للطلبة: 18 فكرة لاستغلال الإجازة الصيفية بفعالية

في عام 2011 قرر الطالب الجامعي الأمريكي (جاريت جي) تأسيس شركة Scan لتطوير تطبيقات الجوال مع اثنين من زملائه في الجامعة، وخلال أقل من 3 سنوات حققت الشركة أداءً ممتازًا، مما دفع تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير سناب شات إلى شراء الشركة في صفقة رابحة بلغت 54 مليون دولار. مع النجاح الساحق الذي حققه (جاريت جي) في سنٍ مبكر، لا يُتصور أبدًا أنه كان كأي طالب عادي، يفضل استغلال الإجازة الصيفية في التنزه مع الأصدقاء أو النوم أو مشاهدة كل حلقات برنامجه المفضل أو لعب جميع الألعاب التي يحبها.

ومع بدء الإجازة الصيفية والانتهاء من ضغوط المذاكرة والامتحانات، من حقك كطالب خارج للتو من “عنق الزجاجة” الاستمتاع بوقتك في الإجازة الصيفية وممارسة كل الأنشطة الترفيهية الممكنة التي حرمتك منها الدراسة. ولكن ماذا بعد؟ الإجابة واحدة: إنه الملل، مللت من النوم ومشاهدة التلفاز وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي في دوامة لا تنتهي.

ماذا لو “تمردت” على الدراسة خلال الإجازة بطريقة أخرى غير هذه الطريقة “المملة”، وأنا أعني فعلًا كلمة “تمردت”. الأغلبية العظمى من الطلبة غير راضيين عن المناهج التي يدرسونها، والجميع لديهم شعور بأن الأنظمة الدراسية، خاصةً في الدول العربية تقولب الطلبة وتلجم طموحاتهم وتهدر طاقاتهم بعيدًا عن المهارات والخبرات العملية المطلوبة. ولكن لِمَ الاكتفاء بالسخط وندب الحظ؟

الإجازة الصيفية تمثل فرصة رائعة لاكتساب العديد من المهارات وحصد خبرات جديدة تفيدك على المدى الطويل وتصقل شخصيتك وتميزك بين زملائك في سوق العمل المزدحم، الذي يبعد عنك خطوات قليلة. سنقترح عليك بعض الأفكار المثمرة لاستغلال الإجازة الصيفية، اختر منها ما يثير حماسك، ولا تنس أن تُفسِح خلالها حيزًا مناسبًا للترفيه لتعود للدراسة بحماس وطاقة.

1. تعلم مهارة جديدة

لكل منا مهارات حياتية معينة يتمنى لو كان يتقنها، تُمثل الإجازة فرصة لاكتساب هذه المهارات المختلفة، فكّر في مهارات مثل: (التفكير الإبداعي، الثقة بالنفس، التخطيط، القيادة، إدارة الوقت، إدارة المال، الإقناع، كتابة السيرة الذاتية، مقابلات العمل، التواصل، الطبخ، الإسعافات الأولية، التحدث أمام الجمهور… إلخ) واختر المهارات التي تنقصك واصقلها بمساعدة وسائل مختلفة كالبحث على الإنترنت أو الاشتراك في ورشة عمل.

2. تعلم البرمجة

تُعدّ البرمجة من مجالات العمل المطلوبة بكثرة في الوقت الحالي، كما تُعدّ من أكثر المهن التي ستزداد أهميتها في المستقبل، لا تتفاجأ وتتصور أن تعلم البرمجة أمرًا معقدًا يتطلب تخصصًا جامعيًا في الهندسة أو التقديم في مؤسسات تعليمية معينة. بل على العكس، في أيامنا هذه يتعلم الأطفال الصغار البرمجة في المدارس وعلى الإنترنت، لذا فالأمر ليس صعبًا على الكبار.

متطلبات تعلم البرمجة من جهاز حاسوب واتصال بالإنترنت فقط متوفرة لدى كل طالب، وإذا كنت قلقًا من عائق اللغة الذي قد يواجهك عند تعلم البرمجة، فالخبر السعيد أن المصادر الأكاديمية العربية لتعليم البرمجة عن بعد أصبحت متوفرة الآن بسهولة، إذ يمكنك تعلم البرمجة من المنزل، بمشاهدة المحاضرات في الوقت الذي تفضله، والتعلم وفق الإيقاع الزمني الذي يناسبك، بل وتلقي المساعدة وطرح الاستفسارات على المدربين عند الحاجة.

من أبرز هذه المصادر العربية أكاديمية حسوب التي تقدم مجموعة دورات تعليمية لتعلم البرمجة من الصفر ولا تحتاج إلى خبرة مسبقة. وفي نهايتها يحصل المتدرب على شهادة معتمدة من الأكاديمية، لذا انتهز فرصة الإجازة وابدأ تعلم مهنة المستقبل بالعربية وبدون أي عوائق.

3. شاهد محتوى مفيد

لا تقع فريسة للمحتوى الترفيهي أو التليفزيوني فقط على يوتيوب، وشاهد أنواع أخرى من المحتوى كي تنمي معارفك وتوسع أُفقك كالأفلام الوثائقية والتاريخ وتعلم اللغات والتحفيز. قنوات مثل: حسوب والجزيرة الوثائقية وتيد بالعربي وكيف صنعت وأخضر، تُعدّ أمثلة لهذا النوع من المحتوى المفيد.

4. اعمل بدوم جزئي

يقول المثل الإنجليزي:

Early is On Time, On Time is Late, and Late is Unacceptable

الذي يعني: «التبكير هو الوقت المثالي، بينما انتظار الوقت المناسب فيعني التأخر، فيما يعدّ التأخر أمرًا غير مقبول بالكلية».

خلاصة القول، لا تقل لا زال الوقت مبكرًا على العمل، وابدأ في استغلال الإجازة الصيفية بوظيفة بدوام جزئي، أو التحق بتدريب مدفوع أو غير مدفوع في إحدى الشركات التي تثير اهتمامك أو ذات صلة بمجال دراستك، لتحصل على تجربة عمل احترافية بحلول التخرج.

5. حسّن مهاراتك الدراسية

بعد انتهاء العام الدراسي، قيّم أداءك الدراسي خلاله، وحدد ما هي المواد الدراسية التي حققت فيها نجاحًا، وغيرها التي كان أداؤك بها سيئًا. ثم خطط للعام الدراسي القادم كيف ستتفادى الأداء السيئ في هذه المواد ببعض الخطوات، كالانتظام في حضور المحاضرات، أو حل تمارين بشكلٍ يومي، وإذا كانت مهاراتك في الكتابة أو القراءة غير ممتازة، يمكنك التدرب على الكتابة بدون أخطاء إملائية أو على تقنيات القراءة السريعة.

6. تطوع في أعمال خيرية

إذا أردت صقل خبراتك الإنسانية ومساعدة الفئات الأكثر احتياجًا في مجتمعك، اشترك في إحدى الأعمال التطوعية المنتشرة في بلدك، كمساعدة المسنين وذوي القدرات الخاصة ورعاية الأيتام، وإطعام الفقراء، أو زُر أقسام الأطفال والحالات الحرجة في المستشفيات القريبة منك. يُعدّ هذا الأمر من أفضل الأشياء التي يمكنك استثمار الإجازة الصيفية في فعلها، وذلك لأن التطوع يجسد لك الفارق الذي يمكن أن تُحدِثه في حياة الآخرين مما يعود عليك بمردود نفسي إيجابي.

7. زر أماكن جديدة

وسّع من آفاقك واكتشف العالم من حولك بوسائل بسيطة ورخيصة، كزيارة المتاحف التي ستلهمك وتنمي معلوماتك التاريخية، أو الاستمتاع بالطبيعة بزيارة المحميات الطبيعية والمناطق الريفية والصحراوية والساحلية. أو اشترك بأحد المعسكرات الصيفية التي ستمنحك شعورًا بالحرية والاستقلالية وتعزز من إحساسك بأبسط الإمكانيات من حولك التي لم تكن تنتبه لها كثيرًا في الماضي.

8. اقض وقتًا عائليًا لا ينسى

تمثل الإجازة فرصة لصنع ذكريات جميلة مع العائلة بعيدًا عن الانشغال الدراسي وتوتر المذاكرة والامتحانات، لذا اهتم بقضاء أوقات طيبة مع عائلتك الصغرى. وأيضًا تواصل مع أفراد عائلتك الكبرى التي قد لا تسنح الفرصة بزيارتهم والتواصل معهم إلا خلال الإجازة، تبادل خلالها الحديث مع الأكبر منك سنًا عن طموحاتك المستقبلية واستفد من خبراتهم العملية في رسم مستقبلك الوظيفي.

9. اتبع عادات صحية

الحصول على جسم رياضي أو خسارة الوزن الزائد ليست أحلامًا مستحيلة، إذ تمتلك خلال الإجازة الصيفية وقتًا كافيًا لتحقيق هذه الأهداف، كل ما تحتاجه هو التخطيط ثم المثابرة. يمكنك أيضًا استغلال الإجازة لتنمية أي عادة صحية أخرى تريدها كشرب الماء بانتظام والأكل الصحي وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة والنوم بانتظام، ويمكنك أيضًا تعلم بعض الفنون القتالية للدفاع عن النفس والاستعداد لأي خطر.

10. اشحن إيمانك

كما هو الحال مع جسدك، يحتاج إيمانك أيضًا إلى اهتمام وعناية، استغل الإجازة واقرأ الكتاب الديني الذي رشحه لك صديقك من قبل ولم يتسن لك قراءته، أو ابحث عن مسألة فقهية لفتت انتباهك سابقًا ولم يتسع الوقت للبحث عنها، أو خصص لنفسك وِردًا يوميًا لقراءة آيات من القرآن بتدبر واحفظ بعض السور القرآنية.

11. نظم غرفتك

تقول الكاتبة اليابانية (ماري كوندو):

الغرفة الفوضوية تعني عقلًا فوضويًا

لذا لم يعدّ لديك عذر خلال الإجازة الصيفية لمظهر غرفتك الفوضوي. يمكنك إلقاء نظرة سريعة على أغراضك والتخلص من كل الأغراض التي لم تعد لها أهمية، وتخزين الأغراض التي لن تستخدمها خلال الإجازة، كالكتب المدرسية والقرطاسية مثلًا.

12. ضع قوائم لمهامك

يساعد كتابة قوائم المهام To Do Lists على توفير وقتك على المدى الطويل والحصول على صفاء الذهن بدلًا من الانشغال بالتفكير في ما الذي عليك فعله غدًا، ويضمن لك عدم نسيان الأشياء الهامة التي عليك فعلها. لذا أنشئ قوائم مختلفة للمواقف المتكررة التي تمر بها، على سبيل المثال: قائمة مهام يومية، قائمة مهام السفر، قائمة مهام الذهاب إلى الجامعة… إلخ.

13. التدريب على الكتابة والتدوين

يجعلك التدريب على الكتابة أكثر تنظيمًا، لكونها مهارة تحتاج إلى ترتيب الأفكار وفق تسلسل متماسك، كما يُكسبك التدوين مهارة التفكير النقدي وحل المشكلات، لأنه يفتح عقلك على إمكانات لم تتطرق إليها أو تُدركها من قبل. إضافةً إلى تأثير الكتابة وقدرتها الفعالة على تحفيز الخيال والإبداع، وتنمية مهارات التواصل الكتابي والتعبير عن الذات وإيصال الأفكار بوضوح للآخرين. لذا جرب خوض التجربة وستجد انعكاسها على مهارات وقدراتك الشخصية مباشرًا وجليًا.

14. ممارسة الرياضة

لا يخفى على أحدٍ منا اليوم أهمية التمارين الرياضية، وقدرتها على تحسين الحالة المزاجية ورفع معدل نشاط الجسم وتحسين أداءه إلى مستويات مرتفعة، يصعب الوصول إليها إذا ركن إلى قلة الحركة والخمول. فضلًا على ذلك، تساعد ممارسة الرياضة بانتظام على معالجة كثير من المشكلات الصحية والتخفيف من أعراض كثير من الاضطرابات المصاحبة لوتيرة الحياة المتسارعة في هذا العصر، مثل القلق والتوتر والاكتئاب.

15. تعلم الطهي

حسب دراسة أجرتها جامعة كامبردج، فإن الطهي في المنزل مرتبط بالحفاظ على نظام غذائي صحي واستهلاك سعرات حرارية أقل. كما يجعلك تعلم الطهي أكثر وعيًا بالمكونات التي تستخدمها وطرق الطهي الأفضل للحصول على طعام ذا جودة عالية لصحتك وجسدك. ولن تكون مرحلة تعلم الأساسيات إلا البداية لرحلة تجربة وصفات جديدة وإضافة لمساتك الخاصة باستمرار، فضلًا على تحسن حاسة التذوق والاهتمام بالحصول على طعام جيد باستمرار.

16. اكتشف هواية جديدة

تعلم هوايات جديدة باستمرار يجعل يومك خاليًا من الملل، لأنها تخلق مساحة من الاستمتاع والإحساس بالقيمة دائمًا، ما يُعزز جودة حياتك ويجعلها أكثر إثارة ومتعة مقارنةً بآخر لم يجرب تعلم شيء جديد. إضافةً إلى ذلك، فإن تعلم هواية جديدة يجعلك منشغلًا عن القلق بشأن الضغوط اليومية وإعطاءها قدرًا أقل من الاهتمام، كما ينعكس ذلك إيجابًا على شخصيتك من خلال: اكتساب أصدقاء جدد باستمرار وتكوين علاقات ذات نفع، ووجود قصص وحكايات متجددة تحكيها عما تعلمته وكيف تمكنت من الاستفادة منه. فتجد نفسك تُحسن استغلال الإجازة الصيفية وبالكاد تشعر بالملل.

17. التعلم الإلكتروني

يساعد التعلم الإلكتروني على توفير الكثير من الوقت والجهد مقارنةً بالتعلم التقليدي، كما يناسب الوتيرة المتسارعة والنمو الذي تشهده مختلف الجوانب الحياتية والهنية، ما جعل الحاجة إلى التعلم الإلكتروني ضرورة، حتى تستطيع مواكبة المنافسة والإلمام بجديد ما تهتم به وتتطلع إلى تعلمه. لذا احرص على تعزيز مهاراتك وخبراتك من خلال التعلم الإلكتروني، لا سيما إذا تعلمت من خبراء محترفين يوظفون أحدث التقنيات لإيصال المعرفة بسهولة ووضوح.

18. ممارسة الهوايات المفضلة

ينعكس أثر ممارسة هوايتك المفضلة على مختلف جوانب حياتك، بدايةً من تحسين صحتك العقلية فتخفف من التوتر والقلق الذي ينتج عن الفراغ، وصولًا لصحتك البدنية فتحصل على نوم أفضل وعلاقات اجتماعية صحية وإنتاجية مرتفعة. وكل ذلك له تأثير مباشر على حالتك المزاجية بلا شك، فتكون أكثر هدوءًا واستقرارًا وسعادةً. فقط اختر هوايتك وابدأ في الاستفادة منها في شغل فراغك واستغلال وفتك أفضل استغلال.

ختامًا

يجدر الإشارة إلى أن الأفكار السابقة التي تساعدك على استثمار الإجازة الصيفية، قد لا يمكنك تنفيذها جميعًا في هذه الإجازة، لذا أحضر ورقة وقلمًا وحدد أكثر الأفكار التي ألهمتك كي تبدأ في تنفيذها.

إذا كانت لديك أفكار أخرى ملهمة للاستفادة من الإجازة الصيفية أخبرنا بها في التعليقات، ولا تنس مشاركة هذه التدوينة مع أصدقائك كي تعم الفائدة.

تم النشر في: تطوير المهارات