أنت مُستقل وهذه مهنتك، لكن إن عدنا لبشريتنا الناقصة فسنجد أننا جميعًا ناقصون نفتقر إلى الكمال وهذا مُتفق عليه، لكن ما الذي يُميز شخص عن آخر؟ إنها عوامل كثيرة جدًا لكن كما نتفق دائمًا في حديثنا عن العمَل الحُر فالمهارات والقُدرات يكون لهم التأثير الأكبر في التفريق بين مُستقل وآخر. لدي مقولة دائمًا ما اُحب أن أرددها: أرى أن على كل شيء أن يعرف قيمته الحقيقية ويتعامَل بموجَب ذلك، وأنا مُقتنع تماماً أن في هذه الحياة السريعة، علينا أن نظفُر ببعض المشاعر اللطيفة، وببعض الرضا عن أنفُسنا.

يظهر مما قُلناه أعلاه أن للمهارات والقدرات تأثير كبير على سيرورة الأمور، وهذا موضوع كبير سنُناقش في هذا المقال جزء منه، لكن أهمية هذا الجزء طاغية، في هذا المقال سنتحدَّث عن تقنية (الإضافة البسيطة) وكيف يُمكن تطويع هذه التقنية واستخدامها في تحسين أنفُسنا على المدى البعيد دون أن نبذل من الجُهد شيئًا، حيث إن للجانِب النفسي دائمًا أهمية كبيرة، والآن ندخُل في صُلب الموضوع

ما هي قاعدة الإضافة البسيطة؟

قاعدة الإضافة البسيطة تحمِل الكثير من قواعِد عِلم النفس، وهو علم يستحق كل دقيقة تُفنى في الاطلاع عليه، قاعدة -أو تقنية- الإضافة البسيطة تعمَل على المهام الصغيرة، الصغيرة جدًا وحركة تكرارها، حيث إن الكتابة يوميًا لنِصف ساعة (وهي إضافة بسيطة) لا يكون لها تأثير مُباشر، فمثلًا أنت لو مارست الكتابة لمدة نصف ساعة يوميًا لن تشعر بشيء بعد أسبوع، لكن بعد شهرين؟ الأمر سيختلف وبعد عدة أشهر سيختلف أكثر، ستجد نفسك قادر على الكتابة بسلاسة أكبر، بأسلوب أقوى وبأخطاء أقل كثيرًا من قبل، لأنك ببساطة تدرّبت، تدرّبت لفترة بسيطة جدًا يوميًا لكن كررت الفعل لعدة أشهر، عقلك يبدأ على التعوّد على الأمر ويبدأ في مُعالجته بشكلِ أسرع وأدق.

إذًا، وكما ذكرنا أعلاه، فتقنية الإضافة البسيطة هي مُمارسة فعل ما لفترة زمنية ما بشكل دوري ويفضل أن يكون يومي، لكن هل ينتهي الأمر إلى هذا الحَد؟ لا بكُل تأكيد، فالإضافة البسيطة يُمكن أن تكون عادة، عادة مثل غسل الأسنان، الانتظام في الصلاة… إلخ، التكرار والاستمرار في فعل شيء ما له مفعول السحر خاصة ولو كانت حركتك منظمة، الاستمرار في مزاولة البرمجة يوميًا، الاستمرار في القراءة والاطّلاع، هذه هي الإضافة البسيطة، وبدمجها بالاستمرارية والتكرار سيصل بك الأمر لتحقيق أي هدف كان.

الأشياء البسيطة التي تُمارسها بشكل يومي تُساهم في صُنع شخصيتك، في رسم حياتك، منها العادات السيئة والعادات الإيجابية بالطبع، فمُمارستك لعادة سيئة اليوم لن تؤثر عليك كثيرًا، وإن مارستها لأسبوع لن يكون تأثيرها ضخم، لكن ماذا بعد عام أو إثنين؟ هذه هي النقطة، وينطبق الأمر على كلا النوع من العادات، الإيجابية منها والسلبية.

كيف يُمكن تحقيق الاستفادة من هذه القاعدة؟

الحياة مليئة بالطرق التي توصل إلي أمر ما، مليئة بالتفصيلات التي لا ينتبه لها أحد، كيف إذن يُمكن استغلال قاعدة الإضافة البسيطة وكيف يُمكن لها أن تُساهم في تطوير عملك والرفع من قدراتك؟ الطُرق عدّة، كل شيء في هذه الحياة يُمكن استغلاله وبطُرق عدّة، لكن نحن الآن نحاول أن نرسم عَلاقة بين الإضافة البسيطة والعمَل الحُر، وكيف يُمكن للأولى أن تُكمل الثانية.

تطوير مهارة جانبية

يُمكنك أن تستخدم هذه الطريقة في تطوير مهارة جانبية بجانب مهارتك الأساسية، وهي ما ستُفيدك حتمًا خاصة وإن طوّرت مهارة أنت فعلًا تحتاج لها، مثلًا إن كنت مصمم ويب ابدأ في تطوير مهارة تصميم قوالب الووردبرِس، ابدأ في مشاهدة الدروس والتجربة يوميًا لكن بعد إنهاء أعمالك الأساسية، مع الوقت سيبدأ مُستواك في التقدُّم أكثر وستزيد إنتاجيتك عوضًا على أنك ستتعوّد ممارسة أكثر من عمل بشكل يومي، وهو ما سيصُب في قدراتك بالنهاية.

الدراسة والتعلُّم

قاعدة الإضافة البسيطة قابلة للتطويع والاستغلال في مجالات الدراسة والتعلم، مثلً تعلُّم اللغات، والفكرة ببساطة أن تُدخل عادة ممارسة تلك اللغة أو مذاكرة تلك المادة على يومك، وهو ما سنشرحه في النقطة التالية:

تطوير عادة إيجابية

بجانب المهارات فالعادات أيضًا لها أهمية قصوى، فالعادة التي تُمارسها كل يوم ستؤثر على شخصيتك وتغيِّر فيها كثيرًا، لهذا يجب استغلال قاعدة الإضافة البسيطة في صُنع عادة إيجابية مثل القراءة والاطّلاع أو ممارسة الرياضة، تلك أمور بسيطة يُمكنك أن تجد لها مكانًا في يومك مهما كان مليئًا، لكن بعد فترة كبيرة ستظهر ثمارها وستظهر نتائجها، والمطلوبة بالنسبة لنا جميعًا.

كيف تُطبق القاعدة؟

فقط بالبِدء، البِدء في وضع جدول ليومك وما هي الأعمال التي يجب عليك إنهائها، ومثل هذه خطوة يجب أن تؤخذ سواء كنت تنوي تطبيق القاعدة أو لا، في جدولك الذي ستقوم بإعداده ضع مهمة وهي ممارسة شيء ما لمُدة ما، مثلًا ممارسة الكتابة لمدة نصف ساعة، ثم ابدأ في التكرار والتكرار حتى تبدأ النتائج في الظهور.

هنا ننتهي، هل تُفكر في الاعتماد على هذه الطريقة قريبًا؟

تم النشر في: يناير 2017
تحت تصنيف: العمل الحر | نصائح للمستقلين