من جديد نعود لكم أعزاءنا مستخدمي خمسات بمقابلة جديدة ومميزة وغنية بالتفاصيل، مع شاعر ومهندس مميز صاحب حساب mahmoudqqn في خمسات نترككم لتتعرفوا عليه.

image

بداية نحب أن تعرفنا عن نفسك.

سلامٌ من المولى يغشّاكم يا آل خمسات.

أنا عاشقٌ أبديٌّ وفيٌّ للجمال، وانطلاقًا من هذا الجمال يجبُ أن يُعرَف عنّي كلّ شيء؛ لأنَّني أيُّها الغرباءُ لا أظنُّ أنَّ باستطاعتي اختصارَ نفسي بغيرِ هذه المفردات.

اسمي: محمود قحطان. شاعرٌ ومُهندّس معماري. أجمعُ بين حضارتين عريقتين، فأنا يمنيّ الأب، مصريّ الأم، بالإضافةِ إلى أنّني سعوديّ المولدِ والنّشأةِ والمُقام.

قبل ستّ سنوات تعرّضتُ إلى حادثٍ مُروريٍّ أدّى إلى شللٍ نصفي دائم. وبرغم مُعاناتي النَّفسية وتمزُّقِي وألمي، جرَّاء ذلك الحادث؛ إلَّا أنَّني اقتنعتُ أنَّ ما انتهيتُ إليه لا يُعالجُ بالتَّواري والهروب، وإنَّما بالمواجهةِ الكاملة؛ لذلك آمنتُ أنّ ما أخذهُ الله سيستبدله بالخير.

أنشأتُ موقعي الخاص لعرض أشعاري وكتاباتي وتصاميمي المعماريّة. ثمّ تطوّر الأمر واستفدتُ من وقتي بطريقةٍ جيّدةٍ من طريق تسجيل دروسٍ مجّانيّة وغير مجّانيّة؛ أتحدّثُ فيها عن بعض برامج التّصميم والإظهار المعماري.

وما زلتُ أكتبُ الشّعرَ وأعمل على إصدار ديوانين جديدين، بالإضافة إلى كتابة القصّة والرّواية. وما زلتُ أتعاملُ مع عددٍ من مكاتب الاستشارات الهندسيّة لأعمال الرّسم والتّصميم المعماري.

كم عدد الخدمات التي بعتها حتى الآن؟

حتى اليوم 393 خدمة.

منذ متى بدأت العمل من طريق خمسات؟

انضممتُ إلى خمسات –تقريبًا- في بداياته، وقتها لم أكن أفهم الموقع، ولم أهتم كثيرًا في تقديم أيّ خدمات، لم يحملُ رأسي الصّغير أفكارًا مُعيّنة لخدماتٍ يُمكن تقديمها. لكنّني قبل أقلّ من سنةٍ من الآن، أخذتُ الأمر بجديّةٍ أكثر، ومررتُ على معظم خدمات الموقع لأرى ما يُمكنني تقديمه، وعند ذلك، أضفتُ خدماتي الّتي أُجيدها.

برأيك، هل السعر وحده كفيل لجلب مبيعات أكثر؟

السّعرُ البسيط يجذب المُشتري، لكن السّعرَ من دون الجودة لا يُمثّل شيئًا، ولا يُمكن أن يُعتدّ به في جلبِ المبيعات والتّسويق للخدمات.

عدد مستخدمي خمسات فاق 50 ألفًا، فكيف تتعامل مع المنافسة الشديدة في بعض الخدمات؟

شخصيًّا، لا أجدُ حرجًا من المُنافسة، العملُ الجيّد يفرضُ نفسه، يُعلنُ عن إمكانيّاته. أنا أهتمّ بكلّ تفصيلةٍ في عملي، ودائمًا هذا الحديث أمامي: “إنّ اللهَ يحبّ إذا عملَ أحدكم عملًا أن يُتقنه”؛ في كلّ وقتٍ يوجد طريقة أفضل للقيام بعملٍ ما، المُهم، أن نُحاول أن نجدها. من أجل ذلك لا أتفلسفُ فيما لا أعرفه حتّى ولو كان عندي بعض المعلومات عنه. وإذا دخلتُ مجالًا، إمّا أن أدخلَه وأنا أُتقنه بنسبةٍ كبيرةٍ جدًّا، وإمّا أن أعتزله. عندي حالة من الوسواس، أطمحُ للكمال -والكمال لله وحده-. رُبّما تعلّمتُ ذلك من العمارة، تعلّمتُ أن أُحاسبَ نفسي على سنتمترٍ واحدٍ يُمكن أن يخسرَه المالك. كذلك في التّدقيق، ولأجل تجربتي الشّعريّة والقَصّصيّة، أقرأُ كثيرًا، أبحثُ عن الكلمات والجُمل والعبارات في المعاجم والكتب والمواقع، أرى مدى صحّتها، وأُعالجُ أخطائي الّلغويّة الّتي أرتكبّها بحكمِ العادة –كغيري- أو بحكم انتشارها، فهناك مقولة تبنّاها بعض الكُتّاب: “خطأٌ شائعٌ، خيرٌ من صوابٍ مهجور”. وهذا يُؤدّي إلى إشاعة الّلحنِ في العامّة وإبعادهم عن لغتهم، فتضيع. على سبيل المثال: هل أكتب (حيثُ أنّ) أم (حيثُ إنّ)، هل أقول (بالطّبع) أم (بالتّأكيد)، لماذا نكتبُ (تمّ) و (أقوم) في حين أنّه يُمكننا الاستغناء عنهما؟  … إلخ، من الأمور الشّائعة السّيئة الّتي نُصادفها في كتاباتنا، وأُحاولُ أن لا أجعلها جزءًا من تكويني وشخصيّتي وتفكيري.

لكلّ ما سبق، تُصبحُ المُنافسة دافعًا لي إلى الأمام وأسلوبًا لتطوير تجربتي ومهارتي. أنا لستُ الأفضل، لكنّني جيّد في عملي وفي سعيٍ مُستمر لأن أكون الأفضل.

ماذا تنصح المستخدم الجديد في خمسات؟

بالنّسبة للبائع الجديد أنصحهُ بالصّبرُ، فحين تُفتح بوّابة الرّزق سينهمرُ الخير.

كذلك الأمانة وتقديم ما يُجيدهُ فقط، وليس تقديم ما يُمكنهُ فعله. مثلًا: جميعنا نستطيع استخدام برنامج مُحرّر النّصوص Microsoft Word، فهل نُغرق موقع خمسات بخدمات الكتابة؟! ما لاحظتهُ أنّ عدداَ من المُستخدمين الجدد ينسخون الخدمات النّاجحة أو يُقلّدونها في عبَارَات مُحوّرة بطريقةٍ مُتناسقة، لكن (الميك أب) لا يدومُ طويلًا، ومع أنّ نَسخ الخدمات، يُشعر صاحبها الحقيقي بالغبطة، إلّا أنّ الأمرَ مُزعجٌ في الغالب، لكنّني أُراهنُ على ذكاء المُشتري وأنصحه أن يتأنّى قبل اختيار خدمته.

ما الأخطاء التي ربما ارتكبتها وتنصح البائعين الجدد بتجنبها؟

المُجاملة، ومُحاولة تقديم أكثر ممّا تحتاجهُ الخدمة لكسب العميل وإغرائه. تقديم أكثر ممّا تحتاجهُ الخدمة يُجهدكَ ويأخذ من وقتك وأنتَ غير ملزم بذلك، لكن البائع في الغالب يُريدُ أن يظهرَ في أفضل صورةٍ أمام العميل، من هنا قد لا يبدو هذا الأمر من الأخطاء وإنّما هو التزام ذاتي بالتّفوّق. لكنّني أخشى أن يتحوّل هذا الفضل إلى جزءٍ من مسؤوليّاتي أُطالَبُ بهِ في كلّ مرّة، فيزيد الضّغط ويقلّ الإنتاج.

حدثنا عن أكثر خدماتك المباعة، لماذا برأيك لاقت قبولا لدى المشترين؟

أكثرُ خدماتي المُباعة، هي خدمة التّدقيق الّلغوي والتّحرير، كذلك خدمة الكتابة على برنامج مُحرّر النّصوص Microsoft word. من الجميلِ أن تمتلكَ مهاراتٍ أُخرى بجانبِ التَّدقيق، كالطِّباعة، التَّنسيق، التَّحرير، الفهرسة، وكيفية كتابة الرَّسائلَ الجامعيّة. خدمة الكتابة لاقت قبولًا بسبب سُرعتي في الطّباعة، وجودة تنسيقي، وتصحيحي للأخطاء الإملائيّة وعلامات التّرقيم وبعض الأمور اللّغويّة البسيطة أثناء الطّباعة، مع اعتمادي حركات التّشكيل في بعضِ الكلمات، كلّ ذلك، أدّى إلى انتشار هذه الخدمة وحصولها على تقييم جيّد.

أمّا خدمة التّدقيق فهي أكثر الخدمات إرباكًا، بعضهم يظنّ أنّ كلّ من يعرف الّلغة العربية يصلح للتَّدقيق الّلغوي، وهذا غير صحيح، حتَّى ولو كان لديه دكتوراه في الّلغةِ العربية. فالتَّدقيق الّلغوي يحتاجُ إلى مهاراتٍ أُخرى منها ثراء المعلومات الّلغوية.

وبعضهم يظنّ أنّ التّدقيق هو التّحرير، مع أنّ هناك عدّة اختلافات بينهما، فالتَّدقيقُ هو (تصويب الأخطاء الّلغويّة والإملائيّة والنّحويّة والطّباعيّة)، أمّا التّحرير فهو (إعادة صياغة النّص)؛ التّحريرُ يشمل التّدقيق وليس العكس؛ كلّ مُحرّر هو مُدقّق لغوي وليس كلّ مُدقّق لغوي مُحرِّرًا. كلاهما أي التَّدقيقِ والتَّحريرِ، يحتاجان إلى إجادة علم النَّحو ومعرفة الأخطاء الشَّائعة والأخطاء الإملائية؛ لذلك اقرأُ وأتدرّبُ على ذلك في أوقاتِ فراغي، وأسألُ من هم أعلم منّي من أساتذتي إن صادفتني مشكلاتٍ مُعيّنة في التّدقيق والتّحرير.

وانتشار الخدمات وقبولها لدى الآخرين هو توفيقٌ من الله سُبحانه وتعالى.

هل لديك استراتيجية خاصة لرفع عدد مبيعاتك في الموقع؟ وكيف تسوق لخدماتك؟

الاستراتيجيّة هي حثّ المُشتري أن يكتبَ تقييمًا جيِّدًا إن أعجبته الخدمة. ومن أجل التّسويق وضعتُ (بنرًا) في مُدوّنتي يُشير إلى خدماتي في الموقع. بالإضافة إلى أنّ خمسات حقّق شُهرةً جيّدةً تُساعدنا في تسويق خدماتنا.

كم ساعة تقضي يوميا في عملك ضمن خمسات؟ وهل هنالك أيام معينة يكون الضغط فيها كبيرا؟

أعمال التّدقيق الّلغوي والتّحرير والطّباعة، لا تكون بطريقةٍ مُستمرّة، لذلك جميع أيّامي مُتشابهات. وعدد السّاعات يعتمد على المطلوب في الخدمة. مثلًا: تدقيقُ ورقةٍ واحدةٍ بحجم A4 يأخذُ من 7-10 دقائق. التَّدقيقُ المُستمرّ والمُتواصل يبعثُ على المللِ، وعندما يتمكَّنُ منك الملل، تفقد تركيزك. لذا؛ أوزّعُ وقت التَّدقيق والكتابة على عدَّةِ جلساتٍ، وبين كلِّ جلسةٍ وأُخرى أمسحُ عقلي بالّلعب على (الأيباد)، بالاستماع إلى الموسيقى، مُشاهدة فيلم، أيّ شيءٍ من المهامِ أو النَّشاطاتِ الّتي تُساعدني في تجديدِ نشاطي.

ما التطبيقات التي تستخدمها لتسهيل عملك، المواقع والمدونات التي تتابعها وتستفيد منها في تحسين مستواك وخدماتك؟

لا أستخدمُ سوى برنامج مُحرِّرِ النُّصوصMicrosoft Word ، مع استخدام ميزة تعقُّب التَّغييراتTrack Changes ، عند التّدقيق أو التّحرير.

وأُتابع معظم المواقع والمُنتديات الأدبيّة لإثراء قاموسي الّلغوي.

هل أصبح العائد الّذي يأتيك من خمسات يمثّل نسبة جيّدة من مدخولك؟

ليس حتى الآن، لكنّهُ يَدعمني في أحايين كثيرة.

ماذا تعلمت من خمسات؟

خمسات هو فكرةٌ صغيرةٌ أصبحت كيانًا كبيرًا، وهو كأيّ مكانٍ للعمل، يجمعُ عددًا من الموظّفين والعُملاء، الفرق أنّه من طريق الإنترنت؛ لذلك علّمني أنّني سأفشلُ –حتمًا- إن كان همّي الوحيد هو إرضاء كلّ عميل بأيّ طريقة. تعلّمتُ أنّ النّاس تنسى سرعة أدائك لعملك ويتذكّرون –فقط- ما أنجزته. تعلّمتُ أنّ فشلي مع عميل لا يعني عدم استفادتي من التّجربة. تعلّمتُ أن أتحدّث كثيرًا عن عملي فاستعراضك بما تملكه من مهاراتٍ يُساعدك في الوصول إلى الأعلى بسرعة. تعلّمتُ بعض المهارات الإداريّة والاجتماعيّة. تعلّمتُ أن أكونَ جادًّا في عملي لأترك انطباعًا جيّدًا لدى النّاس.

هل ترى في خمسات مكانًا حقيقيًّا للعمل الحر والكسب من قبل الشباب العربي في ظل قلة فرص العمل؟

بطريقةٍ ما نعم. خمسات للخدمات المُصغّرة، يُشجّع على انضمام الشّباب وغيرهم للاستفادة من مهاراتهم وقدراتهم بتحقيق عائدٍ ماديّ يُسهم في تحسين أوضاعهم ولو جزئيا.

كلمة أخيرة أستاذ محمود

السَّماءُ غزيرةُ السُّحُبِ، وكلُّ شيءٍ قابلٌ للتّكاثُرِ، وها أنتُم تَتدَلّونَ بأجنحَتِكُم، لتُطَوِّقوني بِفَضلٍ وفير، أراكُم تفتحُونَ جِلدي، تَتوغَّلونَ عَمِيقًا، تحملُونَ لي نورسًا يصرُخُ في أعماقي، فتنمو منْ بَعدِهَا زَهرَتانْ؛ واحدةٌ أزرَعُها عَلى جبينِكم النَّقيّ، والأُخرى، أُهديها إلى كلّ من مرَّ من هُنا.

فشُكرًا لكُم آل خمسَاتٍ على إتاحةِ الفرصة لي ولغيري للحَديث عن تَجربتهم العمليّة، وعَرض مَهاراتهم وموَاهبهم وإمكانيّاتهم. أتمنّى للجميع كلّ الخير والتّقدّم والازدهار. وفّقكم الله،

تم النشر في: ديسمبر 2013
تحت تصنيف: قصص نجاح | قصص نجاح بائعي الخدمات