بداية كل سنة تُخرج أجندتك البيضاء لتكتب خطتك وأهدافك السنوية، بيع 300 خدمة بخمسات، تعلم التصميم، احتراف برنامج الفوتوشوب وما إلى ذلك من أهداف، يمضي اليوم الأول والثاني وأنت متحمس جدًا تقضي اليوم على خير وتقترب من أهدافك خطوة.
يمضي يناير وفبراير ثم مارس والأمر على ما يرام، ليأتي الشهر الرابع وتتراخى بأحد أهدافك وتسقطه من خطتك لأنك لا تستطع تحقيقه، شهر تلو الآخر وهدف جديد تمسحه من الأجندة لا لأنك حققته لكن لأنك اكتشفت أنه صعب، ينقضي العام ولم تنجز شيء من أهدافك.
هل تكرر الأمر معك؟ فما المشكلة
في حين أنه لا عيب أبداً أن يملك المرء أهدافًا وخططًا عظيمة إلا أن التركيز نفسه على هذه الأهداف هو ربما ما يؤخرك عن تحقيقها، كلما نظرت للهدف الكبير وكانت عينك عليه أكثر كلما تعثرت وأنت تخطو نحوه، تخيل شخص يريد مثلاً إنقاص وزنه ويتمرن ويأكل أكل صحي ولكنه مع ذلك يزن نفسه كل يوم وليلة ليراقب تقدمه، شهرين وسيترك الأمر برمته لأن الطبيعة البشرية تريد سرعة النتائج، لا تريد أن تشعر بالألم، لا تريد أن تكافح بالخطوات التي ستصل بها لهذه الأهداف. أحد أهم المهارات التي يتميز بها الناجحون هي أنهم لا يضعون تركيزهم على الأهداف وذلك لعدة أسباب.
لماذا يَجِبُ ألاّ تركز على أهدافك؟
1. ستحمل همًا أثقل على ظهرك
كل يوم تستيقظ فيه وتكابد يومك لتنتهي من العمل بسرعة حتى تحضر الدورة التعليمية أو تذهب للصالة الرياضية وتزيد من لياقتك البدنية، تخيل أنك أضعت أيامًا لم تحضر فيها الدورة التعليمية التي التحقت بها وحددت الأمر مسبقًا لنفسك، ولم تذهب للصالة الرياضية لتكاثر العمل ووجوب تسليم الخدمات اليوم، الإحباط الذي سيصيبك لن يصيبك نتيجة الأيام التي مضت ولم تحقق فيها شيئًا لكن سيصيبك لاعتقادك أنه لست باستطاعتك تحقيق هذه الأهداف وأنها فوق طاقتك.
2. لأنك لا تتحكم في كل شيء
التخطيط والالتزام هذا ما يحقق أهداف أي أحد، بسيط الأمر أليس كذلك؟ هذا لو كانت لديك القدرة على التحكم بكل شيء، لكن ما أنت إلا بشر معرض للعوامل والظروف والأشياء الأخرى الذي ليس بيدك حيلة تجاهها، فأنت لا تستطع توقع كل شيء لتخطط له، وكلما حدث أمر خارج عن إرادتك يعرقل الوصول لهدفك، كلما ظننت أن العيب في الخطة وأنك لم تتوقع هذا الأمر، فتعيد بناء خطتك طبقًا لمتغيرات كثيرة في كل مرة، وكلما كثرت المتغيرات بالخطة كلما تعقّد الأمر أكثر.
3. التركيز على الأهداف قد يضرك فعليًا
تخيل شخص يريد أن يصل لبنيان جسدي غير واقعي، فبدلاً من التركيز على التمرين اليومي والأكل الصحي يأخذ المنشطات وبهذا تتدمر صحته أكثر، كذلك بالنسبة للعمل الحر والشركات، شركة تريد أن تصل لرقم معين من المبيعات والأرباح هذا العام، فتقوم بزيادة الإنتاج والغش بالمنتج مثلاً، بائع بخمسات يريد أن يزيد من مبيعاته فيعمل خدمة مليئة بالأخطاء لينجز أكثر عدد من الخدمات ما يسبب التقييمات السلبية وربما الحظر في أحيان أخرى.
4. ستخسر سمة المرونة
المرونة من السمات الجيدة لكل شخص يريد أن يحقق ما يريد، التركيز على الأهداف سيجعلك أكثر ثباتًا، يتميز الشخص المرن بالتكيف مع أي طارئ وسرعة التصرف في تلك الحالة، كلما ركزت على هدفك أكثر كلما خسرت تلك المِيزة، لأن أي شيء سيحدث فإنك ستفضل الوصول لهدفك عن أي مصلحة أخرى ربما تكون أهم من الهدف نفسه.
فما البديل إذن إذا كان التركيز على الأهداف له مساوئه لهذه الدرجة؟ الفكرة أن تضع أهدافك وخطتك كما ترى ولكن بدلاً عن التركيز على الصورة المجملة أفعل التالي.
5. ركز على المهمة الحالية
يمكنك كتابة هذا السؤال بورقة تضعها بجيبك وتقرأها كل يوم “إذا لم يكن الغد مضمون فماذا ستفعل اليوم؟” والمعنى أنه مادام أن عمرك بيد الله فلمَ لا تركز على ما تفعله حاليًا ليخرج بأحسن صورة، لأن هذا وحده ما تملك فعله، وكل ما تريد الوصول إليه من أهداف لن يتحقق بتركيزك على المستقبل أو الماضي بل بتركيزك على الحاضر، لأنك في الواقع إذا تفكرت قليلاً لا تعيش غيره، إذا كنت تنجز خدمة فلم لا تبذل وسعك لتخرج جيدة، إذا كنت تتعلم دورة تعليمية فلمَ لا تدرسها بأحسن طريقة وهكذا، ركز على مهمتك الحالية حينها سيمكنك الوصول لهدفك أسرع مما تتخيل. لأنه لا سبيل للتخلي عن جودة ما تفعل.
6. دع خبرتك تقودك لأهدافك
الجيد بالتركيز على المهمة هو أنك تختبر مسارك وتعيد تغيير الدفة كل مرة بالطريق الصحيح، فعندما ترسم خطتك مثلاً لإنهاء تلك الدورة التعليمية فأنت لا يهمك أن تنهيها اليوم بقدر أن تنهيها كما يجب، هذا يجعلك تستذكر بتركيز وربما تكتشف أنك تريد البحث قليلاً عن نقطة معينة لا تفهمها كتقنيات ضبط العدسة بمهنة التصوير الفوتوغرافي على سبيل المثال، فكلما ركزت أكثر على ما تفعله كلما اكتشفت الطريقة الأمثل للقيام به ما سيجعلك تحقق هدفك أسرع من قبل.
7. أسس نظامًا، أصنع عادة
التركيز على ما تفعله هذا هو المبدأ الأساسي الذي نتكلم عنه، لكن إلى متى؟ حسنًا، إلى أن تصل لما تريد، فإنه كلما قمت بعمل نظام معين وطورت عادات يومية تستطيع فيه التركيز أكثر والتفرغ الذهني للقيام به، كلما استطعت إنجاز الأمر كما يجب وبالطريقة المثلى التي تقربك من أهدافك، مثلاً كتهيئة ميعاد ثابت تنزع فيه قابس الإنترنت وتغلق الهاتف لتنفيذ تصميم جديد أو برمجة تطبيق تريد الانتهاء منه، وغيرها من الأمور التي تستطيع تهيئتها لتساعدك على التركيز بما تقوم به من عمل أو دراسة.
8. انعزل قليلاً
بخصوص الاجتماعية وإخبار الآخرين بأهدافك فتوجد نظريتان أحدهما تقول أنه كلما أخبرت الآخرين عن أهدافك كلما كان مرجّح أن تحققها، وذلك لأنك تضع على عاتقك مسئولية الإيفاء بهذا الوعد أمام الآخرين، النظرية الأخرى تقول أنه يجب أن تجعل الأمر سراً لا خوفًا من الحسد، لكن لأنك عندما تنشر الخبر ويهنأك أصدقائك بالهدف فإن عقلك يُخيّل لك أنك بذلك حققته.
وصراحةً أنا أويد النظرية الثانية، فعلى سبيل المثال كلما نشرت الخبر كلما تحوّل الأمر لمحاولة حفظ ماء وجهك وليس أنه تحقيق شيء مؤثر بحياتك، باختصار انعزل قليلاً حتى تثبّت قدميك قليلاً وربما يمكنك إشهار الأمر عندما تصل لمرحلة متقدمة.
شاركونا آرائكم، هل فعلاً التركيز على المهمة قد يصبح أكثر فعالية من التركيز على الأهداف؟
تم النشر في: أبريل 2015
تحت تصنيف: العمل الحر | نصائح للمستقلين
تركيز على هدف أساس نجاح
اضن ان لا نركز علا الهدف ليس بتغيبه و تجاهله انما و ضعه و وضع خطط الوصول اليه و التركيز علا الفعل الموصل له..لان التركيز عليه كتيرا لمر مرهق و يحبط ادا لم تحققه علا عكس انك تركز بالخطوات.. فكلما تفشل بخطوه تعيد الكرة و يبقئ الهدف موجود. جيد
نعم، حصل معي.
قرّرتُ في بداية السّنة التّركيز على كتابة روايتي، كُنت مُتحمّسًا، ومع الوقت لم أكتب سطرًا واحدًا!
إنّما لا يعني هذا ألّا نُنجز شيئًا، استفدتُ من الوقت في قراءة الرّوايات للاطّلاع على أساليب الكتّاب المُختلفة وبناء ركيزة يُمكنني الاعتماد عليها، أظنّني لستُ جاهزًا بعد لكتابة رواية، فبدلًا من ذلك زاد إنتاجي الشّعري ويبدو أنّني سأنهي الكتاب الرّابع قبل نهاية هذه السّنة.
نصائح من ذهب ،، شكرا جزيلا لكم
شكرا لكم على الموضوع الجميل ^^
في إنتظار مواضيع متميزة ورائعةن مثل هته 🙂
شكرا مرة أخرى .. !
مشكورين اخوانى على مجهودادتكم الرائعة
ونتمنى لكم الرقى والتقدم