واحدة من المترجمين المميزين على موقع خمسات، منى محمد تعاملت باحترافية مع 210 عميل وقدمت خدمات ترجمة تفوق  1350 خدمة، حققت أكثر من 8000 دولار، حصلت مؤخرا على لقب بائع موثوق، في هذا الحوار تحكي مسيرتها في النجاح في العمل الحر، وتقدم نصائح قيّمة للبائعين، وللمترجمين عموما..


هل يمكن أن تحدثينا عن نفسك ونبذة عنك في البداية ؟

مرحبًا، اسمي منى محمد، مصرية من مدينة الإسكندرية، تخرجت في كلية تجارة جامعة الإسكندرية، وأعمل كمترجمة منذ 9 سنوات تقريبًا، أهوى القراءة ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الأجنبية.

هل أنت متفرغة تماما للعمل الحر؟  ما هي طبيعة عملك   قبل أن تبدئي العمل الحر؟

نعم، أنا متفرغة تمامًا للعمل الحر كمترجمة حاليًا، والحقيقة هي أنني بدأت العمل كمترجمة حرة كنوع من الهواية لحبي للترجمة وإجادتي لها، كنت أترجم بحوث دراسية لبعض المعارف من الطلبة، ثم عملت رسميًا كمترجمة في مكتب للترجمة لمدة 3 سنوات، بجانب عملي الحر مع بعض المكاتب الأخرى، قبل أن أضطر للبقاء في المنزل لبعض الظروف الشخصية، ولكني واصلت العمل كمترجمة حرة من المنزل مع نفس المكتب وغيره بعدها.

كيف كانت بدايتك مع العمل الحر عبر الإنترنت، وكيف تعرفتِ على موقع خمسات؟

بدأت العمل الحر عبر الإنترنت مع بعض المعارف من فيسبوك، معظمهم طلبة يبحثون عن ترجمة وأتوني بتوصيات من أصدقاء آخرين، وتعرفت على خمسات عن طريق صديق أخبرني عنه، وشجعني على عمل حساب في الموقع.

ما هي أهم الصعوبات التي واجهتكِ في البداية وكيف تغلبت عليها؟

أعتقد أن أكبر صعوبة تواجه أي بائع جديد هي عقبة بيع الخدمات الأولى والحصول على تقييمات بسبب تردد معظم المشترين في الشراء من بائع جيد، أذكر أنني لم أبِع أي خدمة لمدة شهرين تقريبًا، كنت أشارك في المجتمع أحيانًا، ولكن لم تأتيني خدمات، حتى أتتني أول خدمة من مشترية لازلت أذكر اسمها حتى الآن، وهي أستاذة “فتيحة طه”، اشترت أول خدمة وكتبت لي أول تقييم إيجابي على الإطلاق، بعدها بدأت الخدمات تأتي بالتدريج وببطء في البداية، ولكن مع تزايد التقييمات وإثبات كفاءتي للمشترين استمروا في القدوم والتعامل معي مرة أخرى باستمرار، مما ساعد على ظهور خدمتي في نتائج البحث أكثر، وجذب المزيد من المشترين لها.

ما هي نوعية الخدمات التي تقدمينها عبر الإنترنت ونسبة الإقبال عليها؟

أنا أقدم خدمة واحدة هي خدمة الترجمة النصية، كنت أعمل في ترجمة المسلسلات والأفلام سابقًا ولكني تركتها للتفرغ للترجمة النصية فقط حاليًا، والحمد لله نسبة الإقبال عليها كبيرة، خاصة إن معظم عملي مع الطلبة، وبالتالي معظم شهور الدراسة تكون مشغولة جدًا عندي.

كيف تقومين بتطوير مهاراتك وزيادة خبراتك لكي تقدمي خدمات أفضل؟

كما ذكرت في البداية أنا أحب القراءة، لذلك أميل للقراءة عن المواضيع الجديدة السائدة حاليًا والتي ألاحظ إقبال عليها لمنحي ميزة تنافسية في المجال، على سبيل المثال، لاحظت مثلاً أن موضوع العملات الإلكترونية والبيتكوين زاد الاهتمام به مؤخرًا، ونظرًا لكونه مجال صعب قليلاً، فالكثير يشتكون من عدم وجود مترجمين جيدين له، لذلك قرأت في المجال بالإنجليزية والعربية، ودرست مصطلحاته واتجاهاته وكيفية سير الأمور فيه، وأضفته لمجالات خبرتي في الترجمة، وبالفعل زاد عدد عملائي الباحثين عن ترجمات لهذا الموضوع تحديدًا ولم يجدوا ترجمة جيده له من قبل نتيجة نقص خبرة المترجمين به.

 ما هي التحديات التي تواجهينها مع العملاء في العمل الحر عبر الإنترنت؟

أعتقد أن التحدي الأكبر هو عامل الثقة، كيف تعلم أن هذا العميل سيلتزم بكلمته ويرسل ثمن العمل، ولو أصررت على طلب السداد مقدمًا كيف يضمن العميل أنك لن تنصب عليه؟ خمسات حلت هذه المشكلة بالنسبة لي لأنها قدمت وسيلة مضمونة تضمن حق البائع والمشتري معًا.

ما هي أهم الدروس التي تعلمتها خلال رحلتك في العمل الحر عبر الإنترنت ؟

فكرة التعامل بنفسي مع العملاء دون وسيط منحتني القدرة على التعامل مع أنواع مختلفة من الناس، والتحاور مع شخصيات مختلفة، والاختلاف والتفاوض معهم أحيانًا، كل هذا أضاف لمخزون خبراتي وجعلني أكثر ثقة في التعامل مع الآخرين مع مرور الوقت، والأهم أنني أصبحت أعرف كيف أقول “لا”، بعد أن كنت أُحرج في البداية وأضغط على نفسي وأحاول إرضاء الجميع، أصبحت الآن قادرة على الرفض والتعامل بما يناسبني وعدم الخضوع للضغط، ووجدت أن هذا يكسبني احترامًا أكبر من العملاء كذلك.

ما مدى تقبل المجتمع من حولك لفكرة العمل الحر؟ وهل ترى أن ثقافتنا ومجتمعنا العربي أصبح أكثر تقبلًا لفكرة العمل الحر عبر الانترنت من المنزل؟؟

في البداية كان الأمر صعب، والناس لا تفهم كيف أحقق أموال من مجرد جلوسي أمام الكمبيوتر في المنزل وحسب، ولكن مع مرور الوقت ومع تحقيقي لأرباح ورؤيتهم عمليًا لتأثير عملي عليّ، بدءوا تقبل الأمر أكثر، وبعضهم بدأ يطلب نصيحتي ويسألني كيف يعمل على الإنترنت، وماذا يفعل ليروج لعمله.

كيف نجحتِ في العمل الحر عبر الإنترنت ؟

بالتوفيق من الله أولا، وإتقان العمل ثانيًا، أنا من محبي الكمال، وأحاول إخراج العمل بشكل مثالي قدر الإمكان، وأبذل فيه مجهودا كبيرا، والحمد لله يخرج عملي بالشكل الذي يُرضي زبائني فيعودون للعمل معي مرة أخرى، كما أن طريقة التعامل مع العملاء مهمة جدًا لتحقيق النجاح، فالتعامل الطيب والكلمة الحسنة، فالتغاضي عن بعض كلمات زائدة، وتقديم مميزات إضافية وخصومات يجعلهم يرضون عن أكثر من مجرد الترجمة، بل يشعرون بالراحة في التعامل معي تحديدًا، لديّ عميل مصور فوتوغرافي يتعامل معي باستمرار نشر خدمتي على حسابه في تويتر الذي يتابعه 40 ألف شخص، وجاءني أكثر من عميل عن طريقه بالفعل، فقط لأني منحته خصمًا وأنهي عمله بسرعة دائمًا، عميلة أخرى طالبة أرسلت خدمتي لثلاثة من صديقاتها في الجامعة وواحدة منهنّ جاءت بصديقاتها أيضًا، لذا عامِل كل مشتري وكأنه أهم عميل لديك، فقد يتحول لمصدر عمل دائم لك.

كيف ترين مستقبل العمل الحر في العالم العربي عبر الإنترنت ؟

أعتقد أن مستقبل الكثير من الشباب تحديدًا أصبح في العمل الحر، فمع زيادة الضغوط الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة في معظم الدول العربية، أصبح معظم الشباب يتجهون للعمل الحر، وينمون مهاراتهم وقدراتهم التي تُمكّنهم من النجاح في هذا المجال، وأعتقد أن هذا القطاع سينمو بسرعة رهيبة في السنوات القادمة.

 إذا خُيّرتِ هل تختارين العمل الحر عبر الإنترنت، على المدى الطويل أم العمل التقليدي؟ (في مكاتب الشركات)

سأختار العمل الحر بالتأكيد، فبعد خمس سنوات من إدارة عملي بنفسي، وتعاملي المباشر مع العملاء وتحكمي في وقت عملي وما أقبل وما أرفض، أصبح صعب جدًا أن أعود للعمل تحت إمرة شخص آخر، والتخلي عن هذا النوع من الاستقلالية.

 ما هي الأهداف التي تطمحين وتخططين لتحقيقها في المستقبل القريب في العمل الحر عبر الإنترنت ؟

أرغب في التوسع، وتعلم بعض المهارات الجديدة التي تساعدني على توسيع مجال عملي سواء في الترجمة أو المجالات الأخرى، ربما بناء فريق ترجمة كذلك، لتوسيع نطاق عملي وقبول أعمال أكثر.

هل هناك أحلام استطعت تحقيقها بعد حصولك على أرباحك من العمل الحر عبر الإنترنت ؟

اشتريت العديد من الأشياء التي كنت أريدها، كمبيوتر جديد وهارد ديسك اكسترنال، وجهاز كيندل، وهاتف، وسافرت مرتين.

حدثينا عن التغيير الذي أحدثه موقع خمسات في حياتك وأسلوب عملك وتعاملك؟

أعتقد أن التغيير الأكبر هو أنه مكنني من الاعتماد على العمل الحر بشكل تام بعد أن كنت أوفّق بين العمل في مكتب الترجمة بدوام كامل، وبين العمل الحر، إضافة إلى الخبرة التي اكتسبتها نتيجة التعامل مع عدد أكبر بكثير من العملاء من جنسيات مختلفة عبر خمسات، أصبحت أكثر ثقة وقدرة على التعامل مع الآخرين وإدارة عملي بثقة أكبر، والتأكد من وجود قوانين تحميني في حال حدوث أي مشكلة.

نهنئك بمناسبة حصولك على لقب بائع موثوق، أخبرينا عن خططك المستقبلية في تقديم الخدمات؟

شكرًا جزيلاً لك، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم دائمًا، كما ذكرت من قبل، أريد التوسع في تقديم الخدمة، وربما تضمين خدمات جديدة بخلاف الترجمة، أو نوع ترجمة مختلف كترجمة الفيديوهات أو الملفات الصوتية.

 كيف تقومين بالتوفيق بين حياتك الخاصة، وعملك عبر الإنترنت من المنزل؟

أحاول حصر ساعات عملي بساعات معينة، يعني لا أبدأ العمل إلا في وقت معين في اليوم بعد إنهاء كل مسئولياتي الأخرى، وحتى مع حفاظي على ساعات عمل مرنة، أحاول ألا تتجاوز 8 ساعات فقط في اليوم، كما آخذ يوم أجازة في الأسبوع لا أعمل فيه على الإطلاق.

بم تنصحين البائعين على موقع خمسات؟

 بأن يتقنوا عملهم ويراعوا ضميرهم في أعمالهم، ويعاملوا مشتريهم كما يُحبون أن يُعامَلوا هم أنفسهم، كذلك أنصح المترجمين تحديدًا بإتقان تقديم وصف خدمتهم، فأحيانا كثيرة أكون مضغوطة ولا أستطيع قبول أعمال جديدة، فأرشح خدمات أخرى للمشترين، وعند محاولة البحث بين الخدمات، أجد أن معظم الخدمات وصفها ممتلئ بالأخطاء الإملائية واللغوية بشكل يجعلني أتساءل لو كان هذا هو حال الوصف الذي يحاول البائع جذب العملاء عن طريقه، والذي يُفترض أن يكون متقن قدر الإمكان، فما حال الترجمة نفسها إذًا؟ خدمتك هي الصورة التي يراك المشتري عبرها، فاجعلها ممثلة لما سيراه المشتري في الترجمة.

تم النشر في: مارس 2018
تحت تصنيف: قصص نجاح | قصص نجاح بائعي الخدمات