ما أهمية العمل الجماعي في بيئة العمل؟

تعد مهارات التواصل الفعال والعمل الجماعي من أهم الصفات التي توليها الشركات أهمية خاصة لما لها من تأثير قوي على إنتاجية أفراد فريق العمل، وبالتالي إنتاجية العمل ككل. فتعاون أفراد العمل ضمن فريق وتوظيف كل إمكانياتهم ومهاراتهم لتحقيق هدف مشترك من شأنه تحسين كفاءة الفرق العاملة، ورفع نسبة نجاح أي مشروع.

جدول المحتويات:

تعريف العمل الجماعي وأهميته

يعرف العمل الجماعي بأنه تعاون عدد من الأفراد معًا لتحقيق هدف مشترك يصب في مصلحة المنظمة ويعود بالنفع على الأفراد في بيئة العمل، وهذا لا يحدث إلا في بيئات العمل الصحية التي تشجع على التنافس الصحي الذي يهدف إلى تناقل الخبرات بين الأفراد فيها. وللعمل الجماعي من الأهمية ما يجعله سببًا في نجاح المنظمات فأفضل ما يقدمه العمل الجماعي للأفراد وللمنظمة:

تحسين الأداء العام للموظفين وتحسين الإنتاجية

إذ أن تعاون أفراد العمل معًا ضمن فريق هو بمثابة تعاون بين نقاط القوة التي لدى كل فرد منهم، مما يساهم في معالجة أي قصور قد تنشأ بسبب ضعف المهارات، ويؤدي تقليل نقاط الضعف هذهِ سهولة تناقل الخبرات بين فريق العمل.
العمل الجماعي هو العمل من أجل المصلحة العامة، مما يعني تقليل المنافسة بين أعضاء الفريق، فالمنافسة ضد بعضهم البعض من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية، ليست شيئًا يساهم في تحسين الإنتاجية العامة، بل هو شيء يعوق نجاح المؤسسة.

العمل بروح الفريق يساعد على تدفق الطاقات والدوافع

يحقق العمل بروح الفريق الربح لكلا الطرفين، المؤسسة والموظفين، ويشجع الموظفين على اكتساب مهارات العمل الجماعي، والتعاون مع الآخرين في بيئة العمل، مما يؤدي إلى نتيجة إيجابية لجميع الأطراف، وإلى النمو التنظيمي وتضاعف إنتاجية المنظمة ونجاحها.

تبادل الخبرات وتعزيز التواصل بين أفراد الفريق

اختلاف أعضاء الفريق وتنوع خبراتهم ومعارفهم يساهم في توليد أفكارٍ وخططٍ مختلفة، وذلك من شأنه أن يعزز طرقًا مختلفة لحل المشكلات، وهو ما يتحقق بالعمل الجماعي. أضف إلى ذلك، أنه ينمي التواصل المستمر بين أعضاء الفريق ويقوي مهارات التواصل الفعال لديهم، سواء مع بعضهم البعض أو بينهم وبين المؤسسة.

وللتواصل الفعال أهمية كبيرة في بيئة العمل، إذ يساعد على إدارة الصراعات التي قد تنشأ بين الموظفين في فريق العمل ويساهم في تقليلها وتقليل التوتر في بيئة العمل، ويتيح فرصة تسليم المشاريع في وقتها والتفاهم بشكل أفضل، ويمكّنهم من تبادل خبراتهم بسهولة مما يسهل على الجميع العمل بأفكار وأساليب متنوعة.

مميزات العمل ضمن فريق في بيئة العمل

1. سهولة تبادل المعلومات والخبرات وتعزيز الإبداع والابتكار

تعاون عدد من الأفراد على إنجاز مهمة محددة يعني مساهمة كل فرد منهم ومشاركته في إنجاز جزء من المشروع مما يسهم في إنجاز المهمة الرئيسية بطريقة أكثر فعالية، كما ويسهم التعاون عند مواجهة أي صعوبة في إنجاز المشروع على تبادل المعرفة والخبرات التي تسهل تنفيذ المهام، وتبادل الخبرات والمعارف بين فريق العمل يؤدي إلى زيادة الإبداع والابتكار بسبب مشاركتهم الأفكار المختلفة وتشجيع بعضهم البعض في أثناء العمل مما يعزز القدرة على الإبداع والابتكار.

2. تعزيز الثقة بين أعضاء فريق العمل

العمل ضمن فريق يساعد على بناء الثقة بين أفراد العمل، وتقوية العلاقات بينهم، ويساعدهم على فهم أكبر لمن حولهم. وتنمية الثقة بين الموظفين تساعدهم على تمرير المشكلات التي قد تنشأ بسبب اختلافاتهم الفردية.

كما أن بيئة العمل التي يثق فيها الموظفين ببعضهم البعض ويساعدون بعضهم البعض تكون معنوياتهم فيها مرتفعة ويشاركون بحماس وإنتاجية عالية، بالتالي يُزهرون بأفضل النتائج عكس البيئة التي يكون الموظفين فيها بروح معنوية منخفضة مما سيجعلهم يقومون بأعمالهم المطلوبة منهم فقط ولا يتجاوزها.

3. تطوير الذات

يساعد العمل الجماعي على تطوير الذات، فتبادل المعارف والخبرات بين أعضاء الفريق، يحفزهم على تطوير ذواتهم وتوسيع آفاقهم لاستيعاب الخبرات المختلفة، ويجعل كل فرد يؤدي دوره في الفريق بأفضل ما يمكن.

4. تفويض المهام بسهولة

إذا كنت قائد فريق فأنت تعرف هذه الميزة جيدًا، فالقيادة الفعالة تُعني دومًا بالعمل الجماعي، إذ إنه يتيح لها اختيار أعضاء الفريق بناءً على مهارات كل فردٍ منهم وخبراته، ثم إسناد المهام لهم تبعًا لتلك المميزات التي يتمتعون بها، مما يسهم في إنجاز المهام بطريقة أكثر فعالية. فالعمل الجماعي هنا يتيح فرصة الاستفادة القصوى من مهارات كل شخص.

5. تحقيق التكاتف في بيئة العمل

القيادة الفعالة هي التي تسمح للموظفين بالعمل بأفضل ما لديهم لتحسين مستواهم، ففهم الموظفين وسلوكهم يساعد على تحقيق التكاتف في بيئة العمل.

سلبيات العمل الجماعي

هناك عدد من التحديات التي قد يسببها العمل الجماعي، نظرًا لأن العمل في فريق يعني مواجهة تحديات مختلفة من تلك التحديات:

1. طول الفترة الزمنية لإنجاز المشروع

بعض المشاريع تحتاج وقتًا أطول عندما يعمل عليها فريق مشترك، إذ يحتاج العمل إلى مزيد من التنظيم في توزيع المهام والتغذية الراجعة وغيرها مما يأخذ وقتًا أطول. كما أن المناقشات الكثيرة تبطئ التوصل إلى القرارات وبالتالي تبطئ من الوصول إلى الهدف.

بالتأكيد مناقشة مشكلة ما من جميع الزوايا، ودراسة الإيجابيات والسلبيات لكل حل يتم عرضه هو شيء مهم ولابد منه، إلا أن كثرة المناقشات والاجتماعات قد تؤدي إلى التقاعس عن العمل.

2. عدم تقاسم عبء العمل

علميًا يجب تقسيم العمل بالتساوي على كل أفراد الفريق، لكن على أرض الواقع هذا نادرًا ما يحدث، وغالبًا ما يتكاسل البعض عن العمل ويترك الآخرين يقومون بمعظم العمل مما يولد استياء عند الآخرين ويؤدي إلى خفض الروح المعنوية للفريق بأكمله، ويمكن لقائد الفريق تقليل هذا الأمر عبر إجراء تقييمات منتظمة لأفراد الفريق.

3. المشكلات الداخلية

حتى أكثر الفرق مهارةً وتجهيزًا صحيًا قد تتعرض إلى مشكلات داخلية، إذ يؤدي اختلاف أساليب العمل أو أساليب التواصل أو تنافس أفراد الفريق مع بعضهم البعض إلى حدوث اختلافات بينهم، وقد ينشأ على أثرها صدامات شخصية مما يقلل من كفاءة الموظفين، وربما يؤدي إلى الانقسام.

ومن أجل ذلك يجب تعزيز العمل التعاوني بصفة مستمرة وتشجيع كل أعضاء الفريق على مساعدة بعضهم البعض والنظر إلى تلك الاختلافات على أنها فرصة للإبداع والابتكار.

4. الأشخاص الذين لا يفضلون العمل الجماعي

هناك بعض الأفراد الذين يعملون بجد ويكون إنتاجهم ذو جودة عالية عندما يعملون بشكلٍ مستقل ولا يفضلون العمل الجماعي، أو لا يقدرون على العمل ضمن فريق، فيكون وضعه ضمن فريق عمل مؤشر سلبي على روح الفريق المعنوية وكذلك استغلال سيء لقدراته.

5. نقص الأفكار الإبداعية

قد يمتنع بعض الأفراد في فريق العمل من عرض أفكارهم ومشاركتهم خوفًا من أن يسقطهم أحد الزملاء أو لظنهم أن حق المشاركة يقتصر على الزملاء الأقدم في العمل مما يمنعهم من المشاركة لو كانوا أقل خبرة أو أحدث، فالأفكار التي يجمع عليها الأغلبية وينحازون لها بشدة تؤدي إلى انسحاب أصحاب الأفكار المختلفة فلا يعبرون عن رأيهم، وربما يشعرون أنهم على خطأ.

هنا، يجب أن يشعر كل فرد في المجموعة بمدى أهمية دوره فيها، وأن يولي المدير الاهتمام بكل الآراء والأفكار المطروحة على الطاولة ومناقشتها بطريقة إيجابية وبحث إيجابيات وسلبيات كل رأي.

6. عدم تحمل المسؤولية

عند حدوث مشكلة أو خطأ قد يميل أعضاء الفريق إلى إلقاء اللوم على بعضهم البعض، قد يُبعد أحدهم نفسه عن المسؤولية واللوم، بالرغم من أن تحمل المسؤولية يكون على الفريق ككل، كما أنه من الصعب تحديد مكان الخطأ عندما يكون العمل قائمًا على فريق.

7. مقاومة توجيهات القائد

أحيانًا تهتز رؤية وسلطة القائد الحقيقي أمام قوة الفريق إذا ما اجتمع الفريق بأكمله على رأي معين، ويمكن لأعضاء الفريق أن يتحملوا التوجيهات عالية المستوى إذا شعر الفريق أن لهم رأيًا في القرارات الكبيرة. إذ من الأفضل ممارسة القيادة التشاركية في قيادة الاجتماعات وغيرها من مناقشة القرارات والإجراءات، وأن يساهم أعضاء الفريق في قيادة الفريق إلى النتائج التي يطمحون إليها، مع تحديد الشخص الذي يقود المناقشات، حتى لا يمر وقت الاجتماع في مناقشات بلا نتيجة، وأن يقوم هذا الشخص باتخاذ القرار النهائي.

8. التواصل غير الفعال

تعد مهارات التواصل الفعال من الركائز الأساسية التي يرتكز عليها العمل الجماعي، بالتأكيد لن يحدث تواصل فعال مع فريق من تخصصات مختلفة على الفور، سيحدث ذلك تدريجيًا وبمرور الوقت، ويجب أن يكون مستوى مهارات التواصل بينهم عالية حتى يعمل الفريق بشكل فعال، لكن لو انعدم التواصل بين أفراد العمل فذلك سيؤدي إلى تقليل الكفاءة الإنتاجية وانعدام الثقة بينهم وهو ما لا نطمح إليه.

تحديات العمل الجماعي

مع كل تلك المميزات التي يتمتع بها العمل الجماعي، إلا أن توظيفه في بيئة العمل يعني مواجهة عدد من التحديات التي ينبغي على التنظيم الإداري مراعاتها:

انعدام الثقة

كما أشرنا سابقًا كيف أن للثقة أهمية كبيرة في العمل الجماعي، فإن انعدامها بالتأكيد يؤثر على مدى فعالية العمل الجماعي، فيحتاج أعضاء الفريق أن يبنوا الثقة بينهم، فذلك يؤثر على تواصلهم وفهمهم لبعضهم البعض، خاصةً في المشاريع التي تشتد فيها ضغوط العمل حتى يسهل عليهم التواصل وتبادل الخبرات ومساعدة بعضهم في إنجاز المهام.

الصراعات الدائمة

الاختلافات في الرأي ليست أمرًا سيئًا عند العمل ضمن فريق، بل هى أمر إذا تمت إدارته بشكل جيد سينتج عنه ابداعات كثيرة، لكن إذا لم يُدر كما يجب فبالتأكيد سيشكل أزمة في فريق العمل.

عدم تبادل المعلومات

مشاركة المعلومات والخبرات هي من أهم ركائز العمل الجماعي في الفرق الفعالة، وأحد الطرق التي تؤدي إلى إنجاح المشاريع هي مشاركة المهارات والخبرات مما يساعد على رفع قدرة الفريق ككل وتنمية نقاط القوة لديه.

عدم التفكير في الصورة مكتملة

من معيقات العمل الجماعي أيضًا التركيز على الأمور اليومية العاجلة بدلًا من التركيز على العمل ككل في صورته النهائية، وكيف تتوافق جميع أجزاء المشروع معًا، ويقع أصحاب المشاريع غالبًا في هذ الخطأ، فالأمر لا يتعلق بمشروع واحد وإنما استدامة الأعمال والنجاح على المدى الطويل، والنجاح على المدى الطويل يتطلب تفكيرًا طويل المدى.

ضعف الإدراك

يعطي أفراد الفريق بتصرفاتهم وسلوكياتهم صورة وسمعة عن فريق العمل، وما يعطي انطباعًا أيضًا هو مدى نجاح فريق العمل وقدرته على الوفاء بالوعود والتوقعات المرجوة، ومن هنا يجب على جميع أعضاء الفريق أن يدركوا مدى أهمية دورهم في تحسين الصورة العامة للفريق.

كيفية تطوير مهارات العمل الجماعي في بيئة العمل

يرتكز العمل الجماعي بشكل أساسي على العلاقات بين أعضاء الفريق بشكل كبير، أي ليست المهام المطلوب إنجازها هي ما تعوق تقدمهم، وإنما العلاقات التي تربطهم ببعضهم قد تفعل وقد تكون كذلك سبب نجاحهم. لذا من المهم التأكد من تواجد عدد من الأمور هي: التواصل، والتعاون، والثقة والمرح.

أولًا: مهارات تواصل قوية

بين أفراد العمل وتحدث حين يشعر أعضاء الفريق بالحرية في التعبير عن آرائهم وأفكارهم ويطرحون استفساراتهم بلا خجل ولا خوف من نقد أو غيره:

  • حين تشجع بيئة العمل على المخاطرة المعقولة، سواء في اتخاذ القرارات أو تنفيذ الإجراءات ويثقون في بعضهم دومًا.
  • عندما لا يدعم الفريق أي صراعات شخصية تتم بين الأفراد داخل الفريق بل يدعمون بعضهم البعض في الإنجازات.
  • النظر لأعضاء الفريق نظرة فردية فيتم الاهتمام بآرائهم الفردية ووجهات نظرهم وخبرتهم.

ثانيًا: بناء الفريق

يجب اختيار أعضاء الفريق بحكمة، حيث يجب النظر إلى مجموعة متنوعة من القدرات والخبرات الشخصية، لإنشاء فريق من الأشخاص تفكيرهم متقارب وعلى استعداد للعمل على هدف مشترك.

ثالثًا: المشاركة الفعالة

كمدير يجب التأكد من مشاركة كل عضو في العمل وفي رؤيته للصورة النهائية، حيث يشعر الأعضاء بأهمية دورهم في المشروع، ولا يجب أن يكتفي المدير بالدور التوجيهي فقط فيما يتعلق بعملية العمل.

رابعًا: تعزيز التعاون بين الموظفين

من خلال خلق بيئة اجتماعية تعاونية والتشجيع على مساعدة أفراد الفريق لبعضهم البعض، وهو أمر لن يتم على الفور بل يحتاج بعض الوقت، ويتم ذلك من خلال التحدث إلى الموظفين وتشجيع السلوك التعاوني ومنح المكافآت بناءً على أدائهم التراكمي كل ذلك سيؤدي إلى نتائج مبهرة.

تم النشر في: تطوير المهارات