لا يوجد أجمل من العمل الحر، فأنت تعمل من أي مكان، وفي أي وقت، دون وجود قيود مفروضة وزملاء عمل يقطعون تركيزك باستمرار، ولن تُعاني إلا فيما ندر من ازدحام المواصلات والطُرقات فأنت لست بحاجة إلى الانتقال من البيت إلى مكان العمل.
لكن بعض المُستقلين يرون أن مُتعة العمل الحر زائفة، خصوصاً مع وجود الكثير من العقبات التي تمنع البعض من التفكير في العمل بهذه الطريقة.
الخوف من العزلة و الوحدة ، لا يوجد أوضح من هذا العنوان لوصف الحالة التي قد تُصيب أي مُستقل، لأن العمل غالباً يُنجز من المنزل، وهذا يعني أن التواصل مع الغير أصبح يقتصر على عدد مُحدد من الأشخاص، لكن ببعض الخطوات يُمكن تجاوز هذه المشكلة والعودة مُجدداً للاستمتاع بالعمل الحر.
كيف تتخلص من الوحدة؟
مارس الرياضة
لا نحتاج للحديث كثيراً عن فوائد الرياضة، فممارستها بشكل يومي ومُنتظم يعني التخلّص من التوتر والجهد الكبير الحاصل نتيجة العمل المتواصل وقلّة الحركة.
إبدأ بها نهارك يومياً لساعة أو ساعتين على الأكثر، ركّز على الجري فهو يحرر العقل من الضغوط والأفكار السلبية وينشط الدورة الدموية لزيادة مُستوى الإنتاجية والطاقة خلال اليوم.
لا تُجهد نفسك بالتمارين الرياضية وحاول الموازنة بين قدرتك على التحمل وحجم الجهد المبذول لكي لا تُضيع طاقتك التي يجب أن تُصرف على العمل فهو الأولوية بالنسبة لك كمُستقل.
اخرج من المنزل
لا تبقى داخل الغرفة التي تعمل منها لفترات طويلة، اخرج منها وحاول تنظيم فترات الاستراحة، شاهد أي مقطع خفيف على يوتيوب لتشغل عقلك بشيء آخر غير العمل الذي ينتظرك.
ولا تبقى في المنزل طوال النهار، اخرج للمشي أو شراء بعض الحاجيات، أو حتى توجه إلى المكتبة أو اجلس في مقهى للعمل من هناك، فتغيير الأجواء المُحيطة بك باستمرار يوفر لك المزيد من الراحة ويُبعد عنك الملل والعزلة التي تعيشها بين جدران غرفتك.
حسّن مهاراتك الإجتماعية
ليس المقصود هناك أن تفتح موقع فيسبوك وتبدأ بتسجيل الإعجاب أو مشاركة الصور وما إلى ذلك، فهذه مهارات اجتماعية افتراضية.
تحدّث مع اصدقائك وحاول الخروج معهم إلى أي مكان، فتكرار هذه العملية لمرتين في الأسبوع يُبقيك على قيد الحياة اجتماعياً، ويُحررك من كل شيء سلبي. أو إذا كُنت لا تُفضل الخروج كثيراً، اتفق معهم على مُشاهدة فيلم في منزلك أو حتى الإجتماع دون أي سبب، فقط لمجرد الحديث وإمضاء بعض الوقت معهم.
لا تُغفل أهمية المُكالمات
أصبحنا نعتمد بشكل كبير على تطبيقات التواصل والمحادثة الفورية، ولولا وجود ميّزة الرسائل الصوتية لما تحدثنا مع أحد، ولاعتمدنا فقط على النصوص التي تخلو من المشاعر أو الحرارة إن صح التعبير، فموجات الصوت من شأنها نقل الأفكار بطريقة أفضل.
لذا احرص على الاتصال بشخص جديد كل يوم، تحديث مع أصدقائك لفترة من الزمن باستخدام الهاتف أو حتى سكايب، المهم أن يكون الاتصال مسموع وليس مُجرد مجموعة حروف جامدة. أو يُمكن الاتصال بشكل دوري بأصحاب المشاريع التي تعمل عليها، للأطمئنان عليهم والحديث قليلاً عن المشروع وأين وصلت وما إلى ذلك.
شارك في المنصّات الإجتماعية
احرص على تخصيص وقت لزيارة المُنتديات المُتخصصة، وتابع كل المواضيع الجديدة فيها لعلك تحصل على فائدة أو تُشارك في نقاش يُخرجك من روتين العمل. توجه إلى حسوب IO وإقرأ آخر المُشاركات، تبادل الأفكار مع بقية المُستخدمين، هناك مواضيع لن تخطر على بالك كفيلة بتوسيع مداركك وأخذك في رحلة تفكير عميقة، تدفعك حتماً للتعرّف على أشخاص جُدد وتبني أفكار جديدة في حياتك، فالتغيير دائماً مطلب للنفس البشرية.
تذكّر دائماً أن الخوف لوحده لن ينفع، لكنه شعور طبيعي جداً يختلف من شخص للآخر، لكن مواجهة المخاوف هي الشيء الذي يجب أن نمتلكه جميعنا كمُستقلين. فكّر دائماً بالأمور التي تجعلك سيعداً وتُساعدك في تجاوز الأوقات السيئة وقُم بها لكن ليس على حساب العمل.
لن تستطيع العمل بنفس الروتين كل يوم، لكن على الأقل حاول الحفاظ على نسبة متوازنة لكي لا يتسلل الملل إليك ويبدأ شعور الوحدة يقضي عليك تدريجياً، وعندما تشعر بالعزلة، قُم بأي شيء جديد يُخلّصك منها ويدفعك للعمل بحماس أكبر من جديد.
شاركنا الطرق التي تقضي فيها على الشعور بالوحدة أو العزلة، سواءً كنت تعمل من المنزل أو من أي مكان آخر.
تم النشر في: مايو 2015
تحت تصنيف: العمل الحر | نصائح للمستقلين
كنت بحاجه لهدة المقاله حقا فاليوم شعرت بارهاق كبير لكن قراءتي لهذه المقاله ارحتني كثيرا
عادة ما اقوم باستراحه بان اشاهد مقطع موسيقى هادئة في اليوتيوب او الجلوس مع العائلة لمدة نصف ساعة او اللعب مع اطفال العائلة فهذا يجعلني استعيد طاقتي على العمل من جديد
مقال ممتاز فعلا ومناسب لطبيعة العمل
مفيش اصحاب تقدر تكونهم من العمل ده
مقالة جميلة، بالتوفيق
هذه النّصائح -في معظمها- لا تنفع سوى الأصحّاء، ماذا عن ذوي الاحتياجات الخاصّة الّذين يعملون في غرفهم ولا يعرفون أحوال الطّقس لأنّهم لا يرون الشّارع سوى مرّة في الشّهر، وعند الضّرورة، ماذا تقترحون عليهم ليتغلّبوا على وحدتهم الأزليّة؟
أظن أفضل وسيلة لذوي الإحتياجات الخاصة هي الدخول في مجموعات علمية على النت..أقول علمية لها منهج موثوق وما أكثر ذلك على النت ولا يكون الدخول على سبيل تكوين صداقات فقط لقتل الوقت …وإن لم يوجد فخير جليس في الزمان كتاب…والله المستعان
اول تعليق ^_^
موضوع رائع شكرا لكم