يقول لِس براون: “رأيُ شخصٍ آخر بك لا يجب أن يكون واقِعَك”، كثيرا ما تدفع آراء الآخرين بنا نحو الهاوية، إذا لم نكن مؤمنين كفاية بأنفسنا، وإذا لم نتلقّ الدعم الكافي ممن نحبهم، أُمّ توماس إيدسون مثلا عندما وصلتها رسالة من المدرسة تخبرها أن ابنها “غبيّ جدا” لم تسمح لابنها بالاطلاع على فحوى الرسالة وأوهمته أنهم يقولون بأنه “عبقري”، بعد ذلك بسنوات كان إيدسون من أعظم مخترعي عصره، وأصبح رابع أكبر مخترع في التاريخ، لذلك فإن الطريق نحو النجاح يبدأ من إيماننا بقدراتنا هذا ما حدث مع مصطفى محمود عبد العال عندما بدأ رحلته مع العمل الحر، في هذا اللقاء يقص علينا كيف واجهت عائلته مصاعب العمل الحر معه، وكيف نجح في تحقيق أرباح بلغت ما يقارب 5550 دولار بعد بيع عدد خدمات تجاوز 1250 خدمة.

*هل يمكن أن تحدثنا عن نفسك ونبذة عنك في البداية؟

مصطفى محمود عبد العال من صعيد مصر وتحديدا محافظة سوهاج مدينة طهطا قرية بنهو، حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية بتقدير جيد جدا، متزوج ولدي طفل يبلغ من العمر عامين، أعشق الكمبيوتر والإنترنت بشكل عام وعملي كدعم فني بشكل خاص، علّمت نفسي بنفسي في فترة لم يكن متاحا فيها دروس أو شروحات متوفرة باللغة العربية، في تلك الفترة كانت اللغة الانجليزية عائقا بالنسبة لي،  ومع ذلك اعتمدت على ترجمة جوجل وعلى التجربة والإنجاز لمدة لا تقل عن 8 سنوات قبل انطلاقي للعمل بشكل رسمي في هذا المجال .

  *كيف كانت بدايتك مع خمسات، وكيف تعرفت على الموقع؟

في فترة من الفترات كنت عضوا بارز في موقع الويب العربي وهو من أكبر المواقع التطويرية وكان يعتبر مركزا معروف للمطورين والحصول على عملاء من خلال الويب , بدأت أساعد الجميع بدون مقابل وأقدم الدروس بشكل مجاني حتى برز اسمي وانضممت إلى طاقم الإدارة بدأت كمشرف حتى وصلت إلى مدير الساحة التعليمية، كنت أعمل فيما لا يقل عن 7 شركات كدعم فني براتب شهري، ووصل الأمر إلى إنني أصبحت أعمل أوفلاين من خلال الشركات، حتى انهار الويب العربي وانهار العمل من خلال الإنترنت في تلك الفترة بدأت أبحث عن أي مكان أقدم فيه عملي كان الحديث يدور عن موقع يسمى خمسات وأنه موقع صادق وجيد بدأت ابحث في خمسات عن الخدمات المقدمة فيه وكيفية عمله إلى أن علمت أن خمسات ليس مجرد موقع وإنما هو منصة كبيره تتبع لشركة عريقة لها دورها الرائد في تطوير الويب ومن هنا بدأت وكلي ثقة، قدمت أول خدمة في أول يوم اشتركت فيه بالموقع وبِعت الخدمة نفسها، بنفس اليوم مما أعطاني دافعا كبير جدًا أن يصبح خمسات بالنسبة لي هو مصدر تركيزي الأول، إلى جانب عملي في خمسات كنت أعمل في شركة كبيرة وعظيمة في مجالها، كنت أعمل social media specialist إلى أن تطور الأمر وقمت بتأسيس فرع لهذه الشركة لدي في صعيد مصر وقمت بإدارة فريق كبير، إلى أن قررت هذه الشركة إغلاق فرعها بالصعيد وفتح فرعها بالقاهرة ومن هنا أصبح تركيزي الأول والأخير على خمسات التي تعتبر مصدرًا أساسيا الآن في نفقاتي على أسرتي الصغيرة.

*ما هي أهم الصعوبات التي واجهتك في البداية وكيف تغلبت عليها؟

العوائق التي أصابتني بالإحباط في فتره من الفترات كانت وسائل الدفع فلم يكن لدي باي بال ولم يكن متاحا في مصر بشكل عام وكان تعاملي من خلال الوسطاء مما كان يقتطع جزء كبير من أرباحي وتأخرهم في تحويل المال إلى أن تغلبت على هذه المشكلة وذلك بعد أن أتاحت باي بال الخدمة في مصر ومن يومها  لم أجد أي صعوبات نهائيا في خمسات بالعكس يوم بعد يوم يلهمني الله بأفكار جديدة أقدمها بكل شغف من خلال هذه المنصة الرائعة

*ما هي نوعية الخدمات التي تقدمها ونسبة الإقبال عليها؟

في بادئ الأمر درست كل أنواع الخدمات الموجودة على خمسات وقمت بمقارنتها بما يتوفر لدي من مهارات وما يمكنني تقديمه وكان مجالي كدعم فني هو العنصر الأساسي والمسيطر على نوعيات الخدمات فكنت على قناعة بأنني إن قدمت شيئا أكون سعيدا بتقديمه سأكون في المقدمة، لذلك قدمت خدمات التطوير والدعم الفني وكان تركيزي بشكل دائم على أن أقدم خدمات حصرية ولو بنسبة جيدة وأن تكون غير متوفرة في خمسات لذلك سيلاحظ الجميع أن بعض خدماتي غير مكررة بالموقع نهائيا وفي الغالب كان معظمها غير مكرر إلا أن من حق أي دعم فني أن يقدم نفس خدماتي إن كان لديه المعرفة بها ففي الفترة الأخيرة لاحظت أن بعض خدماتي أصبحت مكرره في خمسات لذلك أعمل جاهدا هذه الفترة على تقديم بعض الخدمات الحصرية مره أخرى .

*ما هي أهم الدروس التي تعلمتها خلال رحلتك مع العمل الحر والخدمات المصغرة؟

العمل الحر رائع بكل المقاييس لا يوجد شخص متحكم بك أنت تقدم ما تحب، تقدم ما تجيده،  تقبل بتقديم خدماتك لمن تريد، ولا تقدمها أيضا لمن تجده لا يستحقها، لذلك أهم الدروس التي تعلمتها من العمل الحر هو الصبر، فالصبر مفتاح الفرج، البعض يدخل على خمسات وييأس من أول أسبوع لأنه لم يقدم أي خدمة، لكن من يملك الصبر والإصرار سيحصل على خدمته الأولى والتي ستكون بداية لنجاح كبير .

*هل واجهتك بعض المواقف الصعبة، المضحكة، أو الغريبة من الجيران أو الأهل بسبب عملك على الإنترنت؟

في بادئ الأمر لم يكن يتوفر لدي كمبيوتر في المنزل وكان الانترنت صعب المنال فكنت أذهب لمقاهي الانترنت وأقضي بها ساعات وساعات وبعض الأوقات كنت أظل يوما كاملا بها فكنت أعود إلى المنزل متأخر وكان الجيران يلاحظون أنني أعود متأخرَا وأخرج باكر، فظنوا أني أسهر مع أصحاب السوء وأتعاطى الممنوعات، كانوا يقصدون أبي ويخبرونه بذلك فكان يضحك ويخبرهم أنه على ثقة بي ويعلم ما الذي أفعله، إلى أن شاء القدر وحصلت على أول مبلغ مالي من العمل الحر وكان يعادل 1500 جنيه فطلبت من المرسل أن يرسل المبلغ باسم أبي حتى أؤكد له أنني عند هذه الثقة، كانت سعادة ما بعدها سعادة .

*هل تخطط لنيل لقب بائع موثوق؟ وما هي خطتك  في حال حصولك على لقب بائع موثوق؟

أعتبر هذا بائع موثوق؛ ليس مجرد لقب لكي يزيد عدد المبيعات ويثق بك العملاء، أنا أنظر لهذا اللقب نظرة مختلفة، فأنا أرى من يحمل هذه اللقب قدوة لابد أن يُقتدى بها كما أراه منصبًا كبيرًا وأركز جيداً عندما أجد ردًّا من البائعين الموثقين على سؤال في المجتمع،  لذلك أنظر إلى البائع الموثق على أنه سفير لهذه المنصة لذلك لابد أن يكون قدوة حسنة، ومساعدًا ومُرشدًا للبائعين الجدد، لذلك سأعمل جاهدا على أن أحصل على هذا الشرف بإذن لله وأن أكون قدوه جيدة ومساعدا جيدا بما أمتلك من معلومات لمن يحتاجها بإذن لله .

    * برأيك كيف تتحقق أسباب النجاح في العمل الحر؟

بالحرية:  من منا يكره أن يكون حرًا، الحرية تولّد الابتكار والإنجاز،  لذلك فالعمل الحر هو ابتكار للتحرر والإتقان والتطوير في العمل .

      *  كيف ترى مستقبل العمل الحر في العالم العربي؟

في تقدم مستمر مع توفر هذه المنصة الكبيرة المتطورة التي تبتكر أساليب جديدة لضمان الحقوق بين البائع والمشتري، والتي تطور يوما بعد يوم في محتواها وطرق عرضها للخدمات .

        * ما هي أهدافك المستقبلية؟

هدفي بإذن لله افتتاح شركتي في القاهرة في مجالي .

      *  بعد أن جربت العمل الحر هل يمكن أن تعود للعمل التقليدي؟ (في مكاتب الشركات)

لن أنظر له بكل تأكيد لأنني أعتبره مضيعة للوقت إلا إن كنت صاحب هذا العمل،  بمجرد الانضمام للعمل التقليدي ينتهي الطموح والابتكار، ويكون الإنسان في موضع المكائد ومن يتقبلك ومن لا يتقبلك، لذلك أحب العمل الحر وسأظل أحبه وسأعمل على المساعدة في تطويره إن توفرت لي الفرصة.

         * ما هي قيمة الأرباح التي تطمح وتخطط لتحقيقها في المستقبل القريب

أحمد الله على ما أعطاني وأحمده على هذا القدر إن شاء الله هدفي المليون دولار  🙂

* هل هناك أحلام استطعت تحقيقها بعد حصولك على أرباحك من خمسات؟

عند بدايتي في العمل الحر كنت أطمح لشراء دراجة بخارية، وحققت ذلك بفضل من الله وبفضل هذه المنصة الرائعة، وبعد تركي لعملي في الشركة التي كنت أعمل بها، يعتبر خمسات هو المنقذ بالنسبة لي فلولا خمسات بعد تركي للعمل لما وجدت مصدر دخل آخر حتى أعيد ترتيب حساباتي، ولكن في المقام الأول ستظل خمسات ظهرًا صلبًا أتكئ عليه في وقت الشدائد، دائما ما يكون المال الذي أكسبه من خمسات منقذًا لنفقاتي الشهرية .

     * حدثنا عن التغيير الذي أحدثه موقع خمسات في حياتك وأسلوب عملك وتعاملك؟

النظام:  يعتبر النظام هو أساس القوام، التزامي بمواعيد تقديم خدماتي لعملائي جعلني ما أنظم وقتي جيدًا لكي أتمكّن من تقديم خدماتي في الوقت المناسب .

تم النشر في: نوفمبر 2017
تحت تصنيف: قصص نجاح | قصص نجاح بائعي الخدمات