التفريغ الصوتي يعد من ثمار التطور التكنولوجي في العالم اليوم، إذ قدم فرصًا كبيرة لتوثيق ونقل المعلومات من الحالة الصوتية إلى الحالة المكتوبة. تسهيلًا لنقلها وحفظها بالإضافة إلى التقليل من اللبس والوقوع في الأخطاء أثناء الاستماع للملفات الصوتية. حيث يقدم التفريغ الصوتي أو ما يُعرف بـ (text-to-speech & speech-to-text) أو (audio transcription) إمكانية نقل المعلومات إلى فئات واسعة من الأفراد دونما الحاجة لأن يفهموا لهجة المتكلم الأصلية أو ينطقوا بها.
جدول المحتويات:
- ما هو التفريغ الصوتي؟
- الهدف من التفريغ الصوتي
- أهمية التفريغ الصوتي
- فوائد وميزات التفريغ الصوتي
- أنواع التفريغ الصوتي
- أساسيات التفريغ الصوتي
- أدوات التفريغ الصوتي
- خطوات التفريغ الصوتي
- نصائح حول التفريغ الصوتي
- مستقبل التفريغ الصوتي
ما هو التفريغ الصوتي؟
يمكن تعريف التفريغ الصوتي على أنه عملية تحويل للكلام المسجل إلى نصوص مكتوبة، وذلك إما لحفظ المعلومات أو لنقلها إلى غير الناطقين بلهجة المتكلم الأصلية أو تحويل النصوص المكتوبة إلى تسجيلات مسموعة، مع الحرص على سلامة المعلومات وعدم التعديل عليها أو التغيير فيها بأي شكل، والتنويه إلى أي تعديل إذا استدعت الحاجة للحفاظ على سياق الكلام وصحته.
تتضمن عملية التفريغ الصوتي مختلف المجالات العلمية أو الدينية أو حتى القانونية، كتسجيل جلسات المحاكمات وتفريغها لاستخدامها كمراجع ووسائل إثبات. ما يعني قيام أفراد محددون بالاستماع للتسجيلات الصوتية أو مشاهدة مقاطع الفيديو بغية استخلاص الكلام منها وكتابته في مستند صوتي بطريقة مناسبة مقروءة، لكن مع الحرص على نقل الحرفية في الكلام لئلا يجري أي تحريف.
الهدف من التفريغ الصوتي
يعد الهدف الرئيسي من عملية التفريغ الصوتي ضمان الدقة والحرفية في نقل المعلومات وتحويلها من كلام إلى نصوص أو العكس، ما يجعلها معلومات موثوقة خالية من الأخطاء والنقص والتعديلات.
بالإضافة إلى كسر الحواجز الثقافية بين المجتمعات وعوائق اللهجات، ولا ننسى أنها قدمت وسائل إعادة قولبة لأنماط عرض وتقديم المعلومات المختلفة بشكلٍ يتناسب مع جميع الأفراد، بالتالي ضمان وصولها إلى الجميع بدون استثناء.
ما أهمية التفريغ الصوتي؟
قدم التفريغ الصوتي إمكانات كثيرة لتحويل النصوص المسجلة إلى نصوص مكتوبة بشكلٍ أكثر دقة وسهولة، حيث أنه يعد اليوم من أهم التقنيات التي يحتاجها مختلف الأشخاص بشكل عام، وأشخاص محددون ولا سيما الطلاب.
حيث وخلافًا لما سبق، أصبحوا يعمدون إلى تسجيل صوت المحاضر واتباع وسائل تفريغ صوتي ملائمة لتحويل كلامه بشكلٍ دقيق إلى نصوص يمكن اعتمادها في الدراسة، عوضًا عن كتابة الملاحظات بشكلٍ مباشر في المحاضرات أو الندوات وفقدان الكثير من المعلومات. علاوة عما سبق تتجلى أهمية التفريغ الصوتي نقاط متعددة منها:
1. توفير الوقت والجهد
يتيح التفريغ الصوتي بشكل احترافي للأفراد توفير الكثير من الوقت والجهد في محاولة نقل وحفظ المعلومات من مصدرها الأساسي، حيث يصبح الأفراد في منأىً عن الحاجة إلى تعديل المعلومات وتصحيحها من مختلف الأخطاء، سواء اللغوية أو العلمية.
2. ضمان الحرفية
يعد التفريغ الصوتي وسيلة دقيقة لنقل المعلومات، سواء من كلام إلى نص أو من نص إلى كلام بطريقة دقيقة خالية من الأخطاء، ما يجعلها وسيلة تضمن الدقة والحرفية في إيصال المعلومات إلى متلقيها.
3. اتباع قواعد اللغة بشكل صحيح
يقدم التفريغ الصوتي للأفراد إمكانية صياغة الجمل بطرق صحيحة لغويًا، عوضًا عن الوقوع في الأخطاء في أثناء تدوين الملاحظات وارتكاب الأغلاط اللغوية، مما يعيق تركيب الجمل بشكل صحيح.
4. إتاحة المجال أمام مختلف الأفراد للاستفادة من المعلومات
فتح التفريغ الصوتي المجال أمام الكثير من الأفراد رغم اختلافاتهم، المجال لاكتساب المعلومات وامتلاك وسيلة مناسبة لتلقي المعرفة، الأمر الذي وضع حدًا للعوائق التي ربما يتعرض لها بعض الأفراد أثناء محاولتهم للحصول على المعلومات.
على سبيل المثال: الأفراد ذوي إمكانات السمع أو النظر المحدودة، أصبح بإمكانهم اليوم الاستفادة من خدمات التفريغ الصوتي في الحصول على المعلومات مسجلة أو مكتوبة، الأمر الذي يعني سهولة في اكتساب وتلقي أي معلومات جديدة.
فوائد التفريغ الصوتي
تنبع أهمية التفريغ الصوتي من الميزات التي يتمتع بها، إذ قدّم التفريغ الصوتي العديد من المزايا والفوائد التي أدت إلى تحسن نوعية وجودة المعلومات المنقولة. تتمثل فوائد التفريغ الصوتي في كل من:
أولًا: نقل المعلومات بدقة دون ضياع
في السابق كانت المعلومات عُرضة بشكل كبير للفقد والضياع بطرق غير مقصودة وذلك في أثناء محاولات نقلها وتدوينها، ولكن مع ظهور تقنيات التفريغ الصوتي أصبح من الممكن نقل المعلومات وتدوينها بشكلٍ دقيق للغاية، يضمن سلامتها من أي تعديل أو تحريف.
إضافةً إلى ما سبق، مكّن التفريغ الصوتي الأفراد من اختصار الوقت والجهد اللازمين لتدوين الملاحظات، ما انعكس إيجابًا على قدراتهم في استيعاب المعلومات، حيث يمكن رؤية ذلك بشكلٍ واضح في المجال الأكاديمي، فعوضًا عن انشغال الطلاب بتدوين الملاحظات خلف المحاضر والوقوع في أخطاء أثناء تدوينها أو تدوين معلومات ناقصة، أصبح اليوم بإمكانهم متابعة المحاضرة مع تسجيلها، ومن ثم تفريغها وتحويلها من تسجيل صوتي إلى مستندات نصية، تحوي جميع ما يحتاجونه من المعلومات التي تم ذكرها.
ثانيًا: إلغاء الحواجز الثقافية
لطالما كانت العوائق اللغوية والثقافية الحاجز الأكبر أمام من يريد اكتساب المعلومات أو تلقيها، لا سيما عندما يتعلق الأمر باللغات ذات العدد الكبير من اللهجات، كما هو الحال مع اللغة العربية، حيث كان سابقًا من الصعب على فرد من بلاد الشام مثلًا أن يفهم محاضرة يلقيها أحد من المغرب العربي، ولكن مع تطور وسائل التفريغ الصوتي أصبح الأمر ممكنًا.
حيث يضمن التفريغ الصوتي سلامة ودقة المعلومات المنقولة من مصدرها الرئيسي، إضافةً إلى الاهتمام بالقواعد اللغوية الصحيحة والتدقيق الإملائي واستخدام علامات الترقيم، ما يسهل الأمر على المتلقي في فهم واستيعاب المعلومات.
ثالثًا: تحقيق ربح من الإنترنت
يعد مجال التفريغ الصوتي من أقل المجالات طلبًا للخبرة المسبقة والتعلم، فعلى الرغم من كون الخبرة ضرورية لتقديم نتائج احترافية، إلا أن الوصول إليها لا يتطلب الكثير من الوقت عكس المجالات الأخرى.
علاوة على ما سبق، لا يحتاج التفريغ الصوتي إلى الكثير من الأدوات الخاصة، فكل ما يحتاجه الأمر هو القليل من التركيز وحاسوب وخبرة في التدقيق الإملائي، ومعرفة مواطن علامات الترقيم ثم أنت جاهز لأداء العمل.
بالتالي يعد مجال التفريغ الصوتي أمرًا مربحًا فيما لو قارناه بمجالات أخرى، حيث تقدم الكثير من المواقع اليوم عددًا لا بأس به من خدمات التفريغ الصوتي لشتى أنواع الملفات الصوتية أو النصية في إطار زمني محدد وبكفاءة جيدة نسبيًا. مثال على ذلك، الخدمات الموجودة في موقع خمسات، تلك التي تتيح لأصحاب المشاريع اختيار أفضل المنفذين لخدمات التفريغ الصوتي الخاصة بهم، والحصول على أفضل النتائج.
أنواع التفريغ الصوتي
تختلف أنواع عمليات التفريغ الصوتي تبعًا لكيفية ونوعية المواد المراد تفريغها، إذ تقسم أنواع التفريغ الصوتي إلى:
النوع الأول: تفريغ التسجيلات الصوتية
تعني هذه العملية تحويل الكلام المسجل إلى نصوص مكتوبة، حيث تعد من أهم الوسائل المتبعة، ولا سيما من قِبل الطلاب من أجل الحصول على المعلومات بشكلٍ دقيق، مع المحافظة عليها من الضياع والتحريف. بالإضافة إلى ما سبق، تتيح عمليات تفريغ الكلام إلى نصوص للأفراد ذوي مشاكل السمع في تلقي المعلومات بشكلٍ سليم والحصول عليها دون عوائق. تنقسم هذه العملية إلى كل من:
1. تفريغ المحاضرات العلمية
تعد من أهم استخدامات التفريغ الصوتي، حيث يسعى الطلاب إلى الحصول على المعلومات بشكلٍ دقيق مع المحافظة عليها من الضياع، لكن تدوين الملاحظات والانتباه في المحاضرات العلمية لوحدهما لا يمكن أن يضمنا وصول المعلومة بشكلٍ دقيق أو صحيح، ما يبرز أهمية التفريغ الصوتي في المجالات العلمية كافةً.
2. تفريغ الخطابات السياسية
تعد عملية تفريغ الخطابات السياسية عملية دقيقة، إذ غالبًا تستخدم المقابلات السياسية المفرغة في وسائل الإعلام، بالتالي أي خطأ من الممكن أن يؤدي إلى سوء فهم، الأمر الذي سينعكس سلبًا على شعبية السياسيين أو العلاقات بين الدول.
3. تفريغ الخطب الدينية
يقدم التفريغ الصوتي وسيلة فعالة في حفظ وتوثيق الخطب الدينية للعلماء والدعاة ولا سيما القدماء منهم، وذلك من أجل استخدامها كمواد فقهية أو غيرها.
النوع الثاني: تفريغ النصوص المكتوبة إلى تسجيلات
هي عملية تحويل الكلام المكتوب، سواء كان كتب أو محاضرات إلى تسجيلات صوتية يسهل سماعها من قِبل جميع الأفراد، ولكن تعد هذه الوسيلة موجهة بشكلٍ خاص إلى الأفراد ذوي مشاكل النظر، والذين يواجهون صعوبات في قراءة النصوص المكتوبة وتناول المعلومات المدونة. إذ تنقسم بشكل أساسي إلى:
1. صناعة كتب أو محاضرات مسموعة
تتيح وسائل التفريغ الصوتي للأفراد إمكانية الوصول إلى المادة العلمية بشكلٍ يتناسب مع قدراتهم على تلقيها، ما يعزز من انتشار المعلومات وضمان وصولها إلى أكبر عدد من المتلقين دون عوائق أو مشاكل تذكر، حيث يقوم الأفراد في هذه الحالة بالاستماع لفصول الكتاب أو المحاضرات العلمية بطريقة واضحة سلسة تنوب عن الحاجة إلى قراءتها.
2. تفريغ نصوص مقاطع الفيديو
مع الانتشار التكنولوجي وتطور إمكانات نقل وعرض المعلومات أصبحت مقاطع الفيديو من أولى الوسائل التي تساعد الأفراد على تلقي المعلومات، بالتالي تزايد الطلب على خدمات التفريغ الصوتي من الأفراد ذوي مهارات نطق الحروف بشكلٍ سليم وأصحاب الأصوات المميزة. إذ يختلف تفريغ مقاطع الفيديو عن الكتب أو المحاضرات العلمية في أهمية الانتباه إلى نبرة الصوت بشكل أساسي، إضافةً إلى كون المعلومات المفرغة تعد قصيرة نسبيًا، فيما لو تم مقارنتها بالمحاضرات أو الكتب المسموعة.
أساسيات التفريغ الصوتي
يتوجب على من يريد القيام بعملية التفريغ الصوتي الالتزام بعدد من الأساسيات الهامة، التي بدورها ستضمن نجاحه في إنجاز تفريغ صوتي ناجح ودقيق:
1. الطلاقة في اللغة
يعد التمكّن من قواعد اللغة أمرًا أساسيًا يجب على الفرد التمتع به في حال أراد أن ينشئ ملفات سليمة وصحيحة، إذ تعد إعادة الصياغة وتحويل المصطلحات من اللهجات العاميّة إلى اللغة الفصحى مع مراعاة عدم ضياع أي جزء من المعلومات أو اختلاطها، تحديًا رئيسيًا أمام محترفي التفريغ الصوتي.
إضافةً إلى ما سبق، ينبغي على الفرد معرفة مواطن الحروف والحركات وعلامات الترقيم، ذلك بغية الوصول إلى مستند نهائي سليم وصحيح ودقيق. أما بالنسبة إلى تحويل النصوص إلى كلام، فينبغي معرفة قواعد اللغة حتى يتمكن الفرد من لفظ الكلمات بشكلٍ صحيح ودقيق، إذ تعد التسجيلات الصوتية في هذه الحالة بديلًا شاملًا عن المعلومات المكتوبة وليست مُكملة لها، بالتالي ينبغي أن تكون كاملة وصحيحة ودقيقة.
2. تثبيت مصحح تلقائي على الحاسوب
مع التطور التكنولوجي توافرت العديد من الأدوات والوسائل التي تمكّن المستخدمين من القيام بعمليات التفريغ الصوتي بأقل مجهود ممكن وبنتائج أقرب إلى المثالية، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي الأفراد على تصحيح الكلمات الخاطئة بشكلٍ فوري، مما يساعدهم في تنقيح وتدقيق المستند أثناء كتابته.
3. احتراف استخدام برامج الأوفيس (Microsoft office)
تعد حزمة برامج أوفيس من أهم البرامج التي ينبغي لأي أحد يريد العمل على الحاسوب معرفة استخدامها، بالنسبة للتفريغ الصوتي ينبغي على الفرد أن يملك القليل من المهارات المتقدمة فيما يتعلق باستخدام برنامج (word) ذلك من أجل معرفة جميع الاختصارات والإضافات التي يمكن تثبيتها، لجعل عملية التفريغ أسهل وأكثر سلاسة.
4. التمتع بمهارات الكتابة السريعة
إن أكثر ما يهم أصحاب التسجيلات الصوتية التي يريدون تحويلها إلى نصوص هو السرعة في الأداء، إذ يعد امتلاك مهارات الكتابة السريعة سواء على الحاسوب أو الهاتف نقطة قوة للمستخدم الذي يقوم بعملية التفريغ الصوتي، حيث ومع الخبرة والممارسة الكافية سيكون قادرًا على مجاراة المتكلم في المقطع الصوتي، مع تحقيق أقل قدر ممكن من الأخطاء اللغوية والقواعدية.
الأمر الذي يعني توفير الكثير من الوقت في إنجاز المهام المطلوبة، إن أهمية هذا العامل يجعل إمكانية الالتزام بالقالب الزمني أمرًا جاذبًا للعملاء الذين يبحثون عن منفذين لتفريغ ملفاتهم الصوتية.
5. النطق السليم لمخارج الحروف والصوت الواضح
يتعلق هذا العامل بشكلٍ رئيسي في تحويل النصوص المكتوبة إلى المقاطع الصوتية، إذ يجب على المستخدم الذي يقوم بهذه التقنية والتي تدعى بالـ (voice over) أن يتمتع بقدرات لغوية مميزة وإمكانية نطق سليم لجميع الحروف، والتزام الصحيح بمخارجها، ما يعني الدقة في إنشاء ملف صوتي سليم ذو محتوى جذاب للمستخدمين، بالإضافة إلى ضمان إمكانيتهم فهم جميع الكلمات المذكورة في المقطع الصوتي المفرغ.
6. الاهتمام بالاستمرارية سواء في النصوص أو التسجيلات
من أساسيات إنجاز أي عمل هو محاولة الالتزام به حتى الانتهاء، لا سيما في مجال التفريغ الصوتي، إذ من الممكن أن تؤدي الفترات المتباعدة بين العمل على الملفات إلى ضياع تركيز المستخدم وفقدانه للفكرة التي كونها عن النص، بالتالي تحوله إلى آلة تقوم بالتفريغ الصوتي بدون فهم، ما سينعكس سلبًا على جودة العمل المسلم في نهاية المطاف.
بينما بالنسبة لتفريغ النصوص، فإن أهمية الاستمرارية بالعمل بشكل متواصل تتضاعف، ذلك نظرًا لأهمية النبرة الصوتية ومخارج الحروف التي قد تتأثر بعوامل خارجية أو مرضية، مما يعطل سير العمل أو يؤدي إلى الحصول على نتائج غير مرضية وسليمة.
أدوات التفريغ الصوتي
تتوافر العديد من الأدوات التي تساعد على جعل عملية التفريغ الصوتي أكثر سهولة وسرعة ودقة، بالإضافة إلى توفير الجهد وتحقيق الكفاءة المُثلى. من الأدوات الأساسية لنجاح التفريغ الصوتي:
1. تأمين بيئة عمل مناسبة
تتمثل البيئة المناسبة باختيار مكان العمل، الذي يجب أن يتسم بالهدوء بالإضافة إلى توفير جميع المتطلبات التي قد يحتاجها الفرد أثناء قيامه بالتفريغ الصوتي، ذلك كي لا يتعرض العمل إلى المقاطعة، فينعكس سلبًا على جودة العمل المقدم والوقت المتوقع لانتهائه.
2. استعمال تقنيات ذات نوعية جيدة
إذا أردت تقديم النتائج الأفضل والأكثر جودة، عليك الاهتمام في المقام الأول بنوعية الآليات التي ستستعملها في عملية التفريغ الصوتي، حيث يساعد الميكروفون ذو النوعية الجيدة على الحصول على تسجيلات صوتية عالية الجودة، خالية من الأصوات غير المرغوبة والتقطيع والتشويش.
الأمر نفسه ينطبق على استعمال مكبرات الصوت فيما لو تعلق الأمر بتفريغ المقاطع الصوتية، إذ تساعد المكبرات ذات الجودة العالية في وضوح الصوت وإلغاء الضوضاء، ما يجعل عملية التفريغ الصوتي أكثر سهولة ودقة.
3. استخدام برامج مفيدة
تقدم التكنولوجيا اليوم العديد من الإضافات والبرامج، التي بإمكانها تسهيل عملية التفريغ الصوتي وجعلها أكثر سلاسة وسرعة. من أفضل البرامج التي بالإمكان استخدامها:
برنامج Express Scribe
يعد Express Scribe من البرامج الرائدة في تقنيات التفريغ الصوتي، إذ يقدم إمكانات هائلة لتسهيل عملية التفريغ الصوتي وضمان إنجازها بسرعة، ولكن بشكل لا يؤثر على كفاءة المنتج النهائي، حيث يمتلك التطبيق الكثير من الميزات التي تجعله يتصدر برامج التفريغ الصوتي، منها القدرة على التعامل مع أكثر من ملف صوتي في آن معًا، والتحكم بسرعة تشغيل المقاطع الصوتية، بالإضافة إلى إمكانية تفريغ التسجيل في التطبيق بشكل مباشر دون الحاجة لاستخدام محررات نصوص في المرحلة الأولى.
يقدم البرنامج نسخة مجانية لكافة المستخدمين مع بعض الميزات التي يقدمها، ولكن إذا أردت احترافية عالية ودقة في التفريغ الصوتي فينبغي عليك شراء النسخة المدفوعة من التطبيق، التي تحتوي على جميع الميزات التي يقدمها، يتراوح سعر التطبيق ما بين 60 لـ 70 دولار أمريكي.
برنامج Audacity
رغم أن برنامج Audacity يعد موجهًا بشكل أساسي لمحترفي تعديل المقاطع الصوتية، إلا أنه يعد من البرامج المفيدة للغاية فيما يتعلق بعمليات التفريغ الصوتي، إذ يتمتع البرنامج بميزات عزل الأصوات وتخفيف الضوضاء، ما يعد فائق الأهمية فيما يتعلق بمجال التفريغ الصوتي.
بالإضافة إلى ما سبق، يتيح البرنامج توصيل وتقطيع التسجيلات الصوتية بطريقة احترافية لا تؤثر على جودتها، هذه الأمور هي ما تجعل تطبيق Audacity من التطبيقات المفيدة للغاية لأداء تفريغ صوتي ناجح.
google docs
يعد google docs بديلًا مثاليًا لاستخدام برامج تحرير النصوص على الحاسوب، إذ يوفر إمكانية تعديل النصوص وتحريرها في أي وقت ومن أي جهاز، بالإضافة إلى إمكانية تثبيت الكثير من الإضافات التي تساعد على التدقيق الإملائي والتصحيح اللغوي بشكلٍ سلس وبسيط.
4. إضافات التدقيق الإملائي والمصحح اللغوي
أصبح اليوم من السهل الحصول على خدمات التدقيق الإملائي والتصحيح اللغوي عبر برامج تعتمد الذكاء الاصطناعي في تحليل الجمل واختيار التراكيب الأنسب لها، ما يوفر الكثير من الوقت والجهد على الفرد أثناء قيامه بالتفريغ الصوتي، حيث تتمثل هذه البرامج بإضافات يمكن تثبيتها على مختلف البرامج من برامج تحرير النصوص (Microsoft word) إلى متصفحات الإنترنت. ومنها:
Grammarly
تعد إضافة Grammarly من أكثر الإضافات شعبية فيما يتعلق بالتدقيق اللغوي، حيث تقدم خدمات مصحح إملائي عالية الجودة كما لو كانت تتم بمساعدة شخص حقيقي وليس آلة. يمكن تثبيت الإضافة على مختلف البرامج والمنصات، حيث يمكن استخدامها على المتصفح أو برامج الأوفيس أو تثبيتها كتطبيق مستقل بإمكانك الكتابة فيه.
بالإضافة إلى ما سبق، بالإمكان استخدام الإضافة على الهواتف المحمولة، تقدم الإضافة الكثير من الميزات بنسختها المجانية، ولكن للحصول على أفضل النتائج ينبغي عليك شراء النسخة المدفوعة والتي تكلف تقريبًا 24 دولار شهريًا.
Microsoft editor
تعد Microsoft editor من شركة مايكروسوفت من أفضل الإضافات التي تقدم خدمات التدقيق اللغوي والتصحيح الإملائي، إذ تتميز عن غيرها من الإضافات في دعمها لعدد كبير من اللغات ومن بينها اللغة العربية، لكن للحصول على التجربة المُثلى من الإضافة ينبغي تثبيتها مع Microsoft 360 والذي يعد أمرًا مكلفًا بعض الشيء (يكلف الاشتراك الشهري في التطبيق 49$) ولكنه بالطبع يستحق نظرًا لجودة الميزات المقدمة.
خطوات التفريغ الصوتي
تتمثل عملية التفريغ الصوتي بعدد من الخطوات المتتالية التي تساعد على إتمام المهمة بأسرع وقت ممكن وبأفضل جودة متوقعة. تتمثل خطوات التفريغ الصوتي في كل من:
أولًا: ابدأ بتحضير أدوات التفريغ الصوتي
قبل البدء بالعمل عليك الاهتمام بتحضير البيئة المناسبة للقيام بالتفريغ الصوتي، سواء تأمين المكان الهادئ أو تجهيز جميع الأدوات والبرامج التي سوف تحتاجها أثناء سيرورة العمل، إذ يعد الانقطاع عن العمل ولو لمدة قصير من الزمن كفيلًا بجعل العمل المنتج أقل جودة ودقة.
ثانيًا: قم بالتأكد من جودة الملف الصوتي أو النصي الذي عليك تفريغه
بالإضافة إلى تأمين بيئة العمل المناسبة، فإن عليك التأكد من نوعية الملفات التي تنوي القيام بتفريغها، إذ تعد الملفات ذات الجودة الرديئة تحديًا أمام الفرد لِمَا تتطلبه من وقت وجهد وأدوات خاصة مثل: برامج إزالة الأصوات من الخلفية أو الاستعانة بمساعدة أحد الأشخاص لقراءة بعض الكلمات أو الجمل المكتوبة بشكل مبهم.
ثالثًا: قم بتكوين فكرة عن طبيعة المعلومات التي يتوجب عليك تفريغها
من أهم الشروط عند البدء هو معرفة الموضوع الذي سوف تعمل على تفريغه، بالتالي لا بد من أخذ فكرة عامة للنص الذي سوف تعمل عليه أو التسجيل الصوتي، حيث يساعد الأمر في الوصول إلى صياغة سليمة للمفردات والكلمات، بالإضافة إلى تشكيل تراكيب ملائمة تساعد المتلقي على فهم واستيعاب المعلومات بشكل سلس دون التعديل عليها أو تغييرها، الأمر الذي يضمن الدقة والجودة في الإنتاج.
في حال وجدت نفسك أمام موضوع لست قادر على تفريغه بشكل مثالي، لا بأس في الاستعانة بالأفراد الذين يقدمون خدمات التفريغ الصوتي باحترافية وبمبالغ مقبولة، كما هو الحال في منصة خمسات، حيث ستجد الكثير من الأفراد المستعدين لتلبيتك في تفريغ النصوص أو التسجيلات بما يتناسب مع الشروط التي ترغب بها.
أما لو كنت تعمل على تفريغ مقطع صوتي أو نص مكتوب كعمل لك وواجهت صعوبات في فهم فحوى الموضوع، فلا بأس في البحث عن المراجع والاطلاع السريع على الموضوع، ذلك من أجل أخذ فكرة عامة تساعدك على صياغة سليمة ودقيقة للمعلومات.
رابعًا: أنشئ المسودة الأولى
عند قيامك بالتفريغ الصوتي، من المحبذ ألا تكون النسخة الأولى من العمل هي النسخة الأخيرة، حيث في المرحلة الأولى قد تقع في الكثير من الأخطاء سواء اللغوية أو التنسيقية أو حتى أخطاء صياغة وجمع المعلومات بشكلٍ سليم.
تعمل المسودة الأولى على جمع كل المعلومات من الملف الأصلي بعد تفريغها، فهي تعد حجر الأساس في الوصول إلى المستند أو الملف النهائي الدقيق والخالي من الأخطاء.
خامسًا: قم بعملية التدقيق الإملائي للمسودة قبل تسليمها
ينبغي في المرحلة الأخير أن تتم مراجعة المسودة الأولى، والتأكد من الدقة في نقل جميع المعلومات بشكل صحيح وسليم بعيد عن التحريف واقتطاع المعلومات من المصدر الأصلي، بعد ذلك ينبغي التدقيق الإملائي للوصول إلى ملف خالٍ من الأخطاء الإملائية، مع مراعاة علامات الترقيم وأساسيات القواعد اللغوية والحروف وغيرها من العوامل، التي ستجعل من الملف مرجع دقيق للمعلومات التي وردت في التسجيل الصوتي أو المستند النصي.
نصائح حول التفريغ الصوتي
في حال أردت التميز في مجال التفريغ الصوتي، فلا بد من معرفة بعض الأمور التي ستمكنك من احتراف التفريغ وتقديم النتيجة المُثلى، مما سيجعلك في منأى عن الأخطاء سواء كانت لغوية أم علمية أثناء نقل المعلومات:
النصيحة الأولى: اجلس في مكان هادئ
عليك الابتعاد عن الضوضاء قدر الإمكان بغية التمكن من تفريغ المقاطع الصوتية أو النصوص المكتوبة إلى صيغتها النهائية بشكل يضمن خلوها من النقص والأخطاء، إذ تحتوي المقاطع الصوتية في بعض الأحيان على ضوضاء وكلام خارجي ينبغي عليك الانتباه إليه بشكل دقيق في حال أردت إنشاء ملفات صحيحة تخلو من الأخطاء والنقص.
الأمر نفسه يشمل إنشاء ملفات صوتية من نصوص مكتوبة، إذ لا تريد أن يحوي الملف الصوتي النهائي على أصوات خارجية وضوضاء، ما سيقلل من احترافية وجودة العمل النهائي.
النصيحة الثانية: استعمل سماعات عوضًا عن مكبرات الصوت
تساعد مكبرات الصوت الموصولة بالرأس أو السماعات على زيادة التركيز وإيضاح الأصوات، بالتالي امتلاك القدرة على تفريغ جميع محتويات الملف الصوتي بشكل دقيق خالٍ من النقص أو الأخطاء.
النصيحة الثالثة: افهم المعلومات التي ستقوم بتفريغها
لا يمكنك البدء في تفريغ نصوص أو مقاطع صوتية حول معلومات لا تفهمها، حيث ينبغي عليك بشكل أساسي أخذ فكرة واضحة وشاملة للمعلومات قبل البدء بتفريغها، الأمر الذي سيساعدك بشكل كبير في حال واجهت نقصًا أو كلامًا مبهمًا في المقاطع الصوتية، حيث بإمكانك البحث عن مصدر للمعلومات وإرفاقها في الملف النصي مع التنويه إلى مصدر المعلومات التي استعنت بها لإيضاح الفكرة.
يعد الاستماع للتسجيلات أو قراءة المقالات أكثر من مرة قبل تفريغها من أفضل الطرق في ضمان فهم الفكرة العامة واستيعاب المعلومات بشكل صحيح، مما سيضمن لك نتائج صحيحة خالية من المشاكل والأخطاء.
النصيحة الرابعة: اعتمد نسخًا مدفوعة من برامج التفريغ الصوتي
كما تكلمنا سابقًا تتوفر بعض البرامج التي تقدم وسائل تجعل من عملية التفريغ الصوتي أمرًا أكثر سهولة، سواء من تسجيلات صوتية إلى نصوص مكتوبة، ولكن الكثير من هذه البرامج لا تقدم جميع الميزات في نسخها المجانية، ففي حال أردت الوصول إلى نتائج مرضية مثالية، ينبغي عليك شراء نسخ مدفوعة من تلك البرامج لتتمكن من استخدام جميع ميزاتها.
النصيحة الخامسة: لا تحاول تفريغ لهجات لا تفهمها
من أكبر الأخطاء التي قد يقع بها الفرد أثناء اختياره للمقاطع الصوتية التي سيقوم بتفريغها، هو العمل على تفريغ تسجيلات محكية بلهجات صعبة الفهم بالنسبة للفرد الذي ينوي القيام بالتفريغ.
لا سيما في اللغة العربية حيث تتنوع اللهجات بشكل كبير إلى الحد الذي يخلف فوارق في معاني كلمات لها ذات الطريقة في الكتابة. بالتالي عليك اختيار ملفات أنت قادر بشكل كامل على فهم محتواها ولهجة المتكلم بها في حال أردت إنشاء عمل دقيق يخلو من النقص والأخطاء.
النصيحة السادسة: اتبع أسلوبًا مميزًا في تنسيق النصوص
يعد تنسيق النصوص بصمة المفرغ في أعماله، حيث ينبغي عليك اتباع أسلوب مميز في تنسيق المواد التي قمت بتفريغها بشكل يعكس هويتك، ولكن مع الانتباه إلى التفقير الجيد للفقرات ووضوحها. بالإضافة إلى ما سبق، عليك اختيار الألوان في تصنيف العناوين الرئيسية والفرعية، الأمر الذي سيجعل عملك جذابًا أكثر وذو شكل احترافي أكثر.
النصيحة السابعة: انتبه إلى اختلاف نبرات الصوت بين الكلام
هذه الملاحظة موجهة بشكل أساسي للأفراد الذين يعملون في مجال تحويل النصوص المكتوبة إلى تسجيلات صوتية ليتم استخدامها، تحديدًا في مقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي أو اليوتيوب، إذ يتوجب عليك الابتعاد عن الأسلوب السردي، وذلك لضمان عدم شعور مشاهدي الفيديو بالملل، حيث يلجأ الكثير من رواة المقاطع إلى التنويع بين أنماط النبرات وحِدتها وفقًا لما يتناسب مع محتوى الفيديو.
مستقبل التفريغ الصوتي
مع التطور التكنولوجي الكبير وتطور وسائل وتقنيات الذكاء الصنعي أصبحت اليوم الحواسيب قادرة على تقديم خدمات التفريغ الصوتي بشكل احترافي إلى حد ما، حيث تتوفر ميزات التفريغ الصوتي أو ما يعرف بـ (text to speech) في الكثير من الأجهزة والهواتف المحمولة الحديثة، الأمر الذي فتح الباب أمام الكثير من الأفراد باختلاف مهاراتهم وقدراتهم للاستفادة من ميزات التفريغ الصوتي والحصول على المعلومات بالشكل الذي يريدونه.
رغم التطور الكبير، إلا أنه ما زال الطريق طويلًا أمام تقنيات الذكاء الاصطناعي للتمكن من إنشاء نصوص تخلو من الأخطاء الإملائية وتحتوي على علامات الترقيم الصحيحة، مما يعني بقاء الحاجة إلى أفراد مختصين لتقديم خدمات تفريغ صوتي صحيحة وسليمة.
في الختام، يعد التفريغ الصوتي من أكثر المجالات حيوية في يومنا هذا، فيما يتعلق بنقل المعلومات وحفظها وتدوينها، إذ فتح التفريغ الصوتي الباب أمام مختلف المجالات ليتم توثيقها ونقلها بدقة مع الحفاظ عليها من التحريف والضياع.
تم النشر في: يناير 2022
تحت تصنيف: العمل الحر | الربح من الإنترنت
شكرًا جزيلًا على المجهودات المبدولة في إيصال المعلومة بوضوح
مقال شيق ومفيد أحسنت العرض
بارك الله في جهودكم. موضوع مهم ومشروع بشكل مفصّل.