الأصلي أكثر من أن يكون مترجمًا عنه. تُعَد هذه الطريقة مفيدة في بعض الحالات، إذ يمكن لكتاب المحتوى استلهام أفكارهم من نصوص أجنبية، ومن ثم ترتيبها وصياغتها بأفكارهم.

ومع ذلك، لا يمكن الاعتماد على هذه الطريقة في معظم حالات الترجمة، مثل الترجمة الأدبية والترجمة القانونية والترجمة العلمية، وكذلك في حالة ترجمة ملف تعريفي لشركة ورسالتها ورؤيتها ونحو ذلك، إذ تتطلب مثل هذه النصوص ترجمةً بشرية دقيقة ومحدودة التصرف.

ما أهمية الترجمة من العربية إلى الإنجليزية؟

ما الذي يمكنني تحقيقه عبر الترجمة من العربية إلى الإنجليزية؟ إليك الجواب في ثلاث نقاط أساسية:

توسيع قاعدة الجمهور المستهدف

ستساعدك الترجمة من العربية إلى الإنجليزية على الوصول إلى جمهور بلد جديد، فالترجمة هي نافذتك للتواصل مع الثقافات والبلدان المختلفة، فعلى سبيل المثال، إذا كان لديك متجرًا إلكترونيًا يستهدف الزبائن في المملكة العربية السعودية، فيمكنك الانتقال إلى مستوى العالمية والوصول إلى بلدان أوروبية من خلال ترجمة عناوين وأوصاف المنتجات إلى اللغة الإنجليزية.

خطة تسويقية فعالة

لقد ترجمت عناوين وأوصاف المنتجات بالفعل! لكن هل يعني ذلك وصولك إلى العملاء المحتملين في البلدان الأخرى؟ ستحتاج بطبيعة الحال إلى تسويق خدماتك في البلدان المستهدفة، ويترتب على ذلك ترجمة منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، ورسائل البريد الإلكتروني، كما قد ترغب بترجمة مقالات مدونتك أو أي محتوى تسويقي آخر.

شراكات وعلاقات عمل جديدة

إذا كنت ترغب في عقد شراكات عمل مع جهات أجنبية، فالترجمة من العربية إلى الإنجليزية هي أساس لبناء هذه العلاقة، إذ تساعد الترجمة الصحيحة والسليمة على تحسين لغة الخطاب مع الشركات الأخرى، والعكس بالعكس، فقد ينجم عن الترجمة الضعيفة أو الحرفية سوء تفاهم يؤدي إلى إجهاض فكرة التعاون قبل ولادتها.

المهارات الواجب توافرها في المترجم من العربي إلى الإنجليزي

حتى يتمتع المترجم من العربية إلى الإنجليزية بصفة المحترف، هناك عدد من المهارات التي يجب عليه امتلاكها، ومنها:

القدرة على قراءة وفهم النصوص بالعربية

الخطوة الأولى لترجمة أي نص هي قراءته وفهمه، إذ لا يمكن ترجمة نص من العربية إلى الإنجليزية دون القدرة على قراءته وفهم كافة معانيه، وعلى الرغم من أنه قد لا يُطلب من المترجمين من العربية إلى الإنجليزية إتقانًا كاملًا القواعد النحوية، لكن لا بُدَّ من امتلاك الأساسات المهمة، كالتمييز بين الفاعل والمفعول به.

إلمام تام بقواعد الكتابة بالإنجليزية

كقاعدة مهمة، يجب على المترجم أن يكون طلِقًا باللغة الهدف ومتقنًا لكافة قواعدها الإملائية والنحوية، لأنها اللغة التي سيكتب بها، أما لغة المصدر؛ فقد يُقبَل أن تنقص درجة الإتقان بقدرٍ بسيط، لأنه يكفي أن يفهم المترجم ما يقرؤه، وبناءً على ذلك، ينبغي لمن يريد العمل في الترجمة من العربية إلى الإنجليزية أن يتقن كامل قواعد اللغة الإنجليزية، كونها لغة الهدف.

معرفة أساسية باستخدام الأدوات والبرامج

أضحت برامج الحاسوب اليوم جزءًا أساسيًا من عمل المترجم، إذ لا بُدَّ للمترجم أن يتقن استخدام برامج الكتابة والتحرير، مثل برنامج مايكروسوفت وورد Microsoft Word وبرنامج مستندات جوجل Google Docs، إضافةً إلى إتقان استخدام أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT Tools، وغيرها من البرامج والأدوات التي أصبحت بمنزلة القلم والورقة في هذا الزمن.

القدرة على البحث

مهما بلغت خبرة المترجم ومعرفته، سيحتاج في بعض اللحظات إلى البحث عن معاني كلمة أو تعبير ما، قد يتعين عليه البحث عن معلومة أو مصطلح محدد، ليتمكن من تقديم ترجمة جيدة ومتناسبة مع نوعية المحتوى، وهو ما يجعل مهارة البحث أمرًا ضروريًا لكل مترجم.

مهارات شخصية متنوعة

بعيدًا عن المهارات التقنية المتمثلة في مهارات الترجمة والكتابة والعمل على الحاسوب، يجب على المترجم الناجح أن يتصف بعدد من المهارات الشخصية، ومنها:

  • مهارات التواصل: ينبغي للمترجم أن يمتلك المهارات الكافية للتواصل مع العملاء ومع زملاء العمل الآخرين، ولا سيّما عند العمل ضمن فريق عن بُعد، إذ تضع الشاشة بعض الحواجز في التواصل ونقل المشاعر وتعابير الوجه، وهو ما يجب تعويضه بمهارات التواصل الفعالة الأخرى، مثل الرسائل النصية والصوتية، وإجراء مكالمات الفيديو في بعض الأحيان.
  • التحلي بالأمانة: عند ترجمة كتاب أو عمل ضخم، قد يصعب على العميل التأكد من ترجمة كامل المحتوى من قِبل المُترجم، أو التأكد من دقة الترجمة وصحتها، وهنا يجب على المترجم أن يتصف بالأمانة في ترجمة كامل المحتوى المطلوب، ترجمةً دقيقةً وسليمةً.
  • تنظيم الوقت: يعمل معظم المترجمين في هذه الأيام عن بُعد، لذا من الضروري أن ينظم المترجم وقته ويضع خطة عمل يومية، ليتمكن من تسليم الأعمال في وقتها.

ما هي خطوات الترجمة من العربية إلى الإنجليزية؟

لضمان الحصول على ترجمة ذات جودة عالية، من الضروري الالتزام بخطوات متتابعة، وهي كالتالي:

1. وضع خطة العمل

إذا كنت تريد ترجمة كتاب أو مشروع ضخم، فاعمل على تقسيمه إلى عدة أجزاء أو فصول، إذ يمكنك إنشاء جدول إكسل يتضمن الأقسام مع عدد كلمات النص الأصلي قبل الترجمة، وعدد الكلمات بعد الترجمة، كما يمكنك إضافة تفاصيل أخرى في الجدول، مثل اسم المترجم المُوكل إليه ترجمة كل قسم.

ستساعدك خطة العمل الواضحة على تقدير الوقت المطلوب لترجمة كامل المحتوى، ومراقبة تقدمك في العمل، كما يمكنك تسريع عملية الإنجاز من خلال توكيل مهمة الترجمة إلى عدد أكبر من المترجمين، ومتابعة سير العمل معهم.

2. اقرأ النص كاملًا

قبل أن تشرع في ترجمة أي نص، من المهم أن تقرأه كاملًا، أو على الأقل؛ اقرأ جزءًا محددًا منه إذا كان طويلًا، إذ تساعدك القراءة الأولية على فهم طبيعة المحتوى ونوعيته، وطريقة صياغة الجمل والنصوص فيه، وفي حال صادفتك جملة أو تعبير غير مفهوم، فلا بُدَّ من الرجوع إلى المعاجم لفهم معاني الكلمات ودلالاتها.

3. بدء ترجمة الفقرات

بعد أخذ فكرة عامة عن المحتوى، يمكنك أن تبدأ بقراءة كل فقرة على حِدة وفهمها جيدًا، ومن ثم البدء في صياغة المحتوى باللغة الإنجليزية. من المهم في هذه المرحلة أن تقرأ الفقرة كاملةً (حوالي الـ 50 كلمة) قبل أن تترجمها، مع مراعاة تقديم تراكيب معينة أو تأخيرها، بما يتناسب مع قواعد اللغة الإنجليزية، أو لغة الهدف أيًا كانت.

إذا واجهتك صعوبة في الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، أو إذا لم يكن لديك الخبرة أو الوقت الكافي للترجمة، فيمكنك الاستعانة بخدمات الترجمة من العربية إلى الإنجليزية التي يقدمها المترجمون المحترفون في خمسات، أكبر منصة عربية لبيع وشراء الخدمات المصغرة.

4. تدقيق الترجمة ومراجعتها

بعد إنهاء العمل على ترجمة الفقرات، من الضروري أن تراجع ملفات الترجمة، لتعمل على تنسيق الملفات والتأكد من صحة الترجمة وتُجري التدقيق اللغوي لها. سواءً ترجمت الملفات بنفسك أو استعنت بمترجمين آخرين، لا بُدَّ من تدقيق الملفات لضمان جودتها، ويمكنك في هذا الصدد الاعتماد على خدمات التدقيق اللغوي بالإنجليزية.

أدوات الترجمة من العربية إلى الإنجليزية CAT tools

أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب أو ما تُعرف بأدوات الكات CAT tools؛ هي برامج تحريرية تساعد المترجمين على أداء عملهم، من خلال توفير مزايا عديدة، مثل ذاكرة الترجمة التي تحتفظ بترجمة الجمل والمصطلحات التي يقوم بها المترجم، لاستعادتها عند الحاجة، ومن هذه البرامج:

  • برنامج OmegaT: ربما يُعَد البرنامج الأكثر شعبية بين المترجمين، نظرًا لمزاياه المتعددة، فضلًا عن كونه مجانيًا، وهو برنامج تقليدي يحتاج إلى تنصيب لتتمكن من استخدامه.
  • برنامج SDL Trados Studio: أشهر البرامج المدفوعة وأكثرها استخدامًا، إذ يضم جميع المزايا التي قد يحتاجها المترجم في عمله، ويمكنك تجربة البرنامج من خلال اتباع الخطة المجانية التي تتيح لك استخدام البرنامج لمدة 30 يومًا.
  • برنامج MemoQ: هو من البرامج السحابية التي لا تتطلب تنصيبًا، وهو مناسب أكثر عند العمل ضمن فريق عبر الإنترنت، إذ يوفر ذاكرة ترجمة مشتركة، ويمكن للجميع العمل معًا على ترجمة ملف وتحريره.

في الختام، على الرغم من الثورة التقنية التي يشهدها العصر، والتطور الكبير في مستويات الذكاء الاصطناعي، لكن ما يزال العقل البشري أكثر كفاءةً وقدرةً على تقديم ترجمات دقيقة ومرتفعة الجودة بالموازنة مع برامج الحاسوب.

تم النشر في: ترجمة