ما هي استراتيجيات تطوير المنتجات؟

سيطرت شركتا نوكيا Nokia وفيليبس Philips على سوق الهواتف النقالة لسنواتٍ طويلة، لكنها لم تستطع الحفاظ على هذه المكانة لعجزها وتأخرها عن تطوير منتجات قادرة على المنافسة. من هذا المنطلق، تبرز أهمية تطوير المنتجات كونها ضرورة ملحة تضمن مسايرة تغيرات ومتطلبات السوق، وتعزيز مكانة الشركات. فما هي أبرز استراتيجيات تطوير المنتجات؟

جدول المحتويات:

ما المقصود باستراتيجيات تطوير المنتجات؟

تشير استراتيجيات تطوير المنتجات إلى سلسلة من العمليات الهادفة إلى خلق وتطوير سلعٍ وخدماتٍ جديدة. إنها الرحلة الكاملة لإخراج المنتج إلى الوجود، والتي تبتدئ بالفكرة الأولية للمنتج وتنتهي بطرحه وتتبعه في الأسواق. كما لا ينحصر تطوير المنتج على توفير سلعٍ جديدة فقط، بل يشمل أيضًا المنتجات القديمة، التي تفرض المنافسة وتغير متطلبات العملاء الحاجة إلى تطويرها.

وعليه فإن استراتيجيات تطوير المنتجات ليست رهينة بالشركات الحديثة التي تبحث عن موطئ قدمٍ لها في السوق، بل تشمل أيضًا كل المؤسسات التي تسعى للحفاظ على ريادتها عبر الاستجابة إلى الحاجة المتزايدة للعملاء. من جهة أخرى، لا يقتصر تطوير المنتجات على الخدمات المقدمة من كبريات الشركات، بل يشمل كل القطاعات مهما صَغُرَ حجم نشاطها.

أهمية استراتيجيات تطوير المنتجات

يمكن الجزم أن أي مؤسسة لا تمتلك استراتيجيةً واضحةً في مجال تطوير المنتج، قد تتعرض للانهيار بعد أن تصبح منتجاتها القديمة متجاوَزة. يعزو ذلك إلى المنافسة الشرسة بين الشركات في تحسين منتجاتها وسعيها لاستقطاب العملاء بتوفير احتياجاتهم المتجددة باستمرار.

تسمح استراتيجيات تطوير المنتجات بتقديم حلول مبتكرة وخدماتٍ مميزة، تطابق تفضيلات عملائك وتطلعاتهم. الأمر الذي يخلق لديهم قابلية لدفع أموالهم مقابل ما تقدمه. كما أن تطوير المنتج لا يستهدف عدم التفريط بعملائك الحاليين فقط، بل يجعل بمقدورك استهداف عملاء جدد أيضًا بطرح ميزاتٍ جديدة تناسبهم.

في المحصلة، يعين تطوير المنتج على تمكّن شركتك من تحقيق تدفق الأرباح، وهو ما يعني قدرتها على مواصلة نشاطها. هل تتذكر المثال السابق عن شركات الهواتف النقالة؟ لقد فشلت في تطوير المنتجات الخاصة بها، وكان هذا كافيًا من أجل خروجها من أضيق أبواب المنافسة.

مراحل تطوير المنتجات

قبل الشروع في استراتيجيات تطوير المنتجات، ينبغي أن تكون على دراية بالمراحل الصحيحة لتطوير المنتج، لتمتثل أي استراتيجية تطبقها لهذه المراحل. وهي:

  1. تحديد الهدف: تبدأ كل عمليات تطوير المنتجات برؤيةٍ واستراتيجيةٍ واضحة. لذا ابدأ بوضع الهدف الذي ترغب بتحقيقه بعد تطوير المنتج، والاستراتيجية اللازم اتباعها لذلك. ينبغي أن تكون الأهداف محددة في إطار زمني وقابلة للقياس.
  2. تحديد احتياجات السوق: البحث في احتياجات السوق يسمح بمعرفة الثغرات المتواجدة عند المنافسين، وفهم متطلبات العملاء وإدراك المشكلات التي تواجههم؛ ليكون التطوير متوافقًا مع تطلعاتهم تمامًا.
  3. العصف الذهني: بعد تحديد المشكلة التي ستطوّر المنتج من أجل حلها للعملاء، تنتقل لمرحلة العصف الذهني التي تضع فيها أفكارًا ومقترحات تُترجم في النهاية لمنتجاتٍ وسلع. استمع هنا لجميع المقترحات من حولك، واجمعها لتراجعها بشفافية.
  4. تحليل الأفكار والمقترحات: ينصب التركيز هنا على اختيار أفضل الأفكار وأكثرها قابلية للتطبيق، ادرس المقترحات بعناية وبموضوعية تامة، وحدد الفرص والتحديات التي تتيحها كل فكرة، ثم اختر الفكرة التي تخلق لمنتجاتك ميزة تنافسية قوية.
  5. إنشاء النموذج الأولي: انتقلنا هنا إلى الشق العملي من تطوير المنتجات، فبعد اختيار الفكرة المناسبة تبدأ بالشروع بتطبيقها لتخرج بنموذج أولي مجسِّد لمضمون الفكرة. بطبيعة الحال يخضع هذا النموذج إلى العديد من التحسينات إلى حين الحصول على منتجٍ نهائي.
  6. اختبار المنتج: لضمان نجاح الفكرة، ينبغي اختبار المخرجات الخاصة بها. ونعني بذلك اختبار النموذج الأولي للمنتج، غالبًا ما يتم الأمر عبر عرض عدد محدود من النسخ على العملاء لتجربتها وإعطاء الانطباعات التي تكوّنت لديهم. يمكنك جمع هذه الآراء عبر رصد التفاعلات على شبكات التواصل الاجتماعي أو استطلاعات الرأي.
  7. معالجة الأخطاء والتحسين: بعد اختبار المنتج يأتي الدور على معالجة النواقص والعيوب التي أظهرت التقارير وجودها، وهو ما يمكنّك من تطوير منتجك بطريقةٍ أكثر فاعلية. يجدر التنويه أن هذه المرحلة تستمر حتى بعد إطلاق المنتج النهائي، فتتابع باستمرار آراء العملاء وتستجيب لها.
  8. إطلاق المنتج: نصل هنا إلى المرحلة التي نقطف فيها ثمار مجهودات تطوير منتجك، فتطلق المنتج في السوق وتشرع بالتسويق له لضمان وصوله لشريحة واسعة من العملاء بفعالية.

شعار خمسات

كل ما تحتاجه لبدء مشروع تجاري وبناء علامة تجارية متكاملة في مكان واحد

8 من أبرز استراتيجيات تطوير المنتجات

يتيح مجال تطوير المنتجات العديد من الاستراتيجيات التي تستطيع اتباعها لرفع قيمة أعمال نشاطك التجاري، أبرزها ما يلي:

تطوير منتجات سابقة

تشكل الإصدارات الحديثة من المنتجات السابقة دافعًا ومحفزًا من أجل زيادة الإقبال عليها. هل تعتقد أنه بمقدورك العمل على نظام ويندوز XP في الوقت الذي ظهرت فيه إصدارات جديدة من أنظمة شركة ويندوز؟

تركز هذه الاستراتيجية على الاستجابة لمتطلبات العملاء التي تعبر عن رغباتهم في تجويد وتطوير المنتجات الحالية، وهو ما يتحقق من خلال الإصدارات الحديثة التي تقدم منتجاتٍ سابقة في صيغة جديدة تحمل الكثير من التحسينات. قد تكون هذه التحسينات إضافات جديدة على المنتج، أو حلول لمشكلات كانت متواجدة به.

زيادة قيمة المنتج

هل تعلم أنه يمكنك تطوير منتجاتك دون إدخال تغييراتٍ جديدةٍ عليه؟ في واقع الحال، تلجأ الكثير من الشركات إلى هذه الاستراتيجية التي تقوم على الرفع من قيمة المنتج عبر تقديم عروض وحسومات أو إضافات مجانية. تسمح هذه المزايا بتعزيز ولاء العملاء الحاليين وإغراء العملاء الجدد.

إصدار نسخ تجريبية

تعطي النسخ المجانية أو التجريبية فرصة لاكتشاف منتجاتك والتعرف على مزاياها قبل الإقدام على شراء نسخة كاملة أو نهائية. يعتمد نجاح هذه الاستراتيجية على تقديم منتجات ذات جودة عالية وميزات استثنائية، تخلق القابلية لدى العميل من أجل شراء النسخة الكاملة.

تطوير منتجات خاصة

يمكن القول إن استهداف فئات معينة بمنتجات خاصة، سيسمح لك بامتلاك حصة من السوق لم ينتبه إليها الكثير من المنافسين. ينبغي التركيز هنا على البحث عن احتياجات فئة من العملاء التي لها مطالب خاصة، كالمرضى أو الأطفال أو أصحاب القدرات الشرائية الضعيفة، ثم العمل على الاستجابة لاحتياجاتهم على وجه الخصوص.

ربما تعتقد أن التخصص سيحد من حجم الأسواق المستهدفة، لكنه في الواقع يشير إلى مدى اهتمامك بتحقيق احتياجات العملاء كافة، فتزيد من ثقة عملائك. إن كنت توفر منتجاتٍ غذائية على سبيل المثال، فيمكنك العمل على إصدار منتجات غذائية نباتية أو خالية من الجلوتين بسعرٍ معقول.

إطلاق حزمة المنتجات

قد يُقبل العملاء على منتجاتك، لكنهم يجدون أنفسهم أمام العديد من الخيارات. من أجل ذلك، يمكنك إطلاق حزمة من المنتجات ضمن العروض. بحيث تشكل الحزمة حلًا متكاملًا، ويكون شراؤها أقل تكلفة من شراء كل منتج على حِدة. على سبيل المثال لا الحصر، تتطلب العناية بالبشرة العديد من المنتجات المختلفة، سيكون من المفيد جمعها في حزمة أو باقة واحدة تحقق الهدف نفسه بسعرٍ أفضل.

تطوير منتجات جديدة NDP

كما هو واضح، فإن هذه الاستراتيجية تقوم على توفير وابتكار منتجات جديدة غير مطروحة في السوق في مجال أعمالك. ابحث عن المشكلات التي لا توجد منتجات تحلها بعد، ثم اعمل على تطوير منتج جديد خاصًا بها.

تذكر أن تطوير منتج جديد لا يعني التضييق على مكانة منتجاتك القديمة وتقليل قدرتها التنافسية، وإنما إغناء العرض واستهداف المزيد من العملاء الجدد. فتوفير شركات الهواتف لإصدارات جديدة مثلًا، لا يعني التوقف عن دعم وتحديث أنظمة الهواتف القديمة.

استهداف أسواق جديدة

يُعدّ دخول الأسواق الجديدة أحد أهم استراتيجيات تطوير المنتجات، فتعمل هنا على إعادة تسويق منتجاتك في أسواق جديدة لم تُستهدف قبلًا من طرف شركتك. قد يتم ذلك من خلال توسيع الرقعة الجغرافية لتوزيع المنتج، أو استهداف فئة عمرية لم تكن ضمن عملائك المستهدفين مسبقًا.

قد تحتاج هذه الاستراتيجية إلى إضافة بعض الميزات على منتجك أولًا. على سبيل المثال، إن كنت تقدم تطبيقًا هاتفيًا يقدم خدماتٍ في مجالٍ ما باللغة العربية، فالتوسع بأسواق أخرى أجنبية يستدعي إضافة اللغة الإنجليزية على التطبيق.

تغيير فكرة المنتج

أن تأتي بفكرة منتج مبتكر ومميز لا يعني بالضرورة تحقيق النجاح المرغوب، فقد تكون الفكرة غير قابلة للتطبيق أو غير مناسبة للسوق المستهدف. في هذه الحالة، وجب العمل على إعادة تغيير فكرة منتجك. يمكنك هنا الحفاظ على المبدأ العام للمنتج مع تغيير مميزاته. فمثلًا، عندما لا يتفاعل العملاء مع منتج غذائي جديد، يمكنك العمل على تغيير النكهات أو المكونات للخروج بقيمة غذائية أو مذاق أفضل.

5 نصائح لنجاح استراتيجية تطوير المنتج الخاص بك

يُعدّ التفكير الاستراتيجي مهمًا من أجل تطوير المنتجات، إلا أن بناء الخطط والسعي إلى تحقيق النجاح المنشود قد لا يكون ممكنًا إلا بالأخذ في الحسبان عدة أمور أساسية، يمكنك تنفيذها باتباع النصائح التالية:

1. تابع احتياجات عملائك

يكمن الهدف الرئيسي من تطوير المنتج في تحقيق متطلبات العملاء المتجددة باستمرار. كما أن العميل يشكل حجر الزاوية، فهو المستخدم النهائي للمنتج، والسبب الرئيسي في نجاحه أو فشله. من هنا ينبغي الحرص على متابعة متطلبات عملائك أولًا بأول، والتواصل معهم بشكل منتظم لإدراك احتياجاتهم الحقيقة.

تتعدد الطرق التي يمكنك من خلالها متابعة آراء العملاء، فيمكنك متابعة التغذية الراجعة التي تصلك، وشكاوى العملاء لفريق الدعم، كما يمكنك نشر بعض استطلاعات الرأي عبر البريد الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو إعداد المقابلات الميدانية.

2. وظّف الموارد البشرية المناسبة

تطوير منتج ناجح يتطلب الأشخاص المناسبين، الذين يملكون الخبرات والقدرات اللازمة التي تمكّنهم من تطوير المنتج بكفاءة وفق أحدث التقنيات. تبعًا لذلك، احرص على توظيف الموارد البشرية الأكثر كفاءة؛ لإنجاح استراتيجيات تطوير المنتجات الخاصة بك. إذ يمكنك الاستفادة من الخدمات التي يقدِّمها المحترفون على منصة خمسات، أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة، في جميع مراحل تطوير المنتج الخاص بك.

3. شارك أهدافك مع فريق العمل

من أجل تحقيق أفضل النتائج في تطوير المنتج، احرص على مشاركة أهدافك بوضوح مع فريق العمل. إنها الطريقة المثلى من أجل توحيد الجهود، إذ يساهم فريق تطوير المنتج كلٌ من موقعه في تقديم المقترحات والتصويبات التي من شأنها المساعدة على بلوغ الأهداف الموضوعة بشكلٍ أفضل وأسرع. كما أن مشاركة الأهداف يعزز من روح العمل الجماعي لدى الفريق، فيتحقق الانسجام والتوافق الضروريين لضمان تعاونٍ سلسٍ داخل المؤسسة.

4. وفّر الاستثمارات الضرورية

بناءً على أهدافك واحتياجات عملائك، تُرصد الاعتمادات المالية التي تُترجم إلى استثمارات في تطوير المنتج. تأكد من أن حجم الأموال المستثمرة كافٍ من أجل تغطية مختلف النفقات وبلوغ الأهداف دون حدوث أي اختلالات لم تكن بالحسبان، فتؤثر على خطة العمل وقد توقف رحلتك في تطوير منتجك.

5. تعلّم باستمرار حول استراتيجيات تطوير المنتج

مهما كان حجم نشاطك، لا تتردد في فهم استراتيجيات تطوير المنتجات بشكل معمق، يساعدك ذلك على المضي قدمًا في نجاحاتك والتعرّف على كل ما هو جديد في عالم تطوير المنتجات.

ستساعدك دورة إدارة تطوير المنتج المقدمة من أكاديمية حسوب على إتقان استراتيجية تطوير المنتجات من الصفر دون الحاجة لخبرة سابقة، فتتعرف بفضلها عبر التطبيق العملي على كيفية نقل الفكرة لمنتج حقيقي ناجح ضمن خطة واضحة ومتكاملة.

أمثلة على استراتيجيات تطوير المنتجات

تتعدد الأمثلة التي تشهد على قدرة استراتيجيات تطوير المنتجات على الصعود بالشركات نحو النجاح في الأسواق العالمية. لعل أبرز الأمثلة على ذلك شركة جوجل التي أُطلقت جوجل سنة 1998، وكانت مقتصرة على متصفح الإنترنت، لكن الشركة اليوم تقدم عشرات الخدمات والمنتجات، بما في ذلك خرائط جوجل ويوتيوب ونظام أندرويد للهواتف، وغير ذلك الكثير.

لا تتوقف جوجل عن تطوير المنتجات وهو ما يجعلها دائمًا في القمة مهما بلغ عدد المنافسين، كما أنها لم تعتمد على إحدى استراتيجيات تطوير المنتجات دون غيرها، بل حرصت على التنويع بينها. فقد عملت على تطوير خدمات موقعها الشهير ليصبح أكثر كفاءة، كما وفرت منتجات جديدة عديدة، علاوةً على استهداف أسواق جديدة وغيرها الكثير.

ختامًا، يمكننا القول أن استراتيجيات تطوير المنتجات هي الكفيلة بمنحك حضورًا قويًا ودائمًا في السوق. من هذا المنطلق، اختر الاستراتيجية المناسبة التي تجعلك قادرًا على استغلال إمكانياتك في بلوغ أهدافك الموضوعة.

تم النشر في: المنتجات الرقمية