كيف تعرف إن كان الموقع الذي تتصفحه موثوق أم لا؟

لربما يعد سؤال كيف أتأكد أن ما أتصفحه موقعًا موثوقًا؟ من أكثر الأسئلة التي تراود أذهان مستخدمي الإنترنت في يومنا هذا. إذ أدى التطور الكبير في التقنيات والتكنولوجيا إلى ازدياد أهمية الأمان والحماية بالنسبة للمستخدمين، فالأمر اختلف عما كان عليه سابقًا. إذ كانت المواقع الإلكترونية تُستخدم لأغراض المتعة لا العمل وإجراء التعاملات المالية، ولكن هذا الأمر قد اختلف جذريًا اليوم، فأصبح الإنترنت والتعامل من خلاله من العمليات الأساسية في حياة العديد من الأشخاص.

جدول المحتويات:

ما المقصود بمفهوم الموقع الموثوق؟

يُعرف الموقع الآمن على أنه الموقع الذي تثق بأن تصفحك له لن يلحق الأضرار بجهازك الشخصي أو يهدد سلامة معلوماتك الخاصة على الإنترنت. إضافةً إلى ذلك، فهي المواقع الإلكترونية التي لن يحجبها متصفح الإنترنت الخاص بك فيما لو اخترت إعدادات الحماية عند أعلى حد “حماية قصوى”. بلغة أخرى، هي المواقع التي بإمكانك الإفصاح عن معلوماتك الشخصية دون الخوف من تعرض المعلومات الخاصة بك للبيع أو الاختراق أو المراقبة من خلال جهات غير مصرح لها بذلك.

ما هي خصائص أي موقع موثوق؟

رغم اختلاف وتنوع المواقع الإلكترونية، إلا أن جميع المواقع الموثوقة تتسم بعدد من الخصائص المشتركة التي تجعلها تكتسب مسمى موقع موثوق، وهي:

أولًا: النجاح في اجتياز اختبارات الحماية

تتوفر عدد من اختبارات الحماية الإلكترونية التي تضمن لمستخدميها أن الموقع آمن للتصفح، على سبيل المثال، خدمة الحماية التي تقدمها شركة غوغل Google Safe Browsing التي تساعد في فحص الرابط الإلكتروني الذي يدخله المستخدم، وتضمن له أن الموقع يخلو من عمليات الاحتيال والنصب والضعف أمام مواجهة الهجمات الإلكترونية.

خدمة الحماية Google Safe Browsing

فكل ما على المستخدم فعله هو نسخ الرابط للموقع الإلكتروني، ومن ثم وضعه في أداة موقع غوغل، وهي بدورها ستقدم له النتائج حول سلامة استخدام الموقع ومدى موثوقيته. تتسم المواقع الموثوقة جميعها بأنها قادرة على اجتياز اختبارات غوغل دون أي مشكلات تذكر.

ثانيًا: آمنة للاستخدام حتى بعد تفعيل خيارات الأمان في المتصفح

تتيح اليوم برامج تصفح المواقع الإلكترونية خدمات حماية متقدمة أفضل مما كانت عليه في السابق، إذ يمكن للمستخدم عبر إجراء القليل من التعديلات في إعدادات المتصفح أن يضمن مستويات عالية من الحماية. وتكون المواقع الموثوقة قادرة على إثبات أنها آمنة حتى بعد اختيار أعلى درجات الحماية على المتصفحات. يمكن للمستخدم تعديل الإعدادات في كل متصفح عبر اتباع الخطوات التالية:

1. متصفح Google Chrome

الدخول إلى الإعدادات > إعدادات متقدمة > الحماية والخصوصية.

2. متصفح Firefox

يمكن لأي مستخدم تعديل إعدادات الخصوصية عبر الدخول إلى الخيارات > الخصوصية والأمان.

3. Safari browser

يُعدّ متصفح سفاري المتصفح الأول المعتمد لدى مستخدمي حواسيب MacOS، إذ يمكنهم إجراء التعديلات عبر الدخول إلى الإعدادات > الحماية.

4. Edge browser

يمكن أيضًا لمستخدمي متصفح شركة مايكروسوفت الشهير Edge تعديل إجراءات الحماية عبر الدخول إلى الإعدادات > إعدادات متقدمة.

علاوةً على ما سبق، فإنه بإمكان المستخدم التأكد من أن الموقع موثوق عبر ملاحظة وجود علامة القفل الصغير إلى جانب الرابط الخاص بالموقع الإلكتروني، حيث تمتلك المواقع الموثوقة جميعها هذه العلامة، التي تعني أن الاتصال بهذا الموقع يتسم بالأمان والخصوصية. تعرف هذه العلامة على أنها دليل وجود شهادة SSL المعنية في تأمين المواقع الإلكترونية وحمايتها.

التأكد من موثوقية الموقع

ثالثًا: تمتلك روابط إلكترونية واضحة

تتسم المواقع الإلكترونية الموثوقة بأن جميعها يمتلك عناوين واضحة تخلو من الرموز الغريبة والاختصارات المريبة التي تبث الشك في قلوب المستخدمين. إذ تمتلك عناوين بسيطة سهلة القراء، على سبيل المثال رابط موقع غوغل www.google.com فيمكن لأي مستخدم التأكد من أنه يتجه للموقع المقصود دون غيره عبر التأكد من عنوان الرابط المستخدم.

روابط إلكترونية واضحة

رابعًا: جميعها تستخدم بروتوكول HTTPS

يعرف بروتوكول HTTP على أنه بروتوكول نقل النص الفائق، وهو يستخدم كوسيلة للتواصل بين الخوادم التي تعمل عليها المواقع الإلكترونية وأجهزة الحاسوب التي يتم استخدامها لتصفح تلك المواقع. أما بالنسبة للاختصار S في نهاية مسمى البروتوكول فهو يعني Secure، أي إن عملية نقل البيانات بين المتصفح والموقع الإلكتروني آمنة بالنسبة للمستخدم.

بروتوكول HTTPS

بالتالي فإن جميع المواقع الإلكترونية الموثوقة تعمل وفق بروتوكول نقل النص الفائق الآمن، لتأمين نقل وتبادل البيانات بين الموقع الإلكتروني والمستخدم دون الوقوع في أي خطأ أو مشكلة.

خامسًا: تمتلك سياسات خصوصية عالية المستوى

من المتعارف عليه لدى المواقع ذات الموثوقية العالية، أنها تمتلك سياسات خصوصية صارمة وواضحة للمستخدم، يمكن له الاطلاع عليها فور دخوله إلى الموقع. إذ تعد سياسة الخصوصية دستورًا يوضح منهجية الجهة مالكة الموقع في التعامل مع معلومات المستخدم الخاصة، وتحدد إذا ما كانت تسمح لأطراف أخرى بالوصول إلى هذه المعلومات.

فعلى الرغم من أن سماح المواقع لأطراف أخرى بمشاركة المعلومات الخاصة بالمستخدم أمرًا يضر بمدى ثقة المستخدم بها، إلا أن تصريحها عن ذلك يعني شفافية الموقع، وترك الخيار للمستخدم فيما لو أراد السماح لأي أحد بالاحتفاظ بمعلوماته أو مشاركتها.

سياسات خصوصية عالية المستوى

سادسًا: لا تحتوي على الكثير من الإعلانات المنبثقة pop-ups

تُعدّ الإعلانات وسيلة المواقع الإلكترونية الأولى في تحقيق الأرباح عبر الإنترنت، ولكن المبالغة في الإعلانات -لا سيما المنبثقة منها- يعني أن الموقع لا يراعي سهولة تصفحه، ولا يبدي اهتمامًا كبيرًا في حماية المستخدم من الوصول إلى مواقع ضارة، أو صفحات لا علاقة لها بالموضوع الذي يريده.

يمكن أن تحتوي المواقع الموثوقة على إعلانات، إلا أنها تكون موزعة بشكلٍ يضمن أن المستخدم سيتخذ القرار الذي يراه مناسبًا بشأن الإعلان، لا أن يتم إجباره للدخول إلى موقع ما عندما ينقر على أيقونة معينة في الموقع.

سابعًا: تعود ملكية الموقع الإلكتروني إلى الشركة نفسها صاحبة الموقع

تتوفر عدد من الأدوات التي تمكن المستخدم من معرفة الجهة المالكة للموقع الإلكتروني، وذلك من أجل ضمان من يتعامل معهم المستخدم في أثناء قيامه بالتحويلات المالية، بالإضافة إلى معرفة جميع المعلومات المتعلقة بتسجيل الموقع وحالته القانونية في بلد إنشائه.

من هذه الأدوات أداة icann التي تمكّن المستخدم من معرفة كل المعلومات المتعلقة بموقع ما وتاريخ تأسيسه، إضافةً إلى معرفة الشهادات التي يتمتع بها الموقع. تتميز المواقع الموثوقة بالوضوح في الإعلان عن الجهة المالكة لها، على سبيل المثال تعود ملكية موقع فيسبوك وواتساب وغيرها إلى شركة Meta، إذ يمكن للمستخدم معرفة ذلك فور فتحه لأحد المواقع التابعة لها.

معرفة كل المعلومات المتعلقة بموقع

ما أهمية التأكد من أنك تملك موقع موثوق؟

تشير الإحصائيات إلى أنه أكثر من 43% من عمليات الاختراق تكون موجهة في المقام الأول تجاه المواقع الإلكترونية التابعة لشركات ناشئة، ولكن ما يقل عن 14% من هذه الشركات تكون محصنة ضد الهجمات الإلكترونية. يعزى الأمر إلى الاعتقاد السائد أن الهجمات الإلكترونية لا تستهدف سوى الشركات والمواقع الكبرى، بينما الواقع عكس ذلك، إذ تؤدي الهجمات الإلكترونية للمواقع ضعيفة الحماية والموثوقية إلى إغلاق أكثر من 60% من المواقع التي تعرضت لهجمات.

الأمر الذي يعكس مدى أهمية امتلاك موقع موثوق ذي حماية عالية، فالأمر لا يقتصر على إتاحة إمكانية مواجهة الهجمات الإلكترونية فحسب بل يتجاوز ذلك ليشمل كلًا من:

1. الحفاظ على ثقة العملاء

يعد تأمين الموقع الإلكتروني وجعله موثوقًا من الأساسيات التي تساعد في ضمان ثقة المستخدمين، وعدم عزوفهم عن الاستمرار في إجراء التعاملات المالية عبر الموقع الإلكتروني، أو تزويد الموقع بمعلوماتهم الشخصية.

علاوةً على ذلك، تكّمن أهمية امتلاك موقع موثوق في تعزيز القدرة على كسب العملاء المحتملين، وجذبهم عن طريق إقناعهم أن معلوماتهم ستكون في أمان من عمليات السرقة والهجمات الرقمية، وأن الموقع لا يبيع معلوماتهم الخاصة أو يقدمها إلى جهات أخرى.

2. تقليل تكاليف الصيانة وإصلاح الأضرار

امتلاك موقع موثوق يعني أن الجهة المالكة لهذا الموقع لن تتكبد الكثير من الخسائر عند تعرض موقعها إلى محاولات اختراق أو سرقة، إضافةً إلى أنها لن تحتاج إلى الاستعانة بأي وسيلة ثانوية لتأمين البيانات وحمايتها، وبالتالي فإن الأمر ينعكس إيجابيًا على توفير التكاليف على المدى الطويل، وضمان عدم تكبد أي تكاليف لا طائل منها. إذ تشير الدراسات التي أجراها hiscox إلى أن عمليات الاختراق التي تتعرض لها المواقع الإلكترونية التابعة للشركات الناشئة تكلفها خسائر تتجاوز 200 ألف دولار أمريكي بالمتوسط على المدى البعيد.

3. توفير الوقت

يساعد امتلاك موقع إلكتروني موثوق على توفير الكثير من الوقت اللازم لعمليات إصلاح الأضرار الناتجة عن محاولات الاختراق، إضافةً إلى تقليل الوقت اللازم لإيجاد مكان ملائم للاحتفاظ بمعلومات المستخدمين الشخصية بشكلٍ آمن، دون القلق عليها من السرقة أو الضياع.

أنواع التحذيرات التي تتلقاها في حال كان الموقع الإلكتروني غير آمن؟

كما ذكرنا سابقًا، أدى التطور التقني الكبير في عالم التكنولوجيا وأمن المعلومات إلى ظهور وسائل إضافية تكون مثبتة في المتصفح المستخدم لتصفح المواقع الإلكترونية بمختف أنواعها. إذ أصبح اليوم بمقدور برامج تصفح الإنترنت مثل: غوغل كروم Google Chrome وموزيلا فايرفوكس Firefox، وغيرها من البرامج أن تجعل المستخدم على بيّنة إزاء طبيعة الموقع الإلكتروني الذي ينوي الدخول إليه.

1. الموقع الإلكتروني الذي تنوي الاستمرار إليه قد يحتوي برامج ضارة

يعني هذا التحذير أن الموقع الإلكتروني قد يقود المستخدم أو يخدعه لتحميل برنامج أو برامج قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلحاق الضرر بجهاز المستخدم أو تسرق معلوماته الشخصية. وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 32% من جميع البرامج الضارة يتم تحميلها عبر مواقع احتيالية على الإنترنت، وأنه على الأقل 17% من جميع الاختراقات تتضمن تنزيل برامج ضارة على أجهزة المستخدمين.

2. هذا الموقع الذي توشك على استخدامه هو موقع مخادع أو احتيالي

تصنف برامج التصفح المواقع عادةً حسب طبيعتها بعدما تفحصها قبيل توجهك إليها، ومنه يمكن لبرامج التصفح أن تحذر المستخدم أن الموقع الذي سيقبل على تصفحه قد يكون أحد المواقع الاحتيالية ذات المحتوى الكاذب، الموجه لسرقة وخداع المستخدم.

3. الموقع الإلكتروني الذي توشك على استخدامه مبني على نصوص برمجية ضارة

يعني هذا التحذير أنه وعلى الرغم من عدم احتواء الموقع الإلكتروني على أي تهديدات مباشرة، إلا أنه قد تم تطويره باستخدام شيفرات مصدرية مشبوهة أو ضارة، وبالتالي فإن الموقع هو عرضة للهجمات الإلكترونية، ولا يؤتمن لحماية معلومات المستخدم والقيام بالتعاملات المالية عليه.

4. هذا الموقع مريب، هل كنت تقصد عنوانًا آخرًا؟

تقدم برامج تصفح الإنترنت هذا التحذير عندما يكون الموقع الهدف الذي يتوجه المستخدم إليه يحتوي اسمًا مشابهًا لموقع إلكتروني آمن، عادةً تكون هذه المواقع احتيالية ومبنية بغرض خداع المستخدمين بغية سرقة معلوماتهم. على سبيل المثال Yah00 عوضًا عن Yahoo محرك البحث الإلكتروني الشهير.

طرق تحسين الحماية لموقعك الإلكتروني ليصبح موقع موثوق

يبحث العديد من مطوري المواقع الإلكترونية عن الوسائل التي تجعل من موقعهم الإلكتروني موثوقًا لدى المستخدمين، وذلك بهدف النجاح في مختلف العمليات التي يتطلعون لإجرائها عبر الموقع الإلكتروني. إذ يشعر 8 من أصل 10 أشخاص عبر الإنترنت بعدم الأمان، لا سيما عند قيامهم بتعاملات مالية كشراء البضائع عبر الإنترنت أو التسوق الرقمي.

بالتالي فإن اتباع عدد من الخطوات التي تجعل من الموقع الإلكتروني موثوقًا لدى العملاء هو أمر في غاية الأهمية، خاصةً إذا أراد أصحاب الموقع النجاح في إقناع العملاء باتخاذ القرار المناسب تجاه الموقع.

1. استخدم بروتوكول HTTPS وأدرج شهادة SSL

كما ذكرنا سابقًا فإن بروتوكول نقل ملفات النصوص الفائقة الآمنة أو الـ HTTPS، تعدّ من أفضل الوسائل التي تضمن سلامة نقل المعلومات والبيانات بين الموقع الإلكتروني والمستخدم دون أي انقطاع أو اعتراض. لذلك فإن الخطوة الأولى في ضمان نجاح حماية الموقع الرقمي وضمان موثوقيته، هي عبر اعتماد البروتوكول الآمن في نقل المعلومات.

لكن لضمان تحسين حماية الموقع الإلكتروني، ينبغي لمطوري الموقع تثبيت شهادات الـ SSL التي تعد اختصارًا لبروتوكول الطبقة الآمنة، وهي وسيلة تشفير البيانات المتبادلة بين الموقع الإلكتروني والمستخدم كيلا تتم سرقتها في حال تمكن أحد المخترقين من الاستحواذ عليها بطريقة ما.

لا يمكن الاكتفاء ببضعة أسطر للحديث عن بروتوكول الطبقة الآمنة أو شهادات الـ SSL، وذلك نظرًا لتنوعها وأهميتها، لذا بإمكانك متابعة القراءة حول هذه الشهادات ومعرفة كل ما يهمك تعلمه حول شهادة SSL.

2. استعن بمواقع آمنة لاستضافة موقعك الإلكتروني

يمكن اعتبار أن استضافات المواقع الإلكترونية كما لو كانت عنوان الحي الذي يقع به هذا الموقع، فهو يمثل مكان وجود الموقع الإلكتروني في الفضاء الرقمي. وينبغي لأي فرد يود إنشاء موقع إلكتروني آمن أن يبحث عن استضافات تقدم خدمات حماية إلكترونية للمحتوى الذي سيقوم برفعه وتحميله على الإنترنت. إذ يبحث الأفراد في الاستضافة لاعتبارها مناسبة، القدرة على الإجابة على كل من:

  • ما مدى نجاح الاستضافة في تطوير وتحديث وسائل الحماية الرقمية؟
  • هل تؤمن خدمات النسخ الاحتياطية لمحتويات الموقع ومعلوماته؟
  • هل تؤمن هذه الاستضافة خدمات بروتوكول نقل الملفات الآمن (SFTP)؟

عبر الإجابة عن الأسئلة السابقة، يمكن لمطوري المواقع الإلكترونية اعتماد إحدى الاستضافات التي تقدم الخدمات الأمثل لهم، وبالتالي النجاح في تحسين حماية الموقع الإلكتروني.

3. احرص على متابعة نشاط الموظفين والمديرين على الموقع

في كثير من الأحيان تقع المواقع الإلكترونية في مخاطر أمنية نتيجة أخطاء غير مقصودة اقترافها أحد الموظفين في أثناء قيامه بإتمام مهمة ما، وبالتالي فإن مراقبة نشاط المستخدمين على الموقع الإلكتروني يساهم في الحد من الأخطاء المحتمل وقوعها أثناء قيام الموظفين في الموقع بعملهم المعتاد.

ينبغي لأصحاب المواقع الكبيرة أن يحرصوا على تدريب الموظفين لديهم على التعامل مع قواعد البيانات الخاصة بالموقع CMS بشكلٍ حذر، وأن يتعلموا أهمية ما يتعاملون معه من أجل التقليل من الأخطاء والخروقات الأمنية التي قد تصيب الموقع قدر الإمكان.

يساعد امتلاك سجل محدث باستمرار حول صلاحيات كل موظف والتعديلات التي أجراها ومعرفة الأجزاء التي تم التعديل عليها، في جعل أصحاب الموقع على بينة بكل ما يجري في CMS الموقع الإلكتروني، والعمل على إصلاح أي خطأ فور وقوعه.

4. ابن نسخًا احتياطية لموقعك الإلكتروني باستمرار

واحد من أفضل الوسائل لتحسين حماية الموقع الإلكتروني هي عبر تأمين نسخ احتياطية لجميع محتويات الموقع، الأمر الذي يساعد في استبدال الملفات التالفة، وتعويض البيانات المفقودة نتيجة الأخطاء على الفور دون انتظار.

توجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها إنشاء وإبقاء النسخة الاحتياطية للموقع آمنة، سواء عبر نسخ معلومات الموقع وقواعد البيانات CMS وغيرها إلى حاسوب شخصي أو قرص صلب خارجي، أو الاستعانة بخدمات توفير الخدمات الاحتياطية بعيدًا عن الموقع. مما يؤمن حماية لمحتويات الموقع من التلف أو عمليات الاختراق أو الفيروسات أو حتى الأخطاء.

5. تعرف على ملفات تعريف الارتباط التابعة للخادم الخاص بموقعك الإلكتروني

يساعد معرفة ملفات تعريف الارتباط وملفات التعريف التابعة للخادم المستضيف لموقعك الإلكتروني في تحسين حماية الموقع الإلكتروني، وزيادة الموثوقية الخاصة به. تتنوع الملفات التي تتعلق بتعريفات الخادم بحسب العمليات التي يتم اتباعها على سبيل المثال:

  • خوادم الويب التابعة لنظام Apache تستخدم ملفات تعريف ذات اللاحقة htaccess
  • الخادم التابع لشركة مايكروسوفت Microsoft IIS تستخدم ملفات تعريف ذات اللاحقة web.config
  • خوادم الويب التابعة لشركة Nginx تأخذ اللاحقة nginx.conf

6. احرص على امتلاك سياسة خصوصية واضحة ذات مستوى عالٍ

إن امتلاك سياسة خصوصية متقدمة ذات طابع واضح ومستوى عالٍ من الحماية يؤمّن زيادة ثقة الأفراد بالموقع الإلكتروني، ويزيح الكثير من الشبهات حول كون الموقع قد تم تطويره لأغراض احتيالية أو لسرقة بيانات المستخدمين.

إذ تعد سياسة الخصوصية من العلامات المميزة للمواقع الإلكترونية ذات الموثوقية العالية دونًا عن غيرها، لما تتضمنه من مفاهيم تبين للمستخدم نوايا الموقع تجاه ملفاته الخاصة، وتوضح فيما لو كان الموقع يصرح لجهات خارجية بالوصول إلى المعلومات، أو يبيعها لشركات التسويق والبيانات الإحصائية.

7. حدّث محتويات الموقع والإضافات المثبتة فيه باستمرار

يوميًا تتواجد العديد من المواقع الإلكترونية التي تتعرض إلى هجمات وعمليات تحول دون اعتبارها مواقع موثوقة، بسبب استخدام برمجيات قديمة أو بسبب عدم تحديث الإضافات المثبتة على الموقع الإلكتروني.

وتعد الإضافات المثبتة على الموقع الإلكتروني وسيلة مميزة لجعل الموقع يتميز عن المواقع المشابهة، ولكن ما إن تصبح هذه الإضافات قديمة أو يتوقف مطورو الموقع عن تطويرها، تغدو هذه الإضافات نقاط ضعف في الموقع الإلكتروني، تؤدي إلى التأثير على حمايته وأمانه، وبالتالي تهدد اعتباره كموقع موثوق بالنسبة للمستخدمين.

بعض منصات استضافة المواقع الإلكترونية تتيح خدمات التحديث التلقائي للحماية في المواقع وإمكانية تعزيز الأمان، لا سيما مع التطور التقني الكبير، إذ تشير دراسة أجرتها شركة IBM إلى أنه لاكتشاف الخروقات الأمنية في المواقع ذات وسائل الحماية التقليدية قليلة التطور أصبحت تستغرق ما يتجاوز الـ 280 يومًا.

شعار خمسات

خدمات الخبراء لإنشاء موقع إلكتروني يبهر زوارك ويحقق أهدافك

ما هي طرق الدفع الآمنة؟

إن معرفة طرق الدفع الآمنة على الإنترنت يلعب دورًا حاسمًا في جعل المستخدم على بينة من أي عملية مالية مشبوهة قد يُقبل على القيام بها، وبالتالي فإنها من الطرق الأساسية التي تساعد الأفراد على التأكد من أن الموقع الإلكتروني يعدّ موقعًا موثوقًا، فيما لو احتوى على إحدى هذه الطرق:

1. البطاقات الائتمانية والبنكية

تعد البطاقات البنكية من الطرق الآمنة للغاية للقيام بأي تحويل مالي عند التسوق عبر الإنترنت، ومنه لا بد من توفر هذه الوسيلة على أقل تقدير لضمان أن الموقع الإلكتروني موثوق. إذ يراجع البنك عملية التحويل المالي، وإعلامك فيما لو كانت عملية التحويل مشبوهة أو غير آمنة.

2. الدفع الإلكتروني عبر تطبيقات الدفع الرقمي

تتوفر العديد من تطبيقات الدفع الرقمي للمستخدمين، التي تحول بين وصول المواقع الإلكترونية إلى كامل معلومات الحسابات البنكية الخاصة بالأفراد. على سبيل المثال: بايبال أو فينمو أو غيرها من الوسائل. وكل ما على المستخدم فعله بعد التأكد أن الموقع آمن، هو القيام بالتحويل المالي بالمبلغ المحدد ليتم الدفع الإلكتروني على الفور.

3. الدفع النقدي

توفر بعض مواقع التسوق عبر الإنترنت إمكانية الدفع عند استلام المنتجات أو الخدمات، الأمر الذي يضمن للمستخدم أنه لن يدفع طالما لم يحصل على الخدمة التي يريد.

4. الحوالات عبر الهواتف المحمولة

يمكن في بعض الحالات تحويل المبالغ المالية للمواقع الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة دون الحاجة إلى وجود تطبيقات تدعم ذلك، يتم ذلك عبر اقتطاع جزء من رصيد الهاتف الخلوي، أو إضافة قيمة المنتجات إلى فاتورة الخلوي النهائية للمستخدم.

كيف تتأكد أن الموقع موثوق لعملية التسوق عبر الإنترنت؟

تعد عمليات التسوق عبر الإنترنت من وسائل التجارة الإلكترونية الرائدة، إذ أصبحت اليوم التجارة الإلكترونية تتفوق في العديد من النواحي على تلك التقليدية، لا سيما مع اتباع رواد التجارة الإلكترونية لعدد من الوسائل والنصائح التي تساهم في إنجاح عمليات البيع عبر الإنترنت.

ولأي مبتدئ في مجال التسوق عبر الإنترنت، الاطلاع على بعض المعلومات التي تساعده على اتخاذ القرار الأنسب فيما يخص عملية التسوق، وتعلم المبادئ المناسبة للدفع الإلكتروني، وذلك بهدف ضمان عدم وقوعه ضحية لمحاولات احتيال وسرقة من المواقع غير الموثوقة. على سبيل المثال، بإمكان أي فرد مطالعة الدليل الشامل للتسوق عبر الإنترنت قبل أن يقوم بأول عملية شراء له.

إضافةً إلى ما سبق، فإن ضمان أن المتجر الإلكتروني موثوق يساهم في إنجاح أي عملية تجارية تتم عبره. يتم ذلك من خلال اتباع عدد من الخطوات التالية:

أولًا: لا تصدق كل ما تراه حول طرق الدفع الإلكتروني فورًا

ليس من الضروري إذا كان هناك أيقونات تدل على إمكانية الشراء عبر الدفع الإلكتروني، بواسطة بايبال PayPal وفيزا Visa وغيرهم من الوسائل. أن يكون الموقع يوفر خدمات تدعم ذلك بالفعل، فالعديد من المواقع الاحتيالية تحاول إقناع المستخدم باحتوائها على أفضل الخدمات وأكثرها أمنًا ليترك المستخدم معلوماته الشخصية فيها.

تتسم المواقع الموثوقة بأنها تدعم خدمات الدفع الإلكتروني عبر الوسائل الموثوقة والشهيرة عالميًا، مع توفير وسائل الحماية الإضافية وضمانات للمستخدم، ما يُنبأ أن العملية التي يجريها آمنة تمامًا. عند توجهك إلى صفحة الدفع الإلكتروني على الموقع، ينبغي لك ملاحظة عدة أشياء في البداية، لتضمن أن العملية التي ستقوم بها موثوقة وآمنة:

1. هل يحتوي الموقع شهادة مصداقية؟

تعرف شهادة المصداقية على أنها وسيلة الموقع الإلكتروني لإثبات أنه خاضع لشروط الأمان والحماية، وأنه عند الضغط على هذه العلامات سيأخذ المستخدم إلى صفحة أخرى توضح معنى هذه العلامات. عادةً ما تكون هذه الشهادات تحمل أحد الأسماء Norton أو McAfee، أو غيرها من أسماء شركات الحماية الشهيرة.

2. هل يسمح الموقع بخدمات الدفع الموثوقة أم يطلب تحويلات ووسائل مشبوهة؟

لا تتيح المواقع المشبوهة للعملاء فيها بأن يقوموا بعمليات التحويل المالي عبر الوسائل المعروفة عالميًا والشهيرة بأمانها، سواء عبر تطبيقات مثل بايبال أو فينمو. على العكس، قد تطلب من العملاء القيام بتحويلات بنكية مباشرة أو تسليم أرقام بطاقاتهم البنكية إلى الموقع الإلكتروني ليقوم بدوره بسرقة العملاء.

3. هل يوجد رقم السجل التجاري التابع للدولة المسجل فيها الموقع الإلكتروني؟

عادةً ما تمتلك المواقع الموثوقة المخصصة للأغراض التجارية أرقام السجل التجاري الخاص بالموقع الإلكتروني، الذي بدوره يؤكد أن الموقع الإلكتروني موثوق وآمن للتسوق عبر الإنترنت.

ثانيًا: تأكد من امتلاك الموقع لشهادة SSL

تعد شهادة الـ SSL الوسيلة المثالية، وذلك لضمان أن الموقع الإلكتروني الذي سيقبل المستخدم على القيام بعمليات تجارية فيه آمن وقابل للثقة، إذ تعني هذه الشهادات أن الموقع الإلكتروني يشفّر جميع بيانات العملاء عند تبادلها فيما بينهم وبين الخوادم المستضيفة للموقع الإلكتروني.

على الرغم من أهمية استخدام الموقع الإلكتروني لبروتوكول نقل النص الفائق الآمن HTTPS، إلا أنها لا تكفي لوحدها لتجعل المستخدم يطمئن أن معلوماته الشخصية، ولا سيما معلومات بطاقاته البنكية وأرقام وكلمات سر حساباته الشخصية بأمان مطلق.

حيث يحمي بروتوكول https المستخدم عبر حماية بياناته من الاعتراض والتعرض للاختراق، إلا أن شهادة الـ SSL تؤمن له تشفيرًا للمعلومات بشكل يضيف طبقة حماية إضافية على المعلومات.

ثالثًا: اقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع

قد تبدو قراءة سياسات الخصوصية الخاصة بالمواقع الإلكترونية أشبه بالمهمة المستحيلة، إلا أنها تعد وسيلة الفرد للتمكن من ضمان حقوقه، ومعرفة ما إن كان الموقع الذي ينوي مشاركة معلوماته الخاصة مع جهات خارجية أو بيعها أو استخدامها بأساليب غير مصرح بها.

كل ما على المستخدم فعله عند التوجه إلى صفحة سياسات الخصوصية الخاصة بكل موقع، أن يبحث عن بعض الكلمات المفتاحية، التي ستأخذه بدورها إلى البنود المهم قراءتها. على سبيل المثال، ينبغي للمستخدم أن يبحث عن كلمة “بيانات”، “DATA”، وكلمات تدل على جهات خارجية مثل “Third parties”.

رابعًا: تأكد من وجود معلومات اتصال فعالة وحقيقية

ماذا لو واجهتك مشكلة ما في إدخال بياناتك في الموقع في أثناء قيامك بعمليات الشراء؟ سيكون الجواب الأول لدى معظم المستخدمين هو الانتقال مباشرة والتحدث مع خدمة العملاء من أجل طلب مساعدة الأخصائيين والخبراء لتجاوز هذه المشكلة.

بالتالي، فإن المواقع الموثوقة تمتلك قاعدة صلبة من خدمة العملاء الفعالة على مدار الساعة التي بإمكان أي فرد التواصل معهم والحصول على الإجابات التي يحتاجها. على عكس المواقع المخادعة وغير الموثوقة، إذ تفتقر الأخيرة إلى وجود أدنى وسائل الدعم، ذلك لأن هدفها الأساسي هو سرقة بيانات المستخدم ومعلوماته.

خامسًا: ابحث عن تقييم الأفراد لخدمات الموقع

إن أفضل طريقة لضمان أن الموقع الإلكتروني آمن للتسوق والشراء عبر الإنترنت، هي عبر الاطلاع على تقييمات الأفراد الآخرين والاستفادة من تجاربهم وتعليقاتهم. يقرأ 90% من المستخدمين تقييم العملاء السابقين وتعليقاتهم، قبل القيام بأي عملية شراء عبر الموقع الإلكتروني.

بينما يثق أكثر من 73% من المستخدمين بالموقع الإلكتروني ذو التقييمات الإيجابية، ويأخذونها على محمل الجد والأهمية، بالتالي فإن الاهتمام بآراء المستخدمين السابقين له دور كبير في إثبات مدى موثوقية الموقع من عدمها.

في الختام، يعد ضمان أمن المواقع الإلكترونية وتصنيفها كمواقع موثوقة أمرًا ضروريًا لضمان نجاح أي عملية تتطلب اكتساب ثقة الأفراد وضمان اتخاذهم للقرار المناسب، إضافةً إلى جذب المزيد من العملاء وتحويلهم من عملاء محتملين إلى عملاء دائمين.

تم النشر في: برمجة مواقع