تعد عملية تطوير المنتجات بمختلف مراحلها، إحدى الركائز الأساسية التي يُبنى عليها التسويق الناجح لأي منتج. حيث تعرّف إلى أنها العملية التي تُعنى طرح منتجات جديدة وفق حاجة السوق وبشكل مدروس مسبقًا، ما يضمن تحقيق النتائج المرجوة من تطوير المنتج. إذ وباختصار يعد التخطيط الاستراتيجي للمنتجات الجديدة أساس النجاح في عملية التسويق الإلكتروني لاحقًا.
جدول المحتويات:
- أقسام المنتجات
- من المسؤول عن عملية تطوير المنتجات؟
- كيف تبدأ خُطَّة تطوير منتج صحيحة؟
- 10 خطوات لتطوير المنتجات الجديدة
يعتمد اعتبار أي منتج أنه “جديد” على مدى خبرة المستخدم في التعامل مع المنتج حيث تقسم المنتجات إلى:
الفئة الأولى
منتجات موجودة مسبقًا لا داعي لتطويرها، تعدّ عمليات تطوير المنتج محاولةً كسب السباق التسويقي مع الشركات الأخرى، حيث تعتمد استراتيجية تطوير المنتج بشكل رئيس على عملية التسويق الإلكتروني المرتبطة به.
الفئة الثانية
منتجات موجودة تسعى الشركات لتطويرها لتواكب تغيرات السوق، إذ يوجد أنواع من المنتجات التي تكون بحاجة إلى التحسين والتطوير لتساير تغيرات الأسواق المحكومة برغبات المستخدمين.
الفئة الثالثة
منتجات جديدة تمامًا، تكون مرتبطةً بأفكار ثورية غير مطروقة وغير مكررة في الأسواق حيث يتم تخطيط وتطوير المنتج عبر عدد من المراحل التي سنأتي على ذكرها في المقال هذا.
تتألف عملية تطوير منتج جديد من عدد من الخطوات المتكاملة والمتسلسلة التي لا يمكن تجاوز إحداها دون إتمام المرحلة التي تسبقها. حيث تجري العملية على منتجات موجودة مسبقًا وتحتاج للتطوير بشكل دوري لكي تحقق حاجات السوق المتغيرة بانتظام، أو تُستخدم العملية من أجل تطوير منتجات جديدة تمامًا. ذلك بغرض زيادة الحصة السوقية في مجال ما أو توسيع خط الإنتاج.
من المسؤول عن عملية تطوير المنتجات؟
عادةً ما يكون المسؤول عن عملية تطوير المنتجات قسم إدارة المنتجات في أي شركة، إذ يعمل الفريق بشكل متكامل وبتعاون منذ استلام الأفكار حتى وصول المنتج لأرفف المحال التجارية أو إلى المواقع الإلكترونية. حيث يُعنى هذا القسم بالاهتمام بدراسة الخُطَّة التسويقية أيضًا التي تضمن نجاح عملية تطوير المنتجات وإطلاقها.
تتضمن عملية تطوير المنتجات الاهتمام بإدارة المنتجات، وهي عملية تهتم بطرح سؤال “لماذا” حول المنتج المراد تطويره وإطلاقه. لماذا هذا المنتج؟ لماذا سوف يختار العملاء هذا المنتج دون غيره؟ والكثير من الأسئلة على هذا السياق الذي ستؤدي بدورها إلى إطلاق عملية بحثية شاملة تتضمن جميع جوانب المنتج.
كيف تبدأ خُطَّة تطوير منتج صحيحة؟
وَفْقًا لموقع ProductPlan فإن أفضل طريقة لإطلاق خُطَّة تطوير منتجات متكاملة، هي الاهتمام بآراء جميع المساهمين في الشركة، إذ هم يعدّون مستخدمين أيضًا وبما أنهم من أصحاب القرار في الشركة سيكون قرارهم مبنيًا على تجربتهم الشخصية مع المنتجات واختيار الأفضل للشركة المنشأة بحيث تضمن الخُطَّة تحقيق الأرباح لها.
سنتناول كيفية تطوير منتج جديد بالتفصيل عبر اتباع الخطوات الصحيحة للحصول على منتج يلبي حاجة السوق ويحقق نجاحًا عند المستخدمين المستهدفين.
خطوات تطوير المنتجات الجديدة
أولًا: إيجاد فرصة محتملة في الأسواق
قبل البَدْء في الحديث عن كيفية تطوير منتج جديد يجب في بادئ الأمر الحديث عن حالة السوق الذي سيتم طرح المنتج فيه، إضافةً للحديث عن طبيعة العملاء المستهدفين والوضع الاجتماعي العام.
حيث إنه من غير العملي التفكير في تطوير المنتجات لمجتمع أو سوق مُشبع بنوعية المنتجات هذه، أو سوق غير قادر على تحمل تكاليف المنتج بالرغْم من فائدته، حيث يعد الأمر دخولًا في حرب تنافسية محتدمة مع الكثير من المنتجات، ما يهدد نجاح المنتج المحتمل.
ثانيًا: تخطيط وتطوير المنتج عبر طرح الأفكار
يعتمد طرح الأفكار بشكل رئيسي في البداية على الاستعانة بفريق من المتخصصين، القادرين على طرح الأفكار المناسبة للبدء بعملية تطوير المنتج. إذ يجب على الأفكار أن تتميز بالحداثة، وأن تتمتع بطابع مميز يجعلها تبرز بين المنتجات المشابهة في الأسواق، حيث يُعد الأساس في تطوير منتج جديد ناجح، هو النجاح في ابتكار أفكار مناسبة.
إضافةً إلى ذلك، يجب أن تعتمد الأفكار على دراسات حيادية ومن مراجع موثوقة لتكون الأساس الثابت في عملية بناء وتطوير المنتجات.
ثالثًا: اختبار مدى فعالية الأفكار المقترحة وتسجيلها
قبل الخوض في عملية التصميم والتطوير لأي منتج يجب في البداية اختبار مدى فعالية وإمكانية الاستفادة من الأفكار المقترحة إلى أبعد الحدود. حيث تعد هذه الخطوة هامة، إذ توفر على الشركة غمار التجارِب وصنع الأنموذجات الأولية والدراسات وبناء الجداول الإحصائية على أفكار قد تبدو مثالية، إلا أنها مثالية للغاية لا يصلح تطبيقها في الأسواق. أو أفكار مناسبة وناجحة لكنها غير كافية لإطلاق منتج مبنيّ عليها.
إذ يمكن الاستفادة من بعض الأفكار في عملية تطوير المنتجات الموجودة أصلًا لدى الشركة دون الحاجة للبدء بعملية جديدة من الصفر. تأتي بعد ذلك، مهمة الشركة في الاستحواذ على المشروعات المشابهة وفي حماية الحقوق الفكرية وإصدار براءات الاختراع الخاصة بالمنتج، حيث تعد حصرية الأفكار إحدى أهم نِقَاط القوة التي تضمن للشركة انطلاقةً موفقةً في عملية تطوير المنتجات.
رابعًا: دراسة تكاليف وجدوى تطوير المنتجات الجديدة
هل يحقق تطوير منتج جديد نجاحًا في الأسواق؟ هل يحقق الجدوى المأمولة من الخوض بعملية تطوير المنتج؟ هذه الأسئلة هي ما يجب البَدْء بها في حال أردت بناء استراتيجية تطوير منتج تعتمد على أسس سليمة. إذ أنه من غير العملي أو المجدي تطوير منتج يحقق حاجة السوق لكنه يعجز عن تحقيق ربح حقيقي للشركة أو المؤسسة القائمة عليه.
حيث يؤدي انخفاض هامش الربح المحقق للشركة إلى تقييد الجهود المستقبلية الرامية لتطوير المنتج ليساير تغيرات الأسواق ورغبات المستهلكين، بالتالي هذا يعني عمر أقصر للمنتج وفترة نجاح أقل.
تساعد عملية دراسة الجدوى عملية تطوير المنتج الجديد للشركة على وضع تصورات واضحة عن عدد خطوط الإنتاج المحتملة، إضافةً إلى القدرة على تحقيق تصور عن الأرباح المتوقعة، وعلى هذا بناء استراتيجية تطوير منتج متكاملة.
خامسًا: صنع نماذج أولية
تكمن أهمية هذه الخطوة في قدرتها على تحديد مصير المنتج كاملًا إذ يجب الانتباه إلى إنتاج نسخ أولية بأقل هامش خطأ ممكن، أي منتجات أقرب إلى الحقيقية. تضمن هذه العملية للشركة القائمة على المنتج ضمان الحصول على نتائج قياسية صحيحة عن مدى تقبل المنتج الأولي في الأسواق من قبل المستخدمين ونجاح وصوله إلى شريحة المستخدمين المستهدفة.
غالبًا ما يتم إنشاء الأنموذجات الأولية على عدة مراحل حتى يسهل تسجيل الملاحظات عقب كل مرحلة وإدخال التحسينات المفترض أنها ستحسن من جودة المنتج وأدائه في الأسواق، إضافةً إلى تدوين الملاحظات حول صعوبات وعقبات عملية الإنتاج.
إذ تعد هذه العملية صعبة الحصر بشكل دقيق في أثناء إنتاج أعداد كبيرة من المنتجات، إضافة إلى إمكانية حصر المشاكل والأخطاء المحتملة، وبالتالي تفادي الخسائر التي قد تلحق بالمنتجات كافة.
سادسًا: اختبار المنتج على مجموعات محددة من الأفراد
ليس من الضروري انتظار إطلاق المنتج بشكل رسمي لدراسة رأي المستخدمين وردة فعلهم وتجربتهم مع المنتج الجديد، حيث يمكن أن يأخذ ذلك وقتًا طويلًا بسبب الحاجة للانتظار لكي يحقق المنتج عدد معين من المبيعات. إذ من ركائز عملية تطوير المنتجات هي التأكد من إطلاق منتج يحقق جميع المعايير اللازمة اجتيازها من هذه المعايير: الجودة – سهولة الاستخدام – آراء المستخدمين الإيجابية.
حيث تقوم الشركات باختيار عينات محددة من المجتمع المستهدف، قد تكون عشوائيةً أو مدروسةً. ثم يتم اختبار مدى نجاح المنتج بالنسبة للمستخدمين وإدخال التحسينات اللازمة عليه بناءً على ردود فعل المستخدمين الأولية.
سابعًا: إجراء دراسة تسويقية بعد الانتهاء من تطوير المنتج
لا تقل عملية تخطيط الحملة التسويقية للمنتج أهمية عن جميع المراحل التي تسبقها، إذ إنه لمن الضروري تحديد الطريقة الأمثل من أجل التسويق للمنتج. يتم ذلك من أجل ضمان نجاح وصوله إلى أكبر شريحة من المستخدمين المستهدفين فيه. لذا عليك الاهتمام بعملية التخطيط التسويقي للمنتج بقدر لا يقل عن أي مرحلة أخرى.
وفقًا لأكاديمية حسوب فإن اتباع آلية 50% التي تنص على أن صناعة منتج يحبه الناس هو أمر أساسي لاجتذاب العملاء، لكنه غير كافٍ، وبذلك أنت ملزم بالاهتمام بالدراسة التسويقية بالتوازي مع باقي مراحل تطوير المنتج في حال رغبت أن ينجح منتجك بشكل صحيح.
بعد ذلك يجب اختيار وسيلة التسعير المناسب واختبار الوسائل التي تدفع المستخدمين للتخلي عن العلامات التجارية الأخرى والتوجه لاستخدام هذا المنتج دونًا عن غيره، إضافةً إلى الأخذ بالحسبان معايير نية المستخدم وكيفية توجيه الباحث عبر الإنترنت إلى المنتج المزمع إطلاقه.
ثامنًا: التسويق للمنتج
بعد اجتياز المنتج لجميع خطوات تطوير المنتجات الجديدة السابقة، يأتي دور الحملات الإعلانية الآن التي من مهمتها تهيئة المجتمع لاستقبال المنتج الجديد. إذ تبدأ عملية التسويق ولاسيما التسويق الإلكتروني قبيل إطلاق المنتج وذلك من أجل خلق بيئة حاضنة تؤمن سوق تصريف المنتج فور إطلاقه. حيث يعد التأخر في تحقيق المبيعات بعد إطلاق المنتج بسبب انتظار نجاح حملات التسويق الإلكتروني أمرًا يؤدي إلى حصول خسائر كبيرةً غير متوقعة للشركة.
تاسعًا: إطلاق المنتج
تعتمد عملية إطلاق المنتج على حجم المنتج بالنسبة للشركة المصنعة، أهو أهم منتجاتها وأساس علامتها التجارية؟ أم أنه منتج ثوري لكنه ليس العلامة المميزة للشركة؟ حيث تعني الإجابة على هذه الأسئلة ما إن كانت الشركة تعد لحفل ضخم لإطلاق المنتج الخاص بها، أم يقتصر الأمر على القليل من الفيديوهات الدعائية، وما إن كانت ستشارك في معارض منتجات مشابهة لإطلاق منتجها أو تنظم معرضها الخاص. حيث تعد عملية إطلاق المنتج من أهم المراحل على الإطلاق.
مثلًا شركة آبل الأمريكية صاحبة هواتف الآيفون الشهيرة، تنظم كل عام عدة معارض تحت مسمى WWDC وذلك من أجل الإعلان عن أحدث أجهزتها وإصداراتها في المجال الرقمي، يُعقد في الـ7 من يونيو هذا العام. لكن عندما يتعلق الأمر بمنتجها الأشهر وهو الآيفون فإن آبل تنظم معرضًا آخر تمامًا مخصص فقط للآيفون، الذي يكون غالبًا في شهر سبتمبر من كل عام.
عاشرًا: متابعة مبيعات وتعليقات المستخدمين حول المنتج
تُعدّ عملية تطوير المنتجات هي أساس تحقيق النجاح في السوق، إذ ما تم تطوير المنتجات الجديدة بشكل صحيح. لكن قد تتساءل؛ كيف تصبح ملمًا بمجال تطوير المنتجات، وقادرًا على المساهمة في عملية تطوير منتجاتك بشكل مباشر؟ الإجابة على هذا السؤال تكمن في دورة إدارة تطوير المنتجات التي تقدمها أكاديمية حسوب، وستساعدك على إدارة تطوير منتجك من الصفر دون الحاجة لامتلاكك لخبرة سابقة.
تساعدك هذه الدورة على تعلم المفاهيم الأساسية في مجال إدارة تطوير المنتجات واكتساب المعرفة الكافية التي ستمكنك من المساهمة في تطوير منتجاتك بشكل يضمن لك النجاح والاستمرارية في الأسواق. بدءًا من تحليل الأسواق ودراستها والتعرف على الآليات المُثلى لتحليل المنافسين والتفوق عليهم، مرورًا بتعريفك على الخطوات الواجب اتباعها من أجل اختيار الأخصائيين الأكفأ وتوظيفهم للمساعدة في تحقيق الأهداف التي ستتعلم كيف تحددها بدقة.
ختامًا، تتطلب الأسواق اليوم امتلاك مهارات وخبرات كبيرة لتتمكن من النجاح في حث الزبائن على اقتناء منتجاتك وضمان استمراريتها في الأسواق، وهذا ما ستساعدك دورة إدارة تطوير المنتجات من أكاديمية حسوب في ضمان تحقيقه والنجاح فيه.
تم النشر في: أغسطس 2021
تحت تصنيف: ريادة أعمال | المنتجات الرقمية