دليل متكامل لإعداد دراسة جدوى لمشروعك قبل إطلاقه

غالبًا ما يعزو سبب فشل المشاريع التجارية الناشئة إلى عدم الاعتناء بمرحلة ما قبل الإطلاق، فكل مشروع ينطوي على مستوى معين من المخاطر، ينبغي دراستها والتأكد من جدوى العمل. فبذلك تستطيع التمييز بين الفرص التي تستحق العناء، والاستثمارات التي ترتفع كفة فشلها. تستطيع التأكد من ذلك عبر إعداد دراسة جدوى لمشروعك. فما المقصود بدراسة الجدوى؟ وكيف تنجزها؟

جدول المحتويات:

ما هي دراسة الجدوى؟

يمكن تعريف دراسة جدوى المشروع بأنها عملية تصميم أولية يمكن من خلالها شرح المشروع وتقييمه وتحليل مختلف جوانبه، سواء الفنية أو الاقتصادية أو القانونية أو التكنولوجية، وما إلى ذلك.

وتهدف دراسة الجدوى إلى التأكد من إمكانية تنفيذ المشروع من عدمه وقياس مدى جدواه، إضافةً إلى معرفة وفهم قدرة فريق العمل أو الشركة على المضي قدمًا في المشروع وفق الخطة المحددة، مع إدراك الصعوبات والتحديات التي قد تعرقل إتمام المهمة. وبذلك تتمكن من تحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات المحيطة ببيئة العمل، واكتشاف ما إذا كان المشروع سيحقق عائد استثمار إيجابي أم لا.

الفرق بين دراسة جدوى المشروع وخطة العمل

على الرغم من تشابه دراسة جدوى المشروع مع خطة العمل في العديد من الجوانب، إلا أن هناك اختلافات جوهرية بينهما، فالأولى تُعد لتحديد مدى قابلية المشروع للتنفيذ قبل تخصيص الميزانية اللازمة لعملية التشغيل. إذ إنها الخطوة الأولى في عملية التخطيط للمشروع ويمكن تطويرها لاحقًا وتحويلها إلى خطة عمل. وتتضمن حسابات وتقارير مالية لمعرفة إمكانيات وقدرات صاحب المشروع أو الشركة.

أما خطة العمل، فتُصمم للمشاريع التي على وشك التنفيذ الفعلي، وتفترض أن فكرة المشروع قابلة للتطبيق وواقعية، أي أنها تلي دراسة جدوى المشروع مباشرةً، وتحتوي على أهداف المشروع والاستراتيجيات والتكتيكات التي تسهم في تحقيق الغرض منه. كما تتضمن خطة الإدارة ومتطلبات التمويل وطرق التسويق لرسم خريطة شاملة يسير عليها فريق العمل ليحقق أهدافه المرجوة.

ينبغي التنويه أن دراسة جدوى المشروع التي صُممت بناءً على معلومات خاطئة، فإنها بطبيعة الحال تسفر عن استنتاجات غير صحيحة قد تؤدي إلى إهدار موارد الشركة المالية والبشرية لا سيما في حال البدء في تنفيذ مشروع. لكن خطة العمل غير الجيدة يمكن تعديلها وإجراء التحسينات والتطويرات الضرورية لتصبح خطة عمل ناجحة تساعد على تطوير المشروع.

مزايا إجراء دراسة جدوى لمشروعك

تكمن أهمية دراسة الجدوى في أنها تمنع الشركات ورواد الأعمال من إهدار الوقت والمال في مشاريع غير مربحة أو لا تقدم منفعة عامة للمجتمع. وتمنحك أجوبة على أسئلة أساسية قبل إطلاق مشروع، مثل: هل يمكن تنفيذ المشروع المقترح؟ وهل العائدات المتوقعة من تنفيذ المشروع معقولة مقارنةً بالمخاطر من الاستثمار؟

وتتيح دراسة الجدوى تحليل فكرة المشروع وتحديد العوامل التي تؤثر عليه قبل الشروع في إنجازه أو تطويره. لذلك، فإنها ضرورية للمشاريع التي تتطلب استثمارات كبيرة، وحتى إن كانت ميزانية تشغيل المشروع منخفضة، فبالتأكيد لن يسعى أحد إلى الخسارة وسيكون في حاجة ماسة لإجراء دراسة تقدم صورة واضحة للنفقات والإمكانات والأرباح.

وفيما يلي أهم مميزات إعداد دراسة جدوى لأي مشروع أو خطة مقترحة:

  1. معرفة أفضل القرارات والإجراءات التي يمكن اتخاذها بشأن المشروع أثناء تنفيذه وتطويره.
  2. التعرف على إيجابيات وسلبيات المشروع قبل استثمار الوقت والمال فيه.
  3. جمع المزيد من المعلومات المهمة حول المشروع قبل اتخاذ قرار التنفيذ.
  4. رصد الأسباب التي تمنع فريق العمل من تنفيذ المشروع.
  5. تحديد أهداف المشروع ومعرفة الجمهور المستهدف بدقة شديدة.
  6. التأكد من أن أهداف المشروع تتماشى مع الخطة الاستراتيجية العامة.
  7. تحليل خصائص فريق العمل المسؤول عن المشروع.
  8. توليد أفكار جديدة تساعد على نجاح المشروع.
  9. توضيح الدوافع الأساسية من إنشاء المشروع.
  10. مساعدة المؤسسات في تطوير الأعمال الجديدة
  11. اكتشاف الأخطاء وتعزيز معدل النجاح.
  12. التنبؤ بالنتائج وإمكانية تحسينها وتقويمها.

أنواع دراسة الجدوى

أي دراسة جدوى فعالة تتطلب الموضوعية والمصداقية عند إعدادها للوصول إلى نتائج منطقية وثاقبة، إضافةً إلى ضرورة فهم أنواع دراسات الجدوى والعناصر الرئيسية التي تدخل في تكوينها. فما هي هذه الأنواع؟ وما هي عناصرها؟

دراسة الجدوى الفنية

هذا النوع من دراسات الجدوى يستهدف معرفة وتحديد الموارد الفنية والأدوات والأجهزة المتاحة لدى الشركة لتنفيذ المشروع، ثم تحليلها وتقييمها من أجل التأكد من قدرتها التشغيلية لإنجازه. إضافة إلى دراسة ما إذا كان لدى فريق العمل الخبرة الكافية لتلبية المهام والمتطلبات التي يجب إتمامها لإنجاح المشروع، وقياس مدى قدرة الفريق الفني على تحويل الأفكار إلى أنظمة عمل ناجحة.

على سبيل المثال، لنفترض أن لديك مصنع ما وتخطط لإنتاج 200 ألف عبوة من منتج جديد. من خلال دراسة الجدوى الفنية قد يتبين أن الأجهزة التي تمتلكها قادرة على إنشاء 100 ألف فقط مقابل ربح ضعيف. إذًا، لن يكون مشروعك مجديًا فنيًا بهذه الحالة.

دراسة الجدوى الاقتصادية

يركز هذا العنصر المهم على تحليل التكلفة المالية لتنفيذ المشروع، إضافةً إلى رصد المخاطر المالية المتوقعة. بذلك، تسعى دراسة الجدوى الاقتصادية إلى معرفة ما إذا كان المشروع قابلًا للتنفيذ من الناحية المادية، وما الفائدة منه؟ يتم ذلك عبر إجراء تقييم تفصيلي لجميع العوامل الاقتصادية المرتبطة بالمشروع.

تشتمل هذه العوامل على تكاليف التخطيط والتصميم والمعدات والتكلفة التشغيلية وغيرها، ومقارنة هذه النفقات بعائد الاستثمار المتوقع ROI قبل تخصيص الموارد المالية. كما تتضمن تقييم جدوى الإمكانات المالية لمعرفة قدرة الشركة على جمع تكاليف المشروع وتحديد مصادر التمويل اللازمة للحصول على رأس المال، سواء من الممولين أو المستثمرين أو البنوك.

دراسة الجدوى القانونية

تعتمد دراسة الجدوى القانونية على تقييم العوائق القانونية والأخلاقية لتنفيذ المشروع. وهذا يستلزم فهم القوانين واللوائح المتعلقة بنطاق المشروع وتحديد مدى علاقته بالقوانين الأخرى، مثل قوانين وقرارات استخراج التراخيص وحقوق النشر وحماية البيانات والنشر على شبكات التواصل الاجتماعي.

على سبيل المثال، من الممكن أن يكون لديك المال الوفير لبدء المشروع المقترح، لكن يتضح من دراسة الجدوى القانونية أن جانبًا ما في مشروعك لا يفي بالمتطلبات القانونية. كعدم وجود مقر فعلي لمشروعك في دولة لا تسمح بإنشاء هذا النوع من الشركات إلا بإقامة مقر على أرض الواقع أولًا.

دراسة الجدوى التشغيلية

واحدة من أهم العناصر التي تتضمنها دراسات الجدوى، حيث تهدف دراسة الجدوى التشغيلية إلى التأكد من قدرة الشركة ومواردها وأهدافها الاستراتيجية والتجارية على إكمال المشروع أم لا. إضافةً إلى تحليل كيفية تلبية متطلبات المؤسسة من خلال المشروع أو تقييم مدى سهولة استخدام منتج ما وتحليل القدرة على صيانته مستقبلًا وتحديد الحلول والبدائل المقبولة من أجل تطوير المنتج.

وفي الجدوى التشغيلية، تتم دراسة أبرز البرامج والأجهزة والتقنيات الضرورية لتشغيل المشروع. إضافةً إلى تحليل الموقع الجغرافي المستهدف وعلاقته بالجمهور، ومعرفة ما إذا كان يتوافر في مكان المشروع جميع الخدمات والمرافق الأساسية أم لا، وفحص طرق وصول المنتج إلى العملاء المحتملين.

دراسة جدوى السوق

تتضمن دراسة جدوى السوق تحليل الصناعة والأنشطة التنافسية الحالية والمحتملة في السوق المستهدف وتقييم توقعات المبيعات، وخلالها يجب أن تجيب عن العديد من الأسئلة، من بينها:

  • هل العملاء المحتملون يحتاجون إلى هذا المشروع أو المنتج أم لا؟
  • مَن هم المنافسون في السوق وما الذي يميزهم؟
  • هل هناك أسباب تدفعك إلى وقف تنفيذ المشروع في هذا السوق؟
  • كم العدد التقريبي للعملاء المحتملين؟
  • ما هي أنماط وسلوكيات الشراء لدى الجمهور المستهدف؟

جدوى الجدول الزمني

تشير هذه الدراسة إلى تقدير الوقت اللازم الذي يستغرقه المشروع لإكماله، فغالبًا ما تكون عملية إتمام المشروع ضمن الجدول الزمني المحدد أمرًا بالغ الأهمية لأصحاب المصلحة، وربما ينهار المشروع إذا لم يكتمل في وقت معين. لذلك يجب تحديد الجداول الزمنية المناسبة لجميع مراحل العمل بدايةً من التخطيط والإعداد مرورًا بخطوات تنفيذ المشروع وحتى إنجازه.

كيفية عمل دراسة جدوى المشروع

ربما لن تُجري دراسة جدوى المشروع بنفسك خاصةً إذا كان جدولك مزدحمًا بالأعمال، الأمر الذي يدفعك إلى الاستعانة بأهل الخبرة الكافية لإعداد دراسة جدوى قوية لمشروعك، وقد تجد أحدهم على منصة خمسات التي تضم خبراء في دراسة الجدوى والتخطيط الاستراتيجي. لكن في جميع الأحوال، يجب معرفة خطوات دراسة الجدوى وأفضل الممارسات الصحيحة لإعدادها.

الخطوة الأولى: التحليل الأولي

تستغرق دراسة جدوى المشروع وقتًا طويلًا لإعدادها على أكمل وجه. لذلك، يجب البدء بإجراء تحليل أولي لفكرة المشروع من خلال تحديد ملامحه وتصميم مخطط مبدئي للفكرة. فكّر في كيفية تحويل فكرتك إلى مشروع حقيقي، وابحث عن أي عوائق أو تحديات من الصعب التغلب عليها مثل عدم القدرة على التسويق والمنافسة.

في هذه المرحلة، ركز في الخطوط العريضة التي تتعلق بالمنتج أو الخدمة، وما إذا كان هناك طلب أكبر من العرض على هذا المنتج أم لا. إذ يُعدّ التحليل الأولي بمثابة جولة استكشافية لمعرفة السيناريوهات المتوقعة في المستقبل القريب، ومن الممكن أن تنتهي بعدم إعداد دراسة جدوى المشروع لوجود مشكلة مستعصية لا يمكن حلها.

وهناك أربعة عناصر أساسية يجب مراعاتها عند إجراء التحليل الأولي:

  1. رسم خطة مبدئية للفكرة: قبل التفكير في طريقة عمل دراسة الجدوى، يجب الإجابة عن الأسئلة التالية: ما أهمية المشروع لشركتك أو عملك التجاري أو فريقك؟ ماذا تريد تحقيقه من المشروع؟ هل الفكرة مقبولة في المجتمع أم مخالفة للذوق العام؟
  2. حدد الميزة التنافسية: هنا اسأل نفسك: ما الميزة التنافسية التي تحقق أهدافك التسويقية وتجعلك مختلفًا عن الآخرين؟ هل هذه الميزة كافية لنجاح فكرة المشروع؟ كيف يمكن تطويرها مستقبلًا؟
  3. تحليل المشاريع المشابهة: ابحث عن المشاريع القريبة من مشروعك وتأكد من أن أصحابها تمكنوا من تنفيذها بالفعل أم لا، فقد تجد مشكلات عامة واجهتهم ربما تمنعك من التنفيذ أيضًا.
  4. إدارة المخاطر: على الرغم من أن إدارة المخاطر Risk Management جانب متقدم في دراسة جدوى المشروع ويحتاج إلى تعمق أكثر. لكن من المهم رسم مخطط مبدئي للمخاطر البارزة التي تشكل تهديدًا حقيقيًا أمامك ووضع تصور لإدارتها.

الخطوة الثانية: إعداد بيان الدخل المتوقع

سواء كانت دراسة الجدوى خاصة بمشروع أو منتج أو خدمة جديدة، من المهم تقييم بيان الدخل المتوقع للتنبؤ بالخسائر والأرباح المحتملة. فهذه الخطوة لا غنى عنها في دراسة جدوى المشروع، لأنها تُعدّ نهجًا عمليًا لإدارة ومراقبة عمليات تشغيل المشروع، وتساعدك على تكوين نظرة ثاقبة وسريعة حول ما إذا كان المشروع مربحًا أم لا. وفي هذه الخطوة تبحث عن أجوبة للأسئلة التالية:

  • ما مقدار التكلفة المادية المطلوبة لتحقيق الغرض من المشروع؟
  • هل هناك تعديلات مالية على الإيرادات يجب وضعها بالحسبان مثل التسويات؟
  • كم تبلغ الإيرادات المتوقعة من نجاح المشروع؟
  • ما أنواع جهات التمويل التي يعتمد عليها المشروع؟
  • هل الإطار الزمني الذي يستغرقه تنفيذ المشروع يؤثر على التكلفة؟
  • كيف يؤثر المشروع أو المنتج على التدفق النقدي لمؤسستك؟

الخطوة الثالثة: التعمق في تقييم السوق

هذه الخطوة حاسمة للتأكد من جدوى المشروع، إذ يتطلب تحليل السوق الدقة والتعمق لضمان فعالية دراسة جدوى الفكرة، وقد يدفعك إلى توظيف متخصصين في أبحاث السوق لإنجاز هذه المهمة. ولا تقلق من ذلك، إذ تزخر منصة خمسات بالعديد من خدمات تحليل السوق التي يقدمها نخبة من المحترفين في مجال تحليل وتقييم السوق، ويمكنك الاستعانة بهم في أي وقت تشاء.

وغالبًا ما تمنحك أبحاث السوق معرفة أسعار المنتج في السوق المنافس وتحديد الفرص التي يمكن من خلالها تصور السيناريوهات المثالية للبحث والاستقصاء في دراسة الجدوى، إضافةً إلى الحصول على رؤية واضحة وأكثر دقة لعائد الاستثمار المتوقع من المشروع.

لكن هناك بعض العوامل التي يجب مراعاتها عند إجراء أبحاث السوق مثل التركيبة السكانية للجمهور المستهدف وتحليل المنافسين وتأثير البيئة المحيطة والقيمة الحالية والمتوقعة للسوق ومدى قابليته للتوسع، وما إلى ذلك. وهنا يجب جمع المعلومات الكافية التي تجيب عن الأسئلة التالية:

  • ما الأساليب والأدوات التي تعتمد عليها في جمع المعلومات حول السوق المستهدف؟
  • هل لديك فريق من الباحثين لإجراء مقابلات متعمقة واستطلاعات رأي مع العملاء؟
  • ما عدد العملاء المحتملين الذين قد ينجذبون إلى مشروعك خصيصًا؟
  • هل يلبي المشروع أو المنتج تطلعات العملاء المحتملين؟
  • ما المنتجات التي يعرضها المنافسون واستراتيجيات التسويق المتبعة؟
  • ما أفضل الطرق التي يمكنك نهجها لتنفيذ المشروع؟

الخطوة الرابعة: تقييم الجدوى الفنية والتشغيلية

بمجرد وضع حجر الأساس لدراسة الجدوى بإجراء أبحاث السوق وبيان الدخل المتوقع، حان الوقت لوضع خطة الهيكل التنظيمي للمشروع وتنظيم العمليات التي تساعدك على تحقيق الجدوى التشغيلية والفنية والقانونية. وهذه العملية تتضمن تكاليف البدء في المشروع والتكلفة التشغيلية وغيرها. ولذلك يجب التركيز على التساؤلات التالية:

  • ما هي متطلبات التوظيف في مشروعك؟ وما عدد الموظفين وكم تبلغ رواتبهم؟
  • ما هي المعدات المطلوبة لتنفيذ المشروع وكم تكلفتها؟
  • هل درست الموارد التنظيمية والمهارات اللازمة لإنجاز المشروع؟
  • هل تراعى الجدوى القانونية في دراستك؟
  • هل مشروعك في حاجة ماسة إلى فريق قانوني؟
  • ما أساليب الإدارة التي تتبعها في المشروع بعد إطلاقه؟

الخطوة الخامسة: إعداد البيان المالي

اقتربنا إلى النهاية، فهذه المرحلة ننشئ ميزانية عمومية دقيقة Opening Day Balance Sheet لتقدير أصول الشركة وديونها وحقوقها الملكية، وعادةً ما تُسجَل الأصول بأقل من قيمتها السوقية الراهنة. وهناك أصول غير مادية مثل براءات الاختراع يجب تضمينها في البيان المالي، أضف إلى ذلك بعض العناصر الأخرى مثل شراء الأجهزة والتقنيات أو تأجير مكتب العمل.

لنفترض أنك تملك 50 ألف دولار أمريكي، ولديك أجهزة حاسوب بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي، إضافةً إلى مساحة عمل تبلغ 100 ألف دولار أمريكي. جميعها يمكن إدراجها ضمن أصول مشروعك وتضمينها في الميزانية العمومية، بما في ذلك الديون التي تسدد أقساطها على مدار 3 سنوات مثلًا.

الخطوة السادسة: مراجعة البيانات والمعلومات

مهما كنت واثقًا من إتمام الخطوات السابقة بأفضل صورة ممكنة، لا بد من المراجعة والتدقيق للتحقق من دقة المعلومات والتأكد من مدى حاجتها إلى التعديل والتحسين من عدمه. فلا مانع من فحص بيان الدخل المالي ومقارنة الإيرادات بالنفقات مرة أخرى والتحقق مجددًا من أبحاث السوق Market research والبحث عن أي تناقضات موجودة في دراسة جدوى المشروع، وتحديد العوامل التي قد تؤدي إلى إضعافها.

من الضروري أيضًا التحقق من أن دراسة جدوى المشروع تجيب على تساؤلات الجدوى الاقتصادية والقانونية والتشغيلية، وما إذا كان هناك نقص في المعلومات أو أخطاء معينة. ولو وجدت تهديدات ومخاطر صعبة تربك المشروع، فكر في كيفية مواجهتها للوصول إلى خطط وحلول بديلة.

الخطوة السابعة: اتخاذ القرار

عقب مراجعة نقاط الضعف في دراسة جدوى المشروع، تدخل في محطتك الأخيرة التي تعكف فيها على تحديد استنتاجات دراسة جدوى المشروع وتحليلها بدقة، لأنها تدفعك في نهاية المطاف إلى اتخاذ القرار المناسب سواء بالبدء في إنجاز المشروع أو إلغائه لوجود عوائق جسمية تحول دون تحقيقه.

تُعد دراسة جدوى المشروع مصدر معلومات رئيسي لاتخاذ القرار النهائي. وبناءً عليها يمكنك اقتراح القرار وتوضيحه في الملخص التنفيذي، وعرض الدراسة على أصحاب المصلحة لمناقشتها ثم التصديق على القرار النهائي.

مكونات دراسة الجدوى

يتضمن تقرير دراسة جدوى المشروع عددًا من العناصر التي تلخص الدراسة، وعادةً ما يختلف شكل التقرير والجوانب التي يتضمنها باختلاف طبيعة المشروع ونطاق العمل المقترح ونوعه. وبالتالي، ليس هناك عدد معين للمكونات التي يجب ذكرها في التقرير، لكن من الضروري أن يقدم معلومات منظمة وتحليلات وافية وبيانات ذات صلة وثيقة بالمشروع.

1. الملخص التنفيذي: في هذا القسم، لخص تفاصيل مخطط المشروع في دراسة الجدوى مع توضيح أهم التوصيات التي تساعد أصحاب المصلحة على اتخاذ قرار إكمال المشروع أو إلغائه.

2. مواصفات المشروع: اكتب وصفًا دقيقًا وواضحًا للمشروع أو الخدمة الجديدة التي تنوي الشركة إطلاقها، ووضح أهمية الفكرة والأطراف المشاركة فيه والضوابط العامة للمشروع.

3. الاعتبارات التقنية: حدد التكنولوجيا التي تستخدمها والأجهزة والتقنيات المطلوبة لتنفيذ المشروع. واسأل نفسك، هل تمتلكها بالفعل؟ كيف يمكنك الحصول على الأدوات غير المتاحة؟ كم يكلفك شراؤها؟ ما هي الخصائص والمواصفات الفنية للتقنيات المستخدمة؟ ما تقييمك للقدرة والكفاءة التشغيلية المتوقعة؟

4. السوق المستهدف: عادةً ما يتضمن هذا الجزء، تحليلًا للسوق المستهدف ومعرفة طلبات الجمهور وتوقعات نمو المبيعات ونجاح المشروع، ومن الممكن أن تتضمن تقييمًا للأسواق الأوسع استهدافًا لقياس مدى إمكانية تنفيذ المشروع فيها. وادرس الظروف الاقتصادية للصناعة والآثار المترتبة على الدخول فيها وجدوى ذلك.

5. استراتيجية التسويق: يشتمل هذا العنصر على وضع استراتيجيات التسويق اللازمة لإنجاح المشروع أو المنتج. أجب هنا على تساؤلات تخص إمكانيات السوق للمنتج، وقنوات التسويق المثالية للترويج له والوصول للجمهور. إضافةً لتقييم عام للوضع التسويقي في هذه الصناعة.

6. القسم التنظيمي: ارسم مخطط تفصيلي للوظائف الإدارية والتنظيمية، حدد من خلاله احتياجات المشروع من العمالة البشرية، والمهارات والخبرات التي يجب أن يتمتع بها فريق العمل.

7. البرنامج الزمني: تقرير دراسة الجدوى الجيدة يتضمن التواريخ المهمة في مراحل تنفيذ المشروع.

8. التوقعات المالية: يجيب هذا القسم على عوائد الاستثمار المتوقعة من المشروع وملخص الخطة المالية ومصادر الدخل والميزانية العمومية.

9. الملاحق: إذا كان لديك مرفقات أو جداول بيانات إضافية أو معلومات مهمة أخرى أو ملاحظات ومستندات ومراجع ضرورية، يمكن إدراجها في هذا القسم.

نموذج دراسة جدوى مختصر

لنفترض أنك تنوي إطلاق متجر ملابس جاهزة، وتريد معرفة ما إذا كان هذا المتجر مجديًا في منطقتك أم لا، من هنا تبدأ دراسة جدوى المشروع. وفيما يلي نموذج دراسة جدوى مختصر لمتجر الملابس الجاهزة:

التحليل الأولي

ربما تجد منطقتك تخلو من متاجر بيع الملابس الجاهزة، فتبدأ في تكوين صورة سريعة حول المخاوف والتحديات التي قد تهدد المتجر، مثل ضعف حركة البيع في المنطقة وصعوبة الالتزام باللوائح والقوانين المتعلقة بتأسيس المتجر. فإذا كان لديك القدرة على مواجهة هذه التحديات، قد تقرر استكمال دراسة جدوى المشروع.

بيان الدخل المتوقع

الآن، حلل بيان الدخل المتوقع لجمع كل العوامل المادية للمشروع من حيث تكاليف تأسيس متجر الملابس ونطاق العمل وخططك حول مصادر التمويل المناسبة، فقد تستعين بأحد البنوك لزيادة التمويل. وفي هذه الخطوة تكون على دراية بالإيرادات المحتملة من متجر الملابس شهريًا وسنويًا.

مثال: ربما يكون هدفك التسويقي جني أرباح تُقدر بـ 900 ألف دولار سنويًا من المتجر، ويكشف بيان الدخل المتوقع أن المشروع ليس مربحًا لأن النفقات كبيرة جدًا. ومِن ثَمَّ، تبدأ في وضع حلول مقبولة لتقليل التكاليف بقدر الإمكان ليصبح المشروع أكثر جدوى.

تقييم السوق

تبدأ في جمع المعلومات عن طريق أدوات استطلاع الرأي وتوزيع صحيفة الاستبيان على العملاء المحتملين في منطقتك لمعرفة احتياجاتهم. فقد تتوصل النتائج إلى أن 90% من السكان يتطلعون إلى متجر ملابس فعلي في المنطقة، وأنهم يرغبون في شراء الملابس النسائية أكثر من غيرها، وأن مشروعك يمكنه المنافسة بنسبة 95%، لا سيما أنك تقدم عروض مخفضة لجذب العملاء إلى متجرك.

الجدوى الفنية والتشغيلية

توضح مثلًا أن متجر الملابس في حاجة إلى عشرة موظفين وجهازي حاسوب وأربعة أجهزة تكييف، وتريد إنشاء متجر إلكتروني لتوسيع نشاطك مقابل 10 آلاف دولار أمريكي، وتكلفة وتطوير وصيانة الموقع تعادل ألف دولا شهريًا. كما تحتاج إلى فريق قانوني للانتهاء من التراخيص اللازمة وفق قانون دولتك.

الميزانية العمومية

اتضح أن الأصول المتاحة لديك تتكون من جهاز حاسوب واحد وموقع فعلي لتأسيس المتجر بدلًا من إيجار مكان، وربما تكون مدخر مبلغ مالي في حوزتك يصل إلى 20 ألف دولار أمريكي. اكتب كل ذلك في هذا القسم حتى إذا كنت تنوي اقتراض مبلغ مالي من صديقك مستقبلًا.

بعد حساب كل هذه العناصر وإضافة تكلفة الاحتياجات الأخرى، ربما تقدر تكلفة المتجر بحوالي 200 ألف دولار والأرباح المتوقعة أكثر من 900 ألف دولار. إذًا المشروع مجديًا من حيث الربح.

اتخاذ القرار

بعد التحقق من البيانات ومراجعتها، أظهرت دراسة جدوى المشروع أن متجر الملابس قابل للتطبيق ويحقق منفعة لسكان المنطقة ومعدل النجاح كبير للغاية.

ختامًا، إذا اتبعت أفضل الممارسات لإنشاء دراسة الجدوى ستكون مخرجات واستنتاجات الدراسة دقيقة وقوية، لتتخذ القرار المناسب من إكمال المشروع أو منعه. ولهذا يجب أن تدرك أهمية الفهم الواضح لجميع أجزاء دراسة جدوى المشروع وإجراء أبحاث السوق مرة أخرى للتأكد من موثوقية البيانات.

تم النشر في: مشاريع ناشئة