فكِّر من وجهة نظر الطرف الآخر!

ما أصعب أن يبذل البائع كل وسعه لإرضاء عملائه ومع ذلك لا يحصل على مبتغاه، فهو يقدم خدماته في الميعاد ويدقق في التفاصيل ويفعل كل ما يمكن عمله حتى يحصل على تقييم جيد ومبيعات أكثر، لكن بالنهاية ربما لا يحقق هدفه، لندع هذا جانبًا قليلاً.

المشتري ربما لا يعرف ما يريد من أول وهلة، فيمكن أن يحدث وأن يطلب خدمة مقارنةً بتصميم رآه أو مقال صادفه، أو حتى ميزة ببرنامج وجدها بإحدى التطبيقات، المهم أن ما يريده في الخدمة التي سيشتريها ليس نابع من رغبته الشخصية إنما مقارنة بخدمات أخرى ومعلومات جمعها، لكن أخشى أن حتى ذلك لن يجعله يحصل على خدمة مرضية … لندع هذا أيضًا جانبًا قليلًا.

أين المشكلة؟!

لنجمع ما سبق ولنفكر معًا، ما الذي قد يجعل كلا من البائع أو المشتري لا يحصل على مبتغاه، في حين أنه قد يأخذ بكل الأسباب التي تؤدي لتحقيق أهدافه ..

عملية البيع والشراء تتكون من طرفين ولا يمكن أن تتم عملية البيع أو الشراء إلا في وجود الطرفين، لذلك مهما فعل البائع أو المشتري فهو لن يحصل على ما يريده، سواء مبيعات أكثر، أو خدمة ممتازة إلا إذا فهم الطرف الثاني جيدًا.

حسنًا إذًا، المشكلة ببساطة أن بعض عمليات البيع تفشل لأن البائع لا يفهم عقلية المشتري، وبعض عمليات الشراء لا تتم لأن المشتري لا يفهم عقلية البائع، فما الحل؟

الحل ببساطة أن يفهم كلا الطرفين الآخر وفي ذلك فوائد كثيرة حتى تتم عملية تسليم خدمة مرضية و تحقيق أرباح عالية.

لماذا يجب أن تفكر من وجهة نظر الطرف الآخر؟

ستفهم كيف يفكر وبالتالي ستعرف بالضبط ماذا يريد، كلما استطعت كبائع فهم احتياجات المشترين استطعت أن تقدم خدمات تلائمهم وزادت سرعتك في التعامل معهم وبالتالي تحقيق أرباح اكثر .. فمهما قابلت من مشترين مختلفين يمكنك تقسيمهم أنواع، وتعامل كل نوع بما يناسبه من تعامل. كما أنك كمشتري إذا فهمت البائع جيدًا ستستطيع أن تخاطبه باللغة التي يفهمها، بذلك يمكنك من رسالة واحدة ترسلها له، استلام خدمة ممتازة كما توقعتها وكما تتخيلها.

في النهاية ستقل المشاكل بين الطرفين ما سيوفر وقت البائع الذي يحتاجه لتنفيذ خدمات أخرى بدلًا من انتظار حل مشكلته مع المشتري “زيد” وسيوفر وقت المشتري الذي يريد استلام الخدمة بأسرع وقت ومزاولة أعماله بدلًا من أن يضيعه في شكوى البائع “عمرو”.

كيف تفهم الطرف الآخر؟!

لكي تفهم الطرف الآخر، كل ما عليك هو أن تضع نفسك مكانه وتعرف احتياجاته وتشعر بمشكلاته، هذه العملية ربما تكون سهلة على كثير من باعة خمسات -أصحاب المشاريع الخاصة- ممن يشترون خدمات لتسيير أعمالهم، وببيعون خدمات أخرى بحكم عملهم، فأينما كنتم نود أن تشاركونا تجاربكم بإجابة هذين السؤالين:

  • ماذا يستطيع أن يفعل البائع، حتى يقيمه المشتري تقييم ممتاز؟
  • ماذا يستطيع أن يفعل المشتري، حتى يسلمه البائع خدمة ممتازة ومرضية؟

أما عن البائع فقط أو المشتري فقط، فيستطيع أن يفهم الطرف الآخر من خلال بعض الأسئلة البسيطة، مثلًا يمكنه البحث في المشكلات التي واجهته مع الطرف الآخر من قبل ويسأل نفسه:

  • هل حدثت المشكلة بسبب أني لم أفهمه؟
  • هل تسرعت بفعل ذلك الأمر؟
  • ما الذي يمكن أن أتعلمه حتى لا يحدث ذلك مرة أخرى؟

أو من خلال الخدمات الناجحة التي قدمها أو الخدمات المرضية التي استلمها:

  • ما هي الخدمات الناجحة والتي سعدت بتسليمها أو استلامها؟
  • ما العوامل التي أدت إلى ذلك وكيف أكررها؟
  • كيف كان تعاملي مع الطرف الآخر حينها؟
  • ما السبب الذي يدعوك لأن تبيع أو تشتري نفس الخدمة مرة أخرى من الطرف الآخر؟
  • كيف يمكن الاستفادة من هذه المعلومات في التعاملات الأخرى القادمة؟

عن طريق التفكير من وجهة نظر الطرف الآخر ستستطيع تقديم أفضل ما عندك وتوفير الوقت عليك وعليه، فقط قم باتباع النصائح المذكورة وشاركنا رأيك؟ كيف يمكن أن تفهم الطرف الآخر أفضل لتتعامل معه جيدًا.

تم النشر في: نصائح للمستقلين، نصائح لمشتري الخدمات