في واحدة من جلسات الإرشاد المهني العام الماضي، تحدث معي أحد العملاء المستقلين عن تعرض حسابه بإحدى منصات التواصل الاجتماعي للإغلاق، دون أن تفلح شتى محاولات استعادته. ولأن هذا الحساب كان وسيلته الرئيسية في التعريف بنفسه وتسويق خدماته للعملاء، وجد نفسه في لحظة مضطرًا لبدء كل شيء من جديد.
هذا واحد من مواقف كثيرة تعاملت معها، جعلتني أدرك أن الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي والمهني كوسيلة أساسية للترويج الذاتي ليس خيارًا مضمونًا؛ فقد تخسر كل شيء دون سابق إنذار، وهذا أحد الأسباب التي جعلتني أقرر بناء موقع إلكتروني شخصي.
لماذا قررت إنشاء موقعي الشخصي؟
إغلاق الحسابات ليس التحدي الوحيد في منصات التواصل الاجتماعي، إذ توجد تحديات أخرى، أهمها أن الوصول محدود بالجمهور الموجود على كل منصة. وإذا أردتُ ترويج خدماتي على نطاقٍ أوسع، سأضطر غالبًا لإنشاء حسابات في منصاتٍ متنوعة.
والمشكلة الأكبر هي أنه رغم أي مجهود مبذول، فحساباتي عليها ليست مملوكة لي كليًا، لذا فهي لا تعدو كونها وسائل ثانوية للترويج لخدماتي مهما كانت أهميتها. والأفضل وجود موقع شخصي يعطيني ميزات عديدة، أهمها:
- أصل رقمي قوي مملوك لي، يجمع كافة معلوماتي في مكان واحد منظم، وأتحكم به كما أريد.
- مظهر احترافي جذاب يعكس علامتي التجارية الشخصية، ويترك انطباعًا إيجابيًا لدى العملاء.
- تجربة تصفح سلسة تسهل وصول العملاء إلى ما يبحثون عنه تحديدًا.
- فرص الوصول إلى الموقع بطرق متعددة، سواءٌ عبر محركات البحث أو عبر حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن سابق تجاربي، أدركت وجود خيارات كثيرة في إنشاء المواقع، فلديّ محاولة غير سارة في إنشاء موقعي على ووردبريس، إذ استغرق الأمر مني وقتًا طويلًا، واضطررت في بعض الأجزاء إلى الاستعانة بمتخصص لمساعدتي بسبب قلة خبرتي في المجال. ناهيك عن التحديات التي واجهتها لاحقًا في صيانة الموقع ومتابعة سرعته، وغيرها من المهام التي لم أستطع تنفيذها بسهولة.
عندما عرفت سنديان، قررت استخدامه في إنشاء موقعي لخدمات الإرشاد المهني، ونجحت في إخراجه بصورة ممتازة دون أي خبرة برمجية خلال دقائق؛ مع إمكانية التعديل عليه بنفسي وبسهولة متى أردت.
تجربتي في إنشاء موقعي الشخصي عبر سنديان
تضمنت رحلة بناء موقعي عدة خطوات بسيطة، وهي:
1. التخيل الأولي للموقع
قبل كل شيء، بدأت بتخيل شكل الموقع الذي أريده حتى أتمكن من اختيار التصميم المناسب. وضعت التخيل انطلاقًا من هدف الموقع التعريفي بعملي، ورأيت أن يتضمن الآتي:
- تفاصيل عنّي وعن خبراتي ذات الصلة بالإرشاد المهني.
- خدماتي المختلفة في الإرشاد المهني.
- ميزاتي التنافسية التي تجعلني الخيار الأنسب لعملائي.
- روابط حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي ومعارض أعمالي.
- آراء عملائي.
بناءً على ذلك، رسمت شكلًا أوليًا للموقع على ورقة بالعناصر التي أحتاج إليها وترتيبها، وكذلك جهزت المحتوى في ملف منفصل لاستخدامه عند إضافة المحتوى إلى الموقع.
2. اختيار القالب
يقدم سنديان أكثر من 70 قالبًا احترافيًا قابلًا للتخصيص، كل مجموعة مجهّزة بعناية لغرضٍ ما. فمثلًا، ستجد قوالب تناسب أعمال الاستشاريين، وأخرى لمقدمي الخدمات التسويقية أو التقنية، وغيرها لمن يرغب في إعداد معرض أعمال احترافي. بهذا التنوع، يضمن سنديان تلبية مختلف الاحتياجات.
ما لفتني وجود خيار لبناء موقعك من الصفر، واستخدام الأقسام الجاهزة وتخصيصها كما تريد، وهو خيارٌ مناسب إن كنت تمتلك تصورًا مخصصًا ترغب بتنفيذه. عن نفسي، اخترت العمل على قالب سراب، فقد كان تصميمه قريبًا من التصور الذي تخيلته لموقعي.
3. ضبط إعدادات الموقع
بعد اختيار القالب، تأتي خطوات ضبط إعدادات الموقع، وفيها كتبت اسم الموقع باسمي الشخصي، ووصفًا بسيطًا معبرًا، واخترت التصنيف المناسب لموقعي وهو “خدمات استشارية”.
4. تحديد النطاق
لا زلت أذكر تحديات حجز استضافة وشراء نطاق في تجربتي السابقة مع ووردبريس، لكن في تجربتي مع سنديان لم أضطر للتعامل مع هذه الأمور، حيث يوفر استضافة آمنة وإمكانية حجز نطاق مخصص مجانًا مع خطة الاشتراك، ما منحني تجربة استخدام سهلة وسريعة.
بدأت البحث عن اسم النطاق وحرصت أن يتضمن اسمي الشخصي ودوري الوظيفي، ثم ظهرت لي النطاقات المتاحة. اخترت نطاقًا يناسبني، وانتقلت إلى خطوة الدفع.
أضفت بيانات بطاقتي الائتمانية لإتمام الاشتراك، وبعد ذلك ضغطت على “إنشاء الموقع” لأنتقل إلى لوحة التحكم.
5. تحرير أجزاء الموقع
قبل كل شيء، بدأت بالتعديل على هوية الموقع من صفحة الإعدادات مباشرةً، بإضافة ألوان هويتي الشخصية بدلًا من ألوان القالب الموجودة.
انتقلت بعدها إلى محرر صفحات الموقع، والذي يتميز بتجربة سهلة تمكنني من اختيار أي عنصر وتعديله مباشرةً بالخيارات المتوفرة في شريط الأدوات السريع، والتحكم في أماكن العناصر بالسحب والإفلات.
قررت أن يكون موقعي من صفحة واحدة فقط، ولذلك حذفت شريط التنقل الموجود في أعلى القالب، وبدأت مباشرةً بقسم “الهيرو”. كتبت اسمي ووصفًا مختصرًا لعملي في الإرشاد المهني.
خصصت القسم الثاني لمجالات خبرتي، وأضفت تعريفًا بسيطًا عن رحلتي الاحترافية، مع مشاركة أكثر المجالات التي أمتلك خبرات حقيقية بها.
في القسم الثالث، أضفت خدماتي الاستشارية المختلفة، ومع كل خدمة وضعت تعريفًا بسيطًا لمساعدة عملائي على فهم القيمة النهائية من الخدمة.
في القسم الرابع، اخترت الحديث عن الأسباب التي تحفّز العملاء للعمل معي، وحرصت على إضافة تأكيد رقمي يثبت خبراتي المختلفة لكسب ثقة العملاء.
ثم أضفت قسمًا مخصصًا بأفضل ثلاثة آراء لعملاء سابقين، بهدف نقل تجربة حقيقية لأشخاص حصلوا على خدماتي الاستشارية فعلًا.
بعد ذلك، أضفت قسمًا للدعوة لاتخاذ إجراء CTA مع زِر يقود إلى حسابي على منصة مستقل، لحث عملائي على حجز استشارة معي من خلال مستقل.
أما القسم الأخير، فكان ذيل الصفحة، ورأيت بأن يتضمن شعار موقعي، وروابط مقالاتي المنشورة في مواقع مختلفة؛ تأكيدًا على خبرتي، واستعراضًا لأعمالي. وكذلك استفدت من إمكانية تضمين عنصر جديد للقسم بإضافة مجموعة أيقونات لروابط حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي.
ختامًا، بعد تجربة سنديان لبناء موقعي، ومقارنةً بخيارات أخرى استخدمتها سابقًا، أرى أنه خيارًا ممتازًا للاعتماد عليه لتنشئ موقعك الشخصي. فهو أولًا يقدم قيمة حقيقية مقابل سعره، وثانيًا يوفر تجربة استخدام سهلة وبسيطة تناسب الجميع دون الحاجة لوجود أي خبرة مسبقة، وثالثًا يقدم جميع الأدوات لإنشاء وإدارة موقعك من مكان واحد.
من ناحيتي استمتعت كثيرًا برحلة بناء موقعي الشخصي على سنديان، إذ أتيحت لي خيارات متنوعة للتصميم بالسحب والإفلات دون الاضطرار لخوض أي تحديات برمجية، والنتيجة النهائية هي حصولي على موقع شخصي احترافي لاستخدامه في الترويج لأعمالي.
تم النشر في: ديسمبر 2024
تحت تصنيف: العمل الحر | نصائح للمستقلين