جميعنا نسعى للنجاح والنجاح هو نتاج تحقيق الأهداف، من خلال تحديد الأهداف وتحقيقها يمكن أن نقيس أي تقدم نحرزه في الحياة الشخصية والمهنية، تُعدّ الأهداف معيارًا للمقارنة وتحديدها يمنحنا القدرة على التركيز على ما نريد القيام به، ويساعدنا في التغلب على التردد والمماطلة والتأجيل في أعمالنا، بينما يساعدنا التركيز عليها في تطوير الحافز لدينا؛ من المحتمل أننا نمتلك قدرات وإمكانات ومواهب عديدة، ولكن لا يمكن تحقيق النجاح ما لم نضع الأهداف في الإطار الصحيح سعيا نحو تحقيقها.
الكل يضع الأهداف ولكن القليل من الناس ينجحون في تحقيق الأهداف التي يضعونها، هل تساءلت ذات يوم عن الفرق بين الأشخاص القادرين على تحقيق الأهداف وغيرهم؟ كيف يمكن أن تتحقق الأحلام الكبيرة؟ في الواقع رفع المعايير هو جزء أساسي من تحقيق الأهداف، لتبلغ أهدافك الكبيرة في الحياة، يجب عليك أولًا أن تعمل على رفع المعايير، إضافةً إلى الوضوح الذي تمنحه الأهداف الذكية لخُططنا في النجاح، في هذا المقال سنعرف كيف يمكن أن يكون رفع المعايير منهجًا كاملًا لتحقيق الأهداف الكبيرة.
شخص واحد يؤمن بقدراته ويصر على تحقيق أهدافه، أقوى من 99 شخصًا لا يملكون سوى الأماني – جون ستيوارت
تحقيق الأهداف يبدأ برفع المعايير
تنعكس المعايير الشخصية التي تضعها على تحقيق الأهداف وجودة العمل، وعلى جودة ما ستحصل عليه فيما بعد أيضًا، يقول سومرست موم: «لعله من عجائب الحياة، أنك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة، فإنك دائمًا تصل إليها»، إذا كانت معاييرك أن تحصل على علامة C فستكون النتيجة أنك ستحصل على علامة C، إن أدنى المعايير لا تحقق النتائج العظيمة، لذلك فإن الأشخاص الناجحين لديهم معايير أعلى مقارنة بغيرهم، يبدؤون من خلالها بتطوير الانضباط لخلق عادات سلوكية تُحقق النجاح المستدام طويل المدى.
عندما تضع معايير عالية، فإنك ترفع توقعاتك، تتوقع من نفسك المزيد، وتتوقع الإقدام على خطوات أكثر وأكبر، وستبذل المزيد من الجهد لتحصل على النتائج المرجوة، تؤدي المعايير المنخفضة في العادة إلى تحقيق نتائج منخفضة، لذلك ينبغي أن تتطابق المعايير مع الأهداف الشخصية. كيف ترفع المعايير بحيث تلبي خطتك في تحقيق الأهداف؟ إليك أهم الخطوات:
1. وضوح الرؤيا
السبب الرئيسي في الفشل في تحقيق الأهداف هو انعدام وضوح الرؤيا حول الهدف، يعتقد الكثير منا أنه يضع أهدافًا واضحة وفعالة، ولكن هل خصصنا الوقت الكافي لتطوير رؤيا واضحة حول أهدافنا؟ ما الذي أريد أن أحققه؟ ما الذي أسعى أن أكونه بتحقيق هذا الهدف؟ ما هي السلوكيات التي يجب أن أتبناها لكي أحقق الهدف؟ ما العادات الجديدة التي أحتاج تعلمها؟ مهما كان الهدف الذي تسعى لتحقيقه، فإن إجابات هذه الأسئلة هي الطريقة المثالية لتطوير رؤيا واضحة حول ذلك الهدف.
تنشر مجلة INC كل عام قائمة تضم أكثر 5000 شركة الأسرع نموًا في الولايات المتحدة، تمتلئ القائمة بالشركات من جميع الأحجام، والعاملة في جميع الصناعات، واحدة من أهم سماتها المشتركة هي وضوح الرؤيا لما يريدون تحقيقه وإنجازه.
وضوح الرؤيا يجب أن يكون أولوية عندما يتعلق الأمر بتحقيق الأهداف، لا تتخيل هدفك من المنظور المحدود لواقعك الآن، بل من منظور المستقبل للواقع المطلوب، واسع لجعل رؤيتك حقيقية وملموسة قدر الإمكان.
2. بالالتزام تقطع نصف الطريق
الرغبة هي مفتاح التحفيز، ولكن التصميم والالتزام بالسعي الحثيث لتحقيق هدفك -الالتزام بالتميز- سيمكنانك من تحقيق النجاح الذي تسعى إليه – ماريو اندريتي
الالتزام يشكلٍ الجانب الأكبر تحديًا في تحقيق الأهداف الكبيرة، غالبًا ما نجد جميعا صعوبة في الثبات خلال السعي لتحقيق الأهداف الكبيرة التي نضعها، يتخلى الكثيرون عن أهدافهم عندما تواجههم العقبات والتي تعدّ اختبارًا يُوضع في طريقنا للتأكد من أننا مصممون على تحقيق الأهداف.
يتطلب النجاح في تحقيق الأهداف الانضباط والعمل الدؤوب والمثابرة والإرادة، ما يميز الأشخاص الناجحين هو التزامهم التام بتحقيق الأهداف وإحراز النجاح بالرغم من أنهم يواجهون الفشل مثل أي شخص آخر. لكن ما يميزهم أكثر هو القدرة على العودة إلى المسار الصحيح والتعلم من أخطائهم على الفور، والقدرة على المحاولة مرارًا وتكرارًا حتى تحقيق النجاح وبلوغ الأهداف التي يسعون إليها، من خلال تطوير تصميم داخلي، وحوار داخلي يُغذي باستمرار التزامًا بالصور والحالات الذهنية والمعتقدات التي تعزز النجاح.
ذلك الالتزام لديه القدرة على إلغاء أي شكوك خارجية أو عقبات تعترض طريقهم في أثناء السعي لتحقيق أهدفهم، هل كان يمكن مثلا أن ينجح أديسون في الوصول إلى اختراع مصباح كهربائي لو أنه لم يفشل 10.000 مرة؟
3. اعثر على الدافع لتحقيق النجاح
قبل عام ستتمنى لو أنك قد بدأت اليوم – كارين لامب
وفقا للدراسة التي أجراها الدكتور أندرز إريكسون، فإن الدافع هو أهم مؤشر للنجاح، الدافع هو محرك داخلي أو خارجي يدفع المرء إلى العمل لتحقيق الأهداف وإحراز النجاح، بعبارة أكثر بساطة: معرفة لماذا تريد تحقيق ما تريد تحقيقه؟
كثير من المخاوف تقف حجر عثر في طريقنا نحو تحقيق الأهداف، مثل الخوف من الفشل، الخوف من التغيير، الخوف من المحاولة، تكون تلك الأسباب في العادة أكثر من كافية لكي نتراجع عن خطتنا نحو النجاح، ولكن التغلب على تلك المخاوف، والعثور على الدافع للتغير، إضافةً إلى اتخاذ الخطوات اللازمة يحقق المعايير المطلوبة التي تساعد في تحقيق النتائج، اعثر على القوة الرئيسية التي تمنحك الدافع لتحقق أهدفك، فالتحفيز العالي يعزز شغفك ويضمن الإعداد الكامل، الذي سيؤدي بدوره إلى النتائج الكبيرة.
احتفظ بصورة ذهنية واضحة حول ما تعنيه أهدافك وما يعنيه النجاح لك، أحط نفسك أيضًا بالأشخاص الذين يحتضنون التغيير الذي ترجوه، ويميلون إلى تحقيق المعايير العالية التي تنوي تحقيقها، يمكن أن يكون هؤلاء مصدر إلهام لمساعدتك على المضي قدمًا مهما كانت العقبات.
4. اكتسب العادات الجديدة
إذا قررت رفع المعايير يتعين عليك أن تبحث عن العادات الجديدة التي ينبغي أن تكتسبها لتحقق الأهداف التي ترجوها، الالتزام بالعادات نفسها مرارًا وتكرارًا، سيؤدي في العادة إلى النتيجة نفسها، وليس أفضل، لتُدخِل أي تحسين حقيقي، تحتاج إلى رفع المعايير الخاصة بك كل يوم.
العديد من مهامك اليومية الحالية هي مهامك المعتادة، ربما تقوم بها منذ شهور أو حتى سنوات، وربما بقي بعض منها معك منذ الطفولة، العنصر الأساسي لتحقيق النجاح بمعايير عالية هو خلق عادات يومية سليمة تجعلك أقرب إلى هدفك.
استبدل العادات السلبية بالعادات الإيجابية، ثم عزز الإيجابية من خلال الاستمرارية، لا تحاول تغيير كل عادات دفعة واحدة، كن واقعيًا وركّز كل مرة على عادة واحدة، ضع لنفسك أهدافًا قابلة للتحقيق يمكنك الوصول إليها بسهولة من خلال العادات التي يمكنك تنفيذها دون صعوبة، وسيتطلب منك اكتساب بعض العادات إجراء بعض التغييرات في بيئتك، ربما تريد العمل بإنتاجية أكبر مثلًا؛ لذلك سيتعين عليك أن تخصص مساحة محايدة في البيت لتجعل منها مكتبك بعيدًا عن أي عناصر إلهاء أخرى.
إذا لم تكن لديك أهداف فستعمل من أجل تحقيق أهداف الآخرين
اعتمادًا على حجم الهدف، من المستحسن التركيز على خطوات صغيرة يوميًا لتقربك من هدفك، قسّم الأهداف الكبيرة إلى أخرى صغيرة، من خلال اكتساب عادات صغيرة إيجابية تدريجيًا.
من غير المنطقي أن تكون عملية رفع المعايير سهلة وفورية، شأنها شأن الرغبة في تحقيق الأهداف، والسعي نحو النجاح تحتاج إلى الوقت والتدرج، والجهد والمثابرة والاستمرارية، مع خطوات صغيرة يوميًا نحو التغيير، والتعلم من الفشل ومن الأخطاء، وإجراء التعديلات اللازمة على سلوكياتنا، تدريجيًا ومع مرور الوقت، فإن هذه التعديلات الصغيرة تُحدِث فرقًا كبيرًا في جودة النتائج التي سنحصل عليها.
تم النشر في: يونيو 2018
تحت تصنيف: ريادة أعمال | تطوير المهارات
مقال رائع للغاية تعلمت منه بصراحة.
من أروع المقالات المطروحة
مقال جميل شكرا علي المعلومات المفيدة
مقال رائع جدا
الكثير من المعلومات الرائعة في مقال واحد
شكرا جزيلا
مقالة رائعة لقد استفدت الكثير من المحتوى خصوصا إنه من ليس له هدف فهو يستعمل من أجل تحقيق اهداف الآخرين و بناء عادات يوميا من اجل التقرب الى الهدف الذي تسعى عليه مع تقسيم الأهداف الى اهداف صغيرة مع الرؤية الواضحة الأهداف يبقى الى الشغف في حب العمل الذي نود الحصول عليه وشكرا.
مقال جميل جدا
بالتوفيق
مقال جميل جدا صراحة
موضوع رائع ومليئ بالأفادة وشيق جدآ
جزاكم الف خير
أكثر من رائعة
بعد عام ستتمنى انك قد بدأت اليوم
و ليس قبل عام
أجلس للتفكر ومراجعة الأهداف وإعادة صياغتها يوما كل أسبوع.
والنتيجة أسبوع مثمر وقيم جدا في معظم النواحي، مقارنة بالأسبوع الذي يفوتني فيه يوم الفكر ومراجعة الأهداف.
مقالتكم أضافت لى الكثير وساعدتني للتأكد من السير على درب النجاح.
ومع الصبر والمثابرة يكون النجاح.
شكرا لكم مرة أخرى.
مقاله رائعة تعلمت منها الكثير
شكرا لكم ..
تحياتي وتقديري