مهما كانت خبرتك بالكتابة وكم مقالة وتدوينة صنعت لابد أنك قابلت في مرحلة من مراحل المهنة ما يدعى قفلة الكاتب “writer’s block“، وهي حالة طبيعية يمر بها الكاتب والمدوِّن على فترات، قفلة الكاتب تنجم عن الخوف من أن يخرج المقال بشكل سيء، مما يؤدي للجلوس ربما بالساعات أمام لوحة المفاتيح أو القلم دون كتابة كلمة واحدة.
شعور سيء أليس كذلك؟ تظهر الصفحة البيضاء وكأنها الشبح الذي يطاردك ولا تريد المساس به، تضع يدك على لوحة المفاتيح فتكتب كلمة أو حتى فقرة كاملة، لتمسح كل ما كتبت بعدها بلحظات، فالصفحة البيضاء هكذا شكلها أجمل.
كيف تكسر قفلة الكاتب؟
توجد عدة نصائح جيدة ومجربة تمكنك من كسر حاجز الكتابة سنسرد أفضلها هنا، هذه النصائح قد تنفع مع كاتب دون آخر وسيكون عليك تجربتهم واحدة واحدة وملاحظة تأثيرها عليك:
1. لا تريد أن تكتب؟ لا تكتب
قد تبدو هذه النصيحة بغير محلها، لكنها صحيحة. أنت لا تستطيع الكتابة فلما لا تتمشى قليلاً أو تصنع كوبًا من القهوة، ثم تجلس لتصفي ذهنك، الكتابة من الأمور الإبداعية والتي تحتاج من حين لآخر أخذ قسطًا من الراحة فبالنهاية أنت بشر لا آلة، إذا كانت فكرة المقالة القادمة موجودة ولكنك تجد حاجزًا بينك وبين لوحة المفاتيح فلما لا تبتعد قليلاً، تروح عن نفسك وتسترخي بعض الوقت حتى تعود أجواء الكتابة والإبداع بعد حين.
2. جدوّل كتاباتك
إذا كنت من النوع الذي يكتب كلما راق له الأمر فيستحسن أن تتوقف، لأنه سيأتي اليوم الذي لن يطاوعك فيه مزاجك للكتابة، أفضل الطرق لتجنب قفلة الكاتب في هذا الأمر هو أن تجدول كتاباتك الأسبوعية وتختار ميعاد محدد لتجبر نفسك على الجلوس وإنهاء عملك، مع الوقت ستعتاد هذا الأمر، وسيتكيف عقلك مع هذه العادة الجديدة وتتجنب حاجز الكتابة.
3. اكتب الخطوط العريضة (Outline) أولًا
من السهل جدًا أن تصيبك قفلة الكاتب عندما لا تملك مخطط الكتابة للموضوع الذي تريد التعبير عنه، قبل أن تبدأ بكتابة أي كلمة اكتب العناصر أو الأفكار الرئيسية التي تريد مناقشتها بالمقالة أو التدوينة، هذا سيساعدك بشكل كبير على التركيز على أجزاء أصغر وسيحفزك أكثر للبدء، يمكنك كتابة العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية التي ستكتب عنها أولًا ثم تباشر بالكتابة، يمكنك كذلك كتابة مجرد الأفكار التي تتكون منها المقالة مثلًا هدف كل فقرة وماذا تريد أن يصل للقارئ من خلالها.
4. دعك من الحيرة وابدأ بأي جزء
من أسباب قفلة الكاتب كذلك هي الحيرة، فبأي جزء أبدأ هل العنوان أم هذه الفقرة أم تلك، دع الحيرة جانبًا وأكتب من حيث شئت، اختر أكثر الأفكار حماسة واكتب عنها تخيل نفسك رسّامًا، لا يجب أن تبدأ بيسار اللوحة وتنتهي باليمين، ابدأ بأفضل ما ترى أو يسعفك دماغك للكتابة عنه، القارئ لن يعرف بأي جزء بدأت، بالإضافة أنه توجد مرحلة المراجعة والتعديل وبإمكانك إعادة هيكلة المقالة بأكملها لتخرج بأحسن صورة.
5. قلل الجودة مؤقتًا
عندما تكون حالتك سيئة للغاية فلا تتحجج بأن ما ستكتبه سيخرج بجودة منخفضة، لأنه ببساطة ما ستكتبه لا ما ستنشره هو ما سيكون بهذه الجودة، الرضى بالقليل خير من الرضى بلا شيء، أكتب كل ما يخطر ببالك حتى ولو كان سيئًا، اترك ما كتبته لفترة ثم راجعه وغيّر ما تراه يحتاج التغيير، فطالما أن المقالة بجعبتك، لازالت أمامك الفرصة لتغيّر منها حتى تخرج بأبهى حُلة بعد النشر وكشف الستار عنها.
6. بكّر بالكتابة، اكتب صباحًا
الكتابة صباحًا من أمتع أوقات الكتابة خاصة أنك تكتب وأنت شبه نائم، جربها مرة وستنبهر بما كتبت، لأن الصباح من الفترات الأكثر هدوءً باليوم فلا يوجد ضجيج أو ضوضاء تزيد من حاجز الكتابة سوءًا، للكتابة صباحًا فوائد جمّة منها أنك تكتب مقالة أول اليوم لتراجعها آخر اليوم، فهذا هو الحد الأدنى لمراجعة مقال تريد خروجه بشكل جيد، المهم أنك بالكتابة صباحًا ستحد من الأسباب المتنوعة لحاجز الكتابة كالتشتت والضوضاء.
7. اكتب كتابة حرة
ابدأ بكتابة أي شيء يخطر ببالك، اكتب خمس كلمات تبدأ بحرف الألف كعملية إحماء لعقلك لجلب الأفكار المرتبطة وإخراجها بصورة كلمات، جرّب كتابة فقرة عن أي فكرة تخطر ببالك ثم دع هذا الأمر وباشر بالكتابة على مقالتك القادمة، الكتابة الحرة من الأمور التي تساعد كثيرًا بتجنب حاجز الكتابة لأنك حينها تثبت لنفسك أنه مجرد خوف ليس إلا، وأنه بإمكانك الكتابة الآن.
قفلة الكاتب من الأمور السيئة التي تحدث بين الحين والآخر للكتّاب والمدونين، لذا يجب عليك أن تعرف كيف تتغلب عليها في كل مرة، فأنت ملتزم بتقديم خدماتك والعمل على مشاريع كتابية لا تحتمل التأخير.
هل لديك نصائح أخرى تشاركنا بها؟
تم النشر في: أبريل 2015
تحت تصنيف: التسويق الرقمي | التسويق بالمحتوى
نصائح سديدة وفقكم الله .
هذا وأضيف أن الكتابة في الأساس عملية تعبير وهي من أمتع العمليات العقلية لهذا فخفف من حدة الكتابة من أجل العمل أو الكتابة من أجل شخص ما – فقط خفف ولا تجعلها تطغي عليك – واكتب لأنك تريد التعبير وتقديم الفائدة للأخرين، وحينها سيدعك الملل .
مدونة رائعة .
نصائح مُهمّة، إنّما يجبُ ألّا ننسى هذه الحقيقة:
«هل يُمكن الجلوس لمدّة ساعة ولم تكتب شيئًا على الإطلاق ثُمّ تدَّعي أنّ الإلهام مفقود؟ الحقيقةُ إنّ تكرار جلوس الفرد لأكثر من ساعة ولم يكتبْ شيئًا على الورقةِ أو على شاشة الحاسب الآلي، هذا الشّخص في الحقيقة لا شيء لديه، هو يُقارع فقط، فالكتابةُ عملٌ شاق، فإذا لا يُمكنك الاعتراف بأنّها ليست يسيرة، فأنت تضعُ نفسك في صندوق الحَمقى».
كلام جميل و موضوعي …
و ببساطة و تأييدا لجزء مهم من المقال ” ان لم تأت الكلمات , انتظر قليلا و خذ قسطا من الراحة , انت كاتب , صحيح ؟ عقلك و قلمك موجودان , فلا داعي للعجلة “
شكراااا لكم يا احلى موقع
شكرا على النصائح القيمة ،، فعلا الكتابة فن وتحتاج لشروط عديدة ،، بارك الله فيكم على الابداع المتواصل
تدوينة أتت في وقتها…
شكرا لكم