دليلك إلى ترجمة نصوص مرئية ومسموعة احترافية

يزداد الطلب على المترجمين يومًا بعد يوم لما يتمتع به مجال الترجمة من فرص واعدة أمام الراغبين في دخول عالم عالمها. فإذا كنت تهوى اللغات الأجنبية، وترغب بتجربة العمل في مجال الترجمة، فلا تتردد لأن العمل في هذا المجال ممتع ومربح أكثر مما تتصور!

جدول المحتويات:

ماهية ترجمة النصوص المرئية والمسموعة؟

الترجمة السمعية المرئية أو ترجمة الحوار أو السطرجة Subtitling والترجمة النصية Closed Captioning، تُستخدَمان في ترجمة النصوص الموجودة في الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفازية وألعاب الفيديو، وغيرها من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. والغرض من هاتين الترجمتين هو التفسير والإيضاح، كون النص مكتوبًا بلغة أجنبية لا يفهمها المشاهد (كما في ترجمة الحوار)، أو غير متوفر أو غير واضح (كما في الترجمة النصية).

وترتكز ترجمة النصوص المرئية والمسموعة على ترجمة الصوت: بما يشمله من حوار مسموع وتأثيرات صوتية وموسيقية، وترجمة الصورة: بما تشمله من حوار مكتوب أو نصوص مكتوبة ضمن مجريات البرنامج أو الفيلم، سواءً أكانت تلك النصوص باللغة نفسها أو بلغة أجنبية أخرى. بعدها تُعرَض النصوص المُترجَمة على الشاشة في الجهة السفلية منها عادةً.

أنواع ترجمة النصوص

تُقسَم الترجمة حسب نوعها إلى ما يلي:

  • الترجمة التحريرية

تُترجَم فيها النصوص المكتوبة بلغة ما إلى لغة أخرى، كما في ترجمة الروايات والقصص الشعبية والمقالات والمستندات الشخصية والقانونية بأنواعها وما شابه.

  • الترجمة الشفوية

وتشمل الترجمة التتبعية التي ينصت فيها المترجم للشخص المتحدث، وبعد أن يصمت المتحدث تبدأ الترجمة، كما في المؤتمرات واللقاءات الرسمية والمقابلات بين كبار المسؤولين. وتشمل كذلك الترجمة الفورية المتزامنة، والتي ينصت فيها المترجم للمتحدث ويترجم بالوقت نفسه، وتعدّ من أصعب أنواع الترجمة على الإطلاق، كما في البرامج التلفازية المباشرة.

  • ترجمة النصوص المرئية والمسموعة

تُتَرجم فيها الأفلام السينمائية والوثائقية والمسلسلات والبرامج التلفازية وغيرها. ويحتاج فيها المترجم غالبًا لمعرفة اللهجة العامية وفهمها، جنبًا إلى جنب مع اللغة الفصحى للغات الأجنبية.

ومن جهة أخرى، تُقسم الترجمة حسب مجال الترجمة إلى:

  • الترجمة العامة

هي ترجمة عامة للنصوص وغير متخصصة بمجال محدد دون غيره، كالمقالات المنشورة في الصحف والمجلات ومحتوى المواقع والمدونات على شبكة الإنترنت، وكذلك وصف منتجات وخدمات المتاجر الإلكترونية.

  • الترجمة العلمية

تُنقَل من خلالها المعلومات الواردة ضمن النصوص العلمية من لغة إلى أخرى، بالترتيب من دون أي إضافة أو تغيير. وحرصًا على ترجمة صحيحة، لا بد للمترجم أن يكون على دراية بالمجال العلمي الذي ينتمي إليه البحث، كما في ترجمة الأبحاث والدراسات والتقارير العلمية.

  • الترجمة الأدبية

تختص بترجمة النصوص الأدبية كالشعر والنثر والقصة والرواية وما شابه، مع مراعاة فهم ظروف المؤلف الأصلي ودوافعه وعواطفه حتى روح الدعابة لديه. ولا يُشترَط الترتيب هنا، فالمهم هو استخدام الأسلوب الأدبي المناسب.

  • الترجمة التقنية

وتختص بترجمة كُتيِّبات المستخدم وأوصاف المنتجات وتعليمات التشغيل والصيانة، ووصف آليات عمل التقنيات والأجهزة وما شابه، وبالتالي تتطلب شيئًا من الخبرة. وهي موجهة لجمهور محدود، وتُستخدَم في المجالات الهندسية والصناعية والتقنية عمومًا.

  • الترجمة الطبية

تشمل ترجمة المعلومات الطبية المتعلقة بالأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية، ونتائج الأبحاث والتقارير الطبية وغيرها. وتتطلب دقة عالية وحذرًا بسبب حساسية المجال الطبي مثل: ترجمة التقارير والأبحاث الطبية والمنتجات الطبية والدوائية ووصف الأجهزة الطبية وغير ذلك.

  • الترجمة المالية

وتختص بترجمة المستندات المالية والمصرفية، كالتقارير المالية السنوية للشركات والعقود وبيانات التعاملات المالية وغير ذلك.

  • الترجمة القانونية

وتشمل ترجمة النصوص والعقود والمستندات القانونية على اختلاف أنواعها، مثل: القوانين والأنظمة التشريعية والاتفاقيات والعقود التجارية والتراخيص ودعوات المثول أمام المحكمة، ومحاضر جلسات المحاكم وما شابه ذلك.

  • الترجمة التجارية

وتختص بترجمة المستندات التجارية المتعلقة بالأعمال والأنشطة الاقتصادية، مثل: تقارير الشركات والمناقصات والمراسلات التجارية وما شابه.

  • الترجمة الإدارية

وتختص بترجمة النصوص والمستندات الإدارية المستخدمة في الشركات المختلفة.

مهارات ترجمة النصوص

يعتقد البعض أن إتقان لغة أجنبية سبب كافٍ لدخول عالم الترجمة من بابه الواسع، وترك بصماتهم الإبداعية في هذا المجال، لكن هذا غير صحيح مع الأسف، فثمة صفات ومهارات من الضروري توافرها في المترجم ليكون عمله احترافيًا. إليك أبرز المهارات التي ستساعدك على أن تصبح أفضل مترجم نصوص:

1. المهارات اللغوية

يجب على المترجم الإلمام بكافة المهارات اللغوية في اللغة المصدر التي يُترجِم منها واللغة الهدف التي يُترجِم إليها، ويعني هذا إلمامه بالمهارات اللغوية الأساسية الأربع (الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة)، فضلًا عن علوم اللغة كالنحو والصرف والإملاء والبلاغة والمعاني. ولا بد من أن يتوفر لدى المترجم الحصيلة اللغوية الوافرة من الكلمات والتعابير والنطق السليم والقدرة على الإبداع اللغوي وغير ذلك.

2. المهارات التحليلية

من الضروري الاطلاع على النص أو الفيلم الأجنبي المراد ترجمته كاملًا مع الانتباه للتفاصيل، وبعد فهم الفكرة التي يدور حولها واستيعابها جيدًا، تُقسَّم المادة إلى عدة أجزاء، مما يساعد على تنظيم عملية الترجمة وتحسين جودتها، بناءً على تحليل وفهم شامل، وليس حرفيًّا للنص المطلوب ترجمته.

3. مهارات الاستماع والاسترجاع

لا بد للمترجم من الإنصات بتركيز لكل ما يدور في المادة المسموعة والانتباه إلى كل ما هو مكتوب في المادة المرئية. ومن جهة ثانية، يُستحسن التمتع بذاكرة قوية وسرعة بديهة، لاسترجاع المصطلحات المناسبة في اللغة المرادة، والتي تعبر عن الكلمات والتعبيرات الموجودة في اللغة المصدر بدقة.

4. مهارات استخدام الحاسوب

كأي مهنة أخرى في القرن الحادي والعشرين، تتطلب ترجمة النصوص معرفة بأساسيات استخدام الحاسوب والإنترنت وبرامج مايكروسوفت أوفيس، فضلًا عن أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT والمواقع والبرامج المتخصصة بالترجمة، وكذلك مهارة الكتابة باللمس على لوحة المفاتيح.

5. القدرة على التكيف مع متطلبات العمل

يتطلب العمل في ترجمة النصوص أن تكون هادئًا وصبورًا وقادرًا على العمل لساعات طويلة حسب متطلبات العمل، فضًلا عن توفر المرونة ومهارات إدارة الوقت، من أجل الالتزام بمواعيد التسليم حسب الجدول الزمني المحدد. وستفيدك مهارات التواصل الفعال في معرفة كيفية الاتصال بفعالية مع عملائك.

6. أخلاقيات الترجمة

المترجم هو وسيط بين لغتين، فيجب أن ينقل المعلومات بينهما بكل أمانة، حتى لو كان المحتوى لا يتوافق مع أهوائه وأفكاره. ولا بد من أن يتوخى الدقة الشديدة، بسبب حساسية الترجمة في المجالات الطبية والقانونية وما شابه، فلا مجال للخطأ أو التصرف الذي قد يغير المعنى. وتقتضي الأمانة أيضًا الحفاظ على سرية النصوص التي يقوم بترجمتها، فلا يعرضها بمعرض أعماله إلا بإذن من العميل أو الجهة التي يُترجم لصالحها.

7. الثقافة العامة

من الضروري أن يكون المترجم واسع الاطلاع ذو اهتمامات متعددة، بما ينعكس إيجابًا على النص المترجم، إذ إن فهم سياق الظروف العامة التي تدور فيها مجريات الأحداث، يساعد على الوصول إلى ترجمة أفضل وأكثر عمقًا.

8. مهارات التسويق

من الضروري أن يُجيد المترجم التسويق لنفسه وللخدمات التي يقدمها، فجودة الترجمة لا تكفي وحدها في حال لم تسنح له الفرصة لاستخدامها. لذلك يجب على المترجم إيجاد القنوات التسويقية المناسبة، بحيث يحافظ على نشاطه المهني مزدهرًا. تعلم تقنيات وأدوات التسويق لذاتك كالمحترفين.

9. مهارات البحث

تتطلب ترجمة النصوص الاستعانة بمصادر متعددة وموثوقة، لمساعدة المترجم على إتمام عملية الترجمة وزيادة جودتها، فمن الضروري أن يعرف كيفية استخدام تلك المصادر لإيجاد المعلومة المطلوبة، وتشمل المصادر: البحث في القواميس والمعاجم والكتب والمراجع، فضلًا عن البحث في مواقع الشبكة العنكبوتية والبرامج الحاسوبية وغيرها.

أهمية ترجمة نصوص مرئية ومسموعة مميزة

تكمن أهمية ترجمة النصوص المرئية والمسموعة في أنها تعدّ حلقة الوصل بين الشعوب والثقافات والحضارات المختلفة من جهة، وبأنها وسيلة لنقل المعلومات والأفكار والأخبار أولًا بأول حول العالم من جهة ثانية، أما من جهة ثالثة، فيمكن أن تشكل مصدرًا محتملًا للدخل بالنسبة للراغبين بدخول هذا المجال. ويتميز هذا النوع من الترجمة بكونه منخفض التكلفة نسبيًا، فهو أرخص بنسبة 15% مقارنةً بالدبلجة، كما أنه يحافظ على أصالة الفيلم، لأن المشاهدين سيكونون قادرين على سماع الحوارات، ومختلف مشاهد الفيلم أو البرنامج التلفازي باللغة الأصلية.

وتتوافر خيارات واسعة للمترجم الذي يرغب بالعمل في ترجمة النصوص المرئية والمسموعة، فيمكن له مثلًا أن يعمل في إحدى دوائر الدولة، وخصوصًا وزارة الخارجية وسفاراتها أو وزارة الإعلام وغيرها، وكذلك في معاهد وكليات الترجمة في حال توافر الشهادات العلمية العليا والخبرة الكافية، فضلًا عن إمكانية العمل في شركة خاصة أو افتتاح مكتب الترجمة. ويمكنك توظيف نفسك ضمن مقدمي خدمات الترجمة في إحدى منصات العمل الحر، مثل منصة خمسات السوق العربي الأكبر لبيع وشراء الخدمات المصغرة.

خطوات ترجمة النصوص المرئية والمسموعة

تشمل الترجمة المرئية والمسموعة عمومًا عدة مراحل متتابعة ومتكاملة على الوجه الآتي:

  1. في البداية حدد مقطع الفيديو أو الملف الصوتي الذي تريد ترجمته، ثم شاهد ذلك المقطع كاملًا لأكثر من مرة إن لزم الأمر.
  2. اختر الموقع الإلكتروني أو البرنامج الحاسوبي الذي ستسخدمه للحصول على الترجمة وإدخالها ضمن المقطع الأصلي، وجهز المصادر والأدوات المساعدة على الترجمة (المدققات النحوية والإملائية والقواميس والمعاجم وغيرها).
  3. حدد مدة ظهور المقطع وسماعه بدقة، أي وقت ظهور نص الترجمة ووقت اختفائه.
  4. أَدرِج الترجمة الموافقة على الشاشة بالتزامن المطلوب.
  5. وأخيرًا تأتي مرحلة المراجعة والتنقيح، بهدف تحسين جودة الترجمة وتصحيح الأخطاء إن وُجِدَت.

بالنسبة لإدخال ترجمة جاهزة ضمن الفيلم أو مقطع الفيديو، فيمكنك ذلك باستخدام ثلاث طرق أساسية:

الطريقة الأولى

ابحث عن ملف ترجمة جاهز خاص بالفيلم المطلوب على إحدى مواقع الشبكة العنكبوتية، مثل: Subscene.com، واكتب اسم الملف المطلوب في خانة البحث، ليعرض الموقع بدوره جميع النتائج بكل اللغات المتوفرة. وبعد اختيارك لملف الترجمة المطلوب، حمّله بحجم لا يتجاوز ميغا بايت واحد كحد أقصى، وبامتداد (SRT.) غالبًا أو (SUB.). بالنسبة لملفات الترجمة القديمة، يكون الامتداد (mov.) أو (avi.) أو (mp4.)، ثم أَنشئ مجلدًا جديدًا للفيلم وملف الترجمة الذي حمّلته، وأَعِد تسميته باسم الفيلم نفسه، حتى يتعرف مشغل الوسائط عليه.

هذه الطريقة بسيطة وسهلة، ويمكن بعد استخدامها فصل الترجمة عن الفيلم أو مقطع الفيديو في أي وقت. قد لا تظهر الترجمة على الشاشة بعد اتباع الخطوات السابقة، ولحل هذه المشكلة يجب عليك سحب ملف الترجمة وإفلاته داخل شاشة الفيلم، وهنا ستبدأ الترجمة في الظهور على الفور.

الطريقة الثانية

تُدمَج في هذه الطريقة الترجمة ضمن ملف الفيلم، وبالتالي ستحصل على ملف واحد فقط. ويتطلب هذا استخدام برنامج مثل: MkvToolINix، فيجب أن تحمِّل كل من البرنامج وملف الترجمة على حاسوبك من الموقع MkvToolINix. وبعد تثبيت البرنامج وتشغيله، استعرض الفيلم وملف الترجمة، ثم اضغط على بدء، ليبدأ البرنامج بدمج الترجمة بالملف.

وتجدر الإشارة إلى عدم إمكانية فصل الفيلم عن ملف الترجمة بعد استخدام هذه الطريقة. ويمكنك أيضًا استخدام برامج تحرير الفيديو، مثل: Premier وiMovie وWindows Movie Maker، لكتابة الترجمة بنفسك ودمجها بالفيلم.

الطريقة الثالثة

يمكنك استخدام هذه الطريقة في حال كانت لديك قناة على Youtube وتريد نشر فيديو جديد. الأمر بسيط هنا، فكل ما عليك فعله هو تجهيز ملف الترجمة أو تحميله على حاسوبك، ثم تضيفه برفقة الفيديو الذي تنشره من خلال النقر على علامة تبويب Subtitles & CC، ثم تنقر على Add new subtitle or CC أي إضافة ترجمة جديدة، لكي تظهر ترجمة الفيديو أو الشروحات ذات الصلة على الشاشة. أما في حال كنت مجرد متصفح لمحتوى قنوات Youtube، وترغب بالحصول على ترجمة للمحتوى الذي تشاهده، فيمكنك بكل بساطة تفعيل خاصية الترجمة واختيار اللغة المطلوبة من خلال زري الإعدادات وSubtitles/CC، وهذا ما توفره العديد من مقاطع الفيديو على هذا الموقع.

أما في حال لم تتوفر ترجمة جاهزة للفيلم أو لمقطع الفيديو، فعليك إعداد ترجمة جديدة يدويًا وإدخالها بإحدى الطرق الثلاث الآتية:

الطريقة الأولى

إذا لم تتوفر اللغة العربية، فحمّل ترجمة الفيلم بأي لغة وتُفضَّل تلك المكتوبة بأحرف لاتينية، مع مراعاة أن يكون الملف الذي حملته بامتداد (SRT.) أو (SUB.) عمومًا، ثم أَعِد تسمية الملف بامتداد (docx.)، واذهب إلى موقع Google Translate، وانقر على خيار ترجمة المستندات، ثم ارفع ملف الترجمة على الموقع، وحدد اللغتين اللتين تترجم بينهما، للحصول على ترجمة آلية، ثم انقر على زر الترجمة وحمل الملف المُترجَم لتحصل على الملف المطلوب بامتداد (docx.)، وعندها يمكنك الاعتماد على مهاراتك ومدى إتقانك للغة من أجل تنقيح الترجمة، وإجراء التصحيحات اللازمة يدويًا.

وبعد الانتهاء من مراجعة الترجمة، غيِّر امتداد الملف من (docx.) إلى (SRT.) باستخدام إحدى الأدوات أو المواقع المساعدة، مثل: Toolslick لتحصل على ملف بامتداد (SRT.). بعد ذلك، أَعِد تسمية الملف ليطابق تسمية ملف الفيلم، وضعهما في مجلد واحد، لتحصل على الفيلم المُترجَم المطلوب.

الطريقة الثانية

يمكنك استخدام أحد البرامج أو المواقع الإلكترونية المساعدة على إنشاء ملف الترجمة، مثل: Amara، إذ تمكّنك مثل هذه المواقع من مشاهدة الفيديو في أثناء إعداد الترجمة وكتابتها يدويًا، لتحصل في النهاية على ملف ذي امتداد (SRT.). اختر وقت بدء الترجمة واكتبها، ثم حدد وقت اختفائها، وكرر هذا حتى نهاية الفيلم. وعند الانتهاء من ترجمة جميع المشاهد المطلوبة، انقر على زر انتهى، ثم حمل الملف بامتداد (SRT.)، مع مراعاة تسميته باسم الفيلم نفسه ووضعهما معًا في مجلد واحد.

الطريقة الثالثة

هناك خيار آخر أبسط أيضًا، وهو استخدام المفكرة لكتابة الترجمة يدويًا من خلال إحدى محررات النصوص، مثل: مفكرة ويندوز. انقر “حفظ باسم” في البداية، وأَعِد تسمية الملف باسم “اسم الفيلم.SRT”، ثم اضبط الترميز على “ANSI” بالنسبة للترجمة باللغة الإنجليزية، أو “UTF-8” بالنسبة لغيرها من اللغات بما فيها العربية. وبعدها اكتب الترجمة كما هو مطلوب. مع مراعاة كتابة الترجمة وفق الترتيب الآتي، واضغط “enter” بعد كل خطوة:

  • رقم الترجمة: 1 للترجمة الأولى، و2 للترجمة الثانية وهكذا.
  • مدة الترجمة: وتُكتَب وفق الصيغة: “ساعات: دقائق: ثواني: ملّي ثانية”.
  • نص الترجمة: ترجمتك للنص الأجنبي.
  • سطر فارغ: يُترَك سطر فارغ قبل رقم سطر الترجمة التالي.

أفضل برامج الترجمة الاحترافية

يمكنك أيضًا استخدام العديد من البرامج على حاسوبك الشخصي لمساعدتك في عملية الترجمة، وإضافة النصوص المترجمة إلى الفيلم أو مقطع الفيديو. نذكر لك بعضًا من أشهرها:

  1. برنامج VLC: هو مشغل وسائط شائع الاستخدام، يمكن استخدامه لإضافة الترجمة ودمجها بالفيلم، وعند استخدام هذا البرنامج لا بد من التأكد من وجود ملف الفيلم وملف الترجمة في نفس المجلد، وأن يكون لهما نفس التسمية.
  2. برنامج JoyoshareVideoJoiner: وهو برنامج تحرير فيديو احترافي ذي واجهة سهلة الاستخدام. ويمكن استخدامه أيضًا لدمج الترجمة بالفيلم. وهو متوافق مع ملفات ترجمة ومقاطع فيديو ذات امتدادات متعددة.
  3. برنامج Wondershare UniConverter: وهو من أفضل برامج تحرير ترجمات الفيديو، وهو يتيح لك إضافة الترجمة ودمجها بالفيلم من خلال تحميلها من موقع Opensubtitles.org أو من الحاسوب. ويعدّ هذا البرنامج خيارًا مناسبًا إذا لم تكن لديك خبرات تقنية، بفضل واجهته سهلة الاستخدام.
  4. برنامج MKVToolNix: وهو عبارة عن برنامج يضم مجموعة من الأدوات لإنشاء ملفات فيديو MKV وفحصها. ويمكن استخدامه أيضًا لدمج ملفات الترجمة بمقاطع الفيديو. عند استخدامه، يجب التأكد من وجود ملف الفيلم وملف الترجمة في المجلد نفسه وأن يكون لهما التسمية نفسها.
  5. برنامج BS.Player: هو مشغل وسائط متعددة مُزوَّد بوظائف ترجمة متقدمة.
  6. برنامج Subtitle Workshop: يُستخدَم لإضافة الترجمة لمقاطع الفيديو وتحريرها.

ومن أشهر برامج ترجمة النصوص آليًا بالاعتماد على الحاسوب أساسًا: برنامج Trados Studio، وMemSource، وWordfast، وVirtaal، وOmegaT.

نصائح ذهبية لتصبح أفضل مترجم

في الختام جمعنا لك بعض النصائح والملاحظات، التي سيساعدك اتباعها على ترجمة نصوص طويلة احترافية:

  1. لا بد من امتلاك الأهلية لمزاولة مهنة الترجمة، ويشمل هذا الحصول على الشهادة العلمية المطلوبة، مثل: الإجازة في الترجمة أو الآداب بالدرجة الأولى، أو الحصول على شهادات رسمية تثبت إتقان اللغة الأجنبية على الأقل، مثل: التوفل TOEFL والأيلتس IELTS وغير ذلك، فضلًا عن امتلاك التراخيص والموافقات المطلوبة من الجهات الرسمية إذا لزم الأمر.
  2. من الضروري أن تتعمق في اللغات التي تخصصت في ترجمتها، وتحرص على أن تتعلم وتطور مهاراتك باستمرار، بزيادة حصيلتك اللغوية، والاطلاع الدائم والإكثار من القراءة والاستماع لمختلف المصادر والوسائط المتوفرة باللغتين اللتين تترجم بينهما.
  3. من المفيد بناء شبكة من العلاقات تشمل المترجمين ومكاتب الترجمة والخبراء والأكاديميين المتخصصين في علوم اللغة واللسانيات، لتبادل الخبرات والاستفادة من تجاربهم والحصول على الدعم والمساعدة عند الحاجة.
  4. في أثناء الترجمة، انتبه إلى المعايير النصية السبعة بما ينعكس إيجابًا على جودة الترجمة، وتشمل تلك المعايير: تماسك النص نحويًا، وترابط النص منطقيًا، ونوايا الكاتب وراء كتابة النص (التعمد)، ومدى قبول القارئ لمحتوى النص أو القبولية، ومدى وجود المتوقع وغير المتوقع في النص، وعلاقة النص بسبب قراءة النص، وأخيرًا علاقة النص بنصوص أخرى في الماضي والمستقبل، وبالموضوع ذاته وبمواضيع أخرى.
  5. عند الترجمة تجب مراعاة الاختلافات الثقافية بين اللغة المصدر واللغة الهدف، لضمان تقبُّل الجمهور المستهدف للنص المترجم وفهمه له، فضلًا عن دراسة احتياجات السوق المستهدف، وتحديدها بدقة من أجل العمل على تلبيتها.
  6. يتعلق عدد حروف النص المُترجَم ومدة ظهوره على الشاشة بمتوسط سرعة القراءة، الذي يعادل نحو ثلاث كلمات في الثانية. فمثلًا؛ يُوضَع النص في منتصف أسفل الشاشة، ضمن سطر واحد بعدد حروف يتراوح بين 35 و45 حرفًا (وهذا يعتمد على اللغة التي تُترجِم إليها)، لمدة تتراوح من ثانية واحدة إلى 5 ثوانٍ.

    وقد يُوضَع النص ضمن سطرين اثنين بعدد 90 حرفًا، لمدة تتراوح من 4 إلى 6 ثوانٍ. وفي حال احتوى النص على حروف أكثر من ذلك، فلا بد من تعديله، فلا يتجاوز عدد الحروف في السطرين 90 حرفًا، أو ببساطة تُوضَع ثلاث نقاط في نهاية سطري الترجمة الحالية، وبداية سطر الترجمة التالية للدلالة على أنها تكملة لما سبق.
  7. يجب مراعاة النواحي التقنية المتعلقة بتقطيع نصوص الترجمة بدقة، ليتزامن وقت ظهورها على الشاشة مع الصوت والصورة.
  8. اختر لونًا مناسبًا لنص الترجمة، مع مراعاة أخذ الألوان في خلفية المَشاهد في الحسبان. وعادةً ما يُستخدَم اللون الأبيض.
  9. استخدم لغة بسيطة وسهلة الفهم للعوام ومتناسبة مع سياق النص، وانتقِ الكلمات والمصطلحات التي تعبر عن معنى النص الأصلي بأدق ما يمكن.
  10. أَدرِج – قبل كلام كل متحدث في أثناء الحوار بين شخصين.
  11. اكتب الأعداد من 1 إلى 10 بالأحرف (أي واحد، اثنان..). أما الأعداد الأكبر فتُكتب بالأرقام (أي 100، 1000 وما شابه).
  12. استخدِم الخط المائل عند نقل الحديث الذي يدور في خلفية المشهد عند غياب الحديث المباشر.
  13. اختصر قدر الإمكان بما لا يؤثر سلبًا على المعنى، لتسهيل القراءة وعدم إشعار المشاهد بالملل، فالبلاغة في الإيجاز كما هو معروف.
  14. استعِن بالأدوات والمستلزمات الأساسية اللازمة للترجمة، ويشمل هذا بيئة العمل المناسبة أي توافر مكان هادئ ومريح وبعيد عن عوامل التشتت ومصادر الضوضاء، وكذلك توافر حاسوب متصل بإنترنت ذي سرعة جيدة، والمزود بالبرامج الأساسية، مثل: مايكروسوفت والبرامج المتخصصة بالترجمة على اختلاف أنواعها، فضلًا عن القواميس والمعاجم وغير ذلك.
  15. حضِّر مسبقًا للترجمة من خلال مشاهدة المقطع المطلوب ترجمته كاملًا، وتحديد نوع الترجمة التي ستتبعها، وتهيئة المصادر والأدوات التي ستعتمد عليها. وحدد خطة للعمل، إذ يُترجَم الفيلم على عدة مراحل، تتخللها فترات من الراحة، تليها مرحلة المراجعة والتنقيح.
  16. أَنشئ سيرة ذاتية تعكس مهاراتك وخبراتك كمترجم، ومعرض أعمال احترافي يجذب العملاء. وللحصول على المزيد من فرص العمل، يمكنك إنشاء حساب على منصة خمسات.
  17. إذا كان العمي في السلك الدبلوماسي أو المنظمات الدولية ضمن دائرة اهتماماتك على المدى الطويل، ننصحك بإتقان لغتين أو أكثر من اللغات الرسمية للأمم المتحدة (الصينية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية والروسية والعربية)، والعمل في مجال ترجمة ذات صلة بتلك اللغات.

رغم ظهور الترجمة الآلية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ستبقى مهنة الترجمة العريقة واعدة وذات عوائد مجزية على المدى القصير على الأقل، فحسب الإحصائيات بلغ متوسط الراتب السنوي للمترجمين بين اللغتين العربية والإنجليزية 49953 دولارًا في الولايات المتحدة الأمريكية. لذا لا تضيع الفرصة، واستثمر وقتك في تعلم اللغة الأجنبية التي تحبها وتطوير مهاراتك في الترجمة.

تم النشر في: ترجمة