دليلك العملي إلى إعداد دراسة جدوى متجر إلكتروني

إن كنت تخطط لإنشاء متجرك الإلكتروني أو تطوير متجرك الحالي، فأنت بحاجة إلى خطة اقتصادية محكمة لدراسة جميع الجوانب المالية والاقتصادية للمشروع، أنت بحاجة إلى دراسة جدوى متجر إلكتروني. فما هي دراسة الجدوى، وكيف تُجرى دراسة جدوى دقيقة واحترافية؟

جدول المحتويات:

ما هي دراسة الجدوى؟

دراسة الجدوى هي تحليل فكرة أو مشروع جديد في ضوء دراسة العوامل التي قد تؤثر على نجاحه أو فشله، بما في ذلك العوامل الاقتصاديّة والتكنولوجيّة والقانونيّة والجدول الزمني اللازم لتنفيذه. تساعدك دراسة الجدوى على تحديد المخاطر المُحتملة والمكاسب المُمكنة لأي مشروع، بالإضافة إلى العقبات التي يمكن أن تواجهك.

تمثل دراسة الجدوى مخططًا استباقيًّا يحدد لك وبدقة كافية الربحية المتوقعة من مشروعك، بناءً على العديد من العوامل. لا تقتصر دراسة جدوى متجر إلكتروني على الناحية الاقتصاديّة أو الماليّة فقط، بل تتعدى ذلك إلى جميع النواحي التي يتمحور حولها متجرك وطبيعة منتجاتك.

تتألف دراسة الجدوى من أربع محطات أساسية، كل مرحلة منها تشكل ركنًا أساسيًا للخروج بدراسة جدوى ناجحة. هذه المراحل هي:

  1. التخطيط: الخطوة الأولى والأكثر أهمية لعملية دراسة الجدوى ويشمل تحديد فكرة المشروع وجمع البيانات وتحليل السوق المنافسة وتقييم التكاليف والعائدات، وأخيرًا تقييم المخاطر.
  2. التنفيذ: تتضمن وضع المهام وتقسيم العمل والمراقبة الدوريّة ووضع الملاحظات.
  3. التقييم: تُقيّم دراسة الجدوى عن طريق استخدامها على مشروع تجريبي أو اختبارها على نسخة مصغرة من المشروع المُراد تنفيذه، ومن ثم التأكد من مطابقة وقرب النتائج على أرض الواقع مع نتائج دراسة الجدوى التي وجدناها في بداية العمل.
  4. التعديل: يُنجز التعديل بعد المقارنة بين النتائج المعيارية (النتائج المتوقعة من دراسة الجدوى) والنتائج الفعلية على أرض الواقع، وتحديد الاختلافات والانحرافات في حال وجودها والقيام بتصحيحها.

أهمية إجراء دراسة جدوى لمتجرك الإلكتروني

دراسة جدوى المتجر الإلكتروني لها أهمية كبيرة ويجب إجراؤها قبل الشروع في أي مشروع تجاري. وإليك بعض الأسباب التي توضح أهمية إجراء دراسة الجدوى:

1. تقييم فرص النجاح والاستدامة

تساعد دراسة الجدوى في تحديد مدى جدوى وفرص نجاح المشروع. يُجرى تحليل السوق والعملاء المستهدفين والمنافسة؛ لتقدير مدى تناسب المشروع مع السوق المحلية وقدرته على تحقيق العائد المالي المرغوب. كما تساهم في ضمان استدامة المشروع على المدى الطويل، من خلال تقييم الجوانب الاقتصادية والتنظيمية والاجتماعية للمشروع. كما يمكن تحديد التحديات المحتملة والفرص للتوسع والنمو، مما يمنح المشروع فرصة أفضل للبقاء في السوق.

2. تحديد عوائق المشروع

هناك العديد من العقبات التي قد تواجه أي مشروع تجاري ناشئ مثل: نقص المواد الخام (المنتجات) وعدم استقراريّة استيرادها، وعدم توفر التقنية اللازمة لإنجاز المشروع بنجاح، بالإضافة إلى الميزانية المرتفعة التي قد يتطلبها المشروع، والطبيعة غير القانونية المُحتملة للمشروع وغيرها.

تحديد هذه العقبات في أثناء دراسة الجدوى يساعدك على اتخاذ قرار سليم بإمكانيّة نجاح المشروع منذ البداية. بالطبع سيكون من غير المنطقي أن تبدأ مشروع تدل جميع المؤشرات على أنه غير ناجح أو غير مربح بالمجمل.

3. توجيه القرارات الاستراتيجية

توفر دراسة الجدوى تفاصيل وبيانات تُبنى عليها القرارات الاستراتيجيّة المناسبة. على سبيل المثال، تُقدّم الدراسة التحليلات المالية والتنظيمية والتقنية والاجتماعية التي سوف تساعدك على تحديد الخطط والاستراتيجيات اللازمة لنجاح المشروع.

4. تحديد المخاطر وتفاديها

تساعد دراسة الجدوى في تحديد وإدارة المخاطر المحتملة التي يمكن أن تواجه المشروع وتقييم تأثيرها. عندها سيكون بإمكانك اتخاذ التدابير اللازمة لإدارة هذه المخاطر وتقليل تأثيرها المحتمل عند حدوثها مع انطلاق المشروع.

5. توضيح المتطلبات والتكاليف

تمنحك دراسة جدوى متجر إلكتروني نظرة شاملة حول المتطلبات المالية والتكنولوجية والبشرية لإنشاء وتشغيل المتجر الإلكتروني. يمكنك عبر دراسة الجدوى تحديد التكاليف المتوقّعة وتحديد الموارد المطلوبة؛ وبالتالي تخطيط الميزانية تخطيطًا مناسبًا وفقًا لتلك الدراسة.

6. جذب التمويل

تٌعدّ دراسة الجدوى أداة مهمة لجذب تمويل المشروع من المستثمرين أو المؤسسات المالية. تقدم الدراسة تحليلًا دقيقًا للعائد المتوقع ومدة استرداد الاستثمار وتقييم المخاطر، مما يزيد من فرص الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ المشروع.

بالإضافة لما سبق، يساعدك إجراء دراسة جدوى متجر إلكتروني على التقليل من خطر فشل المشروع إذا بُني على قرار استثماري جيد، وتخفيض الهدر من رأس المال الابتدائي والتطويري من خلال بناء دراسة دقيقة لمتطلبات المشروع قبل تنفيذه.

أنواع دراسة جدوى متجر إلكتروني

ترتكز دراسة الجدوى المجدية على عوامل عدّة منها مصداقية المعلومات المذكورة وموضوعيتها، وذلك للحصول على نتائج صحيحة، كما يجب التركيز على ضرورة فهم أنواع دراسات الجدوى من أجل تكوين نتيجة شاملة لهذه الدراسة. يمكن قولبة دراسة الجدوى لأي مشروع كان في خمسة أنواع، هي:

دراسة الجدوى الاقتصادية

تركز على تقييم كامل جوانب المشروع من خلال مفهوم الاقتصاد والربحية؛ بما في ذلك التكاليف والإيرادات المتوقعة، والأرباح المحتملة، والعوائد المالية. يهدف التحليل الاقتصادي إلى تحديد ما إذا كان المشروع سيكون مستدامًا ومُربحًا. تعتمد جميع أشكال دراسات الجدوى الأربع الأخرى على هذا الشكل في تحديدها.

دراسة الجدوى القانونية والتنظيمية

أول دراسة جدوى يجب تنفيذها لأي مشروع هي الدراسة القانونية؛ لأن إمكانية تنفيذ المشروع وجدواه من الناحية القانونية شرط أساسي لإنشاء المشروع في بادئ الأمر، فلا يمكنك البدء بدراسة جدوى المشروع من جميع النواحي والمشروع في الأساس مخالف لأي من اللوائح القانونية المعمول بها في بلدك.

تهدف هذه الدراسة إلى فهم المتطلبات القانونية التي يجب على المشروع الامتثال لها. يتضمن ذلك تقييم القوانين الضريبية الخاصة بالاستثمار، والتشريعات البيئية وتصنيف المؤسسات، وقوانين العمل والسلامة المعمول بها، وتوافق مختلف جوانب المشروع مع هذه القوانين.

دراسة الجدوى التسويقية

الدراسة التسويقية هي حجر الأساس الذي تُبنى عليه دراسة الجدوى الفنية، وهي التي تحدد قرار المتابعة بدراسة الجدوى الفنية من عدمه. تعتمد دراسة الجدوى التسويقية على استقراء السوق والمنافسين وتحديد الحصة السوقية المتوقعة، وإمكانية التسويق الإلكتروني والتقليدي للمنتجات وغيره من العناصر. على سبيل المثال، تحديد مقدار الطلب على منتجات المتجر الإلكتروني، والفئة المستهدفة، وسياسة التسعير والمنافسين، في ضوء دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع برمّته.

دراسة الجدوى الفنية

تركز دراسة الجدوى الفنية على تقييم جوانب التكنولوجيا والإنتاج للمشروع. يتضمن ذلك تحديد الأجهزة والمعدات المطلوبة والمواد الخام، وتقييم توفرها وفعاليتها، وتحديد عمليات الإنتاج والخدمات المطلوبة، بالإضافة إلى الموارد البشرية اللازمة لتشغيل المشروع. على سبيل المثال، تقدير حجم التكاليف المقدر دفعها على اﻵلات اللازمة لتشغيل مصنع، وهل ستكون مجدية من أجل الحصول على مردود مُرضي.

دراسة الجدوى المالية

تركز دراسة الجدوى المالية على تحليل الجوانب المالية للمشروع باستفاضة، وذلك من خلال تحديد الاحتياجات التمويلية ونوع وحجم القروض المطلوبة للمشروع وتكاليفها على المدى القصير والطويل.

5 خطوات لإعداد دراسة جدوى متجر إلكتروني ناجحة

الخطوات التوضيحية التالية ستكون بمثابة دليلك العملي لإعداد دراسة جدوى متجر إلكتروني احترافية:

الخطوة الأولى: تحديد المشروع

لن نتعمق كثيرًا في هذه الخطوة، فنحن نفترض مسبقًا أننا قد حددنا معالم المتجر الإلكتروني ونوع المنتجات المراد بيعها، ولكن سوف نستعرض على عُجالة بعض النقاط الأساسية التي لا بُد من التذكير بها في هذه المرحلة:

  • يبدأ المشروع في هذه الخطوة على شكل فكرة أولية، يجب أن تكون هذه الفكرة واضحة ومحدّدة.
  • التأكد من أن فكرة المشروع قابلة للتطبيق في البلد الأم، ولها أسبقيّة من حيث العرض والطلب.
  • وجود تصوّر واضح وعام للمشروع؛ بما في ذلك الحجم الاستثماري المطلوب والإنتاجي المتوقع.
  • إمكانية الاستمرارية المستقبلية للمشروع، عن طريق متابعة أداء مشاريع مشابهة خلال العقد المنصرم.
  • تحديد واضح لقائمة المستفيدين من المشروع تحديدًا مباشرًا أو غير مباشر.

الخطوة الثانية: التقييم الأولي للمشروع

تتمثل هذه الخطوة بإجراء ما يُعرف بدراسة الجدوى الأولية أو دراسة ما قبل الجدوى Study Prefeasibility. وتتعلق تعلّقًا أساسيًا بالموانع المحتملة للمشروع بما في ذلك:

  • الموانع القانونية: بمثابة دراسة الجدوى القانونية، وتوضح الموانع القانونية، مثل عدم إمكانية إنشاء متجر إلكتروني في بلدك بسبب أنه مخالف للقوانين السارية.
  • الموانع الاجتماعية: عدم تقبّل المجتمع لنوع المنتجات أو لسياسة البيع الخاص بالمتجر الإلكتروني.
  • موانع جغرافية: عدم توفر وسائل وطرق توصيل طلبات مضمونة للعملاء ضمن البلد المنشأ.
  • موانع تكنولوجية: لا سيّما فيما يتعلق بإمكانية وكيفية استقبال الأرباح على المتجر الإلكتروني، وتحويلها إلى حسابك الخاص.
  • موانع تتعلق بسوق العمل: عدم توفر إمكانية إجراء حملات تسويقية، سواء التقليدي منها أو الإلكتروني.
  • موانع تتعلق بتمويل المشروع: لا بُد من معرفة التكاليف الأولية لفتح متجر إلكتروني بمختلف أنواعه وأحجامه.

بعد المرور سريعًا بهذه البنود، يجب أن تصل إلى جواب على الأسئلة التالية:

  • هل يمكن إنشاء متجرك الإلكتروني دون مشاكل قانونية أو اجتماعية أو تقنية؟
  • هل هناك فرصة تسويقية أولية جيدة للمشروع؟

الخطوة الثالثة: دراسة الجدوى التسويقية

تتضمن هذه المرحلة المرور المفصل بمراحل دراسة الجدوى التسويقية، إذ يجب دراسة 6 عناصر رئيسية، هي:

1. مقدار الطلب على المنتج

عبر دراسة كمّ العرض والطلب في السوق، والعرض هنا يمثل السلع المتوفرة في السوق للعرض، أما الطلب فهو مقدار استهداف هذه السلع من قِبل العملاء. بالإضافة إلى تحديد الفرق بين مقدار العرض والطلب، ونسبة العجز بينهما التي يمكن للمتجر الإلكتروني سدّها بنجاح. يمكن تحديد مقدار العرض والطلب في سوق العمل عن طريق دراسة عدد السكان والنمو السكّاني والقدرة الشرائية للفرد، بالإضافة إلى دراسة الأسعار الحالية والمنافسين والحصص السوقية.

2. طبيعة المنتجات وفئة العملاء المستهدفة

تتضمن هذه الخطوة تحديد طبيعة المنتجات وعلاماتها التجارية والشكل والحجم وطريقة التغليف والتقديم والشحن للعميل، بالإضافة إلى الميزة التنافسية للمنتجات التي تقدمها. إضافةً إلى تحديد عدد العملاء المحتملين وتوزيعهم الجغرافي وقوتهم الشرائية وتفضيلاتهم، بالإضافة إلى الصفات الديموغرافية والاجتماعية والثقافية ومعدل الاستهلاك الحالي والمستقبلي المُتوقع من العملاء.

3. آلية وسياسة البيع والتسعير

تركز هذه الخطوة على تحديد سياسة التسعير، ويمكنك الاختيار من بين 3 أنواع، هي:

  • التسعير على أساس التكلفة: تُحسب التكاليف المباشرة وغير المباشرة لتقديم المنتج الواحد، ويُضاف إليه هامش الربح؛ أي سعر المنتج = التكاليف المباشرة + التكاليف غير المباشرة + هامش الربح.
  • التسعير وفق أسعار المنافسين: أي إن أسعار بيع المنتجات في المتجر الإلكتروني تحددها الأسعار الموجودة مسبقًا في المتاجر الإلكترونية المنافسة التي تخدّم منطقتك الجغرافية أو تستهدف شريحة العملاء ذاتها.
  • التسعير وفق القدرة الشرائية للعملاء: نميز هنا حالتين:
    • الشريحة المستهدفة يخدّمها عدد كبير من المنتجين في السوق؛ بمعنى أن العرض أكبر من الطلب، عندها يتحكم العملاء بسعر المنتجات.
    • الشريحة المستهدفة من الطبقة الغنية أو المُقتدرة ومقدار العرض قليل، عندها لا يتبع أسلوب تسعير المنتجات سياسة التسعير بالتكلفة بالنسب الطبيعية، ويكون هامش الربح أعلى بكثير منه في الحالة التقليدية، كأن يكون هامش الربح 50% أو حتى 100% وما فوق عوضًا عن 15% أو 20% (النسبة التقليدية).

4. تحديد الحيّز الجغرافي المُستهدف

يجب في هذه النقطة تقسيم السوق المستهدفة إلى مناطق جغرافية، وتحديد أسلوب توزيع وتوصيل المنتجات. ويمكن تقسيم السوق جغرافيًا إلى: أسواق محلية، وأسواق إقليميّة، وأخرى عالمية. كما يُقسم من حيث الكمية إلى: سوق الجملة وسوق التجزئة.

5. استطلاع المنافسين في سوق العمل

تقتضي هذه المرحلة تحديد أبرز المنافسين لمتجرك في سوقك المحلية والإقليمية وتقصّي آلية العمل وأسلوب تقديم وشحن وتغليف وتوصيل المنتجات الخاص بهم. بالإضافة إلى تقييم جودة وأسعار وكفاءة منتجات المنافسين وتحديد نقاط القوة والضعف في سياسة البيع الخاص بهم.

6. الاستراتيجية التسويقية الأفضل للمشروع

تحدد هنا خطة التسويق المثلى للمتجر الإلكتروني على مراحل تطوّره؛ في بدايته ومن ثم بعد انطلاق المشروع وتقدّمه، وترتبط الخطة التسويقية هنا بأربعة عوامل:

  • الأسواق المستهدفة
  • المبيعات المتوقّعة
  • الحصة السوقيّة المُستهدفة في بداية المشروع ومن ثم بعد سنة، وبعد سنتين وبعد 5 سنوات من إطلاقه.
  • أسلوب توزيع وقنوات نقل المنتجات إلى العملاء بعد شرائهم لها عبر المتجر الإلكتروني.

الخطوة الرابعة: دراسة الجدوى الفنية

تتضمن هذه الخطوة إجراء دراسة تنفيذية للجوانب الفنية العملية المتعلقة بالمشروع، من تحديد موقع المشروع (موقع المتجر الإلكتروني) المُعِدَّات اللازمة والمواد الخام والموارد البشرية وتحديد التكاليف الاستثمارية والتشغيلية. لكل عنصر من العناصر السابقة خصوصيّة مهمة في أثناء دراسة الجدوى، تتمثل في:

  • اختيار موقع المشروع: عندما يتعلق الأمر بالتجارة الإلكترونية فقد لا يوجد موقع فيزيائي للمتجر، عندها يجب تحديد نوع المتجر المراد إنشاؤه والمنصة التي تريد تصميم متجر إلكتروني من خلالها. لدينا في مشاريع المتاجر الإلكترونية 3 احتمالات لطبيعة المتجر:
    • يعتمد على بيع المنتجات الرقمية أو الخدمات؛ بمعنى أنه لا ضرورة لوجود متجر فيزيائي أو مخزن لعرض أو تخزين المنتجات فيها.
    • يعتمد على بيع منتجات فيزيائية، وتتطلب فكرة المشروع شراء وتخزين هذه المنتجات والاقتصار في عرضها على المتجر الإلكتروني دون وجود مكان فيزيائي للمشروع.
    • المتجر الإلكتروني يمثل متجرًا أو مؤسسة قائمة مسبقًا، وتمتلك مكانًا فيزيائيًا أو من المخطط تأسيس مكان فيزيائي للمتجر للتواصل المباشر مع الزبائن، بالإضافة لواجهات المتجر الإلكتروني.

في حال تطلب الأمر وجود مخزن أو متجر، فلا بد من إجراء دراسة جدوى متعلقة بموقع المشروع؛ تتضمن المساحة المطلوبة لوضع المنتجات ولحركة الأفراد القائمين على العمل والأدوات اللازمة للعمل، بالإضافة إلى مُتسع مناسب للعملاء الداخلين للمتجر.

  • الأصول الثابتة (المعدات والمواد الخام): تتضمن جميع التجهيزات اللازمة لإقامة المخزن أو المتجر؛ بما في ذلك الأرفف اللازمة لتخزين أو عرض المنتجات والتجهيزات المكتبية.
  • الموارد البشرية: تحديد القوى العاملة المطلوبة للمشروع، التي تتعلق تعلّقًا مباشرًا بحجم المشروع، وفي مشاريع التجارة الإلكترونية يتطلب الأمر عددًا أقل من الطاقة العاملة. قد تحتاج إلى أفراد لإدارة تفاصيل المتجر الإلكتروني وآخرين لإدارة المخزن وعاملين في القسم الفيزيائي للمتجر.
  • تحديد التكاليف الاستثمارية والتشغيلية: تنقسم هذه التكاليف إلى قسمين:
    • تكاليف استثماريّة: تتضمن كل من:
      • الأصول الثابتة: تتضمن الأرض الذي سيبنى عليه المخزن أو المتجر والأثاث والمفروشات والمعدات واحتياطات الطوارئ وغيرها، وفي حال المتجر الإلكتروني تتمثل الأصول الثابتة بقيمة الاستضافة السحابية أو الاشتراك في منصات التجارة الإلكترونية.
      • رأس المال العامل (الأصول المتداولة): يتضمن كل من المخزون والمواد الأولية والنقد.
      • نفقات وتكاليف التأسيس: بما في ذلك نفقات إجراء دراسات الجدوى ورسوم تأسيس المشروع وتفاصيل الهندسية (ديكور).
    • تكاليف تشغيليّة: وتقسم بدورها إلى:
      • تكاليف سنويّة مباشرة: تتضمن أجور القائمين على المتجر الإلكتروني والمخزن والمتجر، وكذلك فريق التسويق وتكاليف الحملات الدعائية، وتكاليف استضافة الويب السنوية أو الاشتراك للمتجر (في حال كان المتجر على إحدى منصات إدارة المحتوى أو منصات التجارة الإلكترونية).
      • تكاليف سنويّة متبدّلة: تشمل كل من رواتب الموظفين والحوافز والصيانة (صيانة وتحديث المتجر الإلكتروني)، بالإضافة إلى تكاليف أخرى مثل الكهرباء والماء والوقود.

الخطوة الخامسة: دراسة الجدوى المالية

الهدف من هذه الخطوة هو تخطيط الدراسة التمويلية للمشروع، وهذا يتضمّن تحديد الاحتياجات التمويلية ورأس المال المطلوب للمشروع بكافة تفاصيله، إضافةً إلى اختيار الجهة أو المصدر التمويلي للمشروع والذي قد يكون؛ المدخرات الشخصيّة أو العائليّة، أو الاقتراض من الأقارب والمعارف والأصدقاء، أو التشارك مع أكثر من فرد لإنشاء المشروع، أو البنوك التجاريّة أو الائتمان التجاري.

يمكن رسم الخطة العملية التي يجد تنفيذها في هذه المرحلة بثلاث محطّات:

1. إعداد النسب المالية المهمة مثل:

  • صافي الأرباح NI: هو الربح الصافي بعد خصم جميع المصاريف وتكاليف التشغيل والضرائب.
  • العائد على الأصول ROA: يمثل الربح الصافي في قائمة الدخل مقسّمًا عليه متوسط إجمالي الأصول.
  • العوائد على حقوق المساهمين ROE: يمثل صافي الأرباح مقسّمًا على المساهمين والمستثمرين في المشروع.
  • هوامش الربح الصافي من المشروع NPM: يمثل صافي الأرباح مقسّمًا عليه إجمالي الإيرادات.

2. إعداد القوائم المالية المُتوقعة للمشروع مثل: قائمة المدخول والأرباح وقائمة الميزانيّة العامة وقائمة التدفقات النقديّة وغيرها.

3. تحديد وحساب معايير اتخاذ القرار الاستثماري المتمثلة في:

  • القيمة الحالية PV: تمثل تحديد قيمة التدفقات النقدية المتوقعة خلال السنوات الأولى للمشروع في الوقت الحالي، بإرجاعها عبر خصم نسب الضرائب أو الفوائد المستقبلية أو تراجع قيمة العملة المُتوقع (في الاقتصادات غير المستقرة).
    • تقدير صافي القيمة الحالية NPV: من الأرقام المهمة جدًا في دراسة الجدوى، وتُحسب بدراسة القيمة الحالية للتدفقات النقدية وطرحها من التكلفة المبدئية Initial investment. وفي حال كان الرقم سالبًا وكان دليل الربحية أقل من 1 فهذا يعني أن المشروع غير مجدي اقتصاديًا.
    • معدل العائد الداخليّ IRR: يمثل معدل الخصم الذي يجعل صافي القيمة الحاليّة للمشروع مساويًا للصفر؛ بمعنى آخر هو مقدار الخصم الذي يجعل مقدار الاستثمار البدئي والقيمة الحالية للتدفقات النقدية متساويًا، والقاعدة الذهبية تقول:

إذا كان معدل العائد الداخلي أصغر من معدل الخصم (معدل الفوائد أو الضرائب أو تراجع قيمة العملة) فالمشروع غير مجدي اقتصاديًا، وفي حال كان أكبر فالمشروع مجدي اقتصاديًا. وكلما كان الفرق أكبر، كان المشروع أكثر ربحيّةً.

  • فترة أو معدل الاسترداد Payback Period: ويمثل الفترة الزمنية التي يحتاج إليها المشروع لكي يتمكّن من استرداد قيمة الاستثمار المبدئي التي دُفعت عند إنشاء المشروع، وتُحسب من خلال المعادلة: فترة الاسترداد = الاستثمار المبدئي ÷ التدفق النقدي السنوي المُتوقع.
  • دراسة السيناريوهات المختلفة التي قد تكون حساسة من الناحية المالية للمشروع.

الآن يتضح أن إجراء دراسة جدوى متجر إلكتروني ليست عملية بسيطة، إنما تتضمن الكثير من التفاصيل المعقدة. لذا إن لم تكن خبيرًا في مجال التحليل الاقتصادي، فيمكنك بكل بساطة شراء إحدى خدمات دراسة الجدوى عبر منصة خمسات، أكبر سوق عربي للخدمات المصغرة، حيث ستجد فُرصًا ذهبية لتوظيف مستقلين متخصصين في مجال دراسة الجدوى الاقتصادية.

أسئلة متكررة FAQ

متى يتطلب الأمر إعداد دراسة جدوى متجر إلكتروني؟

يجب إجراء دراسة جدوى دقيقة عند:

  • تأسيس مشروع جديد أو صيانة مشروع قائم من أجل التطوير.
  • تغير في أسلوب تنفيذ المشروع (تغيير في نوع المنتجات في المتجر على سبيل المثال).
  • تطوير وتوسيع المشروع القائم، كأن تضيف أنواعًا معينة من المنتجات الجديدة إلى متجرك الإلكتروني.
  • دخول سوق جديدة أو استهداف شريحة جديدة من العملاء.
  • في حال إنشاء فرع عن المشروع القائم. على سبيل المثال، إنشاء قسم متخصص في بيع منتجات أو خدمات فرعية عن المنتجات الأصل في متجرك.
  • الدمج مع متاجر أو مشاريع أخرى.

هل بالإمكان إعداد دراسة جدوى متجر إلكتروني دون الحاجة إلى متخصص؟

يمكنك ذلك، لكن سوف يحتاج الأمر منك إلى تخصيص حيّز كبير من الوقت والجهد حتى المال في تعلم مختلف الجوانب الاقتصادية والمالية التي تتطلبها دراسة الجدوى الاقتصادية الدقيقة. لذا سيكون من الأفضل والأجدى لك أن تستعين بمستقل متخصص في دراسات الجدوى عبر منصة خمسات.

هل تختلف دراسة جدوى متجر إلكتروني عن غيره من المشاريع؟

في الواقع لا تختلف دراسات الجدوى بمخططها العام بين مشروع وآخر أيًّا كانت طبيعة المشروع التجاري، وفي الوقت ذاته لكل مشروع خصوصيّته، من حيث عوامل تشغيله وأسس عمله وطريقة ربحته وتنفيذه، والأمر ينطبق على مشروع المتجر الإلكتروني، كالآتي:

  • قد لا يتطلب المتجر الإلكتروني أي تواجد فيزيائي للمنتجات. على سبيل التحديد، متاجر بيع الخدمات. هذه الميزة تلغي العديد من عناصر دراسة الجدوى المتعلق بتكاليف التخزين والتشغيل وإدارة مخزون المتجر الإلكتروني.
  • المتجر الإلكتروني بطبيعة حاله لا حدود أو وجود جغرافي له، وهذا يتطلب تعديلًا في خطوات دراسة الجدوى الفنية. على سبيل المثال، دراسة إدارة الموارد البشرية والأجهزة المطلوبة للتشغيل، التي تكون في مشاريع المتجر الإلكتروني منخفضة أو حتى معدومة.
  • يُدار المتجر الإلكتروني بإحدى ثلاث طُرق، إما أن يكون على موقع مستقل خاص بك أو على منصة تجارة إلكترونية متخصصة (مثل أمازون وآيباي) أو على منصة إدارة محتوى (مثل ووردبريس وشوبيفاي)، وهذا يتطلب وضع في الحسبان دراسة جدوى تكاليف تشغيل المتجر بإحدى الطرق الثلاث، من حيث التكلفة والفائدة على نجاح وعائدات المتجر.

ما هي مصادر جمع بيانات دراسة جدوى متجر إلكتروني؟

تُقسم المصادر التي يمكن من خلال جمع البيانات اللازمة لإجراء دراسة الجدوى إلى نوعين:

  • مصادر معلومات أولية: تشمل البيانات التي تُجمع مباشرةً من سوق العمل، عن طريق إجراء استبيانات وتوزيعها على فئات العملاء المستهدفة، أو من خلال المقابلات الشخصية، أو عبر الزيارة المباشرة للمنافسين وتقصّي استراتيجيات عملهم وجودة المنتجات والخدمات الخاصّة بهم.
  • مصادر معلومات ثانوية: تمثل البيانات التي يمكن جمعها من الجهات الرسمية، مثل المراكز الوطنية للإحصاء ووزارة التجارة الداخلية والخارجية ووزارة التموين وغيرها من الجهات الرسمية المعنية.

ما مدى دقة دراسة الجدوى على أرض الواقع؟

لا يمكن تحديد مدى فعالية وكفاءة دراسة الجدوى بدقة إلا من بعد تنفيذ المشروع واستطلاع النتائج الأولية، ومع ذلك يمكن تقييم مدى دقة وكفاءة دراسة الجدوى عبر:

  • مدى خبرة منفذ الدراسة: الدقة المتوقعة من دراسات الجدوى التي تنفذها شركات ذات خبرة طويلة في هذا المجال، تكون أكبر بطبيعة الحال من الدراسات التي ينفذها أفراد متخصصون، بالطبع الخيار الأول يأتي مع تكاليف أكبر بكثير منها في الخيار الثاني.
  • إجراء دراسة جدوى أولية: ومن ثم تنفيذ مشروع مُصغّر من المشروع المُخطط له، وتقييم النتائج الحقيقة ومقارنتها من دراسة الجدوى الأولية (دراسة ما قبل الجدوى).

هل لنوع المتجر الإلكتروني علاقة بكيفية إجراء دراسة جدوى له؟

نعم قد تختلف بعض عناصر دراسة الجدوى باختلاف نوع المتجر الإلكتروني وكذلك طبيعة المنتجات، مثل تكاليف التشغيل والتخزين؛ فالمتاجر التي تبيع منتجات إلكترونية مثل: الكتب والدورات التدريبية وغيرها، تختلف في تكاليف تشغيلها وإدارتها واشتراكاتها عن المتاجر التقليدية.

قد تكون دراسة جدوى متجر إلكتروني عملًا شاقًّا، وقد تحتاج إلى استثمار الوقت والجهد والمال من أجل إجرائها، ولكن كن على ثقة بأنها ستشكل الأرضية الراسخة التي سيُبنى عليها متجر إلكتروني مميز ومتماسك من كافة الجوانب الاقتصادية والمالية، لذا لا تتردد في استثمار كل ما يتطلبه الأمر لإجراء دراسة جدوى دقيقة احترافية.

تم النشر في: إنشاء متجر إلكتروني