18 سبب من أسباب فشل شركتك الناشئة

50% من الشركات الناشئة تفشل خلال سنتها الأولى وفقًا لرابطة الأعمال الصغيرة الأمريكية Small Business Association، و75% منها تفشل خلال الخمس سنين الأولى وفقًا لدراسة قام بها الإحصائي شيخار غوش Shikhar Ghosh لكلية هارفارد للأعمال Harvard Business School، بجانب مجموعة من الدراسات التي تؤكد أن نسبة فشل الشركات الناشئة في سوق العمل تصل إلى 90%، بينما لا تتعدى فرص النجاح سوى 10% فقط. نحاول أن نجيب عن هذا التساؤل: ما هي أسباب فشل المشاريع الناشئة؟

اتبع الخطوات الآتية وستفشل شركتك الناشئة على الفور:

أسباب الشركات الناشئة؟

قامت مؤسسة CB INSIGHTS بالإجابة على سؤال: لماذا تفشل الشركات الناشئة؟ بشكل لطيف، حيث قامت بطرح السؤال على العديد من أصحاب المشاريع الفاشلة، وتحليل إجابتهم المشتركة التي طرحت بيانًا مطولًا يضم الأسباب الشائعة لفشل معظم المشاريع الناشئة الآن.(CBINSIGHTS هي مؤسسة أمريكية تتلقى دعمًا من كل من مؤسسة العلوم الوطنية National Science Foundation، ومستثمري رأس المال المغامر Venture Capital Investors، حيث تتخصص في تحليل البيانات والإحصائيات الخاصة بسوق العمل، وتقوم بتزويد رجال الأعمال بها ليتخذوا القرار المناسب في شركاتهم)

الأسباب الشائعة لفشل معظم الشركات الناشئة وفقًا لمؤسسة CB INSIGHTS

مصدر الصورة

1. التمسك بالأمور الخاطئة بكل قوتك

من أهم أسباب فشل المشاريع الناشئة، هو تشبث أصحابها ببعض القرارات الخاطئة لفترة طويلة، حين تصبح محاولات استدراك الخطأ هي والعدم سواء. فتمسك صاحب المشروع بقرار خاطئ، أو منتج سيء أملًا في نجاحه فيما بعد سيجعله عرضة للانضمام إلى نسبة 7% من الشركات الفاشلة لنفس السبب.

2. تقمص دور الرجل الخارق

يغفل جزء كبير من مؤسسي الشركات الناشئة عن الغرامة التي يفرضها سوق العمل على المرء، فبمجرد انتمائك إلى عالم ريادة الأعمال، تفقد على الفور جزءً كبيرًا من وقتك الشخصي وحياتك الاجتماعية، وأي محاولة منك لفرض التوازن المثالي، ستجعلك تدور في دائرة مغلقة من الإرهاق، والتي ستنتهي بخسارتك لكلا الجانبين، عملك وحياتك الاجتماعية.

لا أقصد بهذا أن محاولة الجمع بين الأمرين مستحيلة، ولكن من أجل أن تتم بالشكل المثالي الذي قد ترغب فيه، فلابد أولًا أن تعي أن الأمر لن يستتب كما ترغب إلا في مراحل متقدمة من المشروع، بحيث تجد لديك فريقًا كبيرًا قادرًا على تولى بعضًا من مسؤولياتك، ومتسعًا من الوقت لكى تهتم فيه بحياتك الاجتماعية على أكمل وجه. أما قبل ذلك فقد تتعرض لحالات من الإرهاق والغضب التي عرضت 8% من رواد الأعمال إلى خسارة شركاتهم الناشئة.

3. عدم الاستعانة بشبكة علاقاتك

عدم الاستعانة بشبكة العلاقات

يحدث أن يرفض رواد الأعمال الناشئين طلب المساعدة، حيث يخشى البعض من تلقى نصيحة خاطئة قد تضر عمله، ويرى البعض أن  طلب النصيحة قد يضر بصورته كرائد أعمال جديد على المجال، لذلك فإن البعض يرفض الاستعانة بشبكة علاقاته الممتدة مفضلًا البحث والتجريب؛ وهذا ما جعل 8% من الشركات الناشئة تتعرض للفشل والإنغلاق.

4. عدم دراسة العقبات القانونية قبل بدء المشروع

يدخل الكثير من رواد الأعمال في مشاريع ناشئة جديدة بدون دراسة العقبات القانونية التي قد تحيط بها، حتى يتفاجئوا عند مراحل متقدمة من المشروع بوجود عوائق تحول دون استمراره .

5. تجاهل أهمية وجود ممول

عدم اللجوء إلى ممول في بداية مشروعك أمر جيد، فهكذا ستقي نفسك من التدخلات المتعارضة في قراراتك، وفي خطورة الانسحاب المفاجئ من الممول إذا حدث، ولكن إبقاء الأمر على هذا لفترة طويلة سيعرض شركتك للفشل السريع، فوجود أموال متدفقة في المشروع من مصارف أخرى ستحميك من الأزمات المالية المتكررة على مدى الطويل.

6. التقليل من شأن الموقع الجيد

إذا كان منتجك يقدم خدمة ممتازة، ولديك العديد من الشبكات والعلاقات القوية، وبجانب هذا تتمتع بتمويل جيد، فما الحاجة إذا إلى الموقع المناسب؟

حسنًا، إذا كنت تفكر بهذه الطريقة، فأنت بدون شك تنتمي إلى نسبة الـ 9% التي تعرضت مشاريعهم للخسارة، فالموقع يلعب دورًا هامًا في نجاح أي مشروع، فكلما كان الموقع قريب من الفئة المستهدفة، كلما نشطت نسبة مبيعاته بشكل كبير.

7. الوثوق في خدعة الشغف بشكل مبالغ فيه

في وقت أصبحت فيه ريادة الأعمال للبعض صيحة يجب اتباعها، يُخطئ الكثير بإنشاء مشاريعهم اعتمادًا على الأفكار الجيدة وحدها، بدون شغف بالفكرة أو اهتمام مسبق بها، فقط لأنها من الممكن أن تدر ربحًا وفيرًا يجعلها هذه فكرة ناجحة.

تفكير بعض رواد الأعمال بهذه الطريق قد تسبب في فشل أكثر من 9% من الشركات الناشئة، فقلة الشغف الخاص بالمنتج، والتعامل معه كمشروع تجارى بحت جعل منه مهمة متعبة وثقيلة على النفس، لذا كان التخلي عنه هو أفضل السبل المتاحة لرائد الأعمال طلبًا للراحة.

8. التجديد باستمرار

التجديد باستمرار

التطور والتجديد أمر جيد بالطبع، ولكن فعله بدون هدف حقيقي وراءه يعد مضيعة للوقت، بل وخسارة للأموال وصورة الشركة أيضًا. فعندما رغبت العلامة التجارية جاب Gap أن تتقرب من الأعمار الشابة قامت بتغير شعارها ليصبح أكثر عصرية وحداثة، هذا الأمر قد أغضب الكثير من عملائها الأوفياء الذين اعتادوا على البساطة في كل ما تقدمة الشركة، بداية من شعارها  الخاص، وحتى تصميم ملابسها.

9. الاشتراك في العديد من المشاريع في نفس الوقت

يقع رواد الأعمال في خطأ الوقوع في حماسة غامرة، فعندما يبدأ المشروع في إدارة الأموال حتى تجدهم قد أقحموا أنفسهم في العديد من المشاريع التوسعية المتشعبة، قد يجد صاحب المال نفسه في النهاية مشتتًا بين العديد من الاختيارات، التي تجعله في النهاية يخسر شركته، فـ 13% من رواد الأعمال قد خسروا مشاريعهم لهذا السبب.

10. تجاهل العملاء واحتياجاتهم

نعم أنت تحب فكرتك وشغوفًا بها، ولكن تذكر هي لن تخلق من أجلك أنت بل للجمهور، لذلك فلا تقع في الخطأ الشائع الذي يصيب معظم رواد الأعمال، حيث يضع نفسه مقياسًا لاستجابات الجمهور وملاحظاتهم، حتى يجد نفسه في النهاية قد صنع منتجًا لا يرغب فيه أحد سواه.

11. المبالغة في الدعاية للمنتج

يعد التسويق أداة مهمة وفعالة للترويج للمنتجات، فهو قادر على جعل الشركات الناشئة ذائعة الصيت، وقادر أيضًا أن يجنى لك أرباحًا خرافية من العدم. فإهماله أو معاملته كشيء غير هام، لن يضر بمبيعات منتجك فقط، بل من الممكن أن يتسبب في خسارة شركتك بأكملها.

12. إهمال وجود الرؤية المستقبلية

تقع بعض الشركات الناشئة في خطأ انعدام الرؤية المستقبلية حيث تنشغل بالتخطيط لتنفيذ المشروع على أرض الواقع وإدارته، ثم تقف عند سؤال ماذا بعد؟

وبالرغم من أن البعض يظن أنه خطأ من الممكن تداركه، إلا أن هذا الخطأ قد كلف 17% من الشركات الناشئة أعمالها، وأنهى مسيرتها بالفشل.

13. تجاهل ذوق الجمهور

من المهم قبل الشروع في إنشاء شركتك الناشئة، أن تدرس جيدًا السوق المستهدف، وماذا يريد؟ فتقديمك لمنتج لا يحتاجه أحد سيوجهك بسرعة إلى فشل ذريع، فـ 17% من الشركات قد تعرضت للخسارة بسبب منتجاتها التي لا يرغب فيها أحد.

14. تسعير المنتج وفقًا للأرباح وليس اعتمادًا على مقدرة الجمهور

يلعب التسعير دورًا مهمًا في مبيعات المنتج، فمن جهة يجب أن يغطي تكاليف المنتج، ومن جهة يجب أن يكون مناسبًا للجمهور. فهذه المعادلة يجب أن تكون متناسبة حتى يحظى المنتج بالقبول، ولكن بعضًا من رواد الأعمال يهملون هذه المعادلة سعيًا وراء الربح الوفير، وهذا ما قد يكلفهم ركود منتجاتهم، بالإضافة إلى تعرض تجارتهم لخطر  الفشل والتوقف على المدى القريب.

15. أنت دائمًا أفضل من منافسيك

أنت دائمًا أفضل من منافسيك

ينصح الكثير من رجال الأعمال الشركات الناشئة في بدايتها بعدم الاهتمام بالشركات المنافسة، حتى لا يتعرضوا للعديد من خيبات الأمل والإحباط، ولكن ما يغفله رواد الأعمال أن هذه النصيحة كانت في بداية مشوارهم فقط، أما بمجرد تمكنهم من تحقيق مكاسب حقيقة حينها ستقع جميع الأنظار عليهم، وسيرغب الجميع في منافستهم، لذلك فعلى الشركات الناشئة أن تدرس جيدًا سوقها التنافسي، وإمكانيته حتى لا تنضم هي أيضًا لنسبة الـ 19% من الشركات التي  فشلت بسبب إهمال عنصر المنافسة.

16. تنوع الفريق بدون هدف

التنوع في فريق عملك ميزة تضاف إليه، ولكن التنوع بدون هدف قد يجعلك تخسر الكثير، فوجود أشخاص لا تنتمي إلى نوع تجارتك أو مجال عملك لن يكلفك سوى المتاعب،فنسبة الشركات الناشئة التي فشلت بسبب عدم تجانس فريق عملها بلغت 23%.

17. تبديد الأموال بتشتت طرق إنفاقها

من الأخطاء الشائعة في مجتمع الشركات الناشئة، هو عدم تخطيط أصحابها للطرق التي تنفق فيها الأموال، حيث تتبدد الأموال في طرق كثيرة لا فائدة منها، حتى لا يجد صاحب المال تمويلًا يساعده في أوقات الشدة، فهذه الاستراتيجية قد كلفت 29% من الشركات الناشئة أموالها، حتى أفلست في النهاية.

18. عدم دراسة السوق

لا يحتاج منك السوق أن تخترع منتجًا خرافيًا وغير مألوف، بل كل ما يحتاجه أن تقوم بدراسة متطلبات جمهورك جيدًا وأن تقدمها له، حتى لو كان ذلك من خلال الاعتماد على منتج منسوخ، أو فكرة تم تقديمها من قبل. يقول براين تريسي في كتابه كيف تصبح ثريًا بطريقتك الخاصة، أن 80% من المشاريع القائمة في الولايات المتحدة قامت على أفكار منسوخة لمشاريع تم إنتاجها من قبل.

لذلك، فمن الخطأ أن تجتهد في إنشاء مشروع جديد لسوق لا يحتاجه، فهذا الخطأ قد تسبب في غلق أكثر من 42% من الشركات الناشئة.

يجب أن تتقبل الشركات الناشئة الفشل وتتعلم النظر إليه كونه شيء سلبي. (راشنا آغاروال)

ما ذكرناه من أسباب فشل المشاريع الناشئة لم تكن طريقًا مختصرًا للفشل، بل هي مجموعة من الخبرات والتجارب التي تشاركها رواد الأعمال معًا. فهى دروس لزم الأمر تعلمها بالطريقة الصعبة، لذلك إذا كنت قد اقترفت أحد هذه الأخطاء سابقًا، فتخط الأمر سريعًا. المهم الآن أن تستفيد من هذه التجربة في إنشاء مشروع آخر أكثر قوة ونجاحًا، وألا تنظر  للفشل أبدًا كونه شيئًا سلبيًا. فما هو إلا تجربة قادمة لك، وخطوة في نجاح شركتك الناشئة، فاستفد منها.

تم النشر في: مشاريع ناشئة