كيف توظف السرد القصصي في التسويق لعلامتك التجارية؟

في عام 2009 أراد الصحفيان «روب وولكر» و«جوشوا غلين» اكتشاف كيف يمكن أن يكون السرد القصصي أعظم الأدوات على الإطلاق في التسويق، فبدأوا ببيع 200 غرض بالمزاد العلني على موقع ebay، وطلبا من مجموعة من الكُتّاب المساهمين إنشاء قصص خيالية قصيرة عن تلك الأغراض، لتُنشر مع صورة المنتج في خانة الوصف.

كانت النتيجة أن بيعت هذه الأشياء التي كان يبلغ سعر شراء كل منها نحو 1.25 دولار أمريكي في المتوسط، بمبلغ 8000 دولار في المجموع. هذه التجربة الأدبية والإنثروبولوجية أثبتت أن السرد القصصي له تأثير بالغ على التسويق والمبيعات، لذا أصبح من الضروري أن يبحث المسوقون دائمًا عن قصص حول المنتجات والخدمات التي تجعل المستهلكين يتعلقون بالأشياء ويرغبون في شرائها.

جدول المحتويات:

ما هو السرد القصصي؟

السرد القصصي هو نقل الأحداث والتجارب من خلال السرد الشفهي مثل الحكايات، أو المكتوب مثل الروايات، أو المرئي مثل الأفلام. يُستخدم السرد القصصي لتوصيل رسالة أو هدف معين أو التعبير عن المشاعر والأفكار ووجهات النظر، ويستفيد من حب الناس للقصص وتأثرهم بها واستجابتهم لها. تتعدد استخدامات السرد القصصي، فهي تضم مثلًا:

  • الترفيه والقصص المسلية.
  • التعليم لنقل الدروس الأخلاقية والقيم.
  • الإلهام لتحفيز الأشخاص وتشجيعهم مثلًا على شيء معين، مثل تحقيق أحلامهم.
  • الإقناع للتأثير على آراء وسلوكيات الأفراد وتوجيههم لأفعال معينة.

يستخدم السرد القصصي في التسويق كذلك، ويعتمد على توظيف أسلوب السرد القصصي للترويج للعلامات التجارية أو المنتجات والخدمات التي تبيعها. إذ بدلًا من المحتوى التقليدي وذكر المعلومات عن العلامة التجارية، تُوظَف القصص لأداء هذه المهمة وربط المستهلكين مع العلامة التجارية وإقناعهم بها.

ما أهمية السرد القصصي في التسويق؟

خلال السنوات القليلة الماضية، أصبح السرد القصصي من أقوى أشكال التسويق بالمحتوى، لماذا إذًا ينبغي على المسوقين استخدام السرد القصصي في التسويق؟

1. بناء الوعي بالعلامة التجارية

تحتفي القصة بثقافة الشركة وتساعد على إظهار شخصيتها وإنسانيتها وهويتها، وتوضح للجمهور السبب وراء وجود نشاطك التجاري. «ستيف جوبز» رائد أعمال مميز ومن أعظم رواة القصص، ففي كل مرة أطلقت آبل فيها منتجًا جديدًا، حرص جوبز أن ينسج قصصًا مثيرة حول ذلك المنتج.

ومن قبلها جعل قصة تأسيس شركة آبل وقصة اختيار شعارها تُراثًا لا يمكن للعملاء نسيانه بسهولة، ليجعل شركة آبل تهيمن على عصر المعلوماتية والأجهزة الذكية لعقود.

صُممت جميع المنتجات والخدمات لتساعد في حل المشاكل التي يواجهها العملاء، وذلك في حد ذاته قصة يمكن أن تُروى لتعزز هوية العلامة التجارية، فإذا كنت تقدم علامتك التجارية دون أن تشرح المشكلة التي تحلها بطريقة وثيقة؛ فستكون قد أضعت فرصة مناسبة لكي تعرض للجمهور صوت علامتك التجارية.

رواية قصة عن الكيفية التي يساعد بها منتجك أو خدمتك العملاء في التغلب على التحديات باستخدام سيناريوهات حقيقية وواقعية؛ ستجعل من الأسهل عليهم رؤية كيف ولماذا تتناسب منتجاتك مع احتياجاتهم، وكيف تساعد علامتك التجارية في تحسين حياتهم للأفضل.

2. القصص أكثر إقناعًا في التسويق

السرد القصصي هو أفضل طريقة لإقناع الآخرين، فالقصص تجذب انتباه المستهلكين، حيث أظهرت الأبحاث أنه عندما يروي أحدهم قصة؛ فإن أجزاء الدماغ تضيء نفسها لدى كلٍّ من راوي القصة والمستمع. لذا فعندما تقدم قصة رائعة حول منتج أو خدمة ما، فإنك في الحقيقة تقدم سببًا مقنعًا للمستهلكين للشراء منك.

القصة هي مفتاح الحصول على ثقة المستهلك، لأنها تشكل اتصالًا مع نشاطك التجاري يساعد في تشكيل خيال المستهلك، وبناء ذكريات عن علامتك التجارية لا يمكن نسيانها. تُستخدم الشركات القصص التجارية لبناء علاقة عاطفية مع العملاء، فعندما تتحدث عن كيفية تأثير حدث مرتبط بنشاطك التجاري عليك وعلى ما تعلمته، وعلى ما تقدمه من خدمات أو منتجات لجمهور العملاء؛ ستخلق استجابة فورية تجعل قصتك لا تُنسى ويمكن مشاركتها على نطاقٍ واسع.

3. منح منتجك قيمة

تكمن قيمة المنتج في القصة المرتبطة به، فربما تتشابه الخدمات والمنتجات في السوق، ولكن ما سيميز ما تقدمه ويمنحه قيمة فريدة هو القصة التي تنسجها حوله، والنتيجة في أنه كلما كان الجمهور بحاجة إلى خدماتك أو منتجاتك؛ سيتذكر فورًا علامتك التجارية ولن يفكر سوى في الشراء منك.

إضافةً إلى القيمة التي يضفيها السرد القصصي على منتجاتك فهو يمنحها الحيوية، فبدلًا من سرد فوائد منتجاتك في نص كبير وممل، يمكنك أن تخبر جمهورك بالطريقة التي سيستفيدون منها من عرضك من خلال قصة قصيرة وجذابة. وبذلك يحصل العملاء المحتملين أيضًا على شيء أكثر من الميزات والحقائق، لأنهم سيدركون سبب احتياجهم لمنتجك، وسيكونون مستعدين للتعامل مع علامتك التجارية على المدى الطويل.

4. بناء العلاقات مع العملاء

تدور أقوى القصص في التسويق حول مشاعر الناس، وتربطهم بصدق بعلاقات ولاء طويلة الأمد بالعلامة التجارية، وتساعدهم على الإيمان بالنشاط التجاري وما يمثله في السوق. يسمح السرد القصصي للمسوقين بتطوير علاقة عاطفية وتواصل أعمق مع العملاء، لأنهم يحبون القصص التي ترتبط بأشخاص يتشاركون معهم المشكلات نفسها ويريدون الحلول نفسها، بحيث تصبح علامتك التجارية خيارًا جذابًا عندما يرون كيف يستخدمها الآخرون.

لا يعني استخدامك السرد القصصي في التسويق محاولة إقناع الجمهور بشراء منتجاتك بشكلٍ مباشر، ولكنك تتشارك معهم فقط تجربة وقصة مميزة، ثم تترك القرار أمامهم ليتخذوا الإجراء الذي يرونه مناسبًا، سيكون العملاء أكثر سعادة عند إجراء عملية شراء عندما يشعرون بأنهم هم الذين يتخذون الخيار.

تقنيات السرد القصصي هي العمود الفقري لاستراتيجيات التسويق القوية، يمكن أن يكون لها تأثير مدهش على أعمالك، مثل تحويل العلامة التجارية إلى تراث وبناء استراتيجية تسويق قوية، وتوليد الأرباح وكسب ولاء ومودة الجمهور.

الشركات الأكثر نجاحًا في العالم لديها قصص عميقة، ليس وراء كل منتج فقط بل وراء تأسيسها وهويتها وشعارها، وغالبًا ما تكون مرتبطة ارتباطًا عميقًا ببدايات مؤسسيها، بحيث تبني إحساسًا أعمق بالهدف والمعنى الأكبر في عملهم.

أنواع السرد القصصي

توجد العديد من أنواع السرد القصصي، فالقصة لا تأخذ شكلًا واحدًا، ولكنها تختلف وفقًا لطريقة وأسلوب عرضها. من أهم أنواع السرد القصصي:

1. السرد القصصي الشفوي Oral storytelling

النمط الأقدم في السرد القصصي من قديم الزمان، فقد اعتاد الإنسان على الحكي ومشاركة الحكايات والقصص، ويمكن أن تجد في كل ثقافة تقريبًا وجود للعديد من القصص والحكايات الشعبية. تطور السرد القصصي الشفوي مع مرور الوقت وأصبح يأخذ أشكالًا أخرى أكثر تأثرًا بالتكنولوجيا، مثل الراديو والبودكاست والمقابلات الشخصية المباشرة.

2. السرد القصصي المكتوب Written storytelling

انتقل الإنسان مع الوقت من السرد الشفوي إلى السرد المكتوب، وجُمعت القصص والحكايات في كتب مكتوبة يدويًا على الأوراق. ومع ظهور الطباعة أخذ السرد القصصي المكتوب أشكالًا عديدة؛ ما بين الروايات والقصص القصيرة والصحف الورقية المطبوعة.

3. السرد القصصي المرئي Visual storytelling

ظهر السرد القصصي المرئي كنمط شائع في عملية نقل التاريخ مع السرد القصصي المكتوب، إذ وظّف الإنسان السرد القصصي المرئي لتخليد حكاياته على جدران الكهوف والمعابد، فهناك يمكنك أن تجد قصصًا مصورة بالكامل تصف مشاهد وشكل حياة الإنسان في هذا العصر. تطور السرد القصصي المرئي مع الوقت ليشمل: الفيديوهات، والأفلام، والمسلسلات، والتصميمات المرئية كالإنفوغرافيك والصور الفوتوغرافية.

4. السرد القصصي الرقمي Digital storytelling

أدى تطور التكنولوجيا لظهور أنواع مختلفة من السرد القصصي الرقمي، وأتاح لأعداد أكبر من الأشخاص رواية قصصهم الشخصية. فأصبح الأمر جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، من خلال المنشورات التي يكتبها كل شخص على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي. غالبًا ما يمتزج السرد القصصي الرقمي مع الأنواع الأخرى من السرد القصصي، ومن أشكال ذلك مثلًا:

  • استخدام السرد القصصي الشفوي وعمل بودكاست وترويجه على منصات البودكاست المختلفة.
  • توظيف السرد القصصي المكتوب في إنشاء مدونة على الإنترنت وكتابة اليوميات أو القصص الشخصية.
  • الاعتماد على السرد القصصي المرئي وإنتاج فيديوهات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

عناصر السرد القصصي

يتضمن السرد القصصي مجموعة من العناصر الأساسية التي تساهم في بناء القصة، وغالبًا لا تخلو أي قصة من وجودها. من أهم عناصر السرد القصصي:

  • موضوع القصة Theme: لكل قصة هدف وموضوع محدد، قد يكون رسالة أو شعور معين ترغب في نقله للجمهور.
  • الشخصيات Characters: تتضمن القصة شخصية أو مجموعة من الشخصيات. من المهم في السرد القصصي في التسويق بناء شخصيات مشابهة لعملاء مشروعك.
  • الحبكة Plot: تعبّر الحبكة عن تسلسل الأحداث في القصة، ويضم ذلك الصراع والتصاعد في الأحداث حتى الوصول للعقدة، وفي النهاية حل هذه العقدة.
  • الصراع Conflict: الصراع هو جزء أساسي من الحبكة، ويكون مصدره في القصة إمّا صراع داخلي أي يدور داخل نفوس الشخصيات ويؤثر على أفعالهم، أو صراع خارجي مثل التنافس مع الآخرين.
  • إطار القصة Setting: يشير الإطار إلى كلٍ من مكان وزمان القصة، ولا بد من إعداد هذا الإطار بما يلائم موضوع قصتك.
  • وجهة النظر POV: يعبر مصطلح وجهة النظر عن راوي القصة، فإمّا يكون هناك راوي خارجي يحكي القصة من منظور المراقب ويتحدث عن الشخصيات دون المشاركة في القصة، أو يكون الراوي أحد شخصيات القصة نفسها، ويحكيها من منظوره.
  • الحوار Dialogue: المحادثات والنقاشات بين الشخصيات في القصة، وهو جزء أساسي للكشف عن الشخصيات وإظهار دوافعها وتطور الصراع في القصة.
  • الحل Resolution: نهاية القصة وانتهاء الصراع وحل العقدة.

تقنيات السرد القصصي

توجد العديد من تقنيات السرد القصصي لرواية قصتك، ومن المهم اختيار أنسب تقنية للسرد القصصي حسب القصة التي تحكيها لجمهورك. من أهم تقنيات السرد القصصي:

التقدم الزمني المنطقي

تعتمد هذه التقنية على السرد القصصي بالتقدم المنطقي في الزمن، الانتقال من الماضي إلى الحاضر ثم إلى المستقبل، أو الانتقال من الحاضر إلى المستقبل دون التطرق للماضي. في هذه التقنية لا تعود القصة إلى الزمن الذي تتركه، ويكون التركيز على زمن واحد فقط.

التنقل بين الأزمنة

يستخدم السرد القصصي هنا رواية القصص بين زمنين مختلفين، فيحكي جزء من الحاضر ثم جزء من الماضي، ويستمر الأمر حتى النهاية. يمكن أن يأخذ الأمر صورة التداخل بين الزمنين ويعرض قصصًا كاملة من كل زمن، أو يقتصر فقط على عرض مجموعة من اللمحات من الماضي Flashbacks.

الحلقات المتداخلة

في هذه الحالة يمكنك مزج عدة حكايات داخل القصة بغض النظر عن زمنها. لا تعتمد القصة هنا على الزمن كعنصر للانتقال بين الأحداث مثل الأنواع الماضية، لكنها تعتمد على مبدأ مشترك تدور الحكايات حوله، قد يكون الشخصيات أو مبدأ معين أو فكرة محددة ترغب في نقلها للجمهور.

  • رحلة البطل

تقنية شائعة في السرد القصصي تعتمد على ذكر رحلة البطل، فيكون البطل هو محور التركيز في القصة فقط، مع تجاهل بقية العناصر غالبًا إذا لم تكن مؤثرة كالزمن أو بقية الشخصيات. تعتمد هذه التقنية على حكاية التحديات والعقبات التي يواجهها البطل في رحلته، حتى النهاية بانتصاره وتغلبه عليها. ويمكنك توظيف منتجك هنا كعامل أساسي ساعد البطل في فعل ذلك.

  • البداية الخاطئة

تعتمد هذه التقنية على حكاية الأحداث وعرض قصة معينة، ثم فجأة توضح لجمهورك كيف أنّها كانت بداية خاطئة، وتعود لتبدأ قصتك من جديد. توظّف هذه التقنية في السرد القصصي في التسويق بكثرة، إذ يمكنك عرض البداية الخاطئة لحياة البطل قبل استخدام منتجك وكيف تأثرت حياته سلبًا، ثم تعود بعدها لتتحدث عن حياته بعد استخدام المنتج.

كيف تستخدم السرد القصصي في التسويق باحترافية؟

تشير إحصائية لـ One Spot إلى أن 92% من المستهلكين، يريدون أن تجعل العلامات التجارية إعلاناتها تشبه القصة. فالعملاء لا ينفقون سوى 37 ثانية في المتوسط ​​على كل مقال، فإذا لم يسرد محتواك قصة مثيرة للاهتمام، ستكون قد فقدت انتباه القارئ على الأغلب. لذا من الضروري أن تتأكد من أن رسالتك تجذب انتباههم منذ البداية.

1. تحديد الجمهور المستهدف

حدد المستهلكين الذين ترغب في بيعهم ما تقدمه، وتحويلهم إلى عملاء من خلال قصة جذابة. لا يمكن تقديم قصة مُحكمة دون أن يكون لديك فكرة واضحة عن الجمهور الذي ستتوجّه إليه بقصتك. فكلما كان الجمهور محددًا بدقة أكبر، كانت فرص مشاركتهم المحتوى الخاص بك مع شبكاتهم الاجتماعية أفضل.

تُعدّ شركة Airbnb من أشهر العلامات التجارية التي تستخدم السرد القصصي في التسويق. وهي شركة عالمية تدير سوقًا على الإنترنت يقدم خدمات الضيافة، إذ تتيح للأشخاص تأجير أو استئجار أماكن للسكن في أي مكان في العالم. وهي بذلك تستهدف الأشخاص الذين يمتلكون منازل في أي مكان يرغبون في تأجيرها، والمسافرين الذين يقصدون تلك الأماكن.

تُظهر Airbnb في قصصها دومًا كيف أن التواصل مع الآخرين مهم، وكيف تجعل علامتها التجارية ذلك ممكنًا وسهلًا لكل من أصحاب المنازل والمسافرين الذين يرغبون في استئجارها. تتبع الشركة في ذلك نهجًا يُحيي العلاقات الإنسانية، ويثبُتَ أنه مثالي للعلامة التجارية.

2. تطوير شخصيات قصتك

الشخصية هي المحور الأهم لقصتك، لذلك من المهم إنشاء شخصيات يشعر العملاء بأنّها قريبة منهم وتعبر عنهم، فيمكنهم رؤية أنفسهم في القصة التي تعرضها لهم، فهذا يجعلها شخصية جذّابة لهم. اتبع النصائح الآتية لبناء الشخصية:

  • حلل صفات جمهورك المستهدف جيدًا، ووظفها في بناء الشخصيات بالقصة.
  • أنشئ همًا مشتركًا بين شخصياتك وجمهورك، بمعنى أن يكون التحدي أو نقطة الألم بينهما متماثلًا، فيشعر الجمهور أنّ هذه معاناته وتحدياته.
  • أنشئ كذلك أهدافًا مشتركة ودوافع متشابهة بين شخصياتك وجمهورك.
  • استثمر معرفتك الجيدة بجمهورك، ووظف أحداث من حياتهم أو خبراتهم السابقة كجزء من شخصيات القصة.

3. بناء الصراع والحل

تكتسب القصة قيمتها من وجود مشكلة تسعى الشخصية لحلها، وتتمثل في الصراع داخل القصة، ثم بعد ذلك يأتي الحل. عندما يتعلق الأمر باستخدام السرد القصصي في التسويق، فمن الضروري أن تخلق الصراع مما يواجهه جمهورك من مواقف وتحديات، ثم تقدم منتجاتك أو خدماتك كحل لهذا الصراع.

يجب أن تتأكد أنّ الصراع الذي تصنعه داخل قصتك يتسق مع الرسالة التي ترغب في توصيلها للجمهور، فلكل قصة عادةً رسالة واضحة يرغب الراوي في توصيلها للجمهور، وتُبنى القصة حول ذلك. لذا، تأكد من توظيف رسالتك ضمن الصراع والحل بصورة واضحة تضمن فهمها من الجمهور.

4. تحديد أسلوبك في القصة

لكل قصة أسلوب خاص بها، ويتحدد ذلك وفقًا للهدف منها، إذ يساعد الأسلوب المناسب على توصيل الرسالة المطلوبة للجمهور. من أهم العناصر التي تحدد أسلوبك في القصة:

  • نوع القصة: مثلًا إذا كنت تكتب قصة اجتماعية، فهنا قد تفضل الأسلوب الجاد المباشر، أمّا إذا كانت قصتك ترفيهية فقد تستخدم أسلوبًا مرحًا يعتمد على الدعابة. يمكن المزج بين أكثر من أسلوب وفقًا للقصة.
  • نوع الراوي في القصة: أي نمط يلائم قصتك؟ الراوي الخارجي أم راوي من ضمن الشخصيات؟
  • تقنيات السرد القصصي: من بين تقنيات السرد القصصي ماذا يناسب قصتك ويساعدك على توصيل رسالتها بأفضل صورة ممكنة؟

5. إنشاء هيكل واضح للقصة

توجد العديد من تقنيات السرد القصصي والطرق التي يمكن استخدامها لكتابة قصة، لكن المشترك بين جميع القصص الناجحة هو وجود هيكل واضح للقصة، يتضمن الآتي:

  • بداية القصة وعرض المشكلة أو القضية الأساسية.
  • الوسط وتفاقم المشكلة والوصول إلى العقدة أو قمة الصراع.
  • النهاية وحل الصراع بالصورة المناسبة.

اهتم ببناء هيكل قوي لعملية السرد القصصي، لتكسب قصتك بُعدًا مشوقًا يحفّز الجمهور على متابعتها للنهاية، ووظف العناصر المختلفة، مثل السرد والوصف والحوار لفعل ذلك.

6. كتابة قصة ذات صلة بمنتجاتك

ما هو المنتج الذي تبيعه؟ أو ما هي الخدمة التي تقدمها؟ لا يمكن أن تقدم قصة عن علامتك التجارية ليس لها علاقة بما تقدمه. اختر قصة ذات صلة، وفكر في القصة من وجهة نظر الجمهور، وتأكد من أنها تتعلق برسالتك التسويقية.

لأنك إذا اخترت قصة غير ذات صلة، مهما كانت جذابة ومرحة أو غير عادية، سوف تشتت انتباهك عن رسالتك، ولن يساعدك السرد القصصي في إرساء قيم العلامة التجارية. يجب أن يكون الغرض من القصة واضحًا وملائمًا لرسالة شركتك، واحرص على ضبط اللغة التي تستخدمها، والتفاصيل التي تتضمنها، لكي تتكيف القصة مع اتجاهات الجمهور ويفهمها جيدًا.

7. استخدام العاطفة في السرد

سيساعد استخدام العاطفة في رواية القصص عن علامتك التجارية في أنسنتها، لأن الجمهور يحب القصص العاطفية، وإضفاء المشاعر الإنسانية على القصص التي ترويها؛ ستجعل العملاء يشكلون علاقة قوية مع علامتك التجارية ويتذكرونك لفترة طويلة.

اختر المشاعر الملائمة التي تريد أن يشعر بها جمهورك عندما يتعامل مع قصتك؛ هل ستكون مشاعر الدفء؟ السعادة؟ أم الإلهام أم التعاطف… إلخ. واحرص على تضمين التفاصيل والمعلومات والسيناريوهات التي ستشجع جمهورك على الشعور بالطريقة التي تريدها عند سرد ​​قصتك.

8. توظيف شهادات العملاء في القصة

يهدف السرد القصصي في التسويق إلى المساعدة على ترويج علامتك التجارية، ولذلك ليس ضروريًا أن تكون قصتك من إنشائك أنت بالكامل. فبدلًا من قول أنّ منتجك جيد، يمكنك ترك جمهورك يقول ذلك بدلًا عنك. يضيف ذلك تفاعلًا في قصتك بمشاركة عدّة أشخاص، ويمنحك مصداقية لما تبيعه.

لذا، وظّف شهادات العملاء في سردك وشارك قصص نجاح واقعية لهم، فهذا يحفّز عملائك المحتملين على الشراء. وإذا كنت ترغب في كتابة قصة احترافية لعلامتك التجارية، يمكنك الاستعانة بـ خدمات كتابة المحتوى من خمسات، أكبر سوق عربي للخدمات المصغرة، واختر كاتبًا مبدعًا ومحترفًا يمكنه صياغة قصة احترافية تساعد على ترويج علامتك التجارية وتسويق منتجاتك وخدماتك.

9 نصائح لسرد قصصي جذاب عن علامتك التجارية

لكي تنجح في كتابة قصة جذابة وملهمة، ينبغي أن تأخذ بالحسبان الأمور التالية:

  • حدد هدفًا لعلامتك التجارية: تأكد من أن هذا الهدف يتناسب مع احتياجات جمهورك.
  • تأكد من أن جمهورك مستعدًا: قبل أن تكتب القصة تأكد أن جمهورك على استعداد لسماع القصة، لتضمن أنهم سيستجيبون، ويتخذون إجراءً معينًا.
  • كن صادقًا فى سردك القصصي: جزء مهم من كونك قاصًا رائعًا هو أن تكون قصصك أصيلة. لن تكسب ثقة جمهورك أبدًا إذا لم تكن صادقًا مع نفسك. سيتمكن العملاء من اكتشاف الأشياء غير الحقيقية التي ترويها، أو المبالغات التي تقوم بها.
  • حدد رسالتك: من المهم أن تكون القيم والرسائل التي ترغب في تمريرها ضمن القصة واضحة خلال السرد بشكلٍ كامل.
  • حدد نوع القصة: هل تريد أن تخبر الناس عن نفسك، هل تريد نقل قيمة ما؟ هل تريد أن تنقل معارف وتثقّف جمهورك؟
  • اختر الشكل المناسب الذي ستشارك به قصتك: يمكن دمج القصص مع كل أشكال المحتوى مثل: المقالات والفيديوهات والإنفوجرافيك والكتب الإلكترونية… إلخ.
  • استخدم البيانات والأرقام والإحصائيات: لزيادة تأثير قصصك، يمكن أن يساعد سرد القصص المستند إلى البيانات، في بناء موثوقية ومصداقية لعلامتك التجارية.
  • استخدم قصص العملاء: وذلك من خلال إعطاء أمثلة حقيقية عن كيفية استفادة الأشخاص من منتجك، بدلاً من أن تقول «منتجنا هو الأفضل».
  • اكتب القصة: ضع العبارة التي تحث المستخدم على اتخاذ إجراء، ثم شاركها.

شركات ناجحة استخدمت السرد القصصي بطريقة رائعة

1. شركة ألعاب الليجو: فيلم ليجو

لا شيء أفضل من أن يستمتع الناس بالقصص والمحتوى المسلي، لذا ستجد أكثر من 90 دقيقة من المغامرات المسلية الممتعة التي قدمت بفيلم lego movie كانت بمنزلة تسويق بالمحتوى لألعاب الليجو. لك أن تتخيل كم عدد الأطفال الذين شاهدوا هذا الفيلم، ليقرروا شراء ألعاب الليجو بعد انتهائه مباشرةً!

إذا أردت نجاح عملك، فاسرد قصة شركتك بطريقة رائعة، وانس أمر المبيعات لأن المبيعات ستأتي تباعًا. إذا لم تستطع أن تسرد قصتك، ففكر في توظيف من لديه هذا المفهوم بدايةً من الاهتمام بالتفاصيل، لرسم الصورة المجملة عند الجمهور بالنهاية.

2. هيونداي: رسالة إلى الفضاء

ستيفاني فتاة صغيرة -13 عامًا- أرادت أن ترسل رسالة إلى والدها رائد الفضاء الذي يعمل بالمحطة الدولية. لكن هذه المرة بدلًا من إرسالها إلكترونيًا، حظت ببعض المساعدة من شركة هيونداي، لتُرسّم رسالتها على الرمال بواسطة سيارات هيونداي Genesis، ويتمكن والدها من رؤية رسالتها وهو بالمحطة.

بالطبع نالت الرسالة رقم قياسي بموسوعة جينس لأكبر رسالة ترسم بالرمال، بنهاية الفيديو يكتبوا رسالة قصيرة عن القصص يجب أن تتعلم منها.

دورك الآن لتخبر قصتك

من المهم الآن أن تبدأ في الاعتماد على إخبار القصص بالمحتوى الذي تسوقه سواء قصص نجاح، أو تجارب عملاء سعداء، أو حتى قصة موظف أمين ..إلخ. إذا كنت تمتلك قصة جيدة من نجاح أو فشل بنّاء؛ فابدأ باستغلال الأمر على الناحية الأخرى. ابدأ باستخدام التفكير الإبداعي خارج الصندوق، لتصل لقصص رائعة تسوق من خلالها لأعمالك. يمكنك البدء بهذه الأسئلة:

  • من هو جمهورك المستهدف؟
  • ما هي المواضيع الأكثر تشويقًا، والمرتبطة بمنتجك تستطيع استخدامها؟
  • كيف يمكن أن تحوّل هذه المواضيع إلى قصص معرفية، مسلية ممتعة؟
  • كيف يمكنك تقديم وإظهار فلسفة ومبادئ شركتك، بالقنوات التسويقية المختلفة؟
  • ما هي أفضل قصة تناسب عملك؟

في الأخير، لا يشتري العملاء في الغالب منك بناءً على ما تبيعه، بل لأن هناك سببًا تبيع لأجله. السرد القصصي يمنحك فرصة لعرض أسبابك بأكثر الطرق جاذبية ومتعة وابتكارًا. اكتب الآن أجمل القصص مع أفضل كتاب المحتوى عن علامتك التجارية ومنتجاتك، عبر منصة خمسات.

كاتب مشارك: معاذ يوسف

تم النشر في: التسويق الإلكتروني