
هل فكرت فيما يقوله الناس عنك عندما لا تكون متواجدًا حولهم؟ إجابة هذا السؤال هو ما تعنيه العلامة التجارية الشخصية Personal Branding؛ فهي رحلتك لتتويج خبراتك ومهاراتك، وتقديم هويتك المهنية والشخصية للعالم بطريقة تعكس قيمك وتحقق أهدافك المهنية.
خلال عملي مع المستقلين المحترفين والاستشاريين، أدركت أن العلامة التجارية الشخصية القوية ليست مجرد أداة للتميز، بل هي أساس لتحقيق الثقة والمصداقية، والظهور كخبير في مجالك. فإذا كنت تريد الانتقال إلى مستوى أعلى من الاحترافية وتقدِّم خدماتك الاستشارية، فهذه خطوات مجرَّبة لبناء علامتك التجارية الشخصية:
1. التفكير في قصتك الشخصية
جزء أصيل من نجاح العلامة التجارية الشخصية هو بناؤها حول قصتك ورحلتك؛ لأنّ الناس يرتبطون مع الحكايات وليس الحقائق التي تشاركها عن نفسك فقط. وقصتك يمكن أن تلهمهم وتخلق روابط تواصل قوية معهم. لذا، فكّر دائمًا في قصتك وما ترغب في مشاركته مع جمهورك عن رحلتك.
عندما بدأت العمل في مجال الإرشاد المهني ومساعدة المستقلين، قررت مشاركة قصتي مع الجمهور، وأنني أفعل ذلك لرغبتي في ترك أثر حقيقي في الآخرين. وهذا ما أضاف بُعدًا قويًا في التواصل بيني وبين جمهوري المستهدف، وزاد الطلب على خدماتي بمرور الوقت.
2. تركيز علامتك الشخصية على تخصصك الدقيق
ابنِ علامتك التجارية الشخصية حول تخصصك الدقيق الذي تركز عليه في العمل الحر، واحرص على إظهار ما يميزك فيه وتفصيل قائمة خدماتك به. بهذا، فأنت تجذب الجمهور المناسب لعملك أولًا، وثانيًا تضمن ظهورك المتفرّد الذي سيساعدك على بناء حضور قوي يتذكره جمهورك باستمرار.
فمثلًا، بدلًا من تقديم خدمات الإرشاد المهني بدون تخصيص، أركّز على الإرشاد المتعلق بالعمل الحر. وفي سياق علامتي التجارية الشخصية، أشارك دائمًا بأنّ العمل الحر هو مصدر دخلي الأساسي، وأُظهر خدماتي لتوجيه المستقلين، وهذا ما يساعدني بالفعل على استقطاب الجمهور المثالي لخدماتي.
3. تحديد جمهورك المستهدف
يجب ألّا تستهدف علامتك التجارية الجميع، إنما جمهور محدد بدقة وفقًا لتخصصك، حتى تتمكن من فهمه جيدًا وتوجيه جهودك نحوه بكفاءة. بالتأكيد توجد معلومات عديدة عن جمهورك، لكن ما سيفيدك فعلًا لبناء علامتك التجارية الشخصية هو معرفة كلًا من:
- احتياجاتهم: ما المشكلات التي تواجههم؟ وما نقاط الألم التي يعانون منها؟ هذا سيمكّنك من إبراز علامتك التجارية بالطريقة التي تجعلهم يؤمنون بأنك تملك الحلول المناسبة لهم.
- أين يتواجدون: ما المنصات التي يستخدمونها؟ سيساعدك ذلك عند بناء استراتيجيتك التسويقية، بحيث تتواجد في الأماكن الفعلية التي يتواجد بها جمهورك.

4. تصميم هويتك البصرية
تمثل الهوية البصرية جزءًا مهمًا من علامتك التجارية الشخصية؛ فهي تترك انطباعًا احترافيًا لدى جمهورك يعزز ثقتهم بك، وتساعدهم على التعرف عليك بسهولة وسط المنافسين. من أهم عناصر الهوية البصرية:
- الشعار: الرمز المعبّر عن علامتك التجارية، يجب أن يكون مميزًا ويحكي قصتك ويعكس شخصيتك المهنية. عندما صممت شعاري اخترته حرف “م” (الأول من اسمي)، وأضفت عنصري القلم (عملي بكتابة المحتوى)، والميكروفون (خدماتي في التدريب والتوجيه).
- لوحة الألوان: تلعب الألوان دورًا مهمًا في إثارة المشاعر. لذا اختر ألوانًا تتفق مع شخصيتك وتخصصك والخدمات التي تقدمها لجمهورك. في هويتي البصرية اخترت اللونين الأزرق والأصفر، وكلاهما معًا يخلقان المشاعر المناسبة لعملي في إلهام وتشجيع الآخرين عبر الإرشاد المتخصص.
- الخطوط: اختر الخط المناسب لاعتماده في هويتك البصرية كاملةً، واحرص على أن يكون سهلًا في القراءة. اخترت في هويتي خط Droid Arabic Kufi، وهو خط عصري مستوحى من الخط الكوفي التقليدي، أي أنه يجمع بين عنصري الأصالة والبساطة معًا.
بالطبع تتضمن الهوية البصرية عناصر أخرى، وتحتاج إلى مصمم هوية بصرية محترف لإخراجها بالصورة المطلوبة التي تعبر عن احترافية علامتك التجارية الشخصية.
5. بناء موقعك الإلكتروني
عندما يسألني عملائي في استشارات الهوية الرقمية عن أهم مورد لنجاح العلامة التجارية الشخصية، دائمًا ما تكون إجابتي هي بناء الموقع الإلكتروني الشخصي، لما يقدمه من مزايا، مثل:
- الاحترافية: يكسبك الموقع مظهرًا احترافيًا، ويمنحك مصداقية قوية بين عملائك، فهو يساعدك على رواية قصتك لجمهورك بأفضل طريقة ممكنة.
- التفاصيل: يسهّل الموقع إضافة المعلومات الكاملة عنك مثل: قصتك – خبراتك السابقة – نماذج أعمالك – شهادات العملاء السابقين – …إلخ، مع إمكانية عرضها بالطريقة التي تناسبك.
- الوصول: يزيد الموقع من فرص وصول عملائك المحتملين إليك، سواء من مواقع التواصل الاجتماعي أو محركات البحث.
- التحكم: يمكنك التحكم في الموقع بالكامل، دون القلق بشأن احتمالية غلقه فجأة كما هو الحال مع منصات التواصل الاجتماعي.
توجد خيارات متنوعة لبناء موقعك الإلكتروني، يتطلب الأمر في أغلبها خبرة برمجية ويتضمن تحديات مختلفة. لكن الآن، أصبح بإمكانك إنشاء موقعك الشخصي بدون أي خبرة برمجية باستخدام سنديان، منشئ مواقع عربي من حسوب.
ما يميز سنديان، برأيي أنه يزيل من على عاتقك الخطوات المعقدة لإنشاء الموقع، من شراء استضافة ونطاق وتأمين الموقع وصيانته. إذ يوفر لك نطاقًا مخصصًا مجانًا ضمن خطة اشتراكك، ويتيح لك أكثر من 70 قالب احترافي سهل التخصيص، لتختار من بينها ما يناسب احتياجك ويعبّر عن هويتك التجارية الشخصية.
لذلك، عندما قررت مؤخرًا إنشاء موقع إلكتروني متخصص لخدماتي في الإرشاد المهني، اعتمدت على سنديان لبنائه، وبالفعل كانت تجربة تصميم سهلة وممتعة.
6. إنشاء استراتيجية تسويقية لعلامتك التجارية
تلعب الاستراتيجية التسويقية دورًا مهمًا في وصول المنظور الذي تريده لعملائك. من أهم الأمور التي تحتاج إلى التركيز عليها في استراتيجيتك التسويقية:
- اختيار المنصات المناسبة: ركز على المنصات التي يتواجد بها جمهورك ومناسبة لعملك فقط، ولا تتشتت بين منصات لا تخدم هدفك.
- إنشاء المحتوى: المحتوى ضروري لمشاركة خبراتك وبناء الثقة مع الجمهور، ولذلك لا بد من تحديد أنواع المحتوى التي ستشاركها، مثلًا: كتابة مقالات تعليمية – تصوير فيديوهات قصيرة تشارك بها نصائح وخبايا من عملك – إنشاء بودكاست تشارك فيه خبراتك.
- الجدول الزمني للنشر: أنشئ تقويمًا للمحتوى يتضمن تاريخ ومنصة النشر لكل فكرة من أفكارك، واحرص على فعل ذلك بما يناسب إمكانياتك، ويمنحك الاستمرارية في النشر، وركّز دائمًا على الكيف لا الكم.
- التفاعل المستمر مع جمهورك: لا تكتفِ فقط بإنشاء المحتوى، بل تفاعل باستمرار مع جمهورك المستهدف، مثلًا رد على استفساراتهم وأجب طلباتهم، وتفاعل مع الأفكار والآراء التي يشاركونها بتبادل وجهات النظر معهم.
ختامًا، من المهم أن تدرك أنّ بناء العلامة التجارية الشخصية عملية مستمرة لا تتوقف عند مرحلة معينة، وهذا يعني ضرورة الاستمرار في مجهوداتك، وتقييم جميع خطواتك دوريًا، والتدخل في الوقت المناسب لإجراء التطويرات المناسبة لاحتياجك، ولا تستعجل النتيجة.
تم النشر في: ديسمبر 2024
تحت تصنيف: العمل الحر | نصائح للمستقلين
مقال متميز كالعادة يقدمه لنا نخبة المستقلين العرب في هذه النافذة الرقمية الرائدة، شكرا جزيلا.
مبتدئه وأحتاج نصايح لفتح مشروعي المستقل الإلكتروني وأحتاج كمان مساعدة في تصميم الموقع أو الصفحة الخاصة بمنتجاتي التسويقية؟
مرحبًا مروة
سيفيدك الاطلاع على الخدمات المناسبة لكِ على منصة خمسات، سواء خدمات استشارة الأعمال ليعينك المختص على وضع خطة عملية تناسب أهدافك وما تطمحين إليه، أو تصميم موقع جيد سهل الاستخدام يجعلك تبدأين عملك بشكل احترافي.
أتمنى لكِ التوفيق
مقالة مفيدة لنافذة عربية ممتازة نأمل تطويرها بشكل أوسع على عموم الدول العربية حيث هناك العديد من الطاقات الشبابية العربية تحتاج مثل هذا الدعم
المقال ممتاز ويلامس مشاعر أي إنسان يبحث عن ذاته وتحقيق طموحه والتدرج للدخول في سوق العمل أو حل مشكلات ليضع بصمته في الحياة
مقال مفيد لجميع الفئات العمرية ولرجال الأعمال ويبعث ويوطد الثقة بالنفس لأداء جيد