أحد أكبر الأسباب التي تمنعنا من تحقيق أهدافنا والحصول على ما نريد هو أننا نميل إلى الركون للراحة وللروتين المعتاد الذي نعيشه، أو ما يسمى بمنطقة الراحة (comfort zone )، وهي حالة يشعر فيها المرء بالأمان أو بالراحة، وتعبيرٌ عن رفضنا للتغير، مع كل ما يحمله من مصاعب وتعب وتحديات، وربما ألم أيضا، بحسب إحدى التعريفات العلمية تعتبر منطقة الراحة الخاصة بك مكانًا متسلسلاً حيث تتلاءم أنشطتك وسلوكياتك مع الروتين والنمط الذي يقلل من الإجهاد والمخاطر، توفر حالةً من الأمن العقلي، الذي تستفيد منه بطرق واضحة: السعادة المنتظمة، القلق المنخفض، وانخفاض الإجهاد.
الحياة تبدأ في نهاية منطقة الراحة الخاصة بك – نيل د. والش
الخروج من منطقة الراحة يتطلب الكثير من العمل ولكنه ضروري لإحراز التقدم والنجاح الذي نطمح إليه، ومفتاحٌ لتحقيق الأهداف ولتتحول الأحلام إلى واقع، كما أنه يتيح المزيد من الفرص في الحياة، ويخلق ضغطًا جيدًا كافيًا لزيادة تركيزنا وإبداعنا، وإنتاجيتنا، وتوسيع آفاقنا، وإحداث تغييرات بالغة الوضوح في حياتنا، كما يساعدنا على الاستجابة لتحديات الحياة عند حدوث أشياء غير متوقعة.
هل تريد الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك؟ إليك بعض الأفكار:
غيّر طريقة تفكيرك
يقول رالف والدو إمرسون: “أنت ما تفكر به”، إن أفكارنا تؤثر وبعمق على ما سنكونه، وعلى نمط حياتنا، غالبًا ما يكون التغيير غير مريح وعملية شاقة، ولكنه أمر طبيعي وضروري يمكنه أن يساعدنا على التحرك نحو ما نريده.
غيّر الطريقة التي تتحدث بها مع ذاتك، فالمحادثات التي تجريها طوال الوقت مع نفسك تنعكس على واقعك، أي أن تغيّر حوارك الفكري الداخلي والقصص التي تقولها لنفسك عن نفسك، ولتبدأ بذلك أعد تدريب عقلك عن طريق إنشاء تأكيدات حول ما تريد أن تكون لكي تكون تلك التأكيدات جزءًا من نظام معتقداتك، على سبيل المثال يجب أن تختار بين الخطابين، لكي تحوله إلى حوار الدائم مع نفسك: (أنا شخص ناجح) / (أنا شخص فاشل).
لكي تحقق ما تصبو إليه تحتاج لمطابقة طريقة تفكيرك مع تطلعاتك، لتحصد التغييرات الإيجابية أيضا اكتشف ما هي مخاوفك، كن صارما في تخطي الخوف والقلق، والتردد، تخلص من الشكوى التذمر، وجلد الذات، وأحط نفسك بالأشخاص الذين يتناسبون مع طريقة التفكير الجديدة، والواعدة.
غيّر عاداتك
“إن الأشخاص غير الناجحين يتمتعون بمهارات عالية، إنّهم فقط ماهرون في تجنب النجاح من خلال الانخراط في العادات السيئة.” جورج ج. زيوجاس
لا يمكنك انتظار أن يحدث النجاح، يجب أن تسعى لكي يأتي إليك، البقاء ضمن نمط روتيني من العادات المحددة يجذبك بقوة لتبقى في دائرة الراحة، ستكون دائما مُرتاحا مع ما اعتدت فعله، وستعتقد دوما أن ما تقوم به مريح ويناسبك، ولكن إذا كنت تريد الخروج واستكشاف ماذا يوجد خارج منطقة الراحة الخاصة بك يجب أن تبدأ بخطوة مهمة أخرى وهي تغيير نمط عاداتك اليومية.
ابدأ أولا بتغيير العادات السلبية أو السيئة في حياتك، إذا أردت أن تستيقظ باكرا لتمارس الرياضة، أو تقرأ أو تتأمّل يجب أن تتخلص من عادة تصفح الإنترنت، أو مشاهدة البرامج، أو الدردشة في وقت متأخر من الليل، مقابل كل عادة إيجابية تفوز بها سيكون عليك أن تتخلص من عادة سلبية أخرى، اهتم بتنمية العادات التي ستجعلك تتخذ قرارات أكثر ذكاءً.
إذا كنت تريد أن تكون ناجحا استكشف العادات التي يمكن أن تجعلك ناجحا، إذا كنت تريد مثلا أن تكون أكثر إنتاجية يمكنك أن تقرأ هذا المقال لتكتشف مفهوما جديدا عن العادات التي ستجعلك أكثر إنتاجية، مهما كان ما تريد أن تحققه يجب أن تبني العادات اللازمة التي ستساعدك في تحقيقه.
ابدأ بخطوات صغيرة
“لن تغير حياتك أبدًا حتى تخرج من منطقة الراحة الخاصة بك ؛ التغيير يبدأ في نهاية منطقة الراحة الخاصة بك “. روي بينيت
قد يكون التغيير مُرهِقا، ما يجعلك تُصاب بالإحباط وتفضّل البقاء في المساحة التي تمنحك الراحة والأمان، لذلك لا تحاول القفز خارج منطقة الراحة دفعة واحدة، تعلّم شيئا جديدا كل يوم، تعلّم عادة مختلفة كل مرة، تخلّص من عادة سلبية بالتدرّج.. إلخ.
وجدت الباحثة في جامعة هارفارد تيريزا أمابيلي، أن أقوى محفز عمل في مكان العمل كان التقدم الصغير الذي يتم إحرازه يوميًا، وكشفت أبحاثها أيضًا أن أكثر الأشياء التي أضرت بالنتائج كانت أن يختبر المرء الإخفاقات، إذا كان بإمكانك تسهيل التقدم من خلال تقسميه إلى مراحل، فيمكنك تحقيق نتائج أفضل.
حدد هدفا واقعيا وقابلا للتحقيق ضمن إطار زمني معيّن، ثم أنشئ خطة بخطوات العمل، واتخذ إجراءا صغيرا يوميًا لتحقيق ذلك الهدف، على سبيل المثال إذا كنت ترغب في تخطي خوفك من التحدث أمام الجمهور، فابدأ باغتنام كل فرصة للتحدث إلى مجموعات صغيرة من الأشخاص الذين حولك، يمكن أن تجرّب ذلك مع العائلة والأصدقاء.
تسجيل تغييرات وانتصارات يومية صغيرة سيكون مفتاحك للتغير، كلما اقتربت من هدفك كلما كُنت أكثر رغبة في العمل لأجل تحقيقه، لا تطمح للكمال، يمكنك أن تخطئ وأن تفشل وأن تعود للتعلم من خطأك وفشلك والمحاولة كل مرة.
تحدّى نفسك وتعلم المخاطرة
يقال: (عدم المخاطرة، هو أكبر مخاطرة)، العقل هو في العادة عضو كسول، ويريد أن يحافظ على سلامتك ويبقيك بعيدا عن المخاطر، لذلك قد تتغاضى عن حاجتك للتغيير والنمو مكتفيا بالوضع الراهن، وملتزما بالبقاء في منطق الراحة الخاصة بك، لذلك فإن تغيير ذلك الوضع ليست مهمة سهلة، يتطلب الأمر الكثير من الشجاعة والصبر والوقت، وأفضل طريقة لتحقيق التغيير الكبير المنشود هو أن تجرؤ على تحدي نفسك.
يدفعك التحدي المتعمّد إلى الأمام، وشيئا فشيئا، تتحسن قدرتك على الارتقاء إلى مستويات أعلى وأفضل، يساعدك أيضا على تحديد أهدافك وأولوياتك، ومعرفة نقاط قوتك وتعزيز صحتك العقلية والنفسية،، يغذي عقلك، ويثير الإبداع في داخلك، يمنحك الشجاعة، ويزيد من ثقتك بنفسك، ويخلق المزيد من الفرص لاكتشاف أشياء جديدة عن ذاتك، واكتساب الوعي والمعرفة والمهارات.
لكي تخرج من منطقة الراحة الخاصة بك، وتكتشف العالم من حولك ضع نفسك في موقف تحدي اختر مهمة لست متأكدا أنك ستقوم بها، كن صادقا مع نفسك عندما تحاول تقديم الأعذار، اكتشف الأشياء غير المألوفة، بادر، تحلى بالانضباط، ابذل جهدك، تغيّر، طوّر نفسك، تعلّم المخاطرة المحسوبة، لتكون أفضل ما يمكن أن تكون عليه.
كافئ نفسك
يقول BJ Fogg عالم النفس التجريبي في جامعة ستانفورد: “إن العواطف تخلق عادات… عندما تقوم بعادة الصغيرة، كافئ نفسك بقول: ـ” رائع! “أو” فعلتُ شيئا جيدا! “لتؤكّد لنفسك أن هذا سلوكٌ تفخر به”
يقوم فريق “توني روبنز” رائد الأعمال الناجح، بجمع قصص توني روبنز ومبادئها الأساسية وتنظيمها ومشاركتها مع الجمهور، يلخّص الفريق أهمية تجربة مكافأة الذات فيما يلي: (من المهم مكافأة نفسك وفريقك بمجرد إتمام مهمة أو هدف رئيسي، من خلال مكافأة نفسك في تلك اللحظة، يثير عقلك مشاعرَ إيجابية، مما يؤدي إلى إدراك أن جهودك تؤدي إلى مكافأة إيجابية، من خلال القيام بذلك بشكل مستمر، سوف يبدأ دماغك في ربط المتعة بإنجاز المهمة أو الهدف والتحرك نحوهما في المستقبل.)
خصص بعض الوقت لتسجيل انتصاراتك وكيف تمكنت من الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، واستعد للاحتفاء ومكافئة نفسك بما أحرزته من تقدّم، إذا أهملت فكرة الاحتفال بنجاحك سيتعزز لديك شعور سلبي تجاه ما تنجزه، ولن تشعر بأهمية ما تقوم به من جهود، فمن غير المرجح بعد ذلك أن تظلّ مهتمًا ومتحمّسا لتكمل أهدافك، وتبقى خارج منطقة الراحة، بينما الاحتفاء بالإنجازات يزيد من نجاحك المستمر، ويساعدك في رؤية ما تُفوّته عندما تلتزم بالبقاء في منطقة الراحة الخاصة، ويفتح الباب أمام المزيد من النجاحات في طريقك، فالنجاح يولد المزيد من النجاح.
يمكنك أن تحتفي بالنجاحات الصغيرة على أساس يومي، أو أسبوعي، أو بإنجازاتك على أساس شهري، ويمكن أن يكون الاحتفال بسيطا وغير مكلف، كأن تشكر نفسك، أو أن تشتري لنفسك وجبة تحبها، الاحتفاء بعد تحقيق المكاسب يعزز السلوك الإيجابي والسلوك الذي يجب أن تقوم به عندما تواجه تحديًا جديدًا أو فرصة جديدة،
ما الذي تفعله لكي تغادر منطقة الراحة الخاصة بك؟ شاركنا بعض أفكارك في التعليقات أدناه.
تم النشر في: فبراير 2019
تحت تصنيف: العمل الحر | نصائح للمستقلين
شكراً لكم لقد ساعدني كثيرا 🙏♥️
للخروج من منطقة الراحة يجب علي الشخص الكف عن تضييع وقته ولوم الأخريين والبدء بالتغيير حتى ولو بالتدرييج فالنجاح يتطلب الكتير من العمل والجهد والفشل فكلما فشلت يعني إنك قريب من النجاح فقط لا تيأس وإستفد من أخطأئك و صححها وإبدأ مرة أخرى . مقال أكتر من رائع شكرآ جزيلآ وبالتوفيق والنجاح والخروج من منطقة الراحة لكل من يريد النجاح والتغيير للأفضل إن شاء الله.
مقال عظيم والله .. حرف حرف .
مقال رائع جدا. الله يوفق.
مقال جميل👌
شكرا لك كتيرا
عانيت من مشكلة مد 2 اعوام الحمد الله كل شيئ بخير
اهم شيئ ضبط الوقت
مقاله مفيده جدًا فعلًا، شكرًا.
كلام رائع وواقعي جدا .. شكرا للكاتبة
مقال محفز فعلا
بالنسبة لي، لأتمكن من مغادرة منطقة الراحة اقوم بتحديد مهام معينة لنفسي
واكتب في اعلى الورقة things to do now
مقال أكثر من رائع ، سوف يكون في قائمة أفضل قراءاتى ، بالتوفيق دائما
موضوع جد جد مفيد ، هذا الأمر فعلا أعيشها ، أي منطقة الراحة بابتعادي عن التغيير في العادات
وتجنب للأشياء الجديدة مع عيشي في أماكن متكررة قريبة من محيطي إلا في أوقات قليلة عندما أشعر بالملل الكبير فأخرج واتجول واتنزه ساعتها فقط أشعر بالانتعاش.
تحياتي
حقا كلام رائع وواقعي وعملي ومحفز ومشجع بشكل كبير، كل الشكر والتقدير
مقال رائع
السلام عليكم
بارك الله فيك على المقال والمعلومات
قبل أن أقرأ موضوعك الجميل هذا كان معلوما لديّ أن منطقة الراحة هذه تُدعى في علم النفس: “دائرة الأمان”
طبعا إذا كانت الأسامي تختلف فالمعنى واحد..
وهي كما تفضلت مجموعة من الأفكار والأحاسيس “الروتينية” التي تعوّد عليها المرء والتي يطمئن لها، أي يشعر بـ “الأمان” وَسَطها. أي بمعنى آخر تطمئن لها نفسُه (الأمارة بالسوء)
وهنا قد تتأتى إلى أذهاننا فكرةُ أنّ هذا الموضوعَ له صِلة بـ “العاطفة”
نعم، إذا غاب العقل (الوعي) حضرت العاطفة
فمثلا إذا أطال شخصٌ ماكثٌ دون عملٍ مهملٌ لما عليه من واجبٍ الوقوفَ في قارعة الطريق -وهو مَوْهومٌ بأنّ ذلك “ممتع” ويُشعِره بـ “الراحة”- ثم أتاه أحد الناصحين بأن يتحرك ويتصرف وأنّ في الحركة بركة…
يجعله ذلك يشعر بـ “الانزعاج” و”الغضب”… (دفاعا عن حدود دائرة الأمان)
فكل ما سَبَقَ من تسميات من: “ممتع”، “راحة”، “انزعاج”، “غضب”، كلها تنتمي من قريب أو بعيد إلى العاطفة.
فذلك الناصح صاحب عقل، وهذا البطال صاحب عاطفه
هنا نستنتج أن من بين أهم ما ينبغي أن يتسلح به الشخص المحبوسُ في دائرة الأمان هو “العقل”، أو بالأحرى “الوعي”
دائرة الأمان هذه قصتها طويلة وعريضة، لطالما عانت منها أُمـتـنا الجريحه
ويبقى الأملُ في أن يستيقظ الفردُ المسلمُ من تـَـيـَهانِه، طمَعًا في أن يتحرّرَ من دائرةِ أمانِه
(﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾).
مقال رائع حقا
الدخول فى منطقة الراحه او بما يسمى حالة التقوقع الفكرى ياتى بعد بعد مجاهدات فكرية ناتجه عن ممارسات الفرد اليومية او بما يسمى العادات الى جانب البيئه المحيطه به من مجتمع وافراد لذا يحتاج الفرد الى دفعه قويه للخروج من هذه القوقعه بالتضحيه بكل تلك الممارسات اليوميه السلبيه التى تلتف حوله مثل السلاسل مثقلة عليه نحو عملية التقدم البشرى الذى يطمح اليه كل فرد .
جزاك الله خيرا علي هذا المقال الاكثر من رائع
علينا بما يلي للخروج من منطقة الراحة:
1 – دعاء المولى أن يوفقك لما يحب ويرضى.
2 – جهاد النفس.
أوافقك الرأي تماماً، جزاك الله خيراً.
يا سلام .. مقال رائع ومُحفز للتغيير الى الأفضل
كل الشُكر للكاتبة على المقال الأكثر من رائع
سؤال جميل جدا . .
ما الذي تفعله لكي تغادر منطقة الراحة الخاصة بك؟
يحضرني قول جميل سمعته توا في فيديو لسيمون سينك:
“Because It Is The Right Thing To Do”
وهذا ما أقوله لنفسي حين تقاوم للبقاء في منطقة الراحة.
مثلا: أخذت دورة تدريب مدربين TOT وما فيها من تفاعل مع الحضور وعروض تقديمية وتقديمك للتحدث فجأة، وأنا من هواة الكمبيوتر، وأقضى معظم أعمالي لساعات طويلة على الكمبيوتر.
وبالتأكيد كانت دورة مثل TOT خارج منطقة راحتي بالكلية، أنا أحب الكمبيوتر، فلماذا أخرج للتخدث على الملأ أو العمل مع الناس وأنا أبلى حسنا مع المعدات.
كنت في كل مرة أقول لنفس نفس مقولة سيمون سينك:
“لأن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب أن تفعله”
بعد وقت صار لهذه الدورة تأثير كبير على حياتي العملية،
صرت أهتم بحضور الكثير من الدورات التدريبية في مجالي حتى أنني أخذت دورة ثانية لمدة ثلاثة شهور متصلة.
المهم أنه صارت حياتي في تحسن مستمر وأخطائي تقل وأتعلم منها طوال الوقت.
شكرا لكم على المقالة الملهمة.
كتير عجبتني المقولة يلي كاتبها