مستقبل التجارة الإلكترونية في تغير ونمو مستمر، إذ من الممكن أن تتفاجئ الشركات أو الأفراد بأنهم خارج السوق جرّاءِ التغيرات في الأسواق التجارية، ما يعني أنه من المهم على الذين يريدون الاستثمار في التجارة الإلكترونية معرفة جميع الفرص والمجالات السانحة أمامهم للصمود في السوق والتعزيز من فرص النمو. من خلال هذا المقال، سنتعرف إلى أحدث مجالات التجارة الإلكترونية التي ستفيدك في بداية طريقك نحو التجارة الإلكترونية، بالإضافة لجذب انتباهك لمجموعة من المجالات الجديدة التي بإمكانك التوسع فيها.
جدول المحتويات:
أحدث مجالات التجارة الإلكترونية
من المتوقع أن يصل سوق التجارة الإلكترونية إلى 4.8 تريليون دولار؛ ما يعني أن هناك فرصة حقيقية لتبدأ في إطلاق مشروعك التجاري وبدء تعزيز مبيعاتك الحالية إذا ما كنت بعيدًا عن التجارة الإلكترونية، وإليك مجموعة من المجالات الحديثة التي بإمكانك الاستفادة منها في متجرك الإلكتروني:
المجال الأول: البحث الصوتي بديلًا عن البحث النصي
مع ازدياد استخدام المساعدات الصوتية مثل Amazon Echo أو Google Home Assistant وsiri لدى آبل، أصبح هناك توجه واضح من قِبل المستهلكين للتوسع في الاعتماد على البحث الصوتي. ومع التحسن الذي سيشهد تقنيات المنازل الذكية ستزداد هذه الحاجة. حتى الآن يُستخدم البحث الصوتي من قِبل 27% من سكان العالم.
وسيوفر البحث الصوتي تجرِبة مستخدم جيدة، فالمستهلكين لن يحتاجوا لإدخال أسماء المنتجات، كما لن يطلب منهم استخدام الماوس أو لوحة المفاتيح. فمن المستحسن البَدْء في إضافة ميزات البحث الصوتي من معالجة المدخلات، والتحسين من محركات البحث الصوتية إلى استراتيجية التسويق الخاص بك.
وذلك للحصول على المزيد من المبيعات، وتقديم تجرِبة مستخدم أفضل، إضافةً إلى تعزيز تقنيات التوقع ورصد عادات المستهلكين. والجدير بالذكر أن تقنية البحث الصوتي هي تقنية وليدة حتى الآن، ولكن بمرور الزمن ستُحسن، وستبدأ الشركات في استخدامها كميزة أساسية للوصول إلى المنتجات.
قد يفيدك: 9 أفكار منتجات للبيع أون لاين وبدء تجارة مربحة
المجال الثاني: استخدام روبوتات الدردشة
من المتوقع في عام 2025 أن تحقق روبوتات الدردشة إيرادات تصل إلى أكثر من ألف مليون دولار. والآن تعد روبوتات الدردشة من أكثر الأدوات المستخدمة لتلبية حاجات ورغبات العملاء. فعندما يزور المستهلك المتجر الإلكتروني، ويكون لديه منتج محدد يريد العثور عليه، سيظهر له بشكل مباشر أحد روبوتات الدردشة يسأله عن المنتج الذي يبحث عنه ويعرضه له بعد ذلك، أيّ أنه يقوم بمهام رجل المبيعات نفسها.
من الممكن استخدام هذه الروبوتات في التحسين من انتشار المحتوى، وتقديم العروض والخصومات، كما تستطيع جمع المعلومات عن المتسوقين لاستخدامها في الحملات التسويقية، وتعلن نهاية تأخير توصيل المعلومات، الذي كان يواجه المستهلكين عند استخدام البريد الإلكتروني، فالآن روبوتات الدردشة تجيب عن كل التساؤلات والاستفسارات بشكل مباشر. وكمثال على استخدام روبوتات الدردشة فلديك تطبيق Duolingo لتعلم اللغات، حيث يُمكّن روبوت المتعلمين من الحصول على تجرِبة تحدث مع أشخاص حقيقيين.
المجال الثالث: التسوق عبر الهاتف المحمول
بالرغم من أنه ليس من مجالات التجارة الإلكترونية الجديدة، فإنه في ازدياد مستمر؛ فإذا كان المتجر الخاص بك لا يعمل بشكل جيد، أو لا يستجيب على الهواتف، فسوف تفقد الكثير من الفرص المتعلقة بالمبيعات. فحتى الآن مستخدمو الهواتف المحمولة يقدرون بـ 7.1 مليار مستخدم حول العالم لتتم 73% من إجمالي المبيعات عبر الهاتف، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 7.49 مستخدم في عام 2025.
المجال الرابع: استخدام رمز الاستجابة السريعة (QR CODE)
لقد عاد الباركود مرة أخرى إلى التجارة الإلكترونية، ولكن هذه المرة بميزات جديدة وقدرات تخزين معلومات كبيرة مع سهولة المسح، وذلك في رمز الاستجابة السريعة. ويُستخدم الآـن من قبل الكثير من الشركات والمتاجر الإلكترونية، لتسهيل الوصول إلى المنتجات وتحقيق أكبر انتشار ممكن. ليس ذلك فحسب، بل يُستخدم حتى في أغلفة المنتجات للتعرف على معلوماتها من المكونات والمواصفات وجلب زيارات إلى المتجر الإلكتروني.
كما نجده يُستخدم بشكل أساسي في معالجة المدفوعات وتقديم عروض استرداد النقود، ويكون جنبًا لجنب للمحتوى في مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة المبيعات والزيارات. كما هناك توجه لدى المطاعم والكافيهات، يُسمى بقائمة الطعام الرقمية أو اللاتلامسية؛ حيث يتم مسح رمز الاستجابة السريعة لتظهر قائمة الأطعمة ومن خلالها يُمكن للمستخدم اختيار الطلب الذي يريده وإتمام عملية الدفع على الهاتف من دون الحاجة لقائمة طعام ورقية.
قد يهمك: 9 من أهم مجالات التجارة الإلكترونية الأكثر رواجًا
المجال الخامس: التنويع من طرق الدفع
عندما يتعلق الأمر بطرق الدفع، فإن لكل مستهلك تفضيلات فردية، ودائمًا ما يتوقع أن يجد طريقة الدفع المناسبة له أو التي يستخدمها، ومن هنا تظهر الحاجة للتنويع من طرق الدفع وخصوصًا أنها أصبحت كثير ومتعددة. وفي بعض الأحيان قد يلغي المشتري طلب الشراء، فقط لأنه لم يجد طريقة الدفع المناسبة.
فعند تصفح متجر أمازون السعودية، ستجد أنه يدعم كل من البطاقات الائتمانية (فيزا/ ماستر كارد) ومدى، بالإضافة للدفع عند الاستلام. ولأن مستخدمي الهواتف المحمولة في ازدياد، فبإمكانك إضافة طرق دفع مثل Apple Pay وGoogle Pay وAmazon Pay وSamsung Pay وغيرها. كما من الممكن أيضًا إضافة طرق دفع من خلال العملات الرقمية مثل: البيتكوين أو الإثريوم. ولا تنس طرق الدفع المحلية التي تعتمد على البنوك المحلية.
المجال السادس: زيادة الاعتماد على الواقع الافتراضي
الواقع الافتراضي يُمثل مستقبل التجارة الإلكترونية، حيث تستفيد الكثير من الشركات الآن من هذه التقنية التي تتيح استعراض المنتجات والخدمات والتعريف بمواصفاتها، والميزات التي تقدمها والمشكلات التي تحلها. ويُستخدم في نطاق واسع جدًا، حيث نجده في الجانب التعليمي والتدريبي والألعاب.
وفي التجارة الإلكترونية يسمح بتوفير تجرِبة تسوق أكثر تفاعلية، تمكّن المشترون من استعراض المنتجات وجلبها إلى منازلهم، إضافةً إلى ذلك، تُمكّنهم من زيارة المتجر الخاص بك بشكل افتراضيـ ومتابعة العروض والمؤتمرات، ومثال على ذلك: الغرفة الافتراضية الخاصة بـ Lowe، التي تمكّن المشترون من استعراض المنتجات والتعرف على كيف سيبدو المنزل الخاص بهم.
استخدام الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أعمدة التجارة الإلكترونية، وبالتأكيد ذلك لم يأت من فراغ؛ بل لأنه يتيح مجموعة من الميزات لتوفير تجرِبة تسوق رائعة، قائمة على التنبؤ باحتياجات العملاء من المنتجات والخدمات، كما هو مستخدم في نتفلكس. حيث يعمل على اقتراح مجموعة من الفيديوهات على حسب اهتمام المستخدم، وأيضًا محرك البحث قوقل الذي يتنبأ بكلمة أو عبارة البحث التي تريد البحث عنها.
كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا في إدارة الأعمال اللوجستية من خلال مراقبة المخزون، وإعطاء أوامر الشراء والشحن، وتتبع الشحنات والطلبات باليوم والساعة. وسيساعدك بشكل كبير جدًا في جمع المعلومات والبيانات عن عملائك الحاليين والمحتملين، للتحسين من حملاتك الإعلانية وإدارة العلاقة بالعملاء، إضافةً إلى تتبع المنافسين.
وثمة مجال جديد في التسويق الإلكتروني يُسمى التسويق من خلال الذكاء الاصطناعي، إذ يعمل على التنبؤ بالسوق واستهداف الجمهور، وإطلاق الحملات التسويقية بصورة تلقائية، وتعزيز تقنيات التسعير الديناميكي على حسب السوق ومعلومات المستهلك، وذلك بناءً على بيانات مُجمعة بشكل استباقي.
تطورات الواقع المعزز
دائمًا يبحث المستهلكون عن تجرِبة تسوق أكثر فعالية، ومن معوقات التجارة الإلكترونية أنها لا تُمكّن المستهلكين من تجرِبة المنتج، ولتلبية حاجات المستهلكين وحل المشكلات التي تواجههم؛ أُدخل الواقع المعزز في التجارة الإلكترونية وأثبت جدواه، وغيّر الكثير من قواعد اللعبة. فالآن يُمكن للمستهلكين التعرف عن قرب على المنتجات التي يرغبون في شرائها، حيث سيتمكنون من التعرف على كافة الأبعاد من الطول والعرض والارتفاع، وغيرها من المواصفات الأخرى من الشكل واللون.
والآن، يستخدم الواقع المعزز في تجارِب تسوق العديد من المنتجات من الأثاثات المنزلية والديكورات والمكياج، وبالإضافة للسيارات حتى. كما يتوغل في العروض التعريفية للشركات، فليس كل الأشخاص لديهم القدرة أو الوقت حتى يتصفحوا كتيب التعريف بالشركة، وفي هذه الحالة سيوفر الواقع المعزز تجرِبة تفاعلية للاطلاع على كل جوانب الشركة.
وحاليًا هناك الكثير من الشركات والمتاجر بدأت فعليًا في الاستفادة من المواقع المعزز، فنجد أن أمازون تستخدمه في تجرِبة المكياج وقصات الشعر. وأديداس أضافت ميزات جديدة على التطبيق الخاص بها في هواتف الأيفون؛ ليساعد المستهلكون على اختيار الأحذية المناسبة واتخاذ قرار الشراء من دون زيارة المتجر.
ختامًا، مستقبل ومجالات التجارة الإلكترونية كثيرة ومتطورة دائمًا، لكن أغلبها تجده يركز على التحسين من تجربة المستخدم لتلبية حاجات الجمهور المستهدف ورغباته. وفي المستقبل، من المتوقع أن يكون هناك مجالات جديدة، فإذا لم تبدأ بعد في تبني هذه المجالات، تذكر أنه لم يفت الأوان بعد.
تم النشر في: فبراير 2022
تحت تصنيف: التجارة الإلكترونية | بدء التجارة الإلكترونية