كيف تحافظ على روح الابتكار داخل شركتك؟

الحفاظ على الابتكار هو عماد النجاح المستمر، حالة الابتكار المتجدد هي ما تجعل شركات بعينها تتصدر المنافسة في صناعة ما، فالابتكار هو الخيط الرفيع الذي يفصل بين النجاح والفشل، تعد شركة فيسبوك التي تخطى عدد مستخدميها 2 مليار مستخدم  في الربع الثالث من العام 2017. من أكثر الأمثلة واقعيّة عن أهمية الابتكار في أي شركة، تتربع فيسبوك على عرش الشبكات الاجتماعية؛ لأنها تعمل على الابتكار بكل الطرق الممكنة فهي لا تخش محاكاة الآخرين لتحتفظ بعملائها مثل: (ميزات تطبيق سناب شات، الهشتاج في تويتر… إلخ).

تواكب المستجدات واهتمامات العملاء مثل: (التدوين، البث المباشر… وغيرهما)، وتبحث دومًا عن طرق جديدة لتبسط سيطرتها في السوق (استحواذها على إنستغرام، واتس آب، وكثير من الشركات)، وقد احتلت كل من أمازون، جوجل، آبل، سناب شات، فيسبوك، المراكز الأولى ضمن قائمة الشركات الأكثر ابتكارا عام 2017 لأنها تعتمد على سحر الابتكار.

في استطلاع للرأي عن الاستراتيجيات التي تنتهجها الشركات لتحقيق النمو أكد 81% من أصحاب الشركات الناشئة الذين شملهم الاستطلاع أنهم مدينون بنجاحهم لقدرتهم على الابتكار، إذا كنت تريد أن تتجنب حالات الركود الذي قد تصيب الشركة، وتسعى للانفراد بميزة تنافسية، فلا شك أنك رائد أعمال يبحث عن الاختلاف، وهناك أمور ينبغي أن تقوم بها لتعثر على الخلطة السرية للابتكار داخل شركتك من أهمها:

أولًا: جذب أفضل الكفاءات

جذب أفضل الكفاءات

إضافة إلى كل الفوائد التي تجنيها المؤسسة من توظيف المواهب؛ فإن وجود أشخاصٍ بخبرات وكفاءات عالية، يعزز روح الابتكار داخل الشركة، لا يرضى أشخاص مثل هؤلاء بأداء أقل، ويمكن أن يغادروا الشركة إلى أخرى فورًا، إذا اكتشفوا أنها لا تتطور ولا تنسجم مع قدراتهم في التطور، وهم إلى ذلك يبحثون دومًا عن طرق أفضل وأكثر فعالية لأداء مهامهم والقيام بوظائفهم.

إذا كنت تسعى للحفاظ على روح الابتكار داخل شركتك يجب أن تكون الشركة قادرة على جذب الكفاءات، أصحاب الشركات عالية الأداء يعرفون أنهم لا يستطيعون قيادة النجاح بمفردهم، لذلك يحيطون أنفسهم بالأفراد الذين يمكنهم التكيف مع المتغيرات باستمرار، وعلى استعداد لتحمل المخاطر والتعاون معهم لإيجاد الحلول بطرق مبتكرة، فالموظفون هم عملاؤك الأكثر استنارة في الشركة، يقول ستيف جوبز:

من غير المنطقي أن نوظف الأذكياء ثم نخبرهم بما عليهم أن يفعلوه، نحن نوظف الأذكياء لكي يخبرونا بما ينبغي علينا فعله

ثانيًا: خلق بيئة تشجع الابتكار

خلق بيئة تشجع الابتكار

من المهم أن ندرك أن الابتكار يجب أن يكون نظاميًا، أعني أنه يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الشركة ويجب أن يكون الجميع مسؤولا عن ذلك – فيكاس شاه Vikas Shah

لا ينبغي أن تكتفي الشركة بجذب الكفاءات بل يجب أن تسعى للاحتفاظ بها، بناء بيئة عمل تشجع على الابتكار ومنح حرية أكبر للموظفين للإبداع، هو السبيل لذلك، بواسطة فتح قنوات اتصال بين كافة المستويات وبناء الثقة، وتهيئة مناخ لتقبل الأفكار الجديدة.

الشركات الكبرى تمتلك المال، الوقت، الموارد لتحقيق النجاح ولكنّ فتح منصات أكبر لتبادل الآراء وتجريب الأفكار الجديدة هو المصدر الأساسي لتحقيق النجاح بالنسبة لها؛ تُخصِّص شركة جوجل مثلًا قائمة داخلية للموظفين لكتابة أفكارهم الجديدة عليها، ويُتاح لأي موظف آخر التصويت ليعبّر عن رأيه إن كان يرى أن الفكرة سيئة أم جيدة.

تشجيع الريادة الداخلية لدى الموظفين الذين يحملون صفات رجال الأعمال، يساعد على تعزيز روح الابتكار في الفريق يقول جاي سينغ:

يتم تعزيز الريادة الداخلية من خلال تشجيع الموظفين على أن يكونوا استباقيين ومنحهم حرية قيادة المبادرات التي يشعرون بها

تعزيز روح المبادرة والعمل الجماعي أيضًا، ومساعدة فريقك على وضع استراتيجية للابتكار لتحسين المنتجات والخدمات، والعمليات التي يعملون عليها من خلال منحهم الأدوات والموارد اللازمة لذلك، وإعادة تحديد المقاييس المستخدمة لتقييم الموظفين وأيضًا الحوافز كل مرّة، أمور تساعد شركتك على الاستمرار في الابتكار، يقول سكوت كوك:

إن أحد مفاتيح تشجيع الابتكار هو السماح للموظفين بأن يكونوا ابتكاريين قدر الإمكان

ثقافة الابتكار داخل الشركة لا تتعلق بالموظفين فقط، بل بالشركاء والموردين والعملاء من خلال مواكبة متطلباتهم وأمزجتهم المتقلبة أيضًا، التحدث مع هؤلاء ومحاولة استكشاف آرائهم واقتراحاتهم أحد الطرق المهمة جدًا في تطوير الشركة والحفاظ على روح الابتكار داخلها.

ثالثًا: راقب منافسيك

راقب منافسيك

الابتكار يتغذى على المنافسة، والمنافسة تُولّد الابتكار وتدفعك لتطوير الشركة والمنتجات باستمرار، وخدمة العملاء… وغيرها. يطمح أنجح رواد الأعمال للتفوق على منافسيهم من خلال الابتكار، وكمثال تسعى شركة فيسبوك دومًا للتفوق على المنافسين في السوق التقني من خلال تطوير منتجاتها، تراقب الشركة من كثب كل ما يحدث في السوق من منافسين تقليديين أو جُدد، في كل مرة يظهر في سوق شبكات التواصل والتطبيقات منتج جديد أو مِيزة جديدة، تسعى الشركة إما للاستحواذ عليه أو تقليد الميزات التي تلفت انتباه الجمهور، حاولت الشركة العملاقة ولثلاث مرات الاستحواذ على تطبيق سناب شات، برفع مبلغ الاستحواذ كل مرة وعندما فشلت في ذلك قامت بمحاكاة ميزات سناب شات الأساسية.

أهمية مراقبة المنافسين لتعزيز الابتكار لدى أي شركة تكمن في عدم الرضا عن الأداء الذي تقدمه في السوق، فالرضا عن الأداء يوقف عجلة التطوير تمامًا، من الضروري أن يتحول البحث في سوق المنافسين إلى أداة هامة لخلق الابتكار في الشركة، وأن يكون الابتكار أحد المقاييس الهامة للتفوق على المنافسين. حاول أن تدرس دائمًا أساليب وطرق مختلفة للتفوق على المنافسين.

رابعًا: واصل التعلم مع فريقك

واصل التعلم مع فريقك

التعلُّم أحد الأمور التي يتبْعُها التغيير والتطور وتحقيق النجاح، فقدت نوكيا مكانتها كرائد للهواتف المحمولة في العالم لمصلحة آبل وسامسونج لأنها فشلت في التعلّم في ساحة يحكمها التغيير والتطور بسرعة مذهلة، ينبغي أن تسعى مع موظفيك لاحتضان المعارف الجديد والتعلم المستمر كل يوم، والتكيف مع الاتجاهات والتطورات الجديدة في السوق واكتساب مهارات وخبرات مختلفة لمواكبة ذلك.

احرص على توفير فرص للتعلم لك ولموظفيك، إضافة إلى توفير الموارد اللازمة لاكتساب مهارات جديدة تعزز الابتكار داخل شركتك، وتطبيق كل ذلك لإضافة قيمة للشركة، بنا ثقافة التعلم هو أداة قوية أيضا لرفع إنتاجية الموظفين، والاحتفاظ بهم على المدى الطويل.

ختامًا: الابتكار هو عملية تجديد مستمرة وبعث للإبداع في العملية الإنتاجية وحل المشاكل التي تواجه العملاء، حتى الشركة. وتحقيق الابتكار المستدام لا يحدث فقط من خلال توظيف المهارات المناسبة أو بناء بيئة تشجع على الابتكار، أو التعلم والتجريب المستمر… وغيرها، فتلك المكونات الأساسية مهمة جدًا للحفاظ على روح الابتكار داخل شركتك.

لكن ينبغي كرائد أعمال أن تكون على استعداد لاستثمار الوقت والجهد والموارد، والتعلم من الأخطاء والفشل لتعزيز الابتكار وتقبله، ولدفع التغيير والتطوير بوتيرة منتظمة داخل شركتك؛ إذا أردت أن يزدهر عملك على المدى الطويل.

تم النشر في: نصائح ريادية