4 علامات تدل على أنه حان الوقت لإطلاق شركتك الناشئة

في إحدى ليالي عام 2012 كان “براد جريفيث” يحاول ولنصف ساعة كاملة أن يقنع صاحب ملهى في سان فرانسيسكو، أن يسمح له بطباعة تذكرة مباراة بطابعة الملهى، لكن الرجل رفض ففوّت جريفيث مشاهدة المباراة، ولكن في تلك الأثناء خطرت ببال الشاب فكرة إطلاق تطبيق Gametime لبيع تذاكر المباريات، عروض المسرح، الحفلات الموسيقية، والفعاليات المختلفة في الدقائق الأخيرة قبل بداية الحدث.

جمع التطبيق أكثر من 48 مليون دولار من الإيرادات، بزيادة 34،000 في المئة منذ أن أطلق في عام 2013، وصنّفت مجلة INC الشركة ضمن العشر الأوائل في قائمة 5000 شركة ناشئة سريعة النمو في الولايات المتحدة الأمريكية، كان من الواضح أن آلاف الأشخاص كانوا يعانون مشكل الحصول على التذاكر في الدقائق الأخيرة من كل حدث، ولكن شخصًا واحدًا كان قد اكتشف أن الوقت قد حان لكي يحل مشكلة يعانيها كثيرون.

إطلاق شركة ناشئة أمر ينطوي على كثير من المخاطر لذلك قد تشعر بالحيرة عندما تخطر ببالك فكرة إنشاء شركتك الخاصة، لأنك لا تعرف إن كان الوقت مناسبًا لذلك، وهل أنت مستعد لإطلاقها أم لا. هناك الكثير من العلامات التي تدل على أن الوقت قد حان لتبدأ عملك الخاص إليك أربعة من أهمها:

أولًا: وجدت الحل لمشكلة تعانيها ويعانيها كثيرون غيرك

وجدت الحل لمشكلة تعانيها ويعانيها منها كثيرون غيرك

يبدو أن الكثير من الأشخاص يريدون أن يكونوا رواد أعمال، إذا كنت لا تعرف ما المنتج، الخدمة أو نوع الشركة التي تريد أن تطلقها فأنت لست على استعداد بعد لإطلاق شركة ناشئة، لكن إذا كان لديك فكرة نادرة لمشروع لم يسبقك إليها أحد، وشغوف بها وتعتقد أنها ستنجح، وجاهز من الجوانب التقنية لتضعها قيد التنفيذ، أو إذا حدث وعثرت فجأة على فكرة لمشروع عندما واجهتك مشكلةً ما، وتعتقد أنك قد تمكنت من العثور على حل لها، فيجب أن تغتنم تلك الفرصة التي لا تتوفر لكثيرين.

إذا كنت تعاني مشكلة معينة فمن المحتمل أن كثيرين غيرك قد تعرضوا للمشكل ذاته ويبحثون عمّن يؤمّن لهم الحل، وأنت يجب أن يكون ذلك الشخص، مهما كان لديك من أفكار مبتكرة فإنها لن تكون ذات قيمة، ما لم تكن قادرًا على تحويلها إلى شركة، إذا كنت جاهزًا لتحويل تلك الفكرة إلى شركة، إذا أجريت أبحاثك وسألت وتأكدت أن العملاء على استعداد لشراء المنتج أو الخدمة منك فابدأ الآن وفورًا.

إذا كنت تبحث كل صباح على الإنترنت لتتأكد أنه لا أحد قام بإطلاق شركة مثل تلك التي تتصورها، ربما قد تكون مستعدًا لبدء شركتك الخاصة – أليكس وايت

ثانيًا: سئمت من كونك موظفًا وتريد أن تطلق عملك الخاص

سئمت من كونك موظفًا وتريد أن تطلق عملك الخاص

إذا لم تسعى لتحقيق أحلامك سيأتي أحدهم ليوظفك لتحقيق أحلامه

سواء كنت غير مرتاح في وظيفتك وترى أنك أولى بمجهودك من غيرك، بذلت كل ما في وسعك لكنك لم تحصل على الترقية التي تتمناها، أو وصلت إلى مرحلة من الإشباع الوظيفي في مجالك ولديك رغبة في أن تستقل، وبت تمتلك كل الخبرات التي تؤهلك لكي تطلق شركة ناشئة، فأنت الشخص المثالي لكي تبدأ عملك الخاص.

ينبغي أن تبدأ بدراسة كل الخطوات اللازمة لمغادرة العمل وإطلاق شركتك، ومعرفة كيفية الوقوف ضد العديد من التحديات التي ستواجهها على طول الطريق بعد ترك الوظيفة، إذا كنت تعتقد أن عملك الحالي لا يحقق طموحاتك الكبيرة، فتوقف عن السعي خلف تحقيق أحلام الآخرين وابدأ بتحقيق أحلامك الخاصة.

ثالثًا: لديك عملاء فعلًا ولكنك لا تدرك ذلك

لديك عملاء فعلًا ولكنك لا تدرك ذلك

قد تبدو هذه الجزئية غريبة ولكنها مهمة بأهمية باقي الجزئيات، بعض الأشخاص يمتلكون مهارات عالية في تقديم خدمة أو منتج ولكنهم لم يفكروا من قبل في تأسيس شركة. من الممكن أنك تمتلك مدونة تسجل أعلى معدل من الزيارات ولديك جَمهور من القراء يثق بك في مجال تخصصك، ويعود كل مرة لكي يستفيد من كل ما تشاركه من خبرات على المدونة، أو قد تكون أحد المؤثرين الذين يمتلكون قاعدة جماهيرية واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، وتحظى منشوراتك المتعلقة بخبراتك في التسويق الإلكتروني بالمتابعة والمشاركة بشكلٍ ملحوظ من طرف المتابعين.

من الممكن أن تكون مطور تطبيقات ذكية، وتكتب دوريًا على المدونة كل جديد عن هذا المجال، وتضيف كل الأخبار وتشارك كل الخبرات ولديك متابعون يهتمون بجدية بكل ما تشاركه من محتوى عالي الجودة، سواء كان على المدونة أو على شبكات التواصل الاجتماعي، في الحقيقة هؤلاء هم عملاء محتملون، وبما أنهم يثقون بما تكتبه وتنشره فسيثقون بما تنتجه من خِدْمَات، لذلك لا بد أن تبدأ الآن في التفكير بإطلاق شركة خاصة بالمجال الذي يعتقد متابعوك أنك خبير فيه.

رابعًا: لديك كل ما يحتاج إليه المرء لإطلاق شركة ناشئة

لديك كل ما يحتاج إليه المرء لإطلاق شركة ناشئة

تحتاج الشركات الناشئة قبل إطلاقها إلى أكثر من مجرد وجود فكرة ذكية، تحتاج إلى بضع أمور أخرى بالإضافة إلى الفكرة المبتكرة لكي تؤسس تلك الشركة التي تحلم بها منها: الرغبة في أن تكون صاحب مشروع، الشغف تجاه فكرة المشروع، رأس المال اللازم، أو ربما لديك شريك مثالي، أو يمكنك الحصول على قرض أو تمويل من المستثمرين، تمكّنك من دفع المصاريف التشغيلية، أجور الموظفين، الإيجار، باقي الفواتير… وغيرها.

وأنت إلى ذلك تمتلك الخبرة الكافية، والمعرفة المناسبة في السوق الذي تريد دخوله بعد العمل فيه لسنوات طويلة ما يؤهلك لتطبيق كل ما تعلمته من مهارات في شركتك الجديدة، لديك مقدرة كافية على تحمل مخاطر بَدْء عمل جديد، لديك القدرة على حل المشاكل، لا تخف من الفشل، المخاطرة، وارتكاب الأخطاء… إلخ. إذا كنت تمتلك كل ذلك فتوقف عن إضاعة وقتك في المخاوف وابدأ بتأسيس شركتك الخاصة.

إطلاق شركة ناشئة بالتأكيد ليست مهمة سهلة، وهناك الكثير من العمل للقيام به، الكثير من العقبات التي ستقف في طريقك، والكثير من التضحيات التي ينبغي أن تقدمها، ولكن إن امتلكت جميع ما يؤهلك لتكون صاحب شركة ناشئة (الفكرة المبتكرة، الخبرة، الشغف، التمويل… إلخ) وجمعت كل المعلومات اللازمة لتكون بمنزلة خريطة طريق لك، فأنت بالتأكيد على أتم الاستعداد لتطلق عملك الخاص.

أفضل وسيلة لتحقيق أحلامك هي أن تستيقظ – بول فاليري

تم النشر في: سبتمبر 2017
تحت تصنيف: ريادة أعمال | مشاريع ناشئة